الدول الـ10 الراعية للمبادرة الخليجية تحمل الحوثيين مسؤولية الفوضى في اليمن

هادي يدعو سكان صنعاء إلى حمل السلاح لحماية أنفسهم.. ويهاجم إيران

يمنيات مؤيدات للحكومة يرفعن علم بلادهن في مظاهرة تدعو الى نبذ العنف والاقتتال (أ.ف.ب)
يمنيات مؤيدات للحكومة يرفعن علم بلادهن في مظاهرة تدعو الى نبذ العنف والاقتتال (أ.ف.ب)
TT

الدول الـ10 الراعية للمبادرة الخليجية تحمل الحوثيين مسؤولية الفوضى في اليمن

يمنيات مؤيدات للحكومة يرفعن علم بلادهن في مظاهرة تدعو الى نبذ العنف والاقتتال (أ.ف.ب)
يمنيات مؤيدات للحكومة يرفعن علم بلادهن في مظاهرة تدعو الى نبذ العنف والاقتتال (أ.ف.ب)

اتهمت الدول الـ10 الراعية للمبادرة الخليجية، جماعة الحوثيين المتمردة بالوقوف وراء عدم الاستقرار في العاصمة صنعاء وفي محافظة الجوف، محذرة من أي محاولات من خارج اليمن لدعم أعمال تؤدي إلى الفوضى العامة، في إشارة إلى الدعم الإيراني الذي يتلقاه الحوثيون، فيما حمل الرئيس عبد ربه منصور هادي مسؤولية ما يحدث في بلاده لقوى إقليمية تسعى لفرض الهيمنة الإقليمية وتعريض اليمن للمخاطر الكبيرة.
وحملت الدول العشر ممثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي في بيان صحافي نشرته أمس جماعة «أنصار الله»، وهو الاسم الرسمي للحوثيين، مسؤولية تدهور الوضع الأمني بصنعاء، وعدم الانسحاب الكامل من عمران، واشتراكها في مواجهات مسلحة في الجوف، معبرة «عن قلقها البالغ من الأنشطة العلنية لـ(أنصار الله)، التي أدت إلى حالة عدم الاستقرار»، وطالبت «الحوثيين بالتفاوض مع الحكومة اليمنية بحسن نية لحل المظالم والخلافات السياسية، وتنفيذ جميع الاتفاقيات التي توصلت إليها مع الحكومة».
وأوضحت الدول الراعية «أن الضحايا الأساسيين لحالات الاختلال الأمنية وعدم الاستقرار هم الشعب اليمني، والاقتصاد اليمني»، ودعت «جميع الأطراف إلى دعم جهود الحكومة لإجراء إصلاحات اقتصادية مهمة، وذلك لتحسين المستوى المعيشي، والفرص الوظيفية، والازدهار المستدام الذي يستحقه الشعب اليمني».
وكشفت الدول العشر التي ترعى اتفاق نقل السلطة منذ 2011 عن أنها «تدرس بعناية ما تقوم به عناصر من قوى سياسية محلية أخرى تشجع تدهور الأوضاع، أو أنها تؤجج حالة عدم الاستقرار، وذلك لتحقيق أهداف شخصية على حساب الشعب اليمني»، في إشارة إلى أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذين انضموا إلى مخيمات الحوثيين بمحيط العاصمة صنعاء، وأدانت المجموعة من سمتهم «العناصر التي تسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار الحالية لتحقيق أجندات سياسية ضيقة، بينما تستدعي الظروف من كل اليمنيين أن يعملوا معا لتحقيق المصلحة الوطنية». وأكدت أن «هناك قلقا بالغا للتهديدات المتزايدة على أمن اليمن المُتمثلة بالأعمال التي تقوم بها جماعات وأفراد يعترضون على التنفيذ الكامل والمُزمّنِ للمرحلة الانتقالية المستندة على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، وآليتها التنفيذية، ومُخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وكما ورد في قرارات مجلس الأمن الدولي»، مجددة «التزام الدول العشر الدائم بالعملية الانتقالية السلمية المذكورة بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، وطالبت جميع الأطراف بالالتزام بالمبادئ الأساسية للمبادرة والهادفة إلى تحقيق أمن اليمن، ووحدته، واستقراره».
وشهدت العاصمة صنعاء أمس اشتباكات لساعات بين مسلحين حوثيين ونقطة أمنية منعتهم المرور في منطقة قريبة من مبنى التلفزيون الحكومي، وذكر شهود عيان أن الاشتباكات أسفرت عن جرح شخصين، قبل أن يجري احتواؤها، فيما اتهم مصدر في الجماعة جنودا من الجيش بالاعتداء على قافلة تحمل مواد غذائية لمخيماتهم في شارع المطار.
وهاجم الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي مجددا إيران واتهمها بعدم الاستجابة لمطالب اليمن بالابتعاد عن التدخل في شؤونه، وقال هادي: «حذرنا مرارا من أي تدخل في شؤون اليمن الداخلية، ولكن ما يحدث ربما هي رسائل من أجل فرض الهيمنة الإقليمية وتعريض اليمن للمخاطر الكبيرة، وهناك أدلة تثبت تدخل إيران في شؤون اليمن»، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الحكومية.
ودعا هادي سكان العاصمة صنعاء إلى دعم الجيش وحمل السلاح للدفاع عن منازلهم ضد أي اعتداء لميليشيات الحوثيين المسلحة التي هاجمت الأسبوع الماضي وحدات عسكرية من قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقا) وانتشرت في عدد من المنازل في منطقة حزيز (جنوب صنعاء).
وقال هادي في لقاء بالقصر الجمهوري بصنعاء مع سكان منطقة حزيز أمس: «إن اليمن يعيش أوضاعا صعبة ومعقدة، وهذا يستلزم منا جميعا توخي الحذر والحيطة من أجل أن لا تتعرض صنعاء للمزيد من المشاكل والاحتكاكات مع ميليشيات الحوثيين المسلحة»، مطالبا السكان بـ«التعاون الكامل مع قائد قوات الاحتياط اللواء الركن علي الجائفي والعمل من أجل التهدئة وتجنب الصدام إلا للدفاع عن النفس والمال والعرض»، موضحا أن الدستور والقوانين لم تمنع وجود تجمعات سلمية، واستدرك: «لكن محاولة اقتحام المرافق الحكومية أو المدارس وأقسام الشرطة أو البيوت فهذا شيء محرم ولا يجوز السكوت عليه مطلقا»، مشيرا إلى أن السلاح منتشر لدى كل الناس وسيدافع كل عن منزله وحقه وحرماته، وستعمل الدولة كل ما يمكن من أجل تجنب سفك الدماء.
كما أكد أن «الدولة حريصة على أن لا تسفك قطرة دم يمنية، وبذلنا كل الجهود لتجنيب اليمن ويلات المحن المتلاحقة»، مناشدا «جميع الأطراف تحكيم العقل والمنطق وعدم الانجرار للعنف والتطرف».
إلى ذلك، قتل جندي في الدفاع المدني برصاص مسلح يعتقد أنه من تنظيم القاعدة، في مدينة المكلا (جنوب البلاد) أمس، وذكرت وزارة الداخلية، في بيان صحافي، أن الجندي عبد المجيد سالمين نصر مرقع، ويعمل في الدفاع المدني، قتل بعد إطلاق النار عليه من مسلح إرهابي مجهول بمدينة المكلا.
وفي محافظة أبين أبطل خبراء المتفجرات لغما أرضيا وضع بالقرب من المجمع الحكومي في مديرية زنجبار، وتمكن الفريق الهندسي، من اللواء 15 مشاة، من إبطال مفعول اللغم محلي الصنع، وفتحت السلطات تحقيقا حول ذلك، فيما واصلت الحملة العسكرية والأمنية التي أطلقها الجيش قبل عدة أشهر، حملة تمشيطها لعدد من المواقع الإرهابية المحتملة في مديرية المحفد بهدف تطهير المديرية بشكل كامل من آفة الإرهاب، بحسب وزارة الداخلية. وكانت محافظة أبين من المعاقل الرئيسة لتنظيم القاعدة الذي يعرف باسم «أنصار الشريعة»، بقيادة جلال بلعيد، الذي كان أميرا على ولاية زنجبار، قبل أن يتمكن الجيش واللجان الشعبية من طردهم منها في 2011.



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».