اكتشاف أقدم جمجمة لـ«إنسان عاقل» يغير مسار التاريخ

صورة معدلة بالكمبيوتر للجمجمة المكتشفة في كهف «أبيديما» باليونان (أ.ف.ب)
صورة معدلة بالكمبيوتر للجمجمة المكتشفة في كهف «أبيديما» باليونان (أ.ف.ب)
TT

اكتشاف أقدم جمجمة لـ«إنسان عاقل» يغير مسار التاريخ

صورة معدلة بالكمبيوتر للجمجمة المكتشفة في كهف «أبيديما» باليونان (أ.ف.ب)
صورة معدلة بالكمبيوتر للجمجمة المكتشفة في كهف «أبيديما» باليونان (أ.ف.ب)

رصد باحثون أقدم مثال على الجنس البشري الحديث (الإنسان العاقل) خارج أفريقيا، وذلك بعد الكشف عن جمجمة عثر عليها في اليونان يعود تاريخها إلى 210 آلاف عام مضت، في وقت كان فيه إنسان (نياندرتال) أو الإنسان البدائي محتلاً أوروبا.
وتم اكتشاف حفرية (جمجمة) في كهف «أبيديما» في اليونان في سبعينيات القرن الماضي، وقال باحثون مؤخراً إنه تم استخدام وسائل جديدة (المسح المقطعي بالأشعة ومراجعة تاريخ سلسلة اليورانيوم) لتقدير عمرها، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وقبل هذا الاكتشاف كان يُعتقد أن الأشخاص الذين يعيشون خارج أفريقيا اليوم تركوا القارة في عملية هجرة جماعية منذ 60 ألف عام، مما يعني أن البشر المعاصرون غادروا أفريقيا قبل ذلك بكثير.
وكانت حفريات «هومو» المُكتشفة في التسعينيات من القرن الماضي قد رجحت وجود عمليات هجرة فردية للإنسان العاقل من أفريقيا في فترة ما بين 90 ألفا و125 ألف سنة مضت.
وبذلك تمثل الجمجمة المُكتشف عمرها حديثاً أقدم علامة على انتقال الجنس البشري الحديث، أو الإنسان العاقل خارج أفريقيا، الأمر الذي يعني إعادة النظر في فصل رئيسي من تاريخ الإنسان.
وكان علماء قد أوضحوا في دراسة سابقة (العام الماضي) أن بقايا عظام وأسنان تعود إلى الإنسان العاقل (هومو سابينس) وُجدت في كهف في بلدة «الجليل» ويعود عمرها إلى ما بين 177 و194 ألف عام، وترجح الدراسات إلى أن بلاد الشام وتركيا كانتا نقطة عبور الإنسان العاقل من أفريقيا إلى جنوب أوروبا.



تمارين صينية لعلاج آلام الظهر بدلاً من الأدوية الأفيونية

تمارين «تشي غونغ» تجمع بين الحركات البسيطة والتنفس العميق (جامعة مينيسوتا)
تمارين «تشي غونغ» تجمع بين الحركات البسيطة والتنفس العميق (جامعة مينيسوتا)
TT

تمارين صينية لعلاج آلام الظهر بدلاً من الأدوية الأفيونية

تمارين «تشي غونغ» تجمع بين الحركات البسيطة والتنفس العميق (جامعة مينيسوتا)
تمارين «تشي غونغ» تجمع بين الحركات البسيطة والتنفس العميق (جامعة مينيسوتا)

أظهرت دراسة تجريبية أجرتها جامعة أتلانتيك الأميركية أن ممارسة تمارين «تشي غونغ» قد تسهم بشكل كبير في تخفيف آلام أسفل الظهر المزمنة.

وأوضح الباحثون أن هذه التمارين تقدّم خياراً غير دوائي لتخفيف الألم وتحسين جودة الحياة؛ مما يساعد على تقليل الاعتماد على الأدوية الأفيونية والحد من خطر الإدمان والآثار الجانبية المرتبطة بها، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Pain Management Nursing».

وتُعد آلام أسفل الظهر من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً؛ إذ يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم، خصوصاً بين كبار السن والعاملين في وظائف تتطلب مجهوداً بدنياً أو الجلوس لفترات طويلة. وتتنوع أسباب هذه الآلام بين الإجهاد العضلي، وضعف العضلات، والإصابات الناتجة عن الحركات الخاطئة، أو اضطرابات العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي.

ورصدت الدراسة تأثير تمارين «تشي غونغ»، وهي ممارسة صينية تقليدية تجمع بين الحركات البسيطة، والتنفس العميق، والتأمل بهدف تحسين التوازن الجسدي والنفسي وتعزيز الطاقة الداخلية.

وتمتاز هذه التمارين بسهولة تعلّمها وإمكانية ممارستها دون الحاجة إلى معدات أو مواقع خاصة، مما يجعلها مناسبة لمختلف الأعمار والحالات الصحية. كما تتنوع أنماطها بين الحركات البطيئة والأوضاع الثابتة التأملية، وتستخدم لتحقيق الاسترخاء، وتعزيز المرونة، وتخفيف التوتر، إلى جانب تحسين وظائف الجهاز الحركي وتخفيف الألم المزمن.

وطوّر الباحثون برنامجاً لممارسة «تشي غونغ» استمر لمدة 8 أسابيع، حيث جرى تقييم تأثيره على مجموعة من قدامى المحاربين الذين يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة مقارنة بمجموعة ضابطة.

وشملت التقييمات عوامل جسدية عدّة مثل الألم، والوظائف الحركية، واضطرابات النوم، بالإضافة إلى عوامل نفسية منها الاكتئاب والقلق، وعوامل اجتماعية تتعلق بالأنشطة والعلاقات.

وكشفت النتائج عن أن تمارين «تشي غونغ» ساعدت بشكل كبير في تقليل شدّة الألم، وتعزيز القدرة على أداء الأنشطة اليومية والتفاعل الاجتماعي، مما قلّل من شعور المشاركين بالعزلة.

كما أظهرت الدراسة تحسناً ملحوظاً في نوعية النوم، إذ أصبح أكثر استقراراً وأقل انقطاعاً لدى المجموعة التي مارست التمارين، وهو ما يعزّز عملية التعافي ويُحسّن الصحة العامة.

وشهد المشاركون تحسناً واضحاً في مستويات الاكتئاب والقلق، مما يؤكد التأثير الإيجابي لهذه التمارين على الصحة النفسية، وفق الباحثين. كما كشفت الدراسة عن وجود صلة قوية بين مؤشرات الالتهاب وسوء الحالة البدنية والنفسية؛ مما يُبرز دور الالتهابات في تفاقم الألم والاضطرابات النفسية.

وأكد الفريق أن نجاح البرنامج يُسلّط الضوء على أهمية العلاجات التي تدمج بين الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية، مشيراً إلى أن التعامل مع الألم المزمن لا يجب أن يقتصر على تخفيف الأعراض، بل يمتد لتحسين جودة حياة المريض بشكل شامل.

وأضاف الباحثون أن النتائج تبرز الحاجة إلى تقديم علاجات غير تقليدية تحترم احتياجات المرضى الصحية المتنوعة، مما يعكس تجربة شاملة للعلاج.