* صرخ عنوان أحد المواقع السينمائية مؤخرا: «عربي يحقق البعدين السادس والسابع في السينما». وفي المقال: إن عربيا (من لبنان) حقق البعدين السادس والسابع في «صناعة السينما» وذلك بعد أن «توصّـل الغرب إلى تطويرها إلى البعدين الرابع والخامس». وبلغة التأليف الركيك يذكر المقال مغالطات من بدايته فيقول: «ومن المعروف أن التطوير الكبير (….) كان منذ نحو 12 عاما بتحقيق تقنية البعد الثالث» وأن تقنية البعد الثالث خلفت «السينيراما» و«السوبرسينيراما» (وهما في الحقيقة نظام واحد) وأن فروعه انتشرت في دول الخليج وبنجاح كبير.
* هناك من توقّـف عند البعد الرابع، وهو عبارة عن جهد مبذول في الصالة ذاتها وليس في الفيلم وبالتأكيد لا علاقة له بـ«صناعة السينما». وهذا البعد هو تحريك الكرسي حسب المشهد المطلوب ولا علاقة له بنظام التصوير نفسه. هذا النظام مستخدم في أماكن اللهو السياحية (ديزني، يونيفرسال وأصغر منهما) كما في بعض المطاعم المزوّدة بحجرة صغيرة للأولاد أو ذويهم. بعض مشاهد «أفاتار» تم تعميمها لكي تناسب هذا النظام، لكنه ليس تطويرا لصناعة السينما ولا علاقة له بصناعة السينما أساسا.
* وفقط من باب توضيح الأمر الواقع لا يوجد نظام لتصوير الفيلم بالبعدين الرابع والخامس ناهيك عن السادس والسابع؟ كذلك فإن اختراع البعد الثالث لم يبدأ قبل اثنتي عشرة سنة، بل من الخمسينات وكان التجاوب حياله ضعيفا فتوقّـف استخدامه قبل نهاية العقد. نعم إلى هذه الدرجة المقال وكاتبه بعيدان عن المعرفة. في أفضل الحالات استنبط الشخص المعني بهذا الإنجاز، البعد الرابع، لأن هذا يحتوي على ما تم ذكره من تحريك كرسي ورذاذ مطر وهزّات أرضية. فما هو الجديد إذن؟
* خلال الأسابيع الفاصلة بين مطلع الشهر المقبل ونهاية العام سنرى عدّة أفلام تسجيلية وكلّـها تدور في حقل السياسة. بعضها شهد عروضه الأولى في بعض المهرجانات أو في عدد محدود من الصالات قبل إطلاقه على صعيد واسع. هناك بالطبع «نظرة الصمت» جديد جوشوا أوبنهايمر الذي حظي بتقدير واسع في عروضه في مهرجاني فينسيا وتورونتو، وهو يتناول حقبة داكنة من تاريخ إندونيسيا في الستينات، ولو أني أشعر بأن المخرج إنما يوالي استغلال الآلام البشرية لصالح التجارة أكثر مما يهتم بأرواح الضحايا. ثم هناك فيلم حول سقوط سايغون في نهاية الحرب الفيتنامية عنوانه «آخر أيام في فيتنام» لروري كندي و«الأمير الأخضر» لنافاد شيرمان.
* المخرج الشاب جو سارنو يوفّـر نظرة على عالم السينما ذاته في «حياة في الأفلام القذرة» الذي ينطلق في الأسبوع المقبل والمخضرم فردريك وايزمان يلقي نظرة على «معرض لندن الوطني» الذي ينطلق للعروض في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
* حين يطبق رتشارد كيل على روجر مور في «الجاسوس الذي أحبّـني»، أحد أفلام جيمس بوند سنة 1977 تدرك أنه من الصعب على بوند أن يفلت من بين قبضتي كيل أو أسنانه الفولاذية التي تم تزويده بها. كيل (متران و19 سم طولا) ترك انطباعا مخيفا بسبب حجمه المفرط وأسنانه التي زُوّد بها في ذلك الفيلم والتي كانت من القوّة بحيث تقضم الخشب بعضة واحدة. بوند، لو وقع بين أنيابه، لما حقق فيلما آخر بعد ذلك.
* كيل رحل عن 74 سنة في العاشر من هذا الشهر بعد أن ظهر في 38 فيلما وعدد من الأعمال التلفزيونية. وهو قال لصحيفة «ذا لوس أنجليس تايمز» ذات مرّة بأنه لم يكن جثّـة بلا عقل كما صوّرته السينما: «لو أردت أن أصبح محاميا لأصبحت. لو أردت أن أصبح صاحب مؤسسة عقارية لأصبحت». لكن ما حدث هو أن طوله المفرط ومساحته البدنية الهائلة فرضت عليه تمثيل نمط الرجل الذي يمكن أن يهدد بقوّته وشروره كل بطل فيلم يواجهه بمن فيهم كلينت ايستوود في «الفارس الشاحب» Pale Rider وروجر مور مرّة أخرى في «مونرايكر».
7:49 دقيقة
المشهد: هزات أرضية
https://aawsat.com/home/article/180041
المشهد: هزات أرضية
المشهد: هزات أرضية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة