التحالف يعترض طائرة حوثية مسيّرة استهدفت مدنيين في جازان

TT

التحالف يعترض طائرة حوثية مسيّرة استهدفت مدنيين في جازان

أعلن العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن قوات التحالف تمكنت صباح أمس (الأربعاء)، من اعتراض وإسقاط طائرة من دون طيار (مسيّرة) أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من محافظة صنعاء باتجاه الأعيان المدنية والمدنيين بمدينة جازان. وأوضح العقيد المالكي في بيان صحافي، أنه في الوقت الذي يوجد فيه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في صنعاء، تستمر محاولات الميليشيا الحوثية الإرهابية في استهداف البنى التحتية المدنية والمدنيين، ما يكشف بجلاء النزعة الإجرامية لهذه الميليشيا وتماديها في استخدام الأساليب الإرهابية، وكذلك استمرار تهديدها للأمن الإقليمي والدولي.
كانت قوات التحالف، قد أعلنت مساء أول من أمس (الثلاثاء)، اعتراض وإسقاط 3 طائرات من دون طيار (مسيّرة) أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه الأعيان المدنية بمدينتي جازان وأبها.
ميدانياً، دمّرت مدفعية الجيش الوطني اليمني آلية عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية، في جبهة قانية شمال محافظة البيضاء (وسط اليمن) كانت تحمل تعزيزات حوثية، ومقاتلين، ما أسفر عن مقتل جميع من كان على متنها، طبقاً لما أكده مصدر عسكري رسمي قال إن «ذلك تزامن مع استهداف مدفعية الجيش الوطني في مديرية نهم، البوابة الشرقية لصنعاء، تجمعات ومواقع متفرقة للانقلابيين في المديرية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية».
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الجبهة ذاتها، منذ أيام، معارك بين الجيش والميليشيات الانقلابية وسط تكبيد ميليشيات الانقلاب الحوثية الخسائر البشرية والمادية الكبيرة في معاركهم مع الجيش وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية.
وعلى وقع جرائم ميليشيات الحوثي الانقلابية في مدينة الحديدة الساحلية، غرباً، وريفها الجنوبي، جراء القصف الهستيري والمكثف على مختلف الأحياء والقرى السكنية، وأبرزها في مديريات حيس والدريهمي والتحيتا، سقط قتلى وجرحى مدنيون، مساء الثلاثاء، في مديرية حيس جراء القصف المدفعي الحوثي الذي استهدف الأحياء السكنية في مديرية حيس.
ووفقاً لمصادر محلية، قُتل المواطن مهيوب إبراهيم عبد الله مغاري (55 عاماً) في أثناء سقوط قذيفة هاون أطلقتها ميليشيات الحوثي على منزله، فيما تعرض المواطن نبيل فاضل رضوان لإصابات متوسطة.
وفي الدريهمي، جنوب الحديدة، نقل مركز إعلام قوات العمالقة الحكومية، في جبهة الساحل الغربي، عن سكان محليين تحدثوا عن «مجازر بشعة ارتكبتها الميليشيات بحقهم وحوّلت حياتهم إلى جحيم يومي لا يستثني أحداً، ودمّرت المنازل بالقصف المدفعي وقتلت البشر والمواشي».
وقال السكان إن «ميليشيات الحوثي قصفت منزل مواطن وقتلت أسرة بأكملها كانت آمنة فيه، وقذيفة أخرى قتلت 12 مواطناً آخرين في منطقة قريبة منهم»، وإن «الميليشيات الحوثية تستخدم ما يشبه الانتقام من المواطنين الأبرياء فأصبحوا هدفاً يومياً لتلك الميليشيات التي شنت حرباً عبثية على اليمنيين في كل مكان».
تزامن ذلك مع قصف مكثف وبشكل هستيري، صباح أمس (الأربعاء)، شنّته ميليشيات الحوثي الانقلابية، على مواقع القوات المشتركة في منطقة الفازة استخدمت فيه قذائف مدفعية الهاون الثقيل من عيار 120 وسلاح 23 ومعدات البيكا وسلاح 14.5 بشكل مكثف.
وفي المحافظة ذاتها، أتلفت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة في محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية بعد تفكيكها ونزعها من مناطق متفرقة من المحافظة. وقال مصدر في الفرق الهندسية إن «كمية الألغام والمتفجرات التي فككتها ونزعتها الفرق الهندسية وتم تفجيرها في منطقة غليفقة التابعة لمديرية الدريهمي بلغت 600 لغم أرضي ومن بينها عبوات ناسفة وقذائف صاروخية حوّلها الحوثيون إلى ألغام وقاموا بزرعها في الطرق العامة والفرعية والشواطئ والأحياء السكنية في مختلف مناطق مدينة الحديدة كانت تهدد حياة المواطنين».
وأضاف وفقاً لما نقل عنه المركز الإعلامي لقوات العمالقة أن «الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة سبق وأتلفت كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة والمتفجرات التي تم نزعها في مختلف مناطق محافظة الحديدة»، وأن «المئات من المدنيين سقطوا ضحايا بسبب ألغام مختلفة الأحجام والأنواع التي زرعتها الميليشيات في الكثير من الأحياء السكنية والقرى والمزارع وحتى داخل منازل المواطنين في شتى مناطق ومديريات محافظة الحديدة».
وتواصل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران زرع الألغام وحفر الخنادق والأنفاق في أحياء وشوارع مدينة الحديدة وتفخيخها في إطار التصعيد العسكري للميليشيا منذ بدء سريان الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية في الحديدة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.