رحلة أمير «داعش» في اليمن من «القاعدة» إلى قبضة التحالف

عمره 30 عاماً وسبق له القتال في سوريا

زعيم «داعش» في اليمن أبو أسامة المهاجر في قبضة القوات الخاصة السعودية (واس)
زعيم «داعش» في اليمن أبو أسامة المهاجر في قبضة القوات الخاصة السعودية (واس)
TT

رحلة أمير «داعش» في اليمن من «القاعدة» إلى قبضة التحالف

زعيم «داعش» في اليمن أبو أسامة المهاجر في قبضة القوات الخاصة السعودية (واس)
زعيم «داعش» في اليمن أبو أسامة المهاجر في قبضة القوات الخاصة السعودية (واس)

كشفت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن عن أن أمير تنظيم «داعش» في اليمن الذي تم القبض عليه في 3 يونيو (حزيران) الماضي، يمني الجنسية، وأنه شارك في القتال سابقاً في سوريا، ويحمل كنى مختلفة.
وأكد المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد ركن تركي المالكي خلال إيجازه الأسبوعي، أمس (الاثنين)، أن «جهود التحالف مستمرة في القضاء على التنظيمات الإرهابية، حيث لا تزال التحقيقات جارية مع أمير تنظيم (داعش) الإرهابي في اليمن». وكشف المالكي في معلومات جديدة عن جنسية أمير «داعش» في اليمن «أبو أسامة المهاجر»؛ وأنه يحمل الجنسية اليمنية، وسبقت له المشاركة في القتال مع تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، وأنه يحمل كنى مختلفة: «أبو مصعب»، و«أبو سليمان العدني»، و«نشوان العدني»؛ إضافة إلى «أبو أسامة المهاجر»، حيث كُلف من التنظيم المتطرف بقيادة عملياته باليمن.
وأبو أسامة متعدد الكنى، من مواليد عام 1988 ولم يكمل تعليمه في الهندسة الميكانيكية، وله سجل إرهابي؛ حيث كان من 2010 حتى 2015 أحد قياديي «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، وفي 2015 ترك التنظيم والتحق بتنظيم «داعش» حيث شارك في القتال ضمن أفراد «داعش سوريا»، وفي عام 2017 تمت توليته إمارة «داعش» في اليمن؛ حيث وجد فيه قادته شخصية قادرة على القيادة، وأدرجته وزارة الخزانة الأميركية في قائمة العقوبات.
وأكد المتحدث باسم التحالف في وقت سابق، أن «العملية تمّت بالتعاون بين القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية، وأُلقي خلالها أيضاً القبض على المسؤول المالي لـ(داعش) وعدد من أعضاء التنظيم المرافقين له».
وأكد تحالف دعم الشرعية في اليمن أن ممارسات الميليشيات الحوثية عززت من وجود التنظيمات الإرهابية باليمن، مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية حاولت تأسيس نواة لها في اليمن.
وأشار حمود الزيادي، الباحث في شؤون الإرهاب، إلى أن من أهم استراتيجيات تنظيم «داعش» ما تسمى «(الولايات خارج منطقة تمركزه في سوريا والعراق)؛ حيث كان اليمن من أهم المناطق والدول»، موضحاً أن التنظيم الإرهابي يرغب في استثمار الوضع الأمني في اليمن لتعزيز حضوره وانتشاره إقليمياً، بالإضافة إلى استثمار وجود تنظيم «القاعدة» لاستقطاب عناصر قاعدية إلى التنظيم الجديد «داعش»، مشيراً إلى أن «كثيراً من المناطق التي نشط فيها تنظيم القاعدة سابقاً، بدأ (داعش) يوجد فيها ويحدث تحولاً بين العناصر القاعدية إلى فروع (داعش)». وأضاف في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن من الدول الإقليمية التي كان يستهدفها «داعش» لتعزيز وجوده بها؛ اليمن وليبيا، «وذلك للأوضاع الأمنية فيهما، وعدم وجود دولة مركزية قادرة على بسط نفوذها، وانقلاب ميليشيا الحوثي على الحكومة الشرعية في اليمن... بالإضافة إلى محاولته استهداف السعودية، ولكن لم يستطع لأسباب القدرة الأمنية ووجود دولة مركزية باسطة نفوذها». وأشار إلى أن التنظيم «حاول الاستثمار في اليمن تحت شعار (التوظيف الطائفي) حيث يقوم التنظيم على صراع الهويات الطائفي»، مؤكداً «اتساق الأهداف لتصبح العلاقة تكاملية بين (داعش) والحوثي لا تنافسية.
ولطالما كان اليمن مسرحاً رئيسياً لتنظيمات إرهابية، بفعل الحواضن التي توفرها عناصر محلية أو اضطرابات سياسية، والهدف الأكبر لها كان محاولة إحداث القلاقل في دول الخليج؛ خصوصاً السعودية، وقيادة عناصر لها في الداخل، وهو ما كان ينتهجه تنظيم القاعدة... وعلى المنوال ذاته؛ سار تنظيم (داعش)، حيث تعد له؛ مثل ميليشيا الحوثي، دول الخليج الغنيمة والهدف الأكبر، كذلك الممرات المائية فرصة اختراقات واستهدافات وفقاً لنهج التنظيم الذي تلقى ضربات في سوريا والعراق».
ويلتقي الجهد الأميركي لمحاصرة «داعش» و«القاعدة في اليمن» مع جهود مماثلة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، حيث سبق أن قادت عبر طائرات من دون طيار عمليات استهداف لعناصر في التنظيم، خصوصاً في المكلا؛ مركز محافظة حضرموت، إضافة إلى عمليات نوعية في محافظات شبوة وأبين والبيضاء.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.