«تحدي الـ8 سنين» تترجم الحنين إلى طفولة غابرة

تقدمها فرقة «نبض» المؤلفة من لاجئين سوريين وفلسطينيين

مجموعة الشباب اللاجئين المشاركين في «تحدي الـ8 سنين»
مجموعة الشباب اللاجئين المشاركين في «تحدي الـ8 سنين»
TT

«تحدي الـ8 سنين» تترجم الحنين إلى طفولة غابرة

مجموعة الشباب اللاجئين المشاركين في «تحدي الـ8 سنين»
مجموعة الشباب اللاجئين المشاركين في «تحدي الـ8 سنين»

ماذا یمكن أن تحمل ردود فعلنا حين تعود شخصيات عرفناها في الطفولة لتعيش معنا اليوم من جديد؟ انطلاقاً من هذا السؤال يرتكز موضوع مسرحية «هاشتاغ تحدي الـ8 سنين» لفرقة «نبض» التي تشرف على تدريبها جمعية «سيناريو». وتعرض اليوم وغداً على خشبة مسرح مونو في بيروت. ويشارك في هذا العمل الجماعي 7 شبان وشابات تتراوح أعمارهم ما بين الـ19 و27 عاماً يقدمون فيه مقارنة لـ8 سنوات خلت حول مواقف وحالات ومشاعر عاشوها ما قبل وبعد هجرتهم من بلادهم إثر اندلاع الحرب فيها. وتستعين الفرقة بذكريات من طفولتها لخلق شخصيات وهمية خلال التمرين المسرحي الذي استغرق نحو عام كامل.
ويرسم العرض الأماكن التي يأتي منها أعضاء الفرقة ويتساءل عن علاقتهم بتلك الأماكن التي يحنون إليها ويتذكرونها في سهراتهم فترسم الابتسامة على وجوههم.
«لقد عدت معهم إلى محطات طفولية خاصة بهم يختزونها في ذاكرتهم عندما كانوا يعيشون في سوريا». تقول مخرجة المسرحية كريستيل خضر. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هناك شخصيات أحبوها وما زالت تدغدغ خيالهم من وقت لآخر كـ(أخوت الحارة) و(بصارة الضيعة) وأستاذ الإنجليزية في مدرسة القرية. وتمر هذه الشخصيات على المسرح لتخبرنا كل منها كيف تغيرت مع الوقت وبعد مرور 8 سنوات على نشوب الحرب في سوريا. ومن هنا ننطلق في عالم وهمي ممزوج بواقع طفولي يقدمه الممثلون كل على طريقته وبالأسلوب الذي يتخيله». وتشير كريستيل خضر إلى أن أكثر ما لفتها بالممثلين هذه الطاقة الكبيرة التي يتمتعون بها. «لقد تغيروا بفعل الحرب هذا صحيح ولكنهم لا يزالون يتمتعون بطاقة إيجابية رغم كل شيء. كما أني أخذت المسرحية نحو الخط الكوميدي من خلال شخصيات نمطية يجسدها الممثلون بثقة وحنان كبيرين»، تؤكد كريستيل خضر.
«المسرح هو عالم مختلف لا توجد فيه أي حدود. لقد اكتسبت الكثير من القوّة من خلال العمل في البرنامج مع سيناريو، وانعكست هذه القوّة على جميع جوانب حياتي بما فيها نظرتي لنفسي وعملي كمعلّمة وطريقة تعاملي مع النّاس. وحينما أعتلي خشبة المسرح أشعر بأنّي أملك العالم». تقول فداء الأعور إحدى المشاركات في المسرحية خلال حديثها لـ(«الشرق الأوسط»). أما فاطمة رجوب فتقول: «لقد سعدت كثيراً بهذه التجربة المسرحية وأنصح جميع الأشخاص الذين يبحثون عن احتياج ما في حياتهم بأن يخوضوا تجربة المسرح». وتضيف في لـ«الشرق الأوسط»: «في هذه المسرحية استوحينا شخصيات من طفولتنا لنطبقها ونجسدها على المسرح. وقدمنا من خلالها الفرق ما بين الماضي والحاضر قبل وبعد فترة التهجير من بلادنا. وهو أمر جددّ ذكرياتنا الحلوة وفي الوقت نفسه ولد عندنا روح التفاعل مع الآخر، سيما وأننا عشنا شخصيات طفولية بعد أن طورناها في ورشات عمل مع الأطفال. فتعلمنا الكثير منهم بعد أن أعادونا سنين طويلة إلى الوراء نتذوق نكهة طفولة سرقت منا». ومن ناحيته يرى السوري عبد الرحمن شتمان بأن الشعور بفقدانه شيئاً مهماً في حياته بقي يرافقه إلى حين مشاركته في هذا العمل ويوضح: «اليوم أشعر براحة نفسية كبيرة وكأني وجدت ما أضعته طيلة 8 سنوات أمضيتها في الهجرة وذلك بفضل مشاركتي في هذا العمل».
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المسرحية هي عبارة عن مواقف ممسرحة ومرتجلة غير مكتوبة يؤديها الممثلون مباشرة على الخشبة. وتشير فكتوريا لبتون إحدى المسؤولات في جمعية سيناريو بأن الممثلين تم اختيارهم من مخيمات لاجئين في مناطق لبنانية كالبقاع وبيروت وطرابلس وغيرها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها مسرحية تصلح لجميع أفراد العائلة تحاكي الكبار كما الصغار، واليوم نعود إلى بيروت بعد أن تم عرضها في 5 مناطق لبنانية أخرى على أمل أن يلاقينا في حفلتي العرض جمهور واسع ومشجع لهذه المواهب الفنية الاستثنائية».


مقالات ذات صلة

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أن بلاده قررت تعيين سفير لدى سوريا «لتسليط الضوء» عليها.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية يحمل فريق اللاجئين في الألعاب الأولمبية رسالة «أمل» و«نجاح» في مواجهة «الرفض الاجتماعي» (رويترز)

«أولمبياد باريس»: فريق اللاجئين... رسالة أمل

يحمل فريق اللاجئين في الألعاب الأولمبية رسالة «أمل» و«نجاح» في مواجهة «الرفض الاجتماعي» الذي يقع ضحيته المهاجرون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا نزول مهاجرين من زورق عند ميناء دوفر البريطاني بعد إنقاذهم أثناء محاولتهم عبور بحر المانش (أرشيفية - أ.ف.ب)

بريطانيا: ترحيل مهاجرين إلى فيتنام وتيمور الشرقية بدل رواندا

أعلنت حكومة حزب العمال الجديدة في بريطانيا، اليوم الخميس، أنها رحّلت 46 شخصاً إلى فيتنام وتيمور الشرقية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي لاجئون سوريون على أحد المعابر بين تركيا وسوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

«المرصد السوري»: تركيا ترحّل آلاف السوريين قسراً

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن تركيا رحّلت قسراً، منذ مطلع شهر يوليو (تموز) الحالي، 3540 سورياً يحملون بطاقة الحماية المؤقتة باتجاه شمال سوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا الأضرار التي أعقبت القصف العسكري الإسرائيلي على مدرسة أبو عربان التي تديرها «الأونروا» في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة 14 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بريطانيا تستأنف تمويل «الأونروا»

قالت حكومة حزب «العمال» البريطانية الجديدة إنها ستستأنف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ودعت إسرائيل إلى السماح بتعزيز دخول المساعدات إلى غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.