استقالة وزير العمل الأميركي على خلفية دفاعه عن ممول كبير في تهم أخلاقية

أكوستا اتصل بالرئيس وأبلغه قراره بالتنحي لإبعاد نفسه والإدارة  عن أي تعقيدات في قضية إبشتاين (رويترز)
أكوستا اتصل بالرئيس وأبلغه قراره بالتنحي لإبعاد نفسه والإدارة عن أي تعقيدات في قضية إبشتاين (رويترز)
TT

استقالة وزير العمل الأميركي على خلفية دفاعه عن ممول كبير في تهم أخلاقية

أكوستا اتصل بالرئيس وأبلغه قراره بالتنحي لإبعاد نفسه والإدارة  عن أي تعقيدات في قضية إبشتاين (رويترز)
أكوستا اتصل بالرئيس وأبلغه قراره بالتنحي لإبعاد نفسه والإدارة عن أي تعقيدات في قضية إبشتاين (رويترز)

أعلن وزير العمل الأميركي ألكساندر أكوستا استقالته من منصبه، وسط جدل كبير حول دوره في قضية التفاوض على صفقة للممول جيفري إبشتاين الذي يتعرض لتحقيقات حول اعتداءات وتحرشات جنسية على عشرات النساء. وقال أكوستا إنه اتصل بالرئيس، وأبلغه قراره بالتنحي، لإبعاد نفسه والإدارة عن أي تعقيدات في قضية إبشتاين.
وأعلن ترمب في تصريحات صحافية أن أكوستا هو الذي اتخذ قرار استقالته، واصفا إياه بأنه وزير عمل عظيم وليس فقط جيدا وصاحب موهبة هائلة. وأضاف في تغريدة على «تويتر»: «أبلغني أليكس أكوستا هذا الصباح أنه شعر بأن طبول الصحافة المستمرة بشأن الملاحقة القضائية التي جرت تحت إشرافه قبل أكثر من 12 عاما كان سيئا بالنسبة للإدارة، التي يؤمن بها بشدة، وقد قدم استقالته الكريمة.. كان أليكس وزيرا عظيما للعمل وحظي بتقدير حقا. وسيحل محله بات بيزيلا، نائبه كقائم بأعمال وزير العمل». وفي وقت سابق دافع ترمب عن الوزير أكوستا وقال إنه يشعر بسوء شديد تجاه ما يتعرض له.
وتصاعدت الانتقادات ضد أكوستا في الفترة الأخيرة من أعضاء مجلس الشيوخ، في أعقاب تهم جديدة تتعلق بالاتجار بالجنس ضد إبشتاين في مدينة نيويورك. وكان كثير من الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ قد طالبوا أكوستا بالاستقالة، أو طرده من إدارة ترمب. وتحولت قضيته إلى قضية محرجة للرئيس ترمب الذي نصحه حلفاؤه بضرورة حل قضيته.
وبحسب لائحة اتهامية من الادعاء العام، فقد اتهم إبشتاين بممارسة أعمال جنسية مع فتيات لا تتجاوز أعمارهن 14 عاماً، وأجبر شابات على تجنيد فتيات أخريات، ليكن جزءاً من عملية الاتجار بالجنس المزعومة، وهو ما نفاه إبشتاين. وأثارت تلك الاتهامات اهتمام الرأي العام الأميركي ووسائل الإعلام، حول دور أكوستا كمحام أشرف على صفقة مواتية لمصلحة إبشتاين الممول الثري في سنوات سابقة في فلوريدا.
وسمحت اتفاقية عام 2008 لإبشتاين، وهو مدير صندوق احتياط، بتجنب الملاحقة القضائية الفيدرالية، والحكم عليه بالسجن المؤبد. وبدلاً من ذلك، أقر إبشتاين بأنه مذنب في تهم الدعارة، وقضى ما يقرب من عام في السجن. وقام أكوستا بالدفاع عن هذه التسوية قائلاً إنها تضمن أن إبشتاين سيقضي بعض الوقت على الأقل في السجن، وسيسجل كمجرم جنسي. وحكم قاض اتحادي في فبراير (شباط) بأن المدعين العامين في القضية انتهكوا قانون حقوق ضحايا الجريمة، بفشلهم في إبلاغ ضحايا إبشتاين بالصفقة التي توصلوا إليها. وتحولت القضية إلى مادة للمراجعة من قبل مكتب المسؤولية المهنية التابع لوزارة العدل. وتولى أكوستا منصبه كوزير للعمل في أبريل (نيسان) عام 2017. وكان هو الخيار الثاني لترمب، بعدما سحب تسمية أندي بوزر لهذا المنصب، على خلفية اتهامات وفضائح أخلاقية أيضاً. وتعرض أكوستا لكثير من الانتقادات داخل البيت الأبيض بسبب بطء تحركه لسن إصلاحات تنظيمية سعى إليها ترمب، وكبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة مايك مولفاني.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.