«الشيوعي» السوداني يرفض مشاركة أعضاء «العسكري» في الحكم الانتقالي

TT

«الشيوعي» السوداني يرفض مشاركة أعضاء «العسكري» في الحكم الانتقالي

رفض الحزب الشيوعي السوداني مشاركة الأعضاء الحاليين في المجلس العسكري في أي مستوى من مستويات الحكم الانتقالي، واعتبر ما يجري من مفاوضات بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري يكتنفه الغموض، وتغييب تام للجماهير صانعة الانتفاضة.
وقال السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب في تعميم صحافي اطلعت عليه «الشرق الأوسط» إن هناك غموضاً كثيفاً يكتنف ما يجري من مفاوضات بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وأضاف: «تغييب تام للجماهير صانعة الانتفاضة عما توصلت إليه الاجتماعات المتطاولة وعما يجري سلباً وإيجاباً وتعمد واضح لإهدار حق الجماهير في معرفة ما يجري والاطمئنان على سير المفاوضات».
يذكر أن عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومندوبه في قوى إعلان الحرية والتغيير، صديق يوسف، قد شارك في المفاوضات بين تحالف قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الأسبوع الماضي، والتي توصلت إلى اتفاق بينهما لتأسيس هياكل الحكم الانتقالي وتشكيل المجلس السيادي ومجلس الوزراء. وشكا الخطيب من عدم الشفافية، وقال: «إخفاء للحقائق حرم تحالف قوى الإجماع الوطني من حقه الثابت في معرفة ما يدور في المفاوضات وما زالت المماطلة والتسويف في تسليم مشروع الاتفاق إلى قوى الإجماع حتى اللحظة مساء أمس على الرغم من إعلان الوساطة عن أن هناك اتفاقاً تم»، مشيراً إلى أن لجنة حزبه المركزية في حالة انعقاد دائم منذ الثامن من يوليو (تموز) الحالي لمتابعة التطورات وما تسفر عنه نتائج المفاوضات، وقال: «إلا أن المعلومات محجوبة عن الحزب قصداً إلا ما يرد من معلومات شحيحة وغير مؤكدة لا يمكن الاعتماد عليها في اتخاذ قرار بهذه الأهمية والخطورة». وتحالف قوى الإجماع الوطني يضم أحزاب الشيوعي والبعث والناصريين وقوى يسارية أخرى، وهو ممثل في قوى الحرية التغيير ضمن الكتل الأخرى الممثلة من قوى نداء السودان كما يضم قوى الحرية والتغيير تجمع الاتحاديين وتجمع المهنيين والقوى المدنيين. وأعلن الخطيب رفض حزبه مشاركة الأعضاء الحاليين في المجلس العسكري في أي مستوى من مستويات الحكم في السلطة الانتقالية، محملاً المجلس كامل المسؤولية عما تم من «مجازر وجرائم ضد الإنسانية في مناطق العمليات أو ما جرى من فض الاعتصام أمام القيادة العامة في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، وعما تبع ذلك من انتهاكات أو اعتداءات على الجماهير وعلى حرياتها وحقوقها».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.