ستخيم فضيحة فساد وقرار ترك إدارة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في يد الاتحاد الدولي (الفيفا) على اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد القاري للعبة في القاهرة اليوم وقبل يوم واحد من نهائي بطولة أمم أفريقيا.
ويجتمع أعضاء الاتحاد الأفريقي البالغ عددهم 54 اتحادا وطنيا اليوم ولأول مرة منذ مزاعم فساد وتحرش جنسي طالت رئيسه أحمد أحمد في أبريل (نيسان). وكانت لجنة القيم بالفيفا تلقت شكاوى في مارس (آذار) الماضي من عمرو فهمي الأمين العام للاتحاد الأفريقي عن مزاعم فساد وتحرش جنسي ضد أحمد، وأقيل فهمي من منصبه وقتها.
وظهرت مزاعم فساد أخرى ضد أحمد مؤخرا واستجوبته السلطات الفرنسية في يونيو (حزيران) الماضي في إطار تحقيقات قبل أن تخلي سبيله.
ونفى أحمد ارتكاب أي أخطاء خلال الكثير من المقابلات مع وسائل إعلام لكنه لم يرد على طلبات متكررة للتعليق على طبيعة المزاعم ضده.
وتولى الفيفا إدارة شؤون الاتحاد الأفريقي في أعقاب مزاعم الفساد.
وقال الاتحاد الدولي والاتحاد الأفريقي في بيان مشترك إن فاطمة سامورا الأمين العام للفيفا ستشرف على شؤون اللعبة في القارة من أجل المساعدة في عملية إصلاح المنظمة. وذكرت مصادر أن اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي للعبة اتخذت قرارا مفاجئا بالتخلي عن إدارة المؤسسة القارية لتظهر سامورا الأمين العام للاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) على الساحة «كمندوبة الفيفا لشؤون أفريقيا».
ويرى بعض منتقدي أحمد أن هذا القرار محاولة منه للمراوغة للبقاء في السلطة رغم أنه سيعرضه للمزيد من الفحص والتدقيق عندما يراجع الفيفا الجوانب المالية للاتحاد الأفريقي.
وستحتفظ سامورا بمنصبها كأمين عام للفيفا، وقال البيان إن مجلس الفيفا أقر هذه الخطوة «الاستثنائية والمؤقتة».
كما سيجري الفيفا أيضا مراجعة مالية جنائية للتمويل الذي منحه للكاف.
وتردد أن فكرة إرسال سامورا لأفريقيا صاغها السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا والنيجيري أماغو بينيك النائب الأول لرئيس الاتحاد الأفريقي في أعقاب احتجاز الشرطة الفرنسية لأحمد لفترة قصيرة لاستجوابه بشأن مزاعم فساد.
وقالت مصادر داخل الكاف إن أحمد، الذي يسعى للتمسك ببعض مظاهر السلطة أو حتى أن يترك منصبه من دون أن يتم إيقافه، جرى إجباره على القبول بالصفقة على أن يقترحها هو على زملائه في الاتحاد القاري.
وعادة ما تمر اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي دون جدل، حيث توافق الاتحادات الأعضاء على المقترحات التي يقدمها الرئيس لكن اجتماع اليوم يتوقع أن يكون استثنائيا.
ونقلت رويترز أمس عن رئيس أحد اتحادات كرة القدم في أفريقيا دون ذكر اسمه: «سيحدد هذا الأسبوع مستقبل الكرة الأفريقية. هذا العبث يجب أن يتوقف».
وتبقى المعارضة للرئيس أحمد خافتة إلى حد كبير ولا توجد توقعات بأي تحد كبير لقيادته. وسيحظى إنفانتينو رئيس الفيفا المقرر أن يحضر الاجتماع باهتمام أكبر.
وأكد الفيفا أن لجنة القيم تجري تحقيقا بشأن أحمد الذي لا يزال بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي يتولى منصب نائب رئيس الفيفا.
يذكر أن الاتحاد الأفريقي قد أعلن تصنيف المنتخبات المشاركة في تصفيات بطولة كأس الأمم الأفريقية 2021 التي تستضيفها الكاميرون، على أن تسحب القرعة اليوم على هامش الاجتماع العام.
وجاء تصنيف المنتخبات في القرعة كالتالي: التصنيف الأول: الجزائر - بوركينا فاسو - الكاميرون - كوت ديفوار - مصر - غانا - مالي - المغرب - نيجيريا - الكونغو الديمقراطية - السنغال – تونس.
التصنيف الثاني: بنين - الكونغو - الغابون - غينيا - كينيا - ليبيا - موريتانيا - النيجر - الرأس الأخضر - جنوب أفريقيا - أوغندا - زيمبابوي.
التصنيف الثالث: أنغولا - مدغشقر - مالاوي - موزمبيق - ناميبيا - سيراليون - السودان - تنزانيا - توغو - أفريقيا الوسطى - غينيا بيساو - زيمبابوي.
التصنيف الرابع: بوروندي - بوتسوانا - جزر القمر - إثيوبيا – أي سواتيني - رواندا - ليسوتو - غينيا الاستوائية.
التصنيف الخامس: تشاد - جيبوتي - غامبيا - ليبيريا - موريشيوس - ساو تومي - جزر سيشل - جنوب السودان.
على جانب آخر يواصل منتخب الجزائر تدريباته وسط أجواء احتفالية استعدادا لمواجهة السنغال غدا في نهائي كأس الأمم الأفريقية على استاد القاهرة.
وستتكرر المواجهة بين الفريقين بعد فوز الجزائر 1 - صفر في دور المجموعات بهدف يوسف بلايلي لكن الحسابات ستكون مختلفة في استاد القاهرة.
ويطمح فريق المدرب جمال بلماضي في تحقيق اللقب للمرة الثانية في تاريخ الجزائر بعد إنجاز 1990 على أرضها بينما لم تظفر السنغال بالكأس من قبل.
وسيلعب بلماضي بتشكيلة مكتملة باستثناء الظهير الأيمن المميز يوسف عطال الذي أصيب في الكتف خلال لقاء كوت ديفوار بدور الثمانية وغاب عن الفوز على نيجيريا في الدور قبل النهائي.
ويأمل أنصار الجزائر في استرداد اللاعبين للياقتهم البدنية والتعافي بشكل تام بعد مسيرة شاقة شهدت الانتصار بجميع مباريات البطولة. وأقبل عدد هائل من المشجعين على شراء التذاكر في الجزائر تمهيدا للسفر إلى القاهرة لحضور المباراة ونفدت التذاكر خلال وقت قصير.
ويحمل بلماضي على عاتقه إعادة المجد لمنتخب الجزائر. وبعد فترة مضطربة شهدت تغيير سبعة مدربين خلال ثلاث سنوات احتاج بلماضي إلى أقل من عام واحد ليعيد النظام بتشكيلة كان ينظر إليها على أنها بائسة وقادها إلى النهائي الأفريقي. ورغم أنه درب في قطر فقط قبل تولي المنصب انتشل بلماضي «ثعالب الصحراء» من الأزمة حتى صار أكثر فريق مبهر في البطولة بعد خمسة انتصارات وتعادل وسجل 12 هدفا بينما استقبل هدفين فقط قبل مواجهة السنغال في النهائي.
ونجح بلماضي في إخراج أفضل ما بجعبة تشكيلته الموهوبة وحافظ على الشراسة رغم أن مسيرة الفريق لم تخل من أحداث مثيرة للجدل مثل ادعاء المدافع رامي بن سبعيني تعرضه للضرب في مواجهة كوت ديفوار بدور الثمانية.
وجذب بن سبعيني ذراع ويلفريد زاها وصفع نفسه قبل أن يسقط على الأرض لكنه فشل في التسبب في طرد مهاجم كوت ديفوار.
وتمكن بلماضي من إبعاد الضغوط عن لاعبه الأبرز رياض محرز بعد أن ساعده في لعب دور القائد المحوري لكن دون أن يكلفه بالعزف المنفرد.
وقال بلماضي في بداية البطولة: «لا أحب تسليط الضوء على لاعبين، نحتاج لتخفيف التركيز عن محرز إذا أردنا أن نحقق مسيرة جيدة».
وكان بلماضي لاعب وسط مميزا في السابق يخترق الدفاعات بتمريراته وشهد مشواره اللعب في عشرة أندية في فرنسا وإنجلترا وقطر ومن بينها أولمبيك مرسيليا ومانشستر سيتي.
كما خاض 20 مباراة مع الجزائر وسجل خمسة أهداف.
وبدأت مشكلات الجزائر في السنوات الأخيرة بعد الخروج من دور الثمانية في كأس الأمم 2015 وسط انتقادات لاذعة للمدرب الفرنسي كريستيان جوركوف الذي انتظر لعام آخر ثم غادر منصبه عقب التعادل 3 - 3 مع إثيوبيا.
وقاد نبيل نغيز الفريق مؤقتا ثم ترك المهمة إلى ميلوفان رايفاتش الذي استمر في عمله لمباراتين فقط ورحل بعد تعادل الجزائر على أرضها 1 - 1 أمام الكاميرون في تصفيات كأس العالم.
وكان البلجيكي جورج ليكنز المدرب التالي وخاض خمس مباريات منها الهزيمة 3 - 1 أمام نيجيريا في تصفيات كأس العالم.
وانتقلت القيادة إلى الإسباني لوكاس ألكاراز الذي استقال عقب الخسارة ذهابا وإيابا من زامبيا مما يعني خروج الجزائر من سباق التأهل لكأس العالم في روسيا.
وشابت الفوضى الفريق وتخلى محرز عن مباراة زامبيا للتفاوض في سوق الانتقالات.
وكلف الاتحاد الجزائري النجم المعروف رابح ماجر بإدارة الفريق لكنه ترك المنصب بعد أربع هزائم ودية متتالية وبعد التفكير في إسناد المهمة للبرتغالي كارلوس كيروش قرر الاتحاد منح الثقة لبلماضي المولود في فرنسا.
وأجرى جيرنوت رور مدرب نيجيريا، الذي واجه النسخة القديمة من الجزائر في تصفيات كأس العالم وفريق بلماضي المستحدث، مقارنة واضحة حين قال: «كان فريق الجزائر ضعيفا قبل عامين وكان يرتكب الكثير من الأخطاء ما سهّل الأمور علينا. الآن يتمتع بالقوة وبالتوازن الجيد بين الدفاع والهجوم ولا يزال متميزا من الناحية البدنية، لقد تطور كثيرا».
قضايا فساد رئيس «الكاف» تخيم على عمومية الاتحاد الأفريقي اليوم
المنتخب الجزائري يستعد لنهائي كأس الأمم في أجواء احتفالية... والجنوب أفريقي غوميز يدير اللقاء
قضايا فساد رئيس «الكاف» تخيم على عمومية الاتحاد الأفريقي اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة