رفيف الظل: يَنحازُ الليلُ للمؤامرة

رفيف الظل: يَنحازُ الليلُ للمؤامرة
TT

رفيف الظل: يَنحازُ الليلُ للمؤامرة

رفيف الظل: يَنحازُ الليلُ للمؤامرة

يغترفُ الطفلُ سَنَتَهُ من ضفاف صمتهما،
فيعطشان.
وهذه الأصنامُ التي تمشي،
كانتْ في مكانها.
تمرُّ على الجالسين في بحبوحة النسيان،
يلوّح لها الأطفال بالماء،
وهي في عطش الصهيل تنادي فرسانها.
يفترشان سجادة اسمه،
ويصليان في حضرة الأحجارِ نافلةَ غيابهما عنه.
هاهم الفرسان،
يردّون لها التحيات.
لعل في الوقت ما يسع أرواحنا ونحن في الريح،
كأنما في الفريسة ما يغري الوحش، ويغرر بالطريدة ويضع الدم في القلب والجرح.
إذا كانت مجنونة فقط،
أطلقها.
مخيلتك،
لا تصدها ولا تسألها،
أسلم قيادك لها
واجعل خطواتك مليكة لسيادتها.
مخيلتك شمسك في النهار والليل.
ماذا تريد منك،
اعطها.
فقط اصقلها قبل الصلاة والتجديف، لكي تصل.
اللهم إني أشهد. اللهم إني قد بلغت.
وهؤلاء الذين تقاسموا ندمي،
كانوا واحداً،
كانوا.
وصلَ لي بلاغك،
مدَّ ساقيك،
واسند ظهرك على حائطي.
يا سيد سلالتي؛ ليس لك إلاّي،
اكتب جواهري،
وسأقاسمك ومن معي ندمك ومدني.
هكذا توردُ الإبل،
قلت لك ذلك في القرن الماضي، يوم كنا شباباً نورد أحصنتنا إلى الماء وتقصر عن إجبارها على الشرب، فنعود بها والعطش يفتك بنا معها.
الآن،
لا تزالُ خيولنا عطشى، ولا نزال مكتنزين بالمزاعم.
إنها الرايات،
يغرسها المشلولُ في طين النهاية.
بالكاد نبدأ.
لكنه أول الساقطين.
هكذا كنا،
نقتسم مداد السفر،
ونتشارك حصير المدن المسرفة.
ولا ننسى أن أجنحة الحنين تطول إن طويناها.
في كل مدينة،
أغرس رائحةً تذوقتُ نسيجها في ركن نص قرأناه معاً،
أو في فئ موسيقى عزفناها بأوردتنا.
ليست ذكريات
إنها دفاتر القلب.
هل كانت التحية شكلاً في الوداع،
هل طمروها قبل تنهيدة الندم،
وهذه اليد وهي تصافح سيوفهم.
لم نعد ذاهبين بأية سيوف
إلى أي مكان،
التحية هي طلب النجدة فحسب.
هل تمدها لتقول: الحب رحمة نائية؟
لأن النجدة هي شهيقُ العينين،
فلا بد أن تمدها،
لكي ترى.
لعله سلاحنا فحسب،
الحب،
دمغةُ الحياة المؤجلة.
هو سلاحنا، نضعه على أرواحنا، ونمضي في غي الصيد، غير عابئين بغرائز الفخاخ التي تحاك في براثن الشرق.
نصلهم وصل العظم،
فيما نباهي بعرينا من الأسلحة.
ولكن تتنافرُ العروق،
وتزدهي الشوكةُ باحمرارها.
كأننا نعلك الرمادَ لفرط الواقع.
غير الواقعيين نحن.
ويدك وهي ممحاة، تكتب ما ينهبونه،
ولسانك وهو بعد غر، متهمٌ بالزلل،
هم لا يطيقون الاعوجاج،
عبيد الأسطوانة.
ليكن،
فالاعوجاج هو الصراط الذي تعثّرَ على مشيتنا، فسقطَ في نارِ عدْن.
لماذا ينحاز الليل لمؤامرة الشك؟
يَعُجُّ التقويمُ بترجمات الوقت، وبالحكمة الرخيصة المبتذلة،
والفجر يتوكأ على جدار الارتياب.
ليس إلا أن تفيق،
وتدفع بابَ الصباح بكفين مغمضتين.



موزة مثبتة بشريط لاصق تباع بـ 6.2 مليون دولار في مزاد فني

TT

موزة مثبتة بشريط لاصق تباع بـ 6.2 مليون دولار في مزاد فني

رجل يشير إلى التكوين الفني «الكوميدي» في مزاد في ميامي بيتش الأميركية (رويترز)
رجل يشير إلى التكوين الفني «الكوميدي» في مزاد في ميامي بيتش الأميركية (رويترز)

بيعت لوحة تنتمي للفن التصوري تتكون من ثمرة موز مثبتة بشريط لاصق على الجدار، بنحو 6.2 مليون دولار في مزاد في نيويورك، يوم الأربعاء، حيث جاء العرض الأعلى من رجل أعمال بارز في مجال العملات الرقمية المشفرة.

تحول التكوين الذي يطلق عليه «الكوميدي»، من صناعة الفنان الإيطالي موريزيو كاتيلان، إلى ظاهرة عندما ظهر لأول مرة في عام 2019 في معرض أرت بازل في ميامي بيتش، حيث حاول زوار المهرجان أن يفهموا ما إذا كانت الموزة الملصقة بجدار أبيض بشريط لاصق فضي هي مزحة أو تعليق مثير على المعايير المشكوك فيها بين جامعي الفنون. قبل أن ينتزع فنان آخر الموزة عن الجدار ويأكلها.

جذبت القطعة الانتباه بشكل كبير، وفقاً لموقع إذاعة «إن بي آر»، لدرجة أنه تم سحبها من العرض. لكن ثلاث نسخ منها بيعت بأسعار تتراوح بين 120 ألف و150 ألف دولار، وفقاً للمعرض الذي كان يتولى المبيعات في ذلك الوقت.

بعد خمس سنوات، دفع جاستن صن، مؤسس منصة العملات الرقمية «ترون»، الآن نحو 40 ضعف ذلك السعر في مزاد «سوذبي». أو بشكل أكثر دقة، اشترى سون شهادة تمنحه السلطة للصق موزة بشريط لاصق على الجدار وتسميتها «الكوميدي».

امرأة تنظر لموزة مثبتة للحائط بشريط لاصق للفنان الإيطالي موريزيو كاتيلان في دار مزادات سوذبي في نيويورك (أ.ف.ب)

جذب العمل انتباه رواد مزاد «سوذبي»، حيث كان الحضور في الغرفة المزدحمة يرفعون هواتفهم لالتقاط الصور بينما كان هناك موظفان يرتديان قفازات بيضاء يقفان على جانبي الموزة.

بدأت المزايدة من 800 ألف دولار وخلال دقائق قفزت إلى 2 مليون دولار، ثم 3 ملايين، ثم 4 ملايين، وأعلى، بينما كان مدير جلسة المزايدة أوليفر باركر يمزح قائلاً: «لا تدعوها تفلت من بين أيديكم».

وتابع: «لا تفوت هذه الفرصة. هذه كلمات لم أظن يوماً أنني سأقولها: خمسة ملايين دولار لموزة».

تم الإعلان عن السعر النهائي الذي وصل إلى 5.2 مليون دولار، بالإضافة إلى نحو مليون دولار هي رسوم دار المزاد، وقد دفعها المشتري.

قال صن، في بيان، إن العمل «يمثل ظاهرة ثقافية تربط عوالم الفن والميمز (الصور الساخرة) ومجتمع العملات المشفرة»، ولكنه أضاف أن النسخة الأحدث من «الكوميدي» لن تدوم طويلاً.

وأضح: «في الأيام القادمة، سآكل الموزة كجزء من هذه التجربة الفنية الفريدة، تقديراً لمكانتها في تاريخ الفن والثقافة الشعبية».

ووصفت دار مزادات سوذبي كاتيلان بأنه «واحد من أكثر المحرضين اللامعين في الفن المعاصر».

وأضافت دار المزادات في وصفها لتكوين «الكوميدي»: «لقد هز باستمرار الوضع الراهن في عالم الفن بطرق ذات معنى وساخرة وغالباً ما تكون جدلية».