{العسكري} و{الحرية والتغيير} يعودان لطاولة التفاوض اليوم

{العسكري} و{الحرية والتغيير} يعودان لطاولة التفاوض اليوم
TT

{العسكري} و{الحرية والتغيير} يعودان لطاولة التفاوض اليوم

{العسكري} و{الحرية والتغيير} يعودان لطاولة التفاوض اليوم

تعهدت حكومة الولايات المتحدة الأميركية بدعم الأطراف السودانية، من أجل الوصول لاتفاق يتجاوزون به المرحلة الحالية، والعمل مع الشركاء الدوليين للتأكد من تحقيق السودانيين لـ«اختراق» يمكن المجتمع الدولي من دعمهم، وفي الأثناء ينتظر أن تعود قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي إلى مائدة التفاوض، بعد جفوة دامت أيام بسبب خلافات على مسودة وثيقة «الإعلان الدستوري».
وقال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد بوث لدى لقائه رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان بالخرطوم أمس، إن بلاده ملتزمة بمساعدة السودانيين في الوصول لاتفاق بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية.
وبحسب الإعلام العسكري، فإن اللقاء تناول المفاوضات الجارية بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوى إعلان الحرية والتغيير، للتوصل إلى اتفاق يتم بموجبه تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية، وأن بوث أبدى تفاؤله بقرب تحقيق السودانيين أحلامهم «التي انتظروها طويلاً» بتشكيل حكومة بقيادة مدنية ورئيس وزراء مستقل.
وينتظر أن يجري مبعوث الرئيس دونالد ترمب الذي وصل البلاد، مباحثات مع الأطراف السودانية كافة، لبحث اهتمام بلاده بمساعدة السودانيين للوصول لاتفاق بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» أن بوث وصف لقاءه بالبرهان بأنه «جيد ومثمر»، وقال إنه متفائل بقرب تحقيق السودانيين لـ«أحلامهم بتشكيل حكومة بقيادة مدنية ورئيس وزراء مستقل».
من جهة أخرى، يعود المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير إلى طاولة التفاوض اليوم «الثلاثاء»، بعد تعثر عقد الاجتماعات لأكثر من مرة، بسبب خلافات على وثيقة الإعلان الدستوري المقدمة للطرفين، وتتضمن حصانات مطلقة للمجلس السيادي.
وتحفظت قوى إعلان الحرية والتغيير على مسودة الإعلان الدستوري، وقالت إنها ستخضعها للدراسة، وأجرت الكتل المكونة للتحالف الذي يقود الحراك اجتماعات منفصلة لتكوين رأي بشأن الوثيقة، قبل أن تعقد اجتماعا مشتركا للخلوص لموقف موحد بشأنها.
وكان منتظراً بحسب الوسيط الأفريقي، أن يتم توقيع الإعلان السياسي السبت الماضي، ثم أرجئ إلى الأحد، قبل إعلان أن الطرفين سيعودان لمائدة التفاوض اليوم.
من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع أنها ألقت القبض على «شخص» قام بـ«فبركة» 59 فيديو الهدف منها إدانتها بأحداث فض الاعتصام، وقالت إنها ستكشف عن الشخص بعد ظهور نتائج التحقيق، بحيث لا يؤثر كشفه على مجريات التحقيق.
ونقلت صحيفة «السوداني» المستقلة أمس، عن المتحدث باسم قوات الدعم السريع جمال جمعة، تدوين (47) بلاغا، ضد أشخاص انتحلوا صفتها، وأن (18) بلاغا منها تم الفصل فيها.
واتهم جمعة «النظام السابق» بالعمل على تشويه صورة قواته، باعتباره أحد المتضررين من نجاح الثورة، إلى جانب منظمات وجهات خارجية تستهدفه بعمل منظم ومرتب.
ونقلت «الشرق الأوسط» أول من أمس عن نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو «حميدتي»، اتهامه لمندسين وأجهزة مخابرات داخل قوات الدعم السريع التي يقودها، معتبراً تسريب عدد كبير من الفيديوهات دليلاً على استهداف قواته.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».