ملفات التجارة تهيمن على القمة الأوروبية ـ الكندية

TT

ملفات التجارة تهيمن على القمة الأوروبية ـ الكندية

بدأت مساء أمس (الأربعاء) مراسم القمة المشتركة بين كندا والاتحاد الأوروبي، والتقى القادة من الجانبين على عشاء عمل، على أن تستأنف الاجتماعات اليوم الخميس في مونتريال.
ويشارك في أعمال القمة من الجانب الأوروبي رئيس مجلس الاتحاد دونالد توسك، والمفوضة الأوروبية المكلفة ملف التجارة سيسليا مالمستروم، وسيترأس الجانب الكندي رئيس الحكومة جاستن ترودو.
وحسبما أعلنت مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، فإن القمة تهدف إلى تكثيف العلاقات بين الجانبين ومناقشة مجالات التعاون المستقبلية.
وقال المجلس الأوروبي في بيان: «بصفتهما شريكين متشابهين في التفكير، فإن الاتحاد الأوروبي وكندا سيعيدان تأكيد التزامهما المشترك بالتعددية والتجارة القائمة على القواعد، ويؤكدان أيضاً مجدداً التزامهما الكامل بـ(اتفاق باريس) بشأن التغير المناخي، مع الدعوة إلى بذل مزيد من المجهود لمكافحة التغير المناخي».
وحسب المصدر نفسه، يناقش القادة التعاون الاستراتيجي بشأن التحديات العالمية، بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا والابتكار، كما ستظهر القضايا الخارجية والأمنية أيضاً على جدول الأعمال؛ وفي مقدمتها ملف إيران، والوضع في فنزويلا وسوريا، والتعاون في مجالات الهجرة، ومكافحة الإرهاب.
وقال البيان الأوروبي إن القمة ستبحث في المقام الأول العلاقات الثنائية والتجارة، وسيدعو القادة إلى الدفاع عن النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد، مع وضع منظمة التجارة العالمية في صميمها.
أيضا تتم مناقشة سبل دعم مزيد من الاندماج الاجتماعي والمساواة بين الجنسين والنمو الشامل، ومن المتوقع أن يؤكد الجانبان مجدداً التزامهما بتعزيز التعاون في العلوم والتكنولوجيا والابتكار بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
ومن المتوقع أن يلتزم الجانبان بالتنفيذ الكامل لاتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين المعروفة باسم «سيتا»، والتي جرى تطبيقها بشكل مؤقت منذ سبتمبر (أيلول) 2017، كما سيؤكد الجانبان التزامهما القوي بـ«اتفاق باريس»، وسوف يدعوان جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل للاتفاقية، كما ستتم مناقشة كيفية تخفيف آثار التغير المناخي، والحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي.
واتفاقية «سيتا» التي جرى توقيعها في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2016 في بروكسل، تعمل على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والشامل، وتساهم في إزالة أكثر من 99 في المائة من الرسوم الجمركية على التجارة بين كندا والاتحاد الأوروبي، وبالتالي من المتوقع أن يرتفع حجم التجارة الثنائية ليصل إلى 12 مليار يورو سنوياً، كما ستساهم الاتفاقية في خلق الوظائف وتحقيق النمو على ضفتي الأطلسي.



تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
TT

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة، بمقدار يبلغ نحو ربع المبلغ الحالي، وذلك نتيجة للتأثيرات المترتبة على السياسات التي توعد بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وفقاً لما أشار إليه «معهد التمويل الدولي» يوم الأربعاء.

وأوضح «المعهد» أن التهديدات بفرض التعريفات الجمركية، وقوة الدولار الأميركي، والتباطؤ في خفض أسعار الفائدة من قبل «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي، بدأت بالفعل تؤثر على خطط المستثمرين في الأسواق العالمية، وفق «رويترز».

وفي تقريره نصف السنوي، قال «معهد التمويل الدولي»: «لقد أصبحت البيئة المحيطة بتدفقات رأس المال أكثر تحدياً، مما أدى إلى تراجع شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية».

وأشار التقرير إلى أن هذا التحول يؤثر بشكل أكبر على الصين، بينما من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة خارج الصين تدفقاً «قوياً» للاستثمارات في السندات والأسهم، مدعوماً بشكل خاص من الاقتصادات الغنية بالموارد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وقد شهدت الصين في عام 2024 بالفعل أول تدفق خارجي للاستثمار المباشر الأجنبي منذ عقود، ومن المتوقع أن تتحول التدفقات الإجمالية للأموال إلى أكبر اقتصاد في العالم إلى سلبية، حيث يُتوقع أن يصل حجم الخروج إلى 25 مليار دولار في عام 2025.

وأكد «المعهد» أن هذا التباين يُبرز مرونة الأسواق الناشئة غير الصينية، التي تُدعم بتحسن المشاعر تجاه المخاطر، وتحولات هيكلية مثل تنويع سلاسل الإمداد، والطلب القوي على الديون بالعملات المحلية.

وتوقع «معهد التمويل الدولي» أن يتباطأ النمو العالمي إلى 2.7 في المائة عام 2025، مقارنة بـ2.9 في المائة هذا العام، في حين يُتوقع أن تنمو الأسواق الناشئة بنسبة 3.8 في المائة.

ومع ذلك، فإن التدفقات الرأسمالية إلى الأسواق الناشئة من المتوقع أن تنخفض إلى 716 مليار دولار في عام 2025، من 944 مليار دولار هذا العام، ويرجع ذلك أساساً إلى الانخفاض الحاد في التدفقات إلى الصين.

وحذر «المعهد» بأن السيناريو الأساسي في تقريره يفترض تنفيذ التعريفات الجمركية بشكل انتقائي فقط. ومع ذلك، فإذا نُفذت التهديدات بفرض تعريفة بنسبة 60 في المائة على الصين و10 في المائة على بقية العالم، فإن الوضع سيتدهور بشكل كبير.

وأضاف «المعهد»: «تنفيذ التعريفات بشكل أسرع وأقوى من قبل الولايات المتحدة قد يفاقم المخاطر السلبية، مما يعزز الاضطرابات في التجارة العالمية وسلاسل الإمداد، ويضع مزيداً من الضغط على تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة».