محكمة إسرائيلية تصادر أرضاً لعرفات في القدس

TT

محكمة إسرائيلية تصادر أرضاً لعرفات في القدس

رغم مرور 14 عاماً على وفاة الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، قررت محكمة إسرائيلية إدانته بإدارة عمليات إرهاب مع الأسير مروان البرغوثي، وحمّلتهما مسؤولية تنفيذ 17 هجوماً مسلحاً خلال الانتفاضة الثانية (ابتداءً من سنة 2000)، وأمرت بتعويض ذوي القتلى بمبلغ قد يصل إلى أكثر من مليار شيقل، أي 279.8 مليون دولار من أملاكهما الخاصة ومن أموال السلطة الفلسطينية.
وقد جاء هذا القرار المحكمة المركزية في القدس بناءً على طلب منظمة يمينية متطرفة للمستوطنين اليهود تدعى «مركز القانون الإسرائيلي - شورات هدين»، التي توجهت للمحكمة بعد تجنيد عائلات ضحايا الهجمات المذكورة من المدنيين والعسكريين والمستوطنين، تطلب دفع تعويضات لهم عما سببته لهم العمليات من أضرار وخسائر.
وقد قبلت المحكمة الدعوى، وقررت إدانة الرئيس الراحل، عرفات، والأسير البرغوثي، والسلطة الفلسطينية، وأمرت بدفع التعويضات المذكورة. وقالت، إنه على الرغم من أن «بعض هذه الهجمات نفذتها منظمتا (حماس) و(الجهاد الإسلامي)»، فإنها و«اعتماداً على بيانات وأدلة سرّية» لم تكشف عنها، تحمّل السلطة الفلسطينية المسؤولية عنها.
وقد قدمت المنظمة الاستيطانية للمحكمة وثائق تدل على أن هناك قطعة أرض في القدس الشرقية يمتلكها الراحل عرفات، فقررت وضع يدها عليها بغرض مصادرتها وعرضها للبيع لتسديد بعض أموال الغرامة.
واعتبرت درشان - ليتنر، رئيسة «مركز القانون الإسرائيلي»، هذه الخطوة، «إحدى الخطوات نحو العدالة للضحايا وعائلاتهم».
وقالت: «لن نسمح بوضع يكون فيه عرفات مالكاً لعقار في قلب القدس، مع تجنب دفع تعويضات إلى ضحاياه». وأضافت: «قرار المحكمة تاريخي، إذ إنه يدين عرفات كمن حاول استخدام الحرب والقتل، عبر الانتفاضة الثانية، للحصول على تنازلات من إسرائيل لأنه لم ينجح في تحصيل ما يريد من خلال مفاوضات أوسلو».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».