«الاشتراكي» ينتقد «العبث السياسي» في الجبل

وفد منه زار الراعي وجعجع لبحث الأحداث الأخيرة

البطريرك الراعي مستقبلاً الوزير أكرم شهيب والوفد المرافق (الوكالة الوطنية)
البطريرك الراعي مستقبلاً الوزير أكرم شهيب والوفد المرافق (الوكالة الوطنية)
TT

«الاشتراكي» ينتقد «العبث السياسي» في الجبل

البطريرك الراعي مستقبلاً الوزير أكرم شهيب والوفد المرافق (الوكالة الوطنية)
البطريرك الراعي مستقبلاً الوزير أكرم شهيب والوفد المرافق (الوكالة الوطنية)

قال وزير التربية أكرم شهيب إن المصالحة الدرزية - الدرزية يجب أن تكون مبنية على قواعد وشروط، مؤكدا أن العبث السياسي في الجبل لا ينفع ولن يوصل إلى أي مكان.
وجاء كلام شهيب خلال الجولة التي بدأها «الحزب التقدمي الاشتراكي» على الأفرقاء السياسيين، حيث التقى أمس وفد منه ضم الوزير أكرم شهيب والنائبين نعمة طعمة وهادي أبو الحسن وأمين السر العام ظافر ناصر، البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
وبعد لقائه جعجع وضع شهيب الزيارة «في إطار طبيعي» مؤكدا: «نقول لكل من يدعي أن المصالحة قد مسّت إن العبث السياسي في الجبل لا ينفع ولن يوصل إلى أي مكان». وقال شهيب: «أجرينا جولة أفق على الوضع العام وما حدث مؤخرا في الجبل، وكانت معظم آرائنا متطابقة والتنسيق فيما بيننا قائماً».
وردا على سؤال عما قيل إن الجبل بحاجة إلى مصالحة درزية - درزية، أكد «إننا من دعاة سياسة اليد الممدودة مع الجميع وكان لرئيس (الاشتراكي) وليد جنبلاط كلام واضح في دار الطائفة الدرزية، إنما على قواعد وشروط وليس المصالحة من أجل المصالحة فقط باعتبار أن هناك قواعد وأصولاً للمصالحات».
وفيما عبّر عن أسفه على ما حصل أكد «نبقى جميعا تحت سقف القانون والأمن والدولة الراعية لكل أبنائها، لذا نحن مع الأمن والاستقرار في كل لبنان، فكيف في الجبل الذي هو أساس ومنطلق كل ما نسعى إليه بشكل دائم». وأكد: «كل ما قيل عن أن هناك تحضيرا لكمين في مكان ما إنما هذا الكمين موجود في عقول البعض لا أكثر ولا أقل».
وكرر شهيب الكلام نفسه بعد لقائه مع البطريرك الراعي، وقال: «ما حصل في الجبل حاول البعض تصويره وكأنه انتكاسة للمصالحة. المصالحة لم ولن تمس وهي ثابتة وكل المخلصين في هذا البلد هم حراس الوفاق والتواصل والاعتراف بالآخر وأهمية بقاء الجبل على الروحية التي أرساها البطريرك الراحل نصر الله صفير، وأكد عليها البطريرك الراعي حينما زار الجبل في أكثر من مناسبة».
ولفت شهيب إلى أن زيارة الراعي هي «للتأكيد أن ما حدث بعيد جدا عن أي خلل بالعلاقة التي قامت على ثوابت لن تمس مهما حاول البعض بث خطاب تشنجي أو كلام غير مسؤول ومهما حاول بعض الصبية اللعب بالأمن في الجبل، وبالتالي الأمن باق ومستتب ونحن تحت سقف القانون اليوم وغدا وفي كل يوم، ونحن نشكر غبطته على الملاحظات التي أبداها والتي فيها الخير للجبل وللوطن».
وردا على عدد من الأسئلة أكد شهيب أن «القانون يسمح للجميع بالدخول إلى كل المناطق اللبنانية دون خلل، ولكن أيضا القانون يمنع الخطاب المتشنج. وبالتالي نحن لم نعترض إلا على هذا الخطاب المتشنج الذي فتح المآسي في الجبل، التي كنا قد طويناها مع صفحة الحرب، ولكن البعض يذكرنا دائما بها لسبب ما. نحن ضد هذا الخطاب الذي يزعج ليس فقط أبناء المنطقة من الطائفة الدرزية وإنما أيضا أبناء المنطقة من الطائفة المسيحية، والتلاقي الذي حصل قبل وبعد الحادثة كامل ولا يمس مهما حاول بعض الأشخاص».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».