دراسة تربط بين المشروبات السكرية والإصابة بالسرطان

زيادة قدرها مائة ملليلتر يومياً في تناول المشروبات السكرية ترتبط بارتفاع نسبته 18 في المائة لخطر الإصابة بالسرطان (رويترز)
زيادة قدرها مائة ملليلتر يومياً في تناول المشروبات السكرية ترتبط بارتفاع نسبته 18 في المائة لخطر الإصابة بالسرطان (رويترز)
TT

دراسة تربط بين المشروبات السكرية والإصابة بالسرطان

زيادة قدرها مائة ملليلتر يومياً في تناول المشروبات السكرية ترتبط بارتفاع نسبته 18 في المائة لخطر الإصابة بالسرطان (رويترز)
زيادة قدرها مائة ملليلتر يومياً في تناول المشروبات السكرية ترتبط بارتفاع نسبته 18 في المائة لخطر الإصابة بالسرطان (رويترز)

قال باحثون اليوم (الخميس) إن الأشخاص الذي يتناولون الكثير من المشروبات السكرية يزداد لديهم خطر الإصابة بالسرطان، رغم أن ما توصلوا إليه لا يثبت ارتباطاً مباشراً.
وتشير نتائج دراسة كبيرة أجراها الباحثون في فرنسا إلى أن الحد من تناول المشروبات السكرية ربما يساعد من خفض عدد حالات الإصابة ‬السرطان.
وزاد استهلاك المشروبات السكرية عالمياً خلال العقود القليلة الماضية وهي ما يرتبط بالبدانة، التي تزيد بدورها خطر الإصابة بالسرطان. وتوصي منظمة الصحة العالمية الناس بضرورة الحد من تناول السكر يومياً إلى أقل من عشرة في المائة من مجموع ما يتناولونه من السعرات الحرارية.
وتقول المنظمة أيضاً إن مزيداً من الخفض إلى أقل من خمسة في المائة أو قرابة 25 غراماً يومياً مفيد أكثر للصحة.
وبلدان كثيرة منها بريطانيا وبلجيكا وفرنسا والمجر والمكسيك فرضت أو توشك أن تفرض ضرائب على السكر بهدف تحسين الصحة العامة.
وحللت الدراسة الجديدة، التي نشرت نتائجها في الدورية الطبية البريطانية، بيانات 101257 بالغاً فرنسياً، 21 في المائة منهم رجال و79 في المائة نساء.
وقيمت الدراسة تناولهم للمشروبات السكرية. وتابعت الدراسة حالاتهم لمدة وصلت إلى تسع سنوات بين عامي 2009 و2018 لتقييم خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان، وخاصة سرطان الثدي والقولون والبروستاتا.
كما أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل عديدة بمخاطر الإصابة بالسرطان، تشمل السن والنوع ومستوى التعليم والتاريخ العائلي والتدخين ومستويات النشاط البدني.
وأظهرت النتائج أن زيادة قدرها مائة ملليلتر يومياً في تناول المشروبات السكرية ارتبطت بارتفاع نسبته 18 في المائة لخطر الإصابة بالسرطان بوجه عام، وبنسبة 22 في المائة لسرطان الثدي.
وقال خبراء لم يشاركوا في الدراسة إنها أجريت بطريقة صحيحة، وتقوم على أسس قوية ولكنهم أشاروا إلى أنه لا يمكن لنتائجها أن تحدد السبب أو التأثير.
وقالت إميليا ليك خبيرة الصحة العامة بجامعة تيسايد ببريطانيا: «بينما لا تطرح هذه الدراسة إجابة قاطعة للعلاقة السببية بين السكر والسرطان، فإنها تعزز أهمية التوجه الحالي للحد من تناول السكر».


مقالات ذات صلة

«فوبيا الطعام»... أكثر رعباً مما تتخيل

صحتك يقول المتخصص في الفوبيا كريستوفر بول جونز إن فوبيا الطعام هي خوف أو قلق شديد يتم تحفيزه بواسطة أطعمة معينة (رويترز)

«فوبيا الطعام»... أكثر رعباً مما تتخيل

تشعر كلير دي بالرعب من البرتقال، لا تستطيع لمسه، أو الاقتراب منه. تقول كلير البالغة من العمر 39 عاماً، وأم لطفلين: «ليست فقط الرائحة؛ بل الأمر كله».

صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)
صحتك كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي (أ.ف.ب)

الوحدة تخفض مستويات العناصر الغذائية الأساسية بأجسام كبار السن

قال علماء إن كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو المعزولين اجتماعياً هم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي طفل يعاني سوء تغذية في مستشفى «ناصر» بخان يونس يوم 10 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسيف» تحذر: 77 مليون طفل في الشرق الأوسط يعانون سوء التغذية

حذَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن ما لا يقل عن 77 مليون طفل ويافع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعانون شكلاً من أشكال سوء التغذية.

«الشرق الأوسط» (عمان)
يوميات الشرق المستشار الألماني أولاف شولتز تناول الطعام مع فريق بلاده في القرية الأولمبية بباريس (أ.ف.ب)

أطعمة صديقة للبيئة وأثاث غير مريح يثيران الانتقادات في القرية الأولمبية بباريس

للطعام الفرنسي سمعة شهية تخطت الحواجز والثقافات، ولذلك عندما يشتكي الرياضيون المشاركون في أولمبياد باريس من مستوى الطعام، يصبح الأمر مثاراً للتعجب. فعلى الرغم…

«الشرق الأوسط» (باريس)

لماذا نحتاج إلى التوقف عن شراء الملابس؟

عارضة أزياء تعرض إبداعات المصممة الإسبانية أجاثا رويز دي لا برادا خلال  أسبوع كيتو للموضة (إ.ب.أ)
عارضة أزياء تعرض إبداعات المصممة الإسبانية أجاثا رويز دي لا برادا خلال أسبوع كيتو للموضة (إ.ب.أ)
TT

لماذا نحتاج إلى التوقف عن شراء الملابس؟

عارضة أزياء تعرض إبداعات المصممة الإسبانية أجاثا رويز دي لا برادا خلال  أسبوع كيتو للموضة (إ.ب.أ)
عارضة أزياء تعرض إبداعات المصممة الإسبانية أجاثا رويز دي لا برادا خلال أسبوع كيتو للموضة (إ.ب.أ)

في الشهر الماضي، تصدرت مقدمة برنامج «بلو بيتر» السابقة وكاتبة قصص الأطفال البريطانية، كوني هوك، عناوين الأخبار عندما كشفت أنها لم تشتر أي ملابس منذ 20 عاماً.

وقالت هوك، أثناء الترويج لكتاب جديد عن العمل المناخي للأطفال: «كلما تقدمت في العمر، شعرت براحة أكبر في بشرتي، لقد أصبحت أكثر سعادة عندما اخترت الخروج من هذه الدائرة»، حسب موقع (الإندبندنت) البريطانية.

وكان السبب في جذب هذا الاهتمام لذلك التصرف هو أنه بالنسبة لمعظم الناس، فإن فكرة الامتناع عن شراء الملابس تعد شيئاً غير مألوف على الإطلاق، إذ إنه في ثقافتنا الحالية التي تتسم بالإفراط الكبير في الاستهلاك، لا يتم النظر إلى التوقف عن شراء الملابس باعتباره مجرد اختيار لأسلوب حياة، بل هو فعل تمرد جريء ومناهض للثقافة السائدة. وفيما يتعلق بالأزياء السريعة، وقد وصلنا الآن إلى النقطة التي باتت فيها جميع الأزياء تقريباً سريعة، بفضل التحول من مجموعات الأزياء الموسمية إلى الإصدارات المستمرة من العناصر الجديدة، فالأرقام كافية لجعل رأسك يدور، إذ إنه بحسب التقديرات، تنتج شركة «إتش أند إم» 25 ألف موديل جديد سنوياً، وتنتج شركة «زارا» 36 ألفاً، فيما تنتج شركة «شي إن» الرائدة في الصناعة 1.3 مليون، كما أنه وفقاً لأحد التقديرات، فإن الأخيرة تضيف بين 2000 و10 آلاف موديل جديد إلى موقعها الإلكتروني يومياً (للتوضيح، هذا هو عدد التصاميم فقط، وليس إجمالي العناصر).

ولذلك فإن حجم الملابس المُنتَجة الآن بات مذهلاً، فعلى مستوى العالم، يتم إنتاج نحو 100 مليار قطعة ملابس كل عام، ولنضع هذا في سياقه الصحيح، فإن عدد سكان كوكب الأرض لا يتجاوز 8 مليارات نسمة.

ويقول توم كريسب، وهو مدير برنامج الماجستير الخاص بالموضة المستدامة بجامعة فالموث، إن صناعة الأزياء، وما يرتبط بها من عادات شرائية وعلاقتنا بالملابس، شهدت تحولات سريعة في السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية.

وقد أدى هذا النمو المستمر إلى تزايد حاجة لا تشبع إلى كل ما هو «جديد»، فقد ظهرت اتجاهات قصيرة الأمد لا تدوم سوى أيام معدودة فقط، وليس شهوراً، وأصبحت الملابس في الوقت نفسه رخيصة جداً لدرجة أن المستهلكين لم يعودوا يشترون قطعة واحدة ويتوقعون الاحتفاظ بها لعشر سنوات، بل يشترون خمس قطع للتخلص منها بعد ارتدائها مرتين أو ثلاثاً فقط.

وتشير تقديرات برامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أنه في الفترة ما بين عامي 2000 و2014، بدأ الناس في شراء الملابس بنسبة 60 في المائة أكثر من ذي قبل، بينما ارتدوها لمدة نصف المدة التي كانوا يرتدونها فيها وفق معدل الاستهلاك السابق.