الجيش اليمني يسقط طائرتي «درون» للميليشيات في مأرب

كبّدها خسائر في صعدة والضالع والبيضاء... وأحبط هجماتها في الحديدة

TT

الجيش اليمني يسقط طائرتي «درون» للميليشيات في مأرب

تكبّدت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران خسائر كبيرة، على مستوى المقاتلين والمعدات، في الكثير من جبهات القتال في اليمن أمس. وقتل وأصيب العشرات من مقاتلين الميليشيات في الكثير من جبهات القتال أمس، فيما أسقط الجيش اليمني طائرتي «درون» مسيرتين لهم في مأرب.
وأفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر نت»، بأن مقاتلات تحالف دعم الشرعية شن أمس غارات جوية عدة على تجمعات لميليشيات الحوثي الانقلابية، في جبهة ناطع شرق محافظة البيضاء وسط البلاد، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، وتدمير آليات تابعة لها. وأوضح المصدر أن تلك الغارات استهدفت تجمعات للميليشيات في منطقتي البرك، وباحواص، في جبهة ناطع.
كذلك، لقي 13 حوثيا مصرعهم بينهم قيادي بارز، أمس، في مواجهات مع قوات الجيش الوطني، في مديرية قعطبة شمال محافظة الضالع جنوبي البلاد. واندلعت المواجهات أثناء محاولة عناصر من الميليشيات التسلل، باتجاه مواقع الجيش في جبهتي غلق، وشخب في مديرية قعطبة. وأحبطت قوات الجيش محاولة الميليشيات، وأجبرتها على الفرار باتجاه مناطق محافظة إب. وأسفرت المواجهات عن مصرع 13 من عناصر الميليشيات، بينهم قائد ما يسمى بكتائب التدخل السريع المدعو أبو شريف حزام عبد الله مطهر، وجرح آخرين، وفقاً للموقع الرسمي للجيش.
وفي محافظة صعدة بشمال البلاد، لقي 10 من عناصر ميليشيات الحوثي مصرعهم، في غارات جوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية، بمديرية كتاف. وأفاد المصادر العسكرية بأن الغارات استهدفت أول من أمس مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي، في جبال العاديات، المحيطة بمركز مديرية كتاف.
وفي الحديدة، تجددت المعارك بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي في الأطراف الشرقية والشمالية من حي 7 يوليو وشارع الخمسين في مدينة الحديدة الساحلية. وذكرت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش الوطني، أفشلت هجمات ميليشيات الحوثي، في مديريات الدريهمي وحيس والتحيتا، جنوب الحديدة، حيث تواصل فيها ميليشيات الحوثي تعنتها ورفضها الالتزام ببنود الهدنة الأممي لوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية». وأضافت أن «القوات المشتركة في الحديدة أفشلت هجوما للانقلابيين استهدفت مواقعهم في حيس مصحوبا بقصف بمختلف الأسلحة الرشاشة المتوسطة من عيار 14.5 وبسلاح 12.7 وأطلقت النار من أسلحتها القناصة على تلك المواقع، بالتزامن مع تصاعد وتيرة الخروقات في الدريهمي من خلال شن الهجوم على مواقع الجيش والقصف على المواقع والقرى السكنية». وقالت ألوية «العمالقة» الحكومية، في جبهة الساحل الغربي، إن «التصعيد الحوثي في الدريهمي تزامن مع حشد مئات المقاتلين والآليات والمعدات العسكرية شرقي مديرية الدريهمي، وحشدت تعزيزات عسكرية كبيرة مدججة بالأسلحة الثقيلة والآليات العسكرية صوب منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، قادمة من مناطق محاذية صوب الجبلية بعد أيام من قيام الميليشيات بشن هجمات متفرقة على المنطقة منذ بدء الهدنة الأممية في الحديدة»، وأن «حشد الميليشيات لمقاتليها واستقدام تعزيزات عسكرية تزامن مع عمليات قصف واستهداف شنته بمدافع الهاون الثقيل من عيار 120 وعيار 82 على مواقع القوات المشتركة، حيث سقطت عدة مقذوفات بالقرب من المواقع يتمركز فيها جنود القوات المشتركة».
وفي مأرب شرق العاصمة صنعاء، أسقطت قوات الجيش الوطني، فجر أمس، طائرتي «درون» مسيرتين، أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية فوق مدينة مأرب، وذلك تزامنا مع المواجهات التي تشهدها جبهة صرواح، غربا، ودفع ميليشيات الانقلاب بتعزيزات إضافية إلى مواقعها في الجبهة. وقتل 20 انقلابيا وسقط جرحى آخرون في صفوف الميليشيات في مديرية صرواح، غرب محافظة مأرب، وقال مصدر عسكري، نقل عنه مركز إعلام الجيش، أن «ما لا يقل عن 20 عنصراً من ميليشيات الحوثي الانقلابية قتلوا، وجرح آخرون في عملية استدراج محكمة للجيش الوطني بجبهة صرواح». وأضاف أن «مقاتلات التحالف العربي استهدفت بعدّة غارات مواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية بذات الجبهة، وأدت الغارات إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير آليات قتالية».
وفي تعز، قال مصدر عسكري في محور تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش الوطني أفشلت، مساء السبت، محاولة تقدم مجاميع حوثية إلى مواقعها في جبهة البرح، غربا، في محاولة مستميتة منها السيطرة على أحد المواقع الاستراتيجية المطلة على مفرق البرح في طريق تعز - الحديدة الرئيسي». مضيفا أن «الجيش كسر الهجوم ما أسفر عن اندلاع مواجهات وقصف متبادل وسقط على أثرها 8 قتلى من صفوف الحوثيين وعدد من الجرحى، إضافة إلى اغتنام الجيش أسلحة وذخائر كانت بحوزة الانقلابيين».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.