«الثلث المعطل» برئاسة باسيل لا يتحكم في حكومة الحريري

لأنه بيد «حزب الله» وليس بتصرف وزير الخارجية

TT

«الثلث المعطل» برئاسة باسيل لا يتحكم في حكومة الحريري

عادت عبارة «الثلث المعطل» إلى القاموس السياسي اللبناني مع اجتماع الوزير جبران باسيل بوزراء «التيار الوطني الحر» الذين يشكلون ثلث الحكومة، في مقر وزارة الخارجية قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة الثلاثاء الماضي في السراي الحكومي، لأكثر من ساعة، متجاوزاً موعد عقد الجلسة، وذلك على خلفية أحداث الأحد الماضي في عاليه. والتحق بعدها الوزراء المحسوبون على رئيس الجمهورية ميشال عون من ضمن كتلة التيار، بعد التأخير، بزملائهم في السرايا وتأمن نصاب الجلسة الأقصر في تاريخ الحكومات، إذ انفرط عقدها بعد 3 دقائق، مع إعلان الرئيس سعد الحريري تأجيلها.
هذه الواقعة أثارت القلق من استخدام «الثلث المعطل» لإسقاط الحكومة، كما حصل عام 2011 في الحكومة الأولى للحريري ما أدى إلى إقالتها. لكن الظروف التي رافقت تشكيل حكومة الحريري الحالية تدل على استحالة أي لعب بمصيرها. فإذا سقطت هذه الحكومة أو استقال رئيسها يستحيل تشكيل حكومة أخرى. لذا كان الحريري واضحاً لدى إعلانه تأجيل الجلسة عندما قال إن حكومته حكومة اتفاق وليست حكومة اختلاف. كما أن القوى السياسية تعلم أن الثلث المعطل بيد «حزب الله» وليس بيد باسيل، وفي حضور الوزراء المحسوبين على الحزب إلى السرايا في موعد الجلسة، دلالة واضحة على ذلك. والقوى السياسية، تحديداً «حزب الله»، تعرف أن الإخلال بالصيغة الحالية يؤدي إلى نسف الاستقرار، وبالتالي إلى الفراغ والفوضى، وسينعكس على وجود هذه القوى وامتيازاتها، وليس على الحريري.
وفي المعطيات أيضاً، يؤخذ موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري بالاعتبار، فهو اليوم غير ما كان عليه عام 2011. وكذلك موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. بالتالي، الظروف السياسية غير مواتية لتكرار ما حصل في الماضي، كما أن الاقتصاد على حافة الهاوية، وإطاحة الحكومة تعني الإطاحة به، ما يفقد عهد الرئيس ميشال عون الثقة الدولية التي يؤمنها وجود الحريري في رئاسة الحكومة. ولا يمكن إغفال عدم توفر رئيس بديل للحريري كما حصل عام 2010 عندما تم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة.
ويقول النائب من كتلة «المستقبل» سامي فتفت لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأحداث المؤسفة في عاليه دلت على أن لا بديل من الرئيس الحريري الذي يلعب دور الجامع بين الأطراف السياسية. من هنا كان قراره الحكيم بتأجيل الجلسة وتجنب التشنجات السياسية التي سادت قبل الإعلان عن تأجيل الجلسة».
أما النائب زياد أسود من كتلة «لبنان القوي» فيقول لـ«الشرق الأوسط»: «كان من الطبيعي تأجيل جلسة مجلس الوزراء والقرار الذي اتخذه الرئيس الحريري في مكانه، فحادث عاليه ليس عرضياً أو عادياً.
الوزيران جبران باسيل وصالح الغريب تعرضا إلى استهداف مع 14 كميناً مسلحاً موزعين على الطرق التي كان مفترضاً أن يسلكاها. بالمقابل هناك الوزير أكرم شهيب الذي يشير البعض إلى مسؤوليته بشكل أو بآخر. وليس سليماً وضع هؤلاء الوزراء وجهاً لوجه».
ويشدد أسود على أن «موضوع استخدام الثلث المعطل لم يكن مطروحاً، ولن نصل إليه. لكن علينا أن نتروى لنتفق على أن العمل السياسي في لبنان ليس حكراً على شخصيات وطوائف ومناطق، ما يفرض بالشكل أخذ الإذن للتواصل مع الناس. إما أننا في حالة حرب وعلينا أن نتصرف على هذا الأساس، أو أن الحرب انتهت والمناطق مفتوحة للجميع».
لكن فتفت يعتبر أن «من حارب للحصول على الثلث المعطل يريد استخدامه عندما يريد، وليس الاكتفاء باستعراضه. لكن المصلحة العامة والمنطق الوطني يفرضان عدم حصول ذلك، من هنا كان التمايز بين وزراء التيار والوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.