«الجيش الوطني» الليبي يؤكد أن طرابلس «تقترب من حضن الوطن»

«داعش» يعترف بمقتل مسؤوله الإعلامي على يد قوات حفتر

الجيش الوطني يضيق الخناق على طرابلس (أ.ف.ب)
الجيش الوطني يضيق الخناق على طرابلس (أ.ف.ب)
TT

«الجيش الوطني» الليبي يؤكد أن طرابلس «تقترب من حضن الوطن»

الجيش الوطني يضيق الخناق على طرابلس (أ.ف.ب)
الجيش الوطني يضيق الخناق على طرابلس (أ.ف.ب)

أكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات «الكرامة»، التابع للجيش الوطني الليبي أمس، «اقتراب عودة العاصمة طرابلس لحضن الوطن»، لافتا إلى «تصاعد الترقب وانتشار الخوف والرعب في قيادات الإخوان وأذنابهم».
وأعلن المركز أيضا عن مظاهرات في سوق الجمعة، وعن استعدادات لمظاهرات في تاجوراء بعد أن وصل انقطاع التيار الكهربائي، المفتعل من تنظيم الإخوان الإرهابي وميليشياته، إلى حدود 20 ساعة، مشيرا إلى معلومات عن احتمال خروج شباب العاصمة، وانهيار سيطرة الميليشيات بعد التحريض، الذي انتشر بين مجموعات من شباب طرابلس لكسر حاجز الصمت. كاشفا النقاب عن وصول 10 طيارين وفنيين من صربيا إلى أحد فنادق العاصمة طرابلس، فيما بدا أنه للعمل إلى جانب القوات الموالية لحكومة السراج.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الوطني عن تدمير شاحنة أسلحة في أبو غيلان من قبل القوات الجوية، مبرزا أن الإصابة كانت مباشرة، علما بأنه قصف مساء أول من أمس معسكر أبو معاذ بغريان، حيث «يتمركز عدد من المرتزقة التشادية، الذين أحضرهم الميليشياوي مهرب الوقود أسامة الجويلي، وأدى ذلك إلى قتل عدد كبير منهم»، وقد جرى دفنهم في مقبرة جماعية، بحسب مصادر الجيش.
إلى ذلك، اعترف تنظيم «داعش» الإرهابي بمقتل مسؤول ديوان الإعلام في «ولاية ليبيا»، خلال مواجهات مع «الجيش الوطني». فيما تصاعد الجدل مجددا بين حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، وفرنسا على خلفية العثور على أسلحة أميركية في مدينة غريان الأسبوع الماضي.
وقال «داعش» عبر مجلة «النبأ»، التابع للتنظيم في أحدث نشراتها، إن مسؤول ديوان الإعلام لديه، السوداني الجنسية، قتل خلال مواجهات ضد «الجيش الوطني»، برئاسة المشير خليفة حفتر.
وأضافت المجلة أن السوداني، المكنى أبو عاصم المهاجر، شارك في أعمال في تشاد ونيجيريا، وشن هجمات العام الماضي على قوات الجيش.
في شأن آخر، اتهم «الجيش الوطني»، رئيس حكومة «الوفاق» فائز السراج والرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالمسؤولية عن الهجوم الإرهابي، الذي وقع أول من أمس أثناء تشييع جنازة مسؤول عسكري سابق في مدينة بنغازي (شرق)، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 26 آخرين.
وكان اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم قوات الجيش، قد قال مساء أول من أمس إن «المدعو إردوغان مسؤول بصورة مباشرة عن التفجيرات الإرهابية التي ضربت بنغازي. إضافة إلى السراج الذي دفع بشكل مباشر أموالا لبعض الخونة والإرهابيين في المدينة».
وأوضح المسماري في مؤتمر صحافي أن «تفجيرات مقبرة الهواري كانت مرتبة»، لافتا إلى أن الانفجار الأول كان قريبا جدا من غرب المقبرة، فيما وقع الآخران أثناء الانسحاب من المكان.
وكان السراج قد ندد بالحادث، وقال في بيان له مساء أول من أمس، إن المستفيد الوحيد من العدوان على طرابلس التنظيمات الإرهابية، التي وفر لها العدوان مناخا ملائما لعودتها.
وكلف حفتر في حينها الفريق عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان الجيش، بفتح تحقيق عاجل مع جميع الأجهزة الأمنية بعد التفجير الإرهابي، الذي وقع في جنازة اللواء المسماري.
في شأن آخر، نقلت خارجية السراج عن المدعية العامة بمحكمة الجنايات الدولية فاتو بنسودا خلال اتصال هاتفي مع سيالة، مساء أول من أمس، أنها باشرت باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن القصف الجوي، الذي تعرض له مؤخرا مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين ببلدية تاجوراء في العاصمة طرابلس. وطالبت بنسودا بتعاون حكومة السراج معها، وتبادل المعلومات لضمان عدم الإفلات من العقاب، مشيرة إلى تعاونها التام معها باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.