من هم أعضاء «حزب الله» الذين عاقبتهم واشنطن؟

النائب محمد رعد (أرشيف)
النائب محمد رعد (أرشيف)
TT

من هم أعضاء «حزب الله» الذين عاقبتهم واشنطن؟

النائب محمد رعد (أرشيف)
النائب محمد رعد (أرشيف)

فرضت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، عقوبات جديدة على «حزب الله» اللبناني، شملت ثلاثة قياديين في الحزب الذي صنّفته واشنطن إرهابياً.
واتهمت الخزانة الأميركية الأعضاء الثلاثة بمحاولة تمويل ميليشيا «حزب الله»، والتواصل مع أشخاص على قائمة الإرهاب، مطالبة المجتمع الدولي بعدم التمييز بين العناصر السياسية والعسكرية.
وهنا بعض التفاصيل عن الأعضاء الثلاثة الذين شملتهم العقوبات الأميركية الجديدة، كما ورد في حيثيات قرار وزارة الخزانة الأميركية:

أمين ﺷﺮي
هو ﻧﺎئب من الحزب، يؤدي دوره ﻛﻤﺤﺎور داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، مستخدماً أهمية دوره التمثيلي داﺧﻞ الحزب للتأثير في ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮارات، واﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت المالية ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة الحزب ﻓﻲ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ تأثير اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت الأميركية.
وأضاف القرار أن شري هدّد ﻣﺴﺆوﻟﻲ ﻣﺼﺮف ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ وأﻓﺮاد أسرهم، ﺑﻌﺪ أن ﺟﻤّﺪ اﻟﻤﺼﺮف ﺣﺴﺎﺑﺎت ﻋﻀﻮ ﻓﻲ الحزب أدرجته الولايات اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻣﻜﺘﺐ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻷﺻﻮل الأجنبية كإرهابي، وﺗﺘﻀﺢ أنشطته غير اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ أيضاً ﻓﻲ علاقاته اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎء الحزب ومموليه الآخرين، إذ حافظ على ﻋﻼﻗﺔ وثيقة ﻣﻊ أحدهم، وهو أدهم طﺒﺎﺟﺔ الذي أدرج أيضاً كإرهابي ﺑﺴﺒﺐ تقديمه اﻟﺪﻋﻢ واﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟ«حزب ﷲ».
واﺳﺘﻤﺮ ﺷﺮي وطﺒﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎً، وأسسا ﻣﻊ آخرين ﺷﺮﻛﺔ مقرها ﻟﺒﻨﺎن، وسهّل الأول وصول الأخير إﻟﻰ البنوك اللبنانية، كما كلّفه الأمين اﻟﻌﺎم للحزب ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮﷲ بتسوية القضايا اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈدراج طﺒﺎﺟﺔ في قائمة الإرهاب.

محمد رعد
يقول القرار الأميركي إن محمد رعد، وهو رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، من اﻷﺷﺨﺎص الموجودين ﺿﻤﻦ اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﻤﺼﻐﺮة للقيادة، وﺗﻢ اﻧﺘﺨﺎبه ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى اﻟﺘﺎﺑﻊ للحزب.
وﺗﺠﻤﻊ رﻋﺪ أيضاً ﻋﻼﻗﺎت ﺑﺸﺮﻛﺎء «ﺣﺰب ﷲ» ومموليه، واﻟﺘﻘﻰ عام 2017 ﺮﺟﻠﻲ اﻷﻋﻤﺎل أدهم طﺒﺎﺟﺔ وحسين ﻋﻠﻲ ﻓﺎﻋﻮر، التابعين للحزب، ﺑﻐﺮض ﺿﻤﺎن ﺑﻘﺎء آليات تمويل الميليشيا ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت. وﻗﺪ صُنّف ﻣﻜﺘﺐ فاعور إرهابياً بسبب تقديمه اﻟﺪﻋﻢ واﻟﺨﺪﻣﺎت لـ«حزب الله».
ويلفت القرار إلى أن رﻋﺪ ووفيق ﺻﻔﺎ يملكان قائمة ﺗﻀﻢ أﺳﻤﺎء مائة ﻋﻀﻮ في الحزب ﻛﺎﻧﻮا سيكتسبون جنسيات أجنبية، ليرسلهم الحزب ﻓﻲ مهمات طويلة اﻷﺟﻞ إﻟﻰ دول عربية وﻏﺮبية.

وفيق ﺻﻔﺎ
هو أحد قادة «حزب الله» البارزين، وجزء من الدائرة المصغرة لأمينه العام، وهو اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ وﺣﺪة اﻻﺗﺼﺎل والتنسيق اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ للحزب، ويتولّى التنسيق مع اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ الدولي واﻷجهزة الأمنية، كرئيس ﻟﻠﺠﻨﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﺘﻲ غُيّر اسمها ﻻﺣﻘﺎً.
وتكشف وزارة الخزانة الأميركية إلى أن ﺻﻔﺎ استغلّ، ﺑﺤﻜﻢ منصبه كمسؤول أمني ﻓﻲ «ﺣﺰب ﷲ»، اﻟﻤﻮاﻧﺊ واﻟﻤﻌﺎﺑﺮ الحدودية اللبنانية للتهريب، وتسهيل اﻟﺴﻔﺮ بالنيابة ﻋﻦ «حزب ﷲ» الذي استفاد منه لتسهيل ﻣﺮور اﻟﻤﺨﺪرات واﻷﺳﻠﺤﺔ وغيرها.
وتربط صفا علاقات مع شركاء الحزب، وقد سهّل عمليات سفرهم عبر معبر حدودي، كما ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ وثيقة ﻣﻊ أدهم طﺒﺎﺟﺔ.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.