الداخلية المغربية تمنع مخيماً لجمعية قريبة من «العدالة والتنمية»

TT

الداخلية المغربية تمنع مخيماً لجمعية قريبة من «العدالة والتنمية»

في حادث جديد من شأنه أن يعيد مسلسل شد الحبال بين وزارة الداخلية المغربية، من جهة، وحزب «العدالة والتنمية»، متزعم التحالف الحكومي في البلاد والتنظيمات المدنية والجمعوية القريبة منه، من جهة ثانية، إلى الواجهة، أقدمت السلطات المحلية بمنطقة واد لاو في ضواحي مدينة تطوان (شمال البلاد)، على منع مخيم للأطفال كانت تعتزم تنظيمه إحدى الجمعيات القريبة من حزب رئيس الحكومة في إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة. ووفق المعطيات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن «جمعية الرسالة للتربية والتخييم»، المنضوية تحت لواء «رابطة الأمل للطفولة» المغربية، المتخصصة في القطاع الطفولي لحركة «التوحيد والإصلاح»، الذراع الدعوية لـ«العدالة والتنمية»، هي الهيئة التي استهدف قرار منع مخيمها من طرف السلطات المحلية بمنطقة واد لاو الساحلية.
وعاش 250 طفلاً ليلة طويلة من المعاناة بسبب تدخل رجال القوات العمومية لمنع المخيم ومحاولة فضه بـ«القوة»، حسب مصادر من الجمعية.
وكان هؤلاء الأطفال قد وصلوا إلى واد لاو، أول من أمس، للاستفادة من المخيم الصيفي الذي تنظمه «جمعية الرسالة للتربية والتخييم»، في إطار برنامج «العطلة للجميع» الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وتوصلت إدارة المخيم وأطر الجمعية، أمس، بقرار إلغاء رخصة قبول تنظيم المخيم من طرف وزارة الشباب والرياضة، التي سبق أن منحت الجمعية رخصة إقامته في وقت سابق من العام الحالي، بعد معاينة فضاء المؤسسة التعليمية الخاصة والمرافق التي تحويها، وهو ما اعتبره أطر الجمعية «تنفيذاً» لرغبة وزارة الداخلية والسلطات المحلية التي قالت إن المؤسسة «غير مؤهلة لاستضافة مخيم للأطفال»، بناء على خبرة أعدتها المصالح التابعة لها.
وشهدت ليلة الأحد - الاثنين حالة من «الارتباك والخوف» في صفوف الأطفال المستفيدين من المخيم، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 و14 سنة، بعدما أقدم رجال السلطات العمومية على «إخراج مؤطري ومربي الجمعية بالقوة من المؤسسة وحجز الأفرشة وقطع الكهرباء عن المؤسسة»، وفق اتصالات أجرتها «الشرق الأوسط» مع ممثلي الجمعية في المخيم.
وأكدت مصادر مطلعة أن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، اتصل هاتفياً بوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، من أجل التدخل وحل القضية، بعدما قرر باشا مدينة واد لاو إخلاء المؤسسة، وإخراج من فيها باستعمال القوة، الأمر الذي أرجأ أمر الإفراغ ودفع السلطات للسماح للجمعية وأطفالها بالمبيت في المؤسسة، وإرجاع الأفرشة وإعادة الكهرباء من دون إلغاء قرار المنع.
وحسب المصادر ذاتها، التي لم ترغب ذكر اسمها، فإن السلطات أشعرت الجمعية بإفراغ المؤسسة في حدود الساعة الخامسة من مساء أمس، حيث رجحت أن يتم إلغاء المخيم وعودة الـ250 طفلاً إلى مدنهم، بعد فشلها في إيجاد فضاء جديد لقضاء الفترة التخييمية التي كانت محددة في 12 يوماً.
وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال برئيس «جمعية الرسالة للتربية والتخييم»، مصطفى الخير، لمعرفة موقف الجمعية من المنع، وما إذا كان لقربها من حزب «العدالة والتنمية» أي دور في ذلك، إلا أن هاتفه ظل يرن دون أن يجيب، في الوقت الذي أفادت معطيات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، بأن صمت قيادة الجمعية وامتناعها عن الإدلاء بتصريحات حول الموضوع جاء بناءً على تعليمات من قيادة حركة «التوحيد والإصلاح» وحزب «العدالة والتنمية» لتفادي أي تصعيد محتمل مع وزارة الداخلية ومصالحها الإقليمية والجهوية.
ويؤكد هذا الأمر تراجع عدد من أعضاء المكتب المركزي لـ«جمعية الرسالة للتربية والتخييم» عن تدوينات غاضبة في مواقع التواصل الاجتماعي عبروا فيها عن رفضهم لتعامل السلطات ومصالح وزارة الداخلية مع أطفال المخيم وأطر الجمعية، بلغت حد وصف استعمال القوة في إخراج مؤطريه بـ«الترهيب غير المبرر والمخالف للقانون».
و«جمعية الرسالة للتربية والتخييم» هي جمعية تابعة لحركة «التوحيد والإصلاح»، وتضم 72 فرعاً محلياً بمختلف مدن وجهات المملكة المغربية. وتعقد أنشطة تربوية وترفيهية على امتداد السنة وتختمها بتنظيم مخيمات في فصل الصيف.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.