فون دير لاين رئيسة للمفوضية الأوروبية

انتخب النواب الأوروبيون، أمس، الألمانية أورسولا فون دير لاين رئيسةً للمفوضية الأوروبية بأكثرية ضئيلة، لتصبح أول امرأة تترأس الهيئة التنفيذية الأوروبية. وحصلت وزيرة الدفاع الألمانية ومرشّحة الدول الأعضاء على 383 صوتاً، أي ما يتجاوز بفارق ضئيل 374 صوتاً هي الأكثرية المطلقة في البرلمان الأوروبي والتي تتيح لها خلافة جان - كلود يونكر في نوفمبر (تشرين الثاني).
وضاعفت فون دير لاين، أمس، الجهود لإقناع النواب الأوروبيين بانتخابها على رأس المفوضية الأوروبية، مشددةً على تعهداتها لصالح المناخ. وأكدت الألمانية المقربة من ميركل «أنها تشعر بفخر كبير لأن تكون امرأة تتولى أخيراً» رئاسة المفوضية، مذكّرةً بأنها أم لسبعة أولاد.
وكانت سيمون فيي أول امرأة تولّت رئاسة البرلمان الأوروبي، ولكن المفوضية الأوروبية لم تكن قد وُلدت بعد.
وتحدثت فون دير لاين بطلاقة بالفرنسية والألمانية والإنجليزية خلال خطابها وأجوبتها عن أسئلة النواب خلال جلسة طويلة في البرلمان الأوروبي دامت أربع ساعات. وأغدقت الوعود للحصول على الغالبية المطلقة من الأصوات، والبالغة 374 صوتاً لكي تُنتخب رئيسة للمفوضية الأوروبية، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
لكنّ عدداً من النواب الأوروبيين بينهم مَن ينتمي إلى معسكرها اليميني المسيحي – الديمقراطي، عبّروا عن استيائهم من الطريقة التي تم اختيارها بها. فبعد قمة لثلاثة أيام في بروكسل، اختارها القادة الأوروبيون في الثاني من يوليو (تموز)، متجاهلين المرشحين الذين طرحهم البرلمان الأوروبي.
واستجابةً للتعبئة الكبرى في الأشهر الماضية لمواطنيها خصوصاً الشباب في سبيل حماية البيئة، وعدت فون دير لاين في خطابها بالتوصل إلى اتفاق بيئي بين دول الاتحاد الأوروبي في الأيام المائة الأولى من ولايتها في حال انتخابها.
وأكّدت دعمها الوصول إلى هدف قارة خالية من الكربون بحلول عام 2050، وهو ما سيُدرج في «أول قانون أوروبي حول المناخ». وأيّدت هدفاً طموحاً أكثر لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% في عام 2030 لتصل إلى 55%.
كما أبدت استعدادها لإرجاء جديد لموعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المحدد حالياً في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، إذا لزم الأمر. ولاقى هذا التصريح صيحات استهجان من قِبل النواب الأوروبيين البريطانيين المؤيدين لـ«بريكست»، الذين وضعوا عَلَم بلادهم أمامهم. وقال زعيمهم نايغل فاراج: «لقد جعلت (بريكست) أكثر شعبية في بريطانيا». وردّت عليه بسخرية: «نشكر الله لأنه يمكننا الاستغناء عن خطاب» مثل خطابه.
ووعدت فون دير لاين (60 عاماً) بالتوصل إلى حق لجوء أوروبي أكثر تناسقاً، والاعتراف بحق المبادرة للبرلمان الأوروبي واتفاقية حول مستقبل أوروبا ونظام ضمان أوروبي للعاطلين عن العمل لمساعدة الدول التي تشهد أزمات. ورغم أن النواب الحاضرين صفقوا بحرارة لوزيرة الدفاع الألمانية التي ستستقيل من منصبها اليوم.