سادلر: اشتريت بلاكبول من أجل عودة السعادة إلى المدينة وسكانها

المالك الجديد شعر أن تصرفات سلفه أدت إلى انهيار النادي الذي عشقه منذ الصغر

سكان مدينة بلاكبول يعقدون الأمل على سادلر مالك ناديهم الجديد
سكان مدينة بلاكبول يعقدون الأمل على سادلر مالك ناديهم الجديد
TT

سادلر: اشتريت بلاكبول من أجل عودة السعادة إلى المدينة وسكانها

سكان مدينة بلاكبول يعقدون الأمل على سادلر مالك ناديهم الجديد
سكان مدينة بلاكبول يعقدون الأمل على سادلر مالك ناديهم الجديد

لو أن مشجعي نادي بلاكبول الذين شنوا حملة مثابرة ضد مالك النادي أوين أويستون الذي عانى النادي مشكلات جمة في ظل قيادته، أمعنوا التفكير في البديل المثالي من وجهة نظرهم، لم يكن الشخص الذي سيتصورونه ليختلف كثيراً عن سيمون سادلر، أحد أبناء المنطقة ومالك النادي الجديد.
كان سادلر البالغ 49 عاماً قد ترعرع في بلاكبول، واصطحبه والده لحضور أول مباراة في حياته عندما كان صبياً صغيراً عام 1977، وقضى سنوات المراهقة والصبا في بلومفيلد رود برفقة بريت غيريتي الذي التقاه في سنوات المراهقة عندما عملا معاً بمجال تأجير المقاعد المخصصة للجلوس على الشواطئ. وعلى امتداد مسيرته المهنية بمجال العمل المالي، في البداية في لندن، ثم في هونغ كونغ طيلة 20 عاماً، حيث تولى إدارة صندوق التحوط المالي «سيغانتي» البالغة قيمته 3.5 مليار دولار، لم يفقد سادلر لكنته المميزة، وظل اليوسفي عنصراً أساسياً في منزله.
وفي أول زيارة له للنادي منذ شرائه إياه مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني في 13 يونيو (حزيران)، والتي سادتها أجواء مشحونة بالعاطفة، حاول سادلر التزام لهجة خطاب دبلوماسية، واكتفى بوصف فترة ملكية أويستون بـ«الحزينة». جدير بالذكر أنه خلال تلك الفترة، انضم سادلر وغيريتي إلى الغالبية العظمى من الجماهير التي قاطعت مباريات النادي على أرضه على امتداد أربع سنوات، مقاطعة دعا إليها اتحاد مشجعي النادي.
وأقر سادلر أنه «يمكننا استخدام الكثير من الكلمات، أنها كانت شائنة، أو أي وصف آخر ترغبه، لكنها أكثر عن أي شيء آخر كانت فترة حزينة للغاية». تجدر الإشارة إلى أن قاضيا بمحكمة عليا خلص في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 إلى أنه بعد الذروة التي بلغها بلاكبول في الفترة الحديثة، الموسم الوحيد الذي شارك خلاله ببطولة الدوري الممتاز، موسم 2010 - 2011 جرد آل أويستون «على نحو غير قانوني» النادي من 26.77 مليون جنيه إسترليني، بينما عانى الفريق والنادي ككل من نقص شديد في الاستثمارات. وأدى ذلك إلى تعيين حراس قضائيين، بول كوبر وديفيد روبين، وذلك نيابة عن فاليري بيلوكون، المشارك في ملكية النادي والذي أصدرت المحكمة أمراً إلى آل أويستون بأن يدفعوا له ذات المبلغ، بجانب استثماره الأصلي في النادي والبالغ 4.5 مليون جنيه إسترليني.
من جانبه، عزم سادلر أمره على استغلال الفرصة السانحة، خاصة أنه لم يكن مضطراً إلى التعامل مع آل أويستون بصورة مباشرة لشراء النادي، بجانب تشجيع غيريتي له، والذي أصبح اليوم محققاً رفيع المستوى لدى دائرة الادعاء الملكية.
وعن شرائه النادي، قال سادلر: «هناك ثلاثة جوانب لهذا الأمر، أولها أن هذا يعتبر تحقيقاً لأحد أحلام الطفولة - وإن كان هذا في الواقع يتجاوز أحلامي في الطفولة - ثانياً: أعتقد أنني سأستمتع كثيراً بالتجربة، خاصة أنني شخص أعشق التحديات وأرغب في الانغماس في شؤون النادي. لقد أثبت بالفعل قدرتي على بناء صندوق تحوط، وتعلمت الكثير للغاية خلال مسيرتي المهنية بمجال الأعمال طوال 28 عاماً. وأنا واثق من أن الكثير مما تعلمته يمكن تطبيقه في عالم كرة القدم».
وأضاف: «ثالثاً ثمة واجب اجتماعي وراء هذا الأمر، فلا بد أن يتقد شخص ويتولى مسؤولية هذا النادي وضمان حضور الأجيال القادمة هنا لمشاهدة المباريات، مثلما فعلت برفقة والدي. لا شك في أن رغبتي في عودة بلاكبول إلى سابق عهده وعودة السعادة إلى سكان المدينة دفعني إلى شراء النادي».
من ناحية أخرى، ستتطلب جهود إعادة بناء النادي استثمارات إضافية بحد أدنى 10 ملايين جنيه إسترليني، حسبما أوضح سادلر، الذي أشار مراراً إلى مشكلة نقص منشآت التدريب. في الوقت الذي بنى آل أويستون فندقاً إلى جوار الاستاد، ظل الفريق الأول يتدرب لسنوات في ملعبين محليين لا يوجد بهما حتى مجرد غرفة لتغيير الملابس، ولا أي مبان دائمة.
وقال سادلر: «من المحزن معاينة مدى ضآلة الاستثمارات التي جرى ضخها في النادي، مقارنة بحجم الأموال التي كانت موجودة في النادي بالفعل. وأعتقد أن سحب هذه الأموال في وقت كان النادي بحاجة إلى استثمارات لم يكن قراراً صائباً».


مقالات ذات صلة

ألكسندر أرنولد: مانشستر سيتي ما زال في سباق «البريميرليغ»

رياضة عالمية ترينت ألكسندر أرنولد لاعب ليفربول (أ.ف.ب)

ألكسندر أرنولد: مانشستر سيتي ما زال في سباق «البريميرليغ»

يرفض ترينت ألكسندر أرنولد استبعاد مانشستر سيتي من سباق اللقب على الرغم من استمراره في سلسلة النتائج السيئة.

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (رويترز)

بوستيكوغلو: أنا واللاعبون مسؤولون عن تراجع النتائج

دعا أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إلى عدم تحميل مالكي النادي مسؤولية مصاعب الفريق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية سعود عبد الحميد يتألق رفقة روما الإيطالي (د.ب.أ)

رغم التحديات... سعود عبد الحميد يثبت جدارته في تشكيلة روما

دخل سعود عبد الحميد تاريخ كرة القدم السعودية، بعدما بات أول لاعب يسجل في مسابقة أوروبية.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية فرحة لاعبي بريست بالفوز الأخير أوروبياً على آيندهوفن (رويترز)

بريست يتألق أوروبياً ويعاني محلياً

مع إحدى أصغر الميزانيات في الدوري الفرنسي، يحقق فريق بريست نجاحا كبيرا في النسخة الحالية بدوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (بريست)
رياضة عالمية دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي (د.ب.أ)

كالابريا قائد ميلان: أرفض التشكيك في التزامي

رفض دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي الانتقادات التي واجهها عبر الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».