حكومة مسرور بارزاني تحوز ثقة برلمان كردستان العراق

تتألف من 22 وزيراً وتعمل على تحسين العلاقات مع بغداد وخفض ديون الإقليم

أعضاء حكومة إقليم كردستان الجديدة برئاسة مسرور بارزاني في صورة تذكارية أمام صورة ضخمة للملا مصطفى بارزاني في أربيل (أ.ف.ب)
أعضاء حكومة إقليم كردستان الجديدة برئاسة مسرور بارزاني في صورة تذكارية أمام صورة ضخمة للملا مصطفى بارزاني في أربيل (أ.ف.ب)
TT

حكومة مسرور بارزاني تحوز ثقة برلمان كردستان العراق

أعضاء حكومة إقليم كردستان الجديدة برئاسة مسرور بارزاني في صورة تذكارية أمام صورة ضخمة للملا مصطفى بارزاني في أربيل (أ.ف.ب)
أعضاء حكومة إقليم كردستان الجديدة برئاسة مسرور بارزاني في صورة تذكارية أمام صورة ضخمة للملا مصطفى بارزاني في أربيل (أ.ف.ب)

صوت غالبية النواب في برلمان إقليم كردستان العراق، خلال جلسة خاصة عقدها أمس، لمنح الثقة للحكومة الجديدة التي شكلها مسرور بارزاني رئيس جهاز أمن الإقليم النجل الأكبر لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، حيث حصلت على تأييد 88 نائباً من مجموع عدد نواب البرلمان البالغ 111 عضواً.
وتتألف الحكومة الجديدة التي يرأسها بارزاني، من اثنين وعشرين وزيراً، من ضمنهم ثلاثة وزراء لشؤون الإقليم بلا وزارات.
وتأتي الوزارة ثمرة لجهود عشرة أشهر من المفاوضات والمساومات السياسية، بين الأحزاب الثلاثة الأولى الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وهي الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني وحركة التغيير، والتي كانت قد أفضت إلى إبرام جملة اتفاقات ثنائية ومنفصلة بين الديمقراطي من جهة والحزبين الآخرين من جهة أخرى، والتي بموجبها تم تقاسم سلطات الإقليم الثلاث مع إشراك بعض الأحزاب التركمانية والمسيحية في نظام الحكم بمنحها حقيبة وزارية واحدة، وبعض المناصب الإدارية.
وجرى التصويت على منح الثقة لأعضاء الحكومة الجديدة، من خلال التوافق المسبق بين نواب الأحزاب الثلاثة، فيما امتنع نواب أحزاب المعارضة التي تشغل نحو عشرين مقعداً نيابياً تمثل كلاً من حراك الجيل الجديد والاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية، عن التصويت.
وخلال جلسة منح الثقة، استعرض رئيس الحكومة الجديدة، برنامجه الحكومي بالتأكيد على عزمه تبني إصلاحات اقتصادية شاملة في الإقليم، وتدعيم ركائز الاقتصاد ومصادره، بموازاة العمل على تحسين المستوى المعيشي المتدهور في الإقليم، والناجم عن الأزمة الاقتصادية التي خيمت على المنطقة خلال سنوات الحرب ضد «داعش»، ونتيجة لقطع السلطات الاتحادية لحصة الإقليم من الموازنة المالية السنوية، منذ عام 2014.
كما شدد بارزاني، على العمل الدؤوب لخفض ديون الإقليم الخارجية، من خلال تشجيع الاستثمار وجذب رؤوس الأموال من الخارج، والاستعانة بالحكومة العراقية لمساعدته في ذلك، فضلاً عن تشجيع القطاعين الصناعي والزراعي، وخلق المزيد من فرص العمل للشباب، وتسهيل النشاط التجاري مع المحيط الخارجي، وتوسيع نطاق استخدام التكنولوجيا الحديثة في المؤسسات الرسمية لتوفير خدمات أوسع وأسهل لمواطني الإقليم، وعلى الصعيد السياسي تعهد بارزاني، بمعالجة المشاكل العالقة بين بغداد والإقليم، والعمل على إدراج قوات البيشمركة ضمن المنظومة للدفاعية للعراق، إلى جانب حل مشكلة المناطق المسماة دستورياً بـ«المتنازع عليها» وفقاً لخارطة الطرق المرسومة ضمن المادة 140 من الدستور العراقي، مشدداً على عزم حكومته على تبديد المشاكل السياسية مع بغداد وتعزيز مبادئ الشراكة الحقيقية والتوافق والتوازن في إدارة شؤون البلاد.
ومن جانبه، قال لقمان حمد، النائب عن كتلة الاتحاد الوطني (21 مقعداً)، إن أجندة الحكومة تمثل خلاصة البرامج الانتخابية للقوى الثلاث المشكلة للحكومة، وهناك متسع من الوقت لتنفيذها على أرض الواقع، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك بوادر طيبة توحي بزوال الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالإقليم، مما يسهل على الحكومة تنفيذ القسم الأكبر من برامجها، لا سيما أن الأجواء السياسية مع بغداد بدأت تتجه نحو التطبيع والتحسن،» مشدداً بأن حزبه سيمارس دوره المؤثر على صعيد دعم الحكومة، وحث أعضائه فيها على العمل كفريق واحد مع بقية الأعضاء، وضمان نجاح الحكومة الجديدة.
بينما أكد كاوه عبد القادر، النائب عن كتلة الحراك الجيل الجديد (8 مقاعد)، أن نواب حزبه امتنعوا عن التصويت للحكومة الجديدة، لأن الحراك اختار صف المعارضة، إيماناً منه بأن ذلك سيخدم سكان الإقليم أكثر، وقال: «لدينا الكثير من الملاحظات والتحفظات على أعضاء الحكومة، لأن أغلبهم رشحوا من قبل أحزابهم لتولي الحقائب الوزارية، وفق أسس حزبية وليس بموجب معايير الكفاءة والخبرة، لذا سنراقب أداءهم فإذا كان إيجابياً سندعمهم بلا شك، وبخلافه سوف نشدد الرقابة عليهم ولن نسكت عن أي مخالفات».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).