ألفيش على مشارف اللقب الـ40

لا يزال قائد منتخب البرازيل داني ألفيش، رغم بلوغه السادسة والثلاثين، متعشطاً لحصد الألقاب، وينوي رفع رصيده إلى 40 لقباً، عندما يخوض مباراة السيليساو ضد بيرو في نهائي بطولة «كوبا أميركا» التي تستضيفها بلاده على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو اليوم.
وحصد ألفيش حتى الآن 39 لقباً مع الأندية التي لعب لها، ومع منتخب البرازيل، بينها 23 لقباً في صفوف برشلونة، حيث أمضى في صفوفه 8 أعوام (2008 - 2016) خلال العصر الذهبي للفريق الكاتالوني الذي شهد تتويجه بطلاً لأوروبا 3 مرات خلال هذه الفترة.
وحيثما حل، نجح ألفيش الذي بدأ مسيرته في صفوف نادي باهيا البرازيلي بعمر الثامنة عشرة في إحراز الألقاب، وقد كشف مؤخراً لشبكة «فوكس سبورتس» عن بداية مسيرته، بقوله: «حتى في أحلامي الجنونية، لم أكن أتوقع الوصول إلى هذا المستوى. أنا من عائلة فقيرة، وعندما غادرت المنزل في الخامسة عشرة من عمري، كنت أريد فقط أن يشعر والدي بالفخر بي عندما أعود إلى المنزل».
وقال ألفيش الذي أعلن في نهاية الموسم المنصرم رحيله عن باريس سان جرمان، بعد انتهاء عقده معه: «أدرك تماماً السن الذي بلغته، وأعي تماماً ماذا يعني ذلك للاعب كرة القدم، لكني أيقنت بأن الناس تريد النتائج، وأنا أضع كل تركيزي في هذه الناحية، ولا أتطلع إلى عمري، أو ما هو رأي الناس بي».
واختير ألفيش أفضل لاعب في مباراة السوبر الكلاسيكو ضد الغريم التقليدي منتخب الأرجنتين، التي انتهت بفوز فريقه بهدفين نظيفين.
وفرض ألفيش نفسه نجماً للمباراة بلا منازع، ولا سيما بعد الدور الذي قام به لدى افتتاح فريقه التسجيل، إذ حصل على الكرة في منتصف الملعب، فراوغ أكونا بحركة فنية رائعة من خلال تمرير الكرة من فوقه، ثم قام بحركة ماكرة للتخلص من باريديس، قبل أن يغمز الكرة بذكاء باتجاه روبرتو فيرمينيو على الجناح الأيمن، ليقوم الأخير بصنع التمريرة الحاسمة داخل المنطقة باتجاه غابريال جيزوس الذي سجل في سقف الشبكة.
وأشاد به المحلل الفني في موقع «غلوبواسبورتي» ليوناردو ميراندا بقوله: «أظهر داني ألفيش أن كرة القدم تُلعب بالعقل، فقد قدم عرضاً لا ينسى».
ولا يتردد ألفيش الذي عهد إليه مدرب المنتخب تيتي بحمل شارة القيادة، حتى قبل إصابة النجم نيمار في كاحله، في القول: «لست هنا لكم الأفواه، أنا هنا لكي أقوم بعملي».
وسيستمر ألفيش في الملاعب، وقد رشحته الصحف الإسبانية للانتقال إلى صفوف أتلتيكو مدريد الذي يشرف على تدريبه الأرجنتيني دييغو سيميوني.
واستدعي ألفيش للمرة الأولى إلى صفوف المنتخب في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2006، وانتظر نحو عام لكي يظفر بلقبه الأول مع منتخب البرازيل (كوبا أميركا 2007).
ودخل احتياطياً في المباراة النهائية لـ«كوبا أميركا» ضد الأرجنتين في ذلك العام، وسجل الهدف الثالث لمنتخب بلاده (3 - صفر)، علماً بأنه توج أيضاً مع السيليساو بطلاً لكأس القارات (عامي 2009 و2013).
أما في مونديال 2014 الذي استضافته بلاده، فكان على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، عندما تعرضت البرازيل لأقسى خسارة لها على أرضها أمام ألمانيا (1 - 7) في نصف النهائي.
أما اليوم (الأحد)، وعلى ملعب ماراكانا الأسطوري، فسيكون ألفيش بمثابة الشقيق الأكبر لجميع زملائه الذين لم يسبق لهم أن خاضوا مباراة نهائية في صفوف المنتخب الوطني.
واعتبر الظهير الأيسر أليكس ساندرو ألفيش الذي لعب إلى جانبه في صفوف يوفنتوس الإيطالي لموسم واحد (2016 - 2017) قدوة، بقوله: «إنه مثال كلاعب وكشخص؛ أينما حل يجلب معه فرحته وتجربته، هو في غاية الأهمية داخل الملعب وخارجه».
وسيحاول ألفيش مساعدة زملائه على عدم الاستخفاف ببيرو التي تفوق عليها فريقه بخماسية نظيفة في دور المجموعات في هذه النسخة، قبل أن تنجح في استعادة توازنها وإخراج الأوروغواي حاملة الرقم القياسي في عدد ألقاب «كوبا أميركا» (15 لقباً) بركلات الترجيح في ربع النهائي، ثم هزيمة تشيلي حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين بثلاثية نظيفة في نصف النهائي.