تانغي ندومبيلي... لاعب خط وسط متكامل ينقصه التركيز أحياناً

بات أغلى صفقة في تاريخ توتنهام... ويشبه في أدائه النجم الغاني مايكل إيسيان

ندومبيلي (وسط) أمام برشلونة في دور الـ16 بدوري الأبطال 2019
ندومبيلي (وسط) أمام برشلونة في دور الـ16 بدوري الأبطال 2019
TT

تانغي ندومبيلي... لاعب خط وسط متكامل ينقصه التركيز أحياناً

ندومبيلي (وسط) أمام برشلونة في دور الـ16 بدوري الأبطال 2019
ندومبيلي (وسط) أمام برشلونة في دور الـ16 بدوري الأبطال 2019

يعلم الجميع كيف كان المدير الفني لنادي توتنهام هوتسبير، ماوريسيو بوكيتينو، يحب لاعب الفريق السابق موسى ديمبيلي، والذي قال عنه ذات مرة: «لقد كان أحد اللاعبين العبقريين الذين حالفني الحظ لكي ألتقي بهم مع مارادونا ورونالدينيو وأوكوشا وإيفان دي لا بينا». ويعرف الجميع أن بوكيتينو كانت لديه رغبة هائلة في تدعيم صفوف فريقه خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية من أجل ضخ دماء جديدة في صفوف الفريق حتى يكون قادرا على المنافسة، سواء على المستوى المحلي أو القاري.
ويمكننا أن نتخيل الآن مدى السعادة التي يشعر بها بوكيتينو، بعدما أبرم توتنهام هوتسبير أغلى صفقة في تاريخه بالتعاقد مع لاعب خط الوسط الفرنسي تانغي ندومبيلي من ليون الفرنسي مقابل 55 مليون جنيه إسترليني، وهي الخطوة التي ستساعد النادي على ملء الفراغ الهائل الذي تركه موسى ديمبلي برحيله إلى الدوري الصيني في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. ومن المعروف أن نادي ليون يساعد لاعبيه الشباب على التطور واكتساب الخبرات ثم يبيعهم إلى أندية أكبر ويحقق مكاسب مالية كبيرة. وقد وصف جين ميشيل أولاس، رئيس النادي، ندومبلي بأنه «مايكل إيسيان الجديد»، بينما يرى برونو جينيسيو، المدير الفني السابق لليون والذي أقيل من منصبه في مايو (أيار) الماضي، أن ندومبيلي «يمكن أن يكون بول بوغبا الجديد». ويشبه آخرون أداء ندومبيلي بالنجم الفرنسي الكبير نغولو كانتي.
لكن الشيء المؤكد هو أن مشجعي توتنهام هوتسبير سوف يرون لمحة من ديمبلي عندما يلعب ندومبيلي بقميص الفريق خلال الموسم المقبل، نظرا لأن ندومبيلي يشبه ديمبلي تماما فيما يتعلق بوضع جسده بين الكرة واللاعب المنافس لكي يستحوذ على الكرة ثم ينطلق بها لكي يساعد فريقه في الناحية الهجومية. ويحب ندومبيلي أن يراوغ بالكرة، بطريقة ديمبلي نفسها، كما يمتاز بدقة التمريرات.
لكن هناك أيضا اختلافات بين اللاعبين، ففي الوقت الذي يحتفظ فيه ديمبلي بالكرة بعض الشيء وقد يمررها على الأطراف أو إلى الخلف، فإن أول شيء يفكر فيه ندومبيلي بمجرد تسلمه للكرة هو التقدم للأمام واختراق صفوف الفرق المنافسة، سواء بالتمرير أو بالمراوغة. وعلاوة على ذلك، يتميز ندومبيلي بالقوة البدنية الهائلة والسرعة الفائقة والذكاء الكروي داخل المستطيل الأخضر - خاصة في التحولات الهجومية - والقدرة على استخلاص الكرة، وبالتالي لم يكن من الغريب أن يوصف بأنه لاعب وسط متكامل رغم أنه لا يزال في الثانية والعشرين من عمره.
ويمتلك ندومبيلي موهبة كبيرة وواضحة للعيان، لكن الشيء الذي ينقصه هو أنه قد يفتقد للتركيز في بعض الأحيان. ومن اللافت للنظر أنه حتى موسم 2015 - 2016 كان ندومبيلي يقاتل من أجل مكان له في فريق الرديف بنادي أميان الذي يلعب في دوري الدرجة الخامسة في فرنسا. ولم تسر الأمور بشكل جيد مع ندومبيلي في نادي غونغون الفرنسي، الذي استغنى عن خدماته عام 2014 وهو في السابعة عشرة من عمره، وسط مخاوف بشأن سلوكه والتزامه. فعندما تتحدث إلى أي شخص في فرنسا عن ندومبيلي فإنه سوف يقول كلمة واحدة وهي: لا مبالاة! ويعطي ذلك انطباعا بأن اللاعب لا يكون في كامل تركيزه في بعض الأحيان ولا يبذل المجهود اللازم في بعض المواقف، وربما يعود السبب في ذلك إلى أن موهبته الكبيرة للغاية ربما تجعل من السهل عليه القيام بأي شيء يريده.
وقال سوليفان مارتينيت، قائد ندومبيلي في فريق الشباب بنادي غونغون، في تصريحات صحافية لجريدة «أويست فرانس»: «لقد كان يلعب بلا مبالاة. لقد كان قوياً لدرجة أننا كنا نتوقع منه المزيد وبشكل متواصل. لكنه ربما لم يكن يحاول كثيرا، ولم يكن يعطي انطباعا بأنه يركز بنسبة مائة في المائة. وعندما ننظر إلى الماضي، سندرك أن سلوكه خارج الملعب قد أثر عليه سلبيا. لقد كنا أقل موهبة منه، لكننا كنا أكثر جدية ورغبة في اللعب بكل قوة».
وكان جينيسيو قد عبر أيضا عن إحباطه من أداء ندومبيلي في بعض الفترات خلال الموسم الماضي، عندما تساءل على الملأ كيف يمكن لهذا اللاعب أن يكون رائعا أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا ثم يلعب بشكل مخيب للآمال في بعض المباريات الأقل أهمية. ومن النادر أن نسمع جينيسيو ينتقد أي لاعب على الملأ بهذا الشكل، لذا كانت هذه التصريحات مثار اهتمام جميع الصحف ووسائل الإعلام.
وكان ندومبيلي يواجه مشكلة أخرى في نادي غونغون والتي تتعلق بزيادة الوزن، والتي كانت أحد أسباب رفض توقيع عقد جديد مع اللاعب للانضمام لصفوف الفريق الأول بالنادي. وقال فيليب لو ماير، الذي كان يعمل في فريق الشباب بالنادي: «أخبرني الناس بأنه يمكن أن يكتسب مزيدا من الوزن. بعبارة بسيطة، كان اللاعب يعاني من زيادة في نصفه السفلي قبل العلوي».
وتم رفض اللاعب من أندية أوكسير وكاين وأنجيه، والتي كانت تعتقد أنه لا يتمتع بالبنية الجسدية الصحيحة. وعندما انضم ندومبيلي إلى نادي أميان، كان ذلك بمثابة مفترق طرق سيحدد ما إذا كان اللاعب سيواصل مسيرته الاحترافية أم لا. لكن بعد موسمين من اللعب في فريق الرديف بالنادي، انطلق ندومبيلي للعب في الفريق الأول وقاده للصعود من دوري الدرجة الثانية.
وحصل ليون على خدمات اللاعب على سبيل الإعارة مقابل مليوني يورو في موسم 2017 – 2018، مع وضع شرط في العقد يتيح للنادي أحقية شرائه بصفة نهائية مقابل ثمانية ملايين يورو. وفعل ليون هذا الشرط بعد الأداء الرائع الذي قدمه اللاعب الشاب، الذي حجز مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق مكان كورينتين توليسو، الذي انتقل إلى بايرن ميونيخ. وقد لفت هذا الأداء الرائع أنظار مسؤولي المنتخب الفرنسي الأول، الذي انضم إليه ندومبيلي ولعب معه ست مباريات، كانت أولها أمام آيسلندا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومن قبيل المصادفة أن المباراة أقيمت على ملعب نادي غونغون!
ورغم أن اللاعب الشاب القادم من جنوب العاصمة الفرنسية باريس يمتاز بقدرته على اللعب من منطقة جزاء فريقه حتى منطقة جزاء الفريق المنافس، فإنه يعاني من نقطة ضعف واضحة فيما يتعلق بتسجيل الأهداف، حيث لم يسجل سوى أربعة أهداف فقط مع نادي ليون، وكان يهدر كثيرا من الفرص السهلة داخل منطقة الجزاء. وقد يكون من الصعب أن تحكم على المستوى الحقيقي للاعب من خلال أدائه في الدوري الفرنسي الممتاز، ومن المؤكد أنه سيكون بحاجة لبعض الوقت من أجل التأقلم في الدوري الإنجليزي الممتاز مع توتنهام. ويتعين علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان سيقدم الأداء الذي يتناسب مع سعره المرتفع أم لا.
لكن لا يوجد أدنى شك في أن ندومبيلي يمتلك إمكانيات هائلة جعلت المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا يشيد به عقب مباراة ليون ومانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، كما أشاد به المدير الفني لمنتخب فرنسا ديدييه ديشامب، قائلا إن ندومبيلي «يعرف كيف يفعل أي شيء في خط الوسط». وعلاوة على ذلك، فإنه شخص هادئ الطباع، لكن لديه قوة داخلية هائلة وإيمان ديني راسخ. وقد أخبره بوكيتينو بأنه سيحوله إلى لاعب عالمي، وقد صدقه ندومبيلي ووافق على الانضمام إليه. أما نحن فيتعين علينا أن ننتظر لنرى ما سيقدمه اللاعب مع السبيرز خلال الفترة المقبلة!


مقالات ذات صلة

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

رياضة عالمية محمد صلاح (إ.ب.أ)

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

نشر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (الفراعنة) رسالة حزينة، نعى بها الممثل المصري القدير نبيل الحلفاوي الذي توفي، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.