الفلاشا في إسرائيل يجددون الاحتجاج

وزارة القضاء تتبنى رواية الضابط المشبوه بالقتل

مظاهرات احتجاجية مستمرة في تل أبيب بعد مقتل شاب إثيوبي لأسباب عنصرية (أ.ف.ب)
مظاهرات احتجاجية مستمرة في تل أبيب بعد مقتل شاب إثيوبي لأسباب عنصرية (أ.ف.ب)
TT

الفلاشا في إسرائيل يجددون الاحتجاج

مظاهرات احتجاجية مستمرة في تل أبيب بعد مقتل شاب إثيوبي لأسباب عنصرية (أ.ف.ب)
مظاهرات احتجاجية مستمرة في تل أبيب بعد مقتل شاب إثيوبي لأسباب عنصرية (أ.ف.ب)

جدد اليهود الإثيوبيون المهاجرون إلى إسرائيل (الفلاشا)، مظاهرات الاحتجاج، أمس وأول من أمس، في تل أبيب وعدة مواقع أخرى، مطالبين بالتحقيق الأكثر جدية مع ضابط الشرطة الذي قتل ابنهم الشاب، سلومون تاكا، بالرصاص، ومطالبين بتغيير السياسة العنصرية ضدهم.
وقد تجمع في تل أبيب، مساء الاثنين، نحو ألف متظاهر، غالبيتهم من النساء الإثيوبيات، ومعهم بضع عشرات من اليهود اليساريين المتضامنين، واضطرت الشرطة إلى إغلاق عدد من الشوارع في المدينة. كما تظاهر يهود إثيوبيون أيضا في عسقلان، وفي نتانيا، وأغلقوا أحد شوارع المدينة، وقامت الشرطة بإخلائهم من المكان.
وفي يوم أمس الثلاثاء، عادوا للتظاهر في المواقع نفسها وكذلك في كل من بيتح تكفا والقدس الغربية وبئر السبع وحيفا وغيرها. وقامت الشرطة بنشر قوات كبيرة على المحاور الرئيسية، وأكدت أنها «لن تسمح بمظاهرات عنيفة وبمحاولات الاعتداء على عناصر الشرطة والمواطنين والممتلكات».
وبرز شعار رفعه العديد من الشباب يقول: «أماه، لا تسمحي بأن أعود إلى البيت قتيلا»، «الشرطي العنيف مكانه في السجن».
وكان ذوو الشاب القتيل قد طلبوا وقف المظاهرات إلى حين انتهاء فترة الحداد (7 أيام) إكراما للميت. وبانتهاء المدة عادوا وطلبوا من الشباب التظاهر ولكن بلا عنف. وقالوا إن المظاهرات لن تعيد لهم ابنهم ولكنها ضرورية لتفهم الشرطة بأن الإثيوبيين أيضا بشر وحياة أولادهم غالية عليهم.
من جهة ثانية، أعلن قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة في وزارة القضاء، أمس، عن تبني رواية الضابط المشبوه بالقتل. وقال إن الفحوصات الشاملة أظهرت أن هذا الضابط، اعترف بأنه عندما أطلق النار وجه السلاح نحو الأرض، فارتدت الرصاصة نحو الشاب وقتلته. وقد قام الضابط بإعادة تمثيل الجريمة في ساعات الليل المتأخرة، بشكل سري، تحت حراسة مشددة.
وقد لوحظ أن قيادة الشرطة تسعى لاسترضاء الإثيوبيين والتخفيف من حدة غضبهم. فقال وزير الأمن الداخلي، جلعاد اردان، إنه يجب فرض عقوبات أشد صرامة على أفراد الشرطة الذين يلجؤون إلى تصرف عنيف أو عنصري لا داعي له. وقال إن «شرطياً يتصرف بعنف لا مكان له بتاتا في صفوف الشرطة، ولن نتهاون البتة مع أي شرطي يتضح أنه كان ضالعا في عمل عنيف أو تصرف على خلفية عنصرية».
وقال القائم بأعمال المفتش العام للشرطة الميجر جنرال موتي كوهين، الذي شارك في طقوس تغيير قائد اللواء الشمالي في الشرطة، أمس، إنه «خلال الاحتجاجات الأخيرة تم استغلال رغبة الشرطة احترام حق المواطنين بالتظاهر والاحتجاج لأغراض مخالفة للقانون». وادعى أن «الشرطة تتعامل حاليا من تحد كبير آخر يتمثل في الحفاظ على التوازن بين عملية فرض سيادة القانون من جهة والسماح بالتظاهر السلمي المشروع من جهة ثانية». ودافع كوهن عن قراره باعتقال عشرات الإثيوبيين: «اعتقلنا فقط أولئك الذين مارسوا أعمال العنف والشغب خلال المظاهرات، لأن أعمالهم مست بالمتظاهرين الإثيوبيين وبغيرهم من المدنيين الأبرياء وأفراد الشرطة. فنحن لا نتهاون ولا نتغاضى عن أعمال مخلة بالنظام العام».
وقد رد الناشط الإثيوبي، موليت مكونان على ذلك قائلا: «أنا كنت مقاتلا في الجيش وخدمت في أجهزة الأمن. لم أر في حياتي قوة شرطة مدججة بالأسلحة القمعية كما شاهدت في مظاهرات الأمس. يجب على قيادة الشرطة أن تخجل».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.