المقاتلون الأكراد يجبرون «داعش» على التراجع في 5 مواقع في الحسكة.. بمساندة نظامية

مقتل 17 عنصرا من التنظيم بغارات على معسكر في دير الزور

أطفال سوريون بعد نجاتهم من قصف حكومي على بلدة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق أمس (رويترز)
أطفال سوريون بعد نجاتهم من قصف حكومي على بلدة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق أمس (رويترز)
TT

المقاتلون الأكراد يجبرون «داعش» على التراجع في 5 مواقع في الحسكة.. بمساندة نظامية

أطفال سوريون بعد نجاتهم من قصف حكومي على بلدة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق أمس (رويترز)
أطفال سوريون بعد نجاتهم من قصف حكومي على بلدة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق أمس (رويترز)

فتح المقاتلون الأكراد والقوات النظامية السورية، معارك متزامنة ضد تنظيم «داعش» في شمال وشرق سوريا، في حين حققت وحدات «حماية الشعب الكردي» في الحسكة (شمال شرقي سوريا) أمس، تقدما نوعيا، بعد أربعة أيام من تشكيل غرفة عمليات موحدة مع فصائل في المعارضة السورية المعتدلة، ضد التنظيم المتشدد.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن المقاتلين الأكراد أحرزوا تقدما في ريف الحسكة، حيث تمكنت الوحدات الكردية، من السيطرة على قرى رحية وحاجية وكبيب وحاركة وأبو خزف ومزارع محيطة بها، بعد أيام على المعارك المستمرة. وأدت الاشتباكات إلى مصرع ما لا يقل عن 15 من مقاتلي تنظيم «داعش». وأشار إلى أن الاشتباكات تواصلت في محيط منطقتي أبو قصايب وشرموخ بالقرب من بلدة تل حميس.
وأعلن المرصد أن 19 مدنيا من قريتي الحاجية وتل خليل في ريف بلدة تل حميس في محافظة الحسكة قتلوا في قصف مدفعي اتهم ناشطون معارضون وحدات حماية الشعب الكردي بالمسؤولية عنه.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن كل أطراف النزاع في هذه المنطقة كانوا من وحدات حماية الشعب الكردي المدعومين من عشائر عربية أو من مسلحي «داعش» يستخدمون كل أنواع القذائف بشكل فوضوي أحيانا لقصف مواقع العدو «لذلك من الصعب تحديد الطرف الذي كان وراء القصف الذي أوقع 19 قتيلا مدنيا».
وأغلبية سكان الحسكة من الأكراد، وهم يقاتلون تنظيم «داعش» منذ تدخله في النزاع السوري في ربيع 2013.
وتزامنت تلك المعارك مع مساندة بالنيران من قبل القوات النظامية للقوات الكردية. فقد أكد مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط» أن قوات النظام «تشارك في تغطية القصف المدفعي في المعركة، ما يتيح لقوات حماية الشعب التقدم»، في حين «يواصل الطيران الحربي النظامي قصف خطوط الإمداد عن داعش في ريف الحسكة، بهدف منع وصول أي تعزيزات إلى مناطق الاشتباكات مع القوات الكردية». وأفاد المرصد السوري بقصف قوات النظام مناطق في حي غويران بمدينة الحسكة.
وردت قوات «داعش» باستهداف مقار النظام الأمنية في مدينة القامشلي، إذ سقطت قذيفة على منطقة وجود مراكز ومقار النظام الأمنية في المدينة، بينما سقطت الأخرى على منطقة في حي قدور بك بالمدينة.
وفي الرقة، أفاد ناشطون بقصف نفذته وحدات حماية الشعب الكردي استهدف مناطق في قرية سليب قران بريف مدينة تل أبيض، والتي يسيطر عليها «داعش».
بموازاة ذلك، واصلت القوات الجوية النظامية السورية قصف مواقع لـ«داعش» في دير الزور، إذ أعلن المرصد أن ما لا يقل عن 17 مسلحا في التنظيم، إضافة إلى طفل واحد قتلوا في غارة شنها الطيران السوري أول من أمس على معسكر تدريب للتنظيم المتشدد في محافظة دير الزور (شرق). وأكد المرصد أن الغارة الجوية التي شنها الطيران السوري استهدفت مباشرة «مهاجع مقاتلي داعش في معسكر التبني» قرب الحدود بين محافظتي دير الزور والرقة (شمال) التي يسيطر عليها التنظيم بالكامل، لافتا إلى أن طفلا قتل «أثناء تواجده لزيارة أحد أقاربه من مقاتلي التنظيم».
والتنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق يسيطر على قسم كبير من محافظة دير الزور. ويشن النظام السوري منذ أسابيع غارات على بلدات يسيطر عليها الإسلاميون في شمال وشرق سوريا. وأفاد ناشطون أن الغارات تؤدي إلى مقتل كثير من المدنيين.
في غضون ذلك، تواصل القوات النظامية السورية محاولاتها للتقدم بريف حماه الشمالي، بعد تمكنها من فك الحصار عن بلدة محردة ذات الأغلبية المسيحية، واستعادت السيطرة على قرى تقع إلى الشرق منها.
وأفاد ناشطون بتعرض مناطق في ريف حماه الشمالي لقصف من قوات النظام، في حين تتعرض مناطق في أطراف بلدة اللطامنة بالريف الشمالي لقصف من قوات النظام، وسط قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في المدينة، بينما نفذ الطيران الحربي 3 غارات على مناطق في الحي الجنوبي ومناطق أخرى في البلدة. وتزامن قصف اللطامنة الخاضعة لسيطرة المعارضة، مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قريتي المصاصنة ومعركبة وقرية الزكاة.
وعلى مسافة قريبة من ريف حماه الشمالي، استهدف الطيران الحربي النظامي غارات على مناطق في مدينة خان شيخون، وبلدة معرشمشة، وبلدة سراقب ومناطق في مدينة بنّش، ومناطق في بلدة الهبيط.
وفي سياق متصل، اتسعت دائرة المعارك في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث اندلعت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط بلدة دير سلمان والقاسمية، في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، وسط قصف لقوات النظام على منطقة الاشتباك.
وتزامنت الاشتباكات مع تواصل المعارك على أطراف حي جوبر، وفي الدخانية التي تقدمت بها المعارضة الأسبوع الماضي، حتى وصلت لأي أطراف جرمانا بريف دمشق الخاضعة لسيطرة قوات النظام. وقال ناشطون إن الطيران الحربي نفذ عدة غارات على مناطق في أطراف بلدة عين ترما والدخانية وعدرا في الغوطة الشرقية.
وفي غضون ذلك، قصفت القوات النظامية الطريق الواصل إلى بلدة زاكية في الغوطة الغربية، إلى جانب مناطق في بلدة بيت جن وقرية حمريت بريف دمشق الغربي، وذلك بعد تقدم قوات المعارضة في هذه المناطق المتصلة بريف القنيطرة. وقد أفاد ناشطون أمس بتعرض مناطق في القنيطرة لـ15 غارة جوية، بالتزامن مع قصف تعرضت له مناطق بريف درعا الغربي.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.