مستوطنو «تدفيع الثمن» يتوعدون بقتل فلسطيني أفرجت عنه إسرائيل

TT

مستوطنو «تدفيع الثمن» يتوعدون بقتل فلسطيني أفرجت عنه إسرائيل

هاجم مستوطنون من جماعات «تدفيع الثمن»، قرية دير قديس غرب رام الله، وخطّوا شعارات عنصرية على جدرانها تتضمن التهديد بقتل فلسطيني أفرجت عنه المحاكم الإسرائيلية الشهر الماضي.
وكتب المستوطنون عبارات تطالب بإعدام الفلسطيني محمود قطوسة على خلفية اتهامه في وقت سابق باغتصاب طفلة إسرائيلية، قبل أن يحصل على براءة من المحكمة والشرطة الإسرائيلية. وكتب المستوطنون أن «عقوبة الإعدام ضرورية لمحمود قطوسة» كما خطوا شعارات معادية للعرب، ثم قاموا بتخريب سيارات في القرية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها فتحت تحقيقاً «فيما يُشتبه بأنها جريمة كراهية». وكانت إسرائيل أطلقت الشهر الماضي سراح قطوسة، وهو عامل صيانة وحارس يبلغ من العمر 46 عاماً عمل في مدرسة الضحية المزعومة، بعد قضاء مدة شهرين في الحجز. وتم الإفراج عنه بعدما وجهت انتقادات حادة للائحة الاتهام التي قُدمت ضده في قضية اغتصاب الطفلة لانعدام الأدلة. ولا تحقق الشرطة الإسرائيلية حالياً مع أي مشتبه به آخر.
وقال قطوسة لموقع «واللا» الإخباري، إن الشرطة لم تقم بالاتصال به منذ إطلاق سراحه.
وفقاً للتهم التي تم إسقاطها، فإنه «في وقت ما؛ بين شهري فبراير (شباط) وأبريل (نيسان)» الماضيين، اتهم قطوسة بجر الطفلة من مدرستها إلى منزل خالٍ في «المستوطنة»، حيث قام هناك باغتصابها بينما قام اثنان من أصدقائه على الأقل بتثبيتها.
بعد فترة قصيرة من تسريب لائحة الاتهام، تعرضت الشرطة لانتقادات شديدة لاعتمادها بشكل شبه كامل على شهادة الطفلة، متجاهلة الأدلة الجنائية بالإضافة إلى عدم تمكنها من تحديد التاريخ الدقيق لوقوع الجريمة.
ثم أعلن المدعي العام العسكري إسقاط التهم ضد قطوسة. ووجهت انتقادات للائحة الاتهام التي قُدمت بسبب افتقارها الواضح للأدلة، وهي حقيقة أقر بها المدعي العسكري، شارون أفيك، في بيان للصحافة أعلن فيه عن إبطال التهم.
وجاء في البيان أن «البنى التحتية للأدلة التي تشكل لائحة الاتهام لا ترقى في الوقت الحالي إلى (احتمال معقول للإدانة)، وبالتالي، ووفقاً للقانون، لا يمكن للإجراءات الجنائية أن تستمر، ولا بد من سحب لائحة الاتهام والإفراج عن قطوسة من الحجز». وأكد مسؤول أيضاً أن الطفلة تمكنت من التعرف على قطوسة في المدرسة فقط بعد أن أشارت والدتها إليه بداية وقالت لها إنه هو الرجل الذي قام باغتصابها. علاوة على ذلك، تم تنفيذ اختبار فاشل لفحص الكذب، والذي استشهدت به المحكمة العسكرية في قرارات متعاقبة لتمديد اعتقال قطوسة، باللغة العبرية، بدلاً من استخدام اللغة العربية وهي اللغة الأم للمتهم، وفقاً للمسؤول.
والهجوم على القرية الفلسطينية يأتي ضمن سلسلة هجمات تنفذها عصابات «تدفيع الثمن»، لكن تحريضهم على قتل شخص بعينه يبدو غير مسبوق. وقال مسؤولون في القرية إن الشعارات الاستيطانية تشكل تهديداً واضحاً لحياة قطوسة، محملين الشرطة الإسرائيلية المسؤولية عن أي أذى يلحق به.
والشهر الماضي، تم إعطاب إطارات 12 مركبة وخط عبارات بالعبرية في قرية سنجل القريبة، وكُتب على أحد الجدران بأطراف قرية سنجل: «نحن نمنحهم الوظائف وهم يغتصبون طفلة»، في إشارة إلى وجود نية مبيتة بملاحقة الشاب الفلسطيني رغم تبرئته.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.