كراوتش... لاعب نال حب جماهير كل أنديته

المهاجم الإنجليزي المعتزل في الثامنة والثلاثين كان يملك مهارات فريدة واشتهر برقصة الإنسان الآلي

العملاق كراوتش وضع بصمته على منتخب إنجلترا وكل الأندية التي لعب لها
العملاق كراوتش وضع بصمته على منتخب إنجلترا وكل الأندية التي لعب لها
TT

كراوتش... لاعب نال حب جماهير كل أنديته

العملاق كراوتش وضع بصمته على منتخب إنجلترا وكل الأندية التي لعب لها
العملاق كراوتش وضع بصمته على منتخب إنجلترا وكل الأندية التي لعب لها

أعلن المهاجم الإنجليزي المخضرم بيتر كراوتش، البالغ من العمر 38 عاماً، اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة حافلة مع الكثير من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، بما في ذلك توتنهام هوتسبير وبورتسموث وأستون فيلا وليفربول وستوك سيتي وبيرنلي، ونجح في أن يحافظ على شعبيته في كل مكان يذهب إليه، وهو أمر من الصعب أن تراه مع أي لاعب آخر. وربما يعود السبب في ذلك إلى تصرفاته اللطيفة ولياقته الجمة وتأثيره الواضح داخل الملعب وحماسه الشديد وعشقه للعبة كرة القدم. وكان كراوتش يحظى بإعجاب شديد في جميع أنحاء البلاد، نظرا لأنه يمتلك مجموعة من المهارات غير العادية.
في البداية، دعونا نتفق على أنه لا يمكن لأحد أن يصفه بأنه لاعب كرة قدم متكامل، لكن اللاعب الذي يتجاوز طوله المترين نجح في التغلب على الكثير من التصورات والتحيزات المسبقة والفوز بحب واحترام الجميع. وقال كراوتش إنه لو أخبره شخص ما في بداية مسيرته الكروية بأنه سوف يلعب 42 مباراة دولية مع المنتخب الإنجليزي ويلعب في نهائي دوري أبطال أوروبا مع ليفربول، فإنه كان سيعتقد أن هذا الشخص مجنون. لكن كراوتش فعل كل هذا وأكثر، ومع ذلك حافظ على تواضعه الشديد.
وكان كراوتش يتميز بالحس الفكاهي والسخرية حتى من نفسه، وهو الأمر الذي ساعده على الانخراط في العمل الإعلامي. وطوال تاريخه الطويل الذي استمر لما يقرب من 20 عاما، لم يكن لكراوتش سوى عدد قليل من الأعداء والنقاد، وفي نفس الوقت فإن تفوقه ومشاركته في مشروعات بعيدة عن كرة القدم قد أكسبته المزيد من الأصدقاء والمتابعين.
ويجب الإشارة إلى أن معظم لاعبي كرة القدم الناجحين محبوبون من جماهير أنديتهم فقط ومكروهون من أنصار الفرق المنافسة. لكن كراوتش كان محبوبا من الجميع، وكأنه حالة فريدة من نوعها. وعلى الرغم من أنه لم يكن يشارك إلا نادرا مع نادي بيرنلي في الجزء الأخير من الموسم الماضي، فقد كان مشجعو الفريق يشعرون بالسعادة لرؤيته، كما كان جمهور ستوك سيتي يشعر بالأسف لرحيله وخسارته. وهناك دائماً شعور لدى عشاق كرة القدم بالرغبة الشديدة في رؤية أفضل لاعبي كرة القدم بصورة شخصية لأن المرء قد لا يراهم مرة أخرى. وعلى الرغم من أن كراوتش لا يعد واحدا من أمهر اللاعبين في تاريخ إنجلترا، فإن الجمهور كان دائما يستمتع برؤية هذا اللاعب.
لقد برز كراوتش لأول مرة على الساحة الكروية مع نادي كوينز بارك رينجرز في موسم 2000 - 2001 بعدما قضى عامين مع نادي توتنهام هوتسبير من دون أن يلعب أي مباراة مع الفريق الأول. وبعدما أحرز كراوتش عشرة أهداف في 42 مباراة، سرعان ما شق طريقه نحو الدوري الإنجليزي الممتاز مع أستون فيلا وبورتسموث.
وبعد ذلك، اختاره المدير الفني هاري ريدناب للانتقال إلى نادي ساوثهامبتون، قبل أن يحط الرحال مع نادي ليفربول بطل أوروبا. وعلى الرغم من أن كراوتش لم يحقق نجاحا كبيرا خلال السنوات الثلاث التي لعبها في ليفربول، فإن جمهور الريدز كان يتغنى باسمه. وبعد ذلك، لعب كراوتش موسمين مع نادي بورتسموث وثلاثة مواسم مع توتنهام هوتسبير، ويفتخر دائما بأنه أحرز هدفا في مانشستر سيتي ضمن لتوتنهام هوتسبير المشاركة في دوري أبطال أوروبا لأول مرة، قبل أن يشارك بصفة أساسية وهو في الثلاثينيات من عمره مع نادي ستوك سيتي الذي ظل يلعب معه ثماني سنوات.
أما مشواره الدولي مع المنتخب الإنجليزي فكان مشهورا برقصة الإنسان الآلي التي احتفل بها عندما سجل ثلاثة أهداف في مرمى منتخب جامايكا في مباراة ودية، لكنه لم يحقق إنجازا كبيرا مع المنتخب الإنجليزي. ومع ذلك، يظل سجله التهديفي على المستوى الدولي مثيرا للإعجاب، رغم فشله في تسجيل أهداف في كأس العالم بألمانيا عام 2006 بنفس الطريقة التي أحرز بها هدفه الشهير لليفربول في مرمى غلاطة سراي التركي في الموسم التالي. لقد سجل كراوتش 22 هدفا في 42 مباراة مع المنتخب الإنجليزي، أي بمعدل يتجاوز هدفا كل مباراتين أو 0.52 هدف في كل مباراة، وهو ما يضعه في مصاف نجوم كبار في تاريخ الكرة الإنجليزية مثل ألان شيرار وبوبي تشارلتون وواين روني.
ولا يعد هذا بالأمر السيئ بالنسبة للاعب لم يتمكن في البداية من ترك بصمة واضحة مع نادي توتنهام هوتسبير. وقال كراوتش عن ذلك: «عندما كنت متدرباً في السابعة عشرة من عمري، كان هناك عشرة مهاجمين يعترضون طريقي للوصول إلى الفريق الأول. لقد أعارني النادي إلى دولويتش هاملت ثم إلى نادي آي إف كيه هاسليهولم في السويد. لم تكن البداية مبشرة، حتى نكون صادقين، ولم يكن كثيرون يتوقعون نجاحي بهذه الصورة في ذلك الوقت».
ويعد كراوتش من أبرز لاعبي كرة القدم في جيله وقد لعب ضمن صفوف 11 ناديا خلال مسيرة احترافية استمرت 21 عاما، منها أندية ليفربول وأستون فيلا وستوك سيتي وبيرنلي.
وشارك كراوتش في 42 مباراة دولية ضمن صفوف المنتخب الإنجليزي، سجل خلالها 22 هدفا. وقال كراوتش: «إذا أخبرتموني وأنا في السابعة عشرة من عمري، بأنني سأشارك في بطولات كأس العالم وأصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وأفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي وأسجل 100 هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز، كنت سأتفاداكم بأي شكل».
وأضاف «هو بالتأكيد حلم تحول إلى حقيقة. لعبتنا الرائعة منحتني كل شيء. أنا ممتن للغاية لكل من ساعدني للوصول لتلك المرحلة والبقاء بها لفترة طويلة».


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».