دوافع النوم وأسباب الأرق وأنواعه

فهم إيقاع «الساعة البيولوجية» وقوة «مُحرّك السبات»

دوافع النوم وأسباب الأرق وأنواعه
TT

دوافع النوم وأسباب الأرق وأنواعه

دوافع النوم وأسباب الأرق وأنواعه

لدى الإنسان البالغ أو الصغير، يتم ضبط عمليتي النوم واليقظة بشكل عام عن طريق تفاعل الدماغ مع عدد من المدخلات القادمة من حواسنا على مدار الساعة اليومية، التي على رأسها الضوء الطبيعي القادم من الشمس، وهو الذي تراه أعيننا في ساعات النهار وترسل الإحساس به إلى الدماغ بشكل متواصل.
ونتيجة لهذا الضبط الدقيق؛ يدفعنا الدماغ للاستيقاظ، والبقاء مستيقظين، في أوقات النهار من اليوم، ويدفعنا أيضاً إلى النوم في أوقات الظلمة بالليل ومواصلة الاستغراق فيه حتى بعد زوال تأثير الإرهاق والتعب البدني.
وبالمقابل، هناك حالات يضطرب فيها النوم لدى الشخص، بما قد يُعيق إما حصول سهولة دخوله إلى النوم الليلي، أو يحرمه من استغراقه براحة فيه، أو يحول دون مواصلته النوم لعدد الساعات التي يحتاج إليها الجسم وفق عمره، أو لا يُقدم له في الصباح الاستيقاظ من النوم بشعور مفعم بالحيوية والنشاط.
ولقد ساعدتنا الأبحاث والدراسات العلمية، وأيضاً الدراسات الإكلينيكية لحالات اضطرابات النوم، في فهم كيفية تكوين الجسم نظاماً داخلياً فيه يضبط عمليتي الاستيقاظ والنوم، وفي فهم آليات تعامل الجسم مع أي متغيرات في المدخلات القادمة من الخارج والتي توصلها الحواس إلى الدماغ.

دوافع النوم
وهناك دافعان رئيسيان لدى المرء يُساعدانه في النوم. الدافع الأول هو ما يُعرف بـ«مُحرّك النوم» Sleep Drive، وهو الذي تختلف قوته باختلاف مقدار «طول مدة الاستيقاظ» التي قضاها المرء قبل النوم. والأساس في عمل هذا الدافع أنه: كلما طالت مدة الاستيقاظ، زادت قوة «مُحرّك النوم» في تشغيل البدء بعملية النوم. ويُمكن لدى الإنسان البالغ والطبيعي، أن تستمر مدة اليقظة المتواصلة نحو 15 ساعة، والطبيعي أن تكون تلك الفترة في ساعات النهار، ثم بعد ذلك عليه أن ينام.
والدافع الآخر للنوم هو «الساعة البيولوجية» Circadian Clock التي تعتمد قوة عملها على مدى تعرّض الجسم لضوء الشمس ونوعية تعامل الدماغ والجسم معه. وكلمة Circadian بالإنجليزية تشير إلى دورات بيولوجية إيقاعية تتكرر كل 24 ساعة تقريباً؛ ولذا تسمى هذه الدورات «إيقاعات الساعة البيولوجية»Circadian Rhythms. وفي شأن النوم واليقظة، من أهم ما تتأثر به الساعة اليومية وتتفاعل معه، هو «شدة الضوء» الذي يتعرّض له الجسم خلال النهار وزوال «شدة الضوء» تلك من بعد غروب الشمس.
وفي موعد النوم الليلي الطبيعي، يبدأ هذان العاملان في دفع الإنسان نحو النوم. والعامل الأول، أي «محرّك النوم»، ينشط بقوة مع زيادة معاناة الجسم من الإرهاق والإعياء الناجم عن قضاء المرء ساعات طويلة من الاستيقاظ. والعامل الآخر، أي «الساعة البيولوجية»، يُساند «محرّك النوم» في تنشيط الشعور بالنعاس للبدء بالنوم، ويعمل أيضاً في إتمام مواصلة الاستغراق في النوم إلى حين الصباح.
وللتوضيح، فإن «محرّك النوم» مع «الساعة البيولوجية» يدفعان الجسم سوياً نحو الذهاب إلى النوم والبدء فيه. وبعد قضاء بعض الوقت في النوم، يخف تأثير «محرّك النوم» نتيجة نيل الجسم قسطاً من الراحة، ويستمر تأثير «الساعة البيولوجية» في مواصلة المرء بالنوم لفترة أطول تكفي حاجة الجسم الطبيعية إلى حين شروق الشمس. ولذا؛ حينما يضطرب عمل «الساعة البيولوجية» يتمكن المرء من النوم تحت تأثير «محرّك النوم» لفترة غير طويلة، أي لا يستمر النوم إلى حين الصباح. ولذا أيضاً، يتمكن المرء من الخلود إلى النوم بفعل «الساعة البيولوجية» حتى عندما يكون تأثير «محرّك النوم» ضعيفاً في أيام الإجازات.
ونتيجة للجهود العلمية، تم التعرف على مكان هذه الساعة، التي تتحكم في اليقظة والنوم، في منطقة من الدماغ تسمى «ما تحت المهاد» Hypothalamus.

صعوبة النوم
وصعوبة الخلود إلى النوم هو أحد أنواع اضطرابات النوم. والأرق Insomnia إحدى حالات اضطرابات صعوبة الخلود إلى النوم.
وفي هذه الحالة يصعب على المرء إما في الدخول إلى النوم، أو الاستمرار فيه، أو كلاهما. ويُعاني من الأرق نحو 25 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من بقية الناس في الأعمار الأقل.
ووفق ما تشير إليه نشرات المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة NIH، هناك نوعان من الأرق، هما:
> «الأرق الابتدائي» Primary Insomnia، يُواجه فيه الشخص صعوبات في النوم، غير ناتجة بشكل مباشر من أي حالات مرضية لدى المرء، أو أي مشاكل صحية عنده.
> «الأرق الثانوي» Secondary insomnia، يُواجه فيه الشخص صعوبات في النوم ولديه اضطرابات مرضية، كالربو، أو أمراض القلب، أو أمراض الرئة، أو الاكتئاب، أو التهابات المفاصل، أو مشاكل المعدة، أو أورام سرطانية، أو الشعور بالألم، أو نتيجة لتناول أدوية طبية معينة، أو الإكثار من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين في المساء، أو الإفراط في استهلاك مواد ضارة كالتدخين بشراهة، أو تناول الكحول وغيره، ما يُعيق بالتالي سهولة خلوده إلى النوم.
كما يُقسّم الأطباء الأرق بحسب طول مدة المعاناة منه، وذلك على ثلاثة أنواع، وهي:
> «الأرق العابر» Transient Insomnia ويستمر لبضعة أيام أو أسابيع، لكن ليس كل ليلة، لدى أشخاص لا يُعانون من أي اضطرابات في النوم بالأصل. وغالباً ما يكون نتيجة للمعاناة من اضطرابات مرضية عابرة، أو تغير في ظروف النوم المعتادة من الضجيج وشدة الضوء أو طول السهر، أو كتفاعل مع توترات وإجهاد ظروف غير معتادة في أحداث الحياة اليومية.
> «الأرق الحاد» Acute Insomnia وهو حالة تتواصل المعاناة فيها من صعوبة الدخول إلى النوم أو الاستمرار فيه أو عدم الحصول على نوم مُنعش، لمدة تصل إلى شهر. وغالباً ما يكون نتيجة للإصابة بأحد الأمراض أو بسبب التعرض لمؤثرات على جانب الراحة النفسية.
> «الأرق المُزمن»Chronic Insomnia. ويتميز بصعوبات في النوم، خلال أكثر من 3 أيام في كل أسبوع، لمدة تتجاوز شهر أو أكثر.

عوامل متعددة للأرق الحاد والمزمن
> قد يُعاني المرء من الأرق الحاد نتيجة لعدد من العوامل الحياتية، مثل:
ـــ التعرض لضغوط الحياة اليومية.
ـــ الإصابة بأحد الأمراض الحادة، كنزلات البرد.
ـــ المعاناة من عدم الراحة العاطفية أو الجسدية.
ـــ عيش ظروف بيئية غير مُلائمة للنوم الطبيعي، كالسهر بشكل ليلي أو التعرض للضجيج الليلي أو لتوهج الأضواء الليلية أو ارتفاع الحرارة.
ـــ تناول أدوية تُؤثر على النوم. مثل أدوية معالجة نزلات البرد أو الحساسية أو الاكتئاب أو ارتفاع ضغط الدم أو الربو أو غيرها من الحالات المرضية الشائعة.
ـــ اضطراب مواعيد النوم، كالرحلات الجوية الطويلة، أو تغير ورديات العمل الوظيفي.
وبالمقابل، قد يُعاني المرء من الأرق المزمن نتيجة للأسباب التالية:
ـــ الاكتئاب أو القلق والتوتر المزمن.
ـــ الإجهاد المزمن في العمل أو العلاقات العاطفية مع أفراد الأسرة.
ـــ استمرار المعاناة من ألم جسدي مزمن.
وللتغلب على الأرق، دون اللجوء إلى تناول الأدوية المنومة، من المفيد جداً اتباع عدد من العادات الصحية في النوم، التي من أهمها:
ـــ الحرص على الذهاب للنوم في الوقت نفسه كل ليلة، والاستيقاظ في الوقت نفسه كل صباح. حتى في أيام نهاية الأسبوع أو إجازات الأعياد أو الإجازة السنوية.
ـــ تحاشي أو تقليل تناول المشروبات أو المأكولات المُحتوية على مادة الكافيين، والامتناع عن التدخين. لأن كل من الكافيين والنيكوتين هما من المواد المُنبهة، التي تعيق سهولة الخلود إلى النوم.
ـــ ممارسة الرياضة البدنية بانتظام في كل يوم، على ألا يكون وقت ممارستها قريباً من موعد الذهاب إلى السرير للنوم.
ـــ تحاشي تناول وجبات طعام دسمة خلال ساعات آخر النهار أو في الليل، ولتكن وجبة المساء من النوعية الخفيفة المحتوى من الطاقة والدهون.
ـــ الحرص على جعل ما في غرفة النوم عوامل مريحة ومُسهلة للنوم، كالسرير المريح والبرودة المعتدلة والإضاءة الخافتة. وجعلها أيضاً خالية من «مشتتات النوم» كالتلفزيون أو الراديو أو المسجل أو المجلات أو الجرائد أو غيرها. وعدم ممارسة أنشطة مثل الأكل أو الرد على الهاتف أو إنجاز أي من الأعمال المكتبية والوظيفية، في غرفة النوم.

إيقاعات الساعة البيولوجية وهرمون الميلاتونين
> تم علمياً إثبات أن الإيقاعات البيولوجية للجسم تحركها ساعة بيولوجية داخلية تقوم بتوقّع دورات النهار والليل لتحسين وضبط عمل الوظائف الحيوية للأعضاء بالجسم بطريقة ذات «نمط إيقاعي»؛ وذلك من أجل تحسين وضبط سلوك الكائنات الحية خلال عيشها اليومي وعيشها خلال تغيرات فصول السنة. وتضبط إيقاعات الساعة البيولوجية حصول مجموعة من التغيرات اليومية في كل من الدماغ والجسم، ويتكرر حصولها على مدار اليوم بنمط «إيقاعي»، وبالتالي تتحكم في حصول مختلف النواتج الفسيولوجية، مثل أنماط النوم، ودرجة حرارة الجسم، وإطلاق الهرمونات، ومقدار تقلبات ضغط الدم، والتمثيل الغذائي في العمليات الكيميائية الحيوية، ونوعية السلوك والمزاج، والقدرات الذهنية للتنسيق وحركة العضلات، وهي مجموعة العناصر التي يحصل فيها اختلافات وفق اختلاف الوقت ضمن بحر الأربع والعشرين ساعة.
وآلية عمل الساعة البيولوجية كالتالي: بعد شروق الشمس، يسقط الضوء على الخلايا العصبية في شبكية العين، وترسل بدورها إشارات إلى الكثير من مناطق الدماغ، بما في ذلك منطقة «ما تحت المهاد» في أسفل الدماغ، مفادها أن ثمة ضوءاً يتعرض له الجسم. وتنتقل المعلومة العصبية تلك من المهاد إلى مناطق مختلفة من الدماغ، بما في ذلك الغدة الصنوبريةPineal Gland. واستجابة لمعلومة أن الجسم يتعرض للضوء، تتوقف الغدة الصنوبرية عن إنتاج هرمون الميلاتونينMelatonin. وهرمون الميلاتونين هو مركب كيميائي يسبب الشعور بالنعاس الطبيعي ويدفع الجسم نحو النوم عندما ترتفع نسبته في الدم، ويزول عن المرء الشعور بالنعاس ويشعر بالاستيقاظ عندما تنخفض نسبة هذا الهرمون في الدم. ومن ثم يظل المرء مستيقظاً طوال النهار بفعل التعرض لضوء الشمس.
أما بعد مغيب الشمس، واختفاء ضوئها وحلول الظلام، ومع عدم ورود رسائل عصبية من العينين حول تعرض الجسم لضوء الشمس، تبدأ الغدة الصنوبرية بشكل تدريجي في إنتاج هرمون الميلاتونين. وتبلغ الذروة في إنتاجه بعد نحو 3 ساعات من مغيب الشمس. ومع ارتفاع نسبة هذا الهرمون بالجسم، يبدأ الشعور بالنعاس لدى الإنسان، ويسهل عليه بالتالي الخلود إلى النوم خلال ساعات قليلة من بعد غروب الشمس.
والخلود إلى النوم هذا بالليل، الذي يحصل تحت تأثير إفراز هرمون الميلاتونين، يقلب عمل الساعة البيولوجية ويجعلها تقوم بعدد من التغيرات في الجسم التي تحصل عادة في الليل، مثل انخفاض حرارة الجسم وانخفاض ضغط الدم وانخفاض معدل نبض القلب. لكن يختل هذا الإنتاج الطبيعي لهرمون الميلاتونين عند زيادة تعرض المرء لأضواء شديدة من المصابيح الليلية أو شاشات الكومبيوتر والهاتف الجوال. ولذا؛ عند استمرار تعرض الجسم للضوء المتوهج بعد مغيب الشمس، فإن إفراز الغدة الصنوبرية لهذا الهرمون لا يكون فعّالاً في تواجد نسبة عالية من هذا الهرمون في الدم، وبالتالي قد يصعب على المرء الخلود إلى النوم.
استشارية في الباطنية



العلاج الغذائي «أكثر فاعلية» من أدوية «القولون العصبي»

متلازمة القولون العصبي حالة مرضية شائعة (جامعة كامبريدج)
متلازمة القولون العصبي حالة مرضية شائعة (جامعة كامبريدج)
TT

العلاج الغذائي «أكثر فاعلية» من أدوية «القولون العصبي»

متلازمة القولون العصبي حالة مرضية شائعة (جامعة كامبريدج)
متلازمة القولون العصبي حالة مرضية شائعة (جامعة كامبريدج)

أفادت دراسة سويدية بأنّ العلاج بالنظام الغذائي أكثر فاعلية من الأدوية لتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي.

وأوضح الباحثون أنّ التعديلات الغذائية أدّت إلى انخفاض أعراض القولون العصبي بشكل ملحوظ لدى نحو 7 من كل 10 مرضى. وأوضحت نتائج الدراسة التي نُشرت، الخميس، في دورية «لانسيت لأمراض الجهاز الهضمي والكبد»، أنّ متلازمة القولون العصبي هي حالة شائعة تُسبب آلام البطن، والغازات، وانتفاخ البطن، والإسهال، والإمساك بدرجات متفاوتة.

ويتضمّن العلاج غالباً نصائح غذائية، مثل تناول وجبات صغيرة، وتجنب الأطعمة المحفّزة للقولون، مثل القهوة والكحول والمشروبات الغازية.

ويمكن أيضاً تقديم العلاج الدوائي لتحسين أعراض معينة، مثل الغازات أو الإمساك أو الإسهال أو الانتفاخ أو آلام البطن، مع استخدام مضادات الاكتئاب في بعض الحالات.

وقارنت الدراسة بين 3 أنواع من العلاجات، من بينها اثنان يعتمدان على النظام الغذائي، وواحد يعتمد على الأدوية، وشملت المشاركين البالغين المصابين بأعراض القولون العصبي في مستشفى «جامعة غوتنبرغ» بالسويد.

وقُدّمت للمجموعة الأولى نصائح غذائية تقليدية لمرضى القولون العصبي، مع التركيز على تجنُّب المأكولات التي تحتوي على الكربوهيدرات المتخمّرة، مثل اللاكتوز والبقوليات والبصل والحبوب.

وتلقّت الثانية نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات وعالي البروتين والدهون. أما المجموعة الثالثة، فتلقّت العلاج الطبي المعتاد لأعراض القولون العصبي.

وضمّت كل مجموعة نحو 100 مشارك، استمرّت الفترة العلاجية لمدّة 4 أسابيع. فحص الباحثون استجابة المشاركين للعلاج، وأظهرت النتائج أنّ المجموعة الأولى انخفضت لديها أعراض القولون العصبي بنسبة 76 في المائة، بينما بلغت النسبة لدى الثانية 71 في المائة، ولدى الثالثة 58 في المائة.

وأبلغ جميع المشاركين في المجموعات عن تحسُّن كبير في نوعية الحياة وتقليل أعراض جسدية وانخفاض في أعراض القلق والاكتئاب.

وعقب متابعة الدراسة للحالات لمدّة 6 أشهر، وجدت أنه بعد عودة بعض المشاركين جزئياً إلى عاداتهم الغذائية السابقة، حافظت المجموعة الأولى على نسبة تحسُّن في الأعراض بلغت 68 في المائة، بينما بلغت النسبة لدى الثانية 60 في المائة، مقارنة بالمجموعة الثالثة.

وفي هذا السياق، تقول الباحثة الرئيسية للدراسة في «جامعة غوتنبرغ»، الدكتورة سانا نيباكا لـ«الشرق الأوسط»: «وجدنا أنّ العلاجات الغذائية كانت أكثر فاعلية في تخفيف أعراض القولون العصبي، مقارنةً بنهج العلاج الطبي الأمثل».

وتضيف أنه بناءً على النتائج، تبيّن أنّ العلاج الغذائي الذي يركّز على تقليل جميع الكربوهيدرات أو الكربوهيدرات المتخمّرة، يمكن عدّه خياراً علاجياً أكثر فاعلية لتخفيف أعراض القولون العصبي، بدلاً من العلاج الدوائي، لكن ثمة حاجة لمزيد من الدراسات قبل اعتماده في علاج المرضى».

وتختم بالإشارة إلى أهمية تنفيذ العلاجات الغذائية بالتزامن مع مراقبة التقدُّم في النتائج، مع الاستعانة بخبير تغذية لضمان تلبية الحاجات الغذائية للجسم، كما ينبغي تجنُّب الالتزام الدائم بنظام غذائي مقيِّد، ويمكن استخدامه فقط وسيلةً مؤقتةً لتخفيف الأعراض.


احذر القهوة منزوعة الكافيين... تحتوي مادة كيميائية مسرطنة

كوب قهوة (أ.ف.ب)
كوب قهوة (أ.ف.ب)
TT

احذر القهوة منزوعة الكافيين... تحتوي مادة كيميائية مسرطنة

كوب قهوة (أ.ف.ب)
كوب قهوة (أ.ف.ب)

بالنسبة للأشخاص الذين يتجنبون الكافيين، تبدو القهوة منزوعة الكافيين خياراً غير ضار. لكن بعض الأشخاص المعنيين بالشأن الصحي يقولون غير ذلك، ويقدمون التماساً إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية لحظر مادة كيميائية رئيسية تدخل في عملية نزع الكافيين، مشيرين إلى أنها تسبب الإصابة بالسرطان، حسبما نشرت شبكة «سي إن إن».

وأوضحت الشبكة أن المادة الكيميائية التي يتخوف منها المعنيون بالشأن الصحي هي «كلوريد الميثيلين»، وهو سائل عديم اللون يستخدم في بعض العمليات الصناعية «بما في ذلك تجريد الطلاء، وتصنيع الأدوية، وتصنيع مزيلات الطلاء، وتنظيف المعادن وإزالة الشحوم»، وفقاً لإدارة السلامة والصحة المهنية.

وقالت الدكتورة ماريا دوا، المديرة الأولى للسياسة الكيميائية في صندوق الدفاع عن البيئة، واحدة من 5 مجموعات وأفراد وراء التماسين للأغذية والألوان المضافة تم إرسالهما إلى إدارة الغذاء والدواء في نوفمبر (تشرين الثاني)، إن «(كلوريد الميثيلين) معروف منذ فترة طويلة بأنه مادة مسرطنة، وقد تم تصنيفه على هذا النحو من قبل البرنامج الوطني لعلم السموم التابع للمعاهد الوطنية للصحة، ووكالة حماية البيئة ومنظمة الصحة العالمية».

وقدمت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الالتماسات إلى جدول أعمالها للنظر فيها في 21 ديسمبر (كانون الأول)، وقبلت التعليقات العامة على إشعار التقديم حتى 11 مارس (آذار).

وأضافت دوا: «بالإضافة إلى كونه مادةً مسرطنةً، يمكن أن يسبب (كلوريد الميثيلين) أضراراً صحيةً أخرى، مثل تسمم الكبد والتأثيرات العصبية عند التعرض له بشكل أكبر، وفي بعض الحالات الوفاة».

وتقع هذه المخاطر في سياق التعرض الخارجي الحاد لمستويات عالية من المادة الكيميائية، أو تناول المادة الكيميائية بمفردها، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

أدت سمية المادة الكيميائية إلى قيام وكالة حماية البيئة بحظر بيعها كمزيل للطلاء في عام 2019، وأشارت دوا إلى أن الهيئة اقترحت عام 2023 حظر بيعه لاستخدامات استهلاكية أخرى والعديد من الاستخدامات الصناعية والتجارية. لكن الاستخدامات الغذائية التي تنظمها «إدارة الغذاء والدواء» بموجب القانون الفيدرالي للأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل لا تزال قائمة.

وقدم مجلس ولاية كاليفورنيا، الذي يتمتع بواحد من أكبر الاقتصادات في العالم، والذي يؤثر غالباً على بقية البلاد، مؤخراً مشروع قانون يسعى إلى حظر استخدام «كلوريد الميثيلين» في عملية إزالة الكافيين، حسب الشبكة.

ما يمكن القيام به الآن

في حال كانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية ستحظر في النهاية «كلوريد الميثيلين» أم لا، فهذا القرار قد يستغرق سنوات، وفق التقرير.

لكن دوا أشارت إلى أنه في حال كان يرغب الأشخاص بتجنب التعرض المحتمل لـ«كلوريد الميثيلين»، فعندما يشترون قهوة منزوعة الكافيين، عليهم أن يبحثوا عن عبوات المنتج التي تحمل علامات مثل «خالية من المذيبات»، أو معالجة المياه السويسرية، أو عضوية معتمدة.

وأوضحت أخصائية التغذية مونيك ريتشارد: «فكر أيضاً في عدد المرات التي تشرب فيها القهوة منزوعة الكافيين، وكميتها ولماذا»، وقالت: «إذا كنت قلقاً بشأن ذلك، وكنت في حيرة من أمرك، فهناك الكثير من البدائل الخالية من الكافيين». وتشمل هذه المشروبات المصنوعة من جذور الهندباء البرية، والتين، والشعير، وجذور الهندباء، وإكسير الفطر، والكاكاو، والرويبوس، واليربا ماتي.


دواء لإنقاص الوزن يعالج الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي

دواء «Zepbound» (سي إن إن)
دواء «Zepbound» (سي إن إن)
TT

دواء لإنقاص الوزن يعالج الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي

دواء «Zepbound» (سي إن إن)
دواء «Zepbound» (سي إن إن)

يبدو أن دواء إنقاص الوزن «زيباوند» (Zepbound)، يساعد الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، حسبما نقلت شبكة «سي إن إن» عن صانع الأدوية «إيلي ليلي».

واستناداً إلى نتائج التجارب التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، قالت الشركة إنها تخطط لتقديم المادة إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية لتوسيع نطاق استخدام «Zepbound» لعلاج انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وفق الشبكة.

وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم هو اضطراب يتسبب في توقف الأشخاص عن التنفس لفترة وجيزة أثناء نومهم، وأحياناً مرات عدة في الساعة. ويمكن لهذه الحالة أن تمنع الشخص من الشعور بالراحة الكاملة؛ لأن دماغه يوقظه عندما يشعر الجسم بأنه لم يعد يتنفس.

ويمكن أن يجعل هذا الاضطراب الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية خطيرة أخرى مثل أمراض القلب التاجية وفشل القلب والسكتة الدماغية. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 100 مليون شخص يعانون من هذا الاضطراب على مستوى العالم.

في حين أن الأشخاص يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم مع تقدمهم في السن، فإنه غالباً ما يتطور عندما يعاني الأشخاص من زيادة الوزن أو السمنة.

وتؤدي رواسب الدهون حول مجرى الهواء العلوي إلى انسداده، مما يوقف التنفس الطبيعي. وقد أظهرت دراسات سابقة أنه عندما يفقد الناس الوزن، يمكن أن يساعد ذلك في تحسين انقطاع التنفس أثناء النوم.

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء «Zepbound» لعلاج السمنة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ويحتوي الدواء على المادة الفعالة «تيرزيباتيد»، والتي تمت الموافقة عليها أصلاً في عام 2022 لعلاج مرض السكري من النوع الثاني تحت اسم «مونجارو». يصف بعض الأطباء الحقن الأسبوعي للأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وتقوم شركة «ليلي» باختبار الدواء لعلاج انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم منذ يونيو (حزيران) 2022.

وأصدرت الشركة النتائج الأولية للدراسات يوم الأربعاء والتي أظهرت أن المرضى البالغين الذين يعانون من السمنة وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم والذين عولجوا بالدواء، شهدوا تحسناً في انقطاع التنفس أثناء النوم مقارنة بالبالغين الذين لم يتلقوا الدواء.

وقال الدكتور دانيال سكوفرونسكي، كبير المسؤولين العلميين في شركة «إيلي ليلي»، لشبكة «سي إن إن»: «لقد سعدنا برؤية هذا التأثير الكبير حقاً، والذي، على حد علمي، هو أكبر تأثير على الإطلاق في هذا المرض».


تحذيرات صحية من الأطعمة المعالَجة صناعياً

 نصف السعرات الحرارية للفرد الأميركي العادي يأتي من الأنواع فائقة المعالجة
نصف السعرات الحرارية للفرد الأميركي العادي يأتي من الأنواع فائقة المعالجة
TT

تحذيرات صحية من الأطعمة المعالَجة صناعياً

 نصف السعرات الحرارية للفرد الأميركي العادي يأتي من الأنواع فائقة المعالجة
نصف السعرات الحرارية للفرد الأميركي العادي يأتي من الأنواع فائقة المعالجة

بادئ ذي بدء، دعونا نؤكد أن تناول كثير من الأطعمة الكاملة أو تلك التي نالت الحد الأدنى من المعالجة الصناعية، يعدّ الاستراتيجية المثلى للحفاظ على قلبك - وبقية جسمك - في حالة جيدة. ونحن نتحدث هنا عن الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات. ومع ذلك، فإن قائمة طعامك تتضمن بالتأكيد عدداً من الأطعمة المعالجة كذلك.

درجات الأغذية المعالجة صناعياً

في الواقع؛ أي شيء يغير الطعام عن حالته الطبيعية يعدّ معالجة. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور تشي صن، الأستاذ المساعد بقسم التغذية وعلم الأوبئة في «كلية تي إتش تشان للصحة العامة» التابعة لجامعة هارفارد: «فيما يتعلق ببعض الأطعمة، فإن المعالجة تجعلها أكثر أماناً، على سبيل المثال بسترة الحليب الخام».

الملاحظ أن هذا النوع من المعالجة البسيطة لا يحدث تغييراً كبيراً في المحتوى الغذائي للطعام. ومن بين الأمثلة الأخرى للحد الأدنى من المعالجة، تقطيع وتجميد الخضراوات والفواكه وَشَيّ الدجاج.

عند المستوى التالي نجد الأطعمة المعالجة التي تحوي قدراً ضئيلاً من المكونات المضافة. ومن أمثلة هذه الأطعمة: الخضراوات المعلبة المعبأة في الماء والملح، والخبز الطازج، وزبدة الفول السوداني.

أما الأطعمة التي تجري معالجتها بدرجة أكبر - لدرجة أنه غالباً لا يمكن التعرف على الطعام الأصلي بها - فهي أطعمة «فائقة المعالجة» (انظر الجدول). وتتضمن هذه الأطعمة مواد مضافة، مثل المواد الحافظة والزيت والسكر والملح والملونات والنكهات. وتتضمن الأمثلة: رقائق الجبن، والكعك، وحبوب الإفطار، واللبن الزبادي المجمد، والحلويات المعبأة، والنقانق، ووجبات العشاء القابلة للتسخين في الميكروويف.

سعرات حرارية وأمراض خطرة

تكمن المشكلة الرئيسية في الأطعمة فائقة المعالجة ببساطة في أن الناس يتناولون منها كميات كبيرة للغاية. وتكشف الأرقام عن أن أكثر من نصف السعرات الحرارية في النظام الغذائي للأميركي العادي يأتي من الأطعمة فائقة المعالجة. وربما يرجع ذلك إلى أن كثيراً منها عبارة عن كربوهيدرات حلوة أو مالحة، مثل البسكويت ورقائق البطاطا التي يسهل الإفراط في تناولها. وخلصت إحدى الدراسات الصغيرة، التي جرى التحكم فيها بعناية، إلى أن الأشخاص يميلون إلى تناول نحو 500 سعرة حرارية إضافية يومياً عندما يجري تقديم الأطعمة فائقة المعالجة بشكل أساسي لهم، مقابل الأطعمة غير المعالجة في الجزء الأكبر منها، حتى عندما تحتوي الوجبات كميات متساوية من العناصر الغذائية الرئيسية.

وطبقاً لنتائج مراجعة نشرتها دورية «التغذية المتقدمة (أدفانسيز إن نيوتريشن)» في يناير (كانون الثاني) 2024، فإن ثمة صلة بين الأطعمة فائقة المعالجة وخطر الإصابة بأمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم، ونسبة الدهون الضارة في الدم، والسمنة.

ويشير بعض الأبحاث إلى أن بعض الإضافات المستخدمة في عملية المعالجة، مثل المستحلبات (التي تساعد على امتزاج الدهون والسوائل معاً)، يلعب دوراً في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير نظرية أخرى إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة قد تلحق الضرر بالميكروبيوم، لكن الأدلة المرتبطة بذلك لا تزال في مرحلة التبلور، وفق ما شرح الدكتور صن.

هل معالجة الغذاء أصل المشكلة؟

بدلاً من التركيز على حجم المعالجة الذي تعرض له الطعام، فمن المنطقي الاهتمام بالمكونات الأساسية للطعام. عن ذلك قال الدكتور صن: «على سبيل المثال، بعض الأطعمة فائقة المعالجة المصنوعة من الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان؛ بما في ذلك حبوب الإفطار والزبادي المحلى بنكهة الفاكهة، ليس بالضرورة غير صحي».

بطبيعة الحال، تعدّ البدائل الأقل معالجة - مثل الشوفان واللبن الزبادي العادي مع الفواكه الطازجة - أكثر صحية، لكن 3 دراسات رصدية كبيرة، أجريت في الولايات المتحدة، كشفت عن ارتباط خبز الحبوب الكاملة وحبوب الإفطار واللبن فائقة المعالجة بتراجع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

في المقابل، ارتبطت المشروبات المحلاة صناعياً والمحلاة بالسكر واللحوم المعالجة والأطباق الجاهزة للأكل، بتفاقم مخاطر الإصابة بهذه الأمراض، وفق ما ذكر الدكتور صن. وعندما يتعلق الأمر بتقليص كميات الأطعمة المعالجة من نظامك الغذائي، فإن تناول الماء محل المشروب الغازي، وتجنب النقانق والسلامي واللحوم الباردة، يعدّان خطوة أولى جيدة بهذا الاتجاه. ولا تنسوا أنه حتى بعض الأطعمة ذات الحد الأدنى من المعالجة، مثل اللحوم الحمراء والزبدة، ليست جيدة لصحة القلب والأوعية الدموية، وفق ما استطرد الدكتور صن.

بجانب ما سبق، تعدّ الأطباق الجاهزة للأكل أو الوجبات المجمدة القابلة للتسخين في الميكروويف مفيدة للأشخاص الذين لا يملكون الوقت أو الرغبة في الطهي من الصفر، وغالباً ما تشكل خياراً أفضل من تناول الهامبرغر والبطاطا المقلية. بوجه عام، عليك البحث عن الخيارات التي تتضمن الحبوب الكاملة والخضراوات ومصادر البروتين الصحية، مثل الفول ومنتجات الألبان قليلة الدسم والدجاج والسمك. تأكد من أن الوجبة لا تحتوي أكثر من 500 مليغرام من الصوديوم، وأن تكون نسبة الدهون المشبعة فيها ضئيلة (أقل من 10 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية).

ليس هناك أي ضرر من تناول رقائق البطاطا أو الحلوى في نوع من تدليل الذات بعض الأحيان... فقط لا تدع هذه الأطعمة الفقيرة من المواد الغذائية تزاحم الأطعمة الصحية على مائدتك.

* «رسالة هارفارد للقلب» - خدمات «تريبيون ميديا»


قائمة بأفضل الأطعمة لعلاج الكبد الدهني؟

قائمة بأفضل الأطعمة لعلاج الكبد الدهني؟
TT

قائمة بأفضل الأطعمة لعلاج الكبد الدهني؟

قائمة بأفضل الأطعمة لعلاج الكبد الدهني؟

أصبح مرض الكبد الدهني، وخاصة النوع غير الكحولي، شائعًا بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم؛ إذ يرتبط هذا المرض ارتباطًا وثيقًا بارتفاع معدلات السمنة والسكري من النوع الثاني ومتلازمات التمثيل الغذائي الأخرى.

ويقول الدكتور الأستاذ توم ديفاسيا رئيس وحدة قسم أمراض القلب بكلية ومستشفى كاستوربا الطبيب بمانيبال «من المثير للاهتمام أن عوامل الخطر ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأمراض القلب والنوبات القلبية. ومع ذلك، يلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا في إدارة مرض الكبد الدهني وربما عكسه». وذلك وفق ما نقل عنه موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ويكشف ديفاسيا النظام الغذائي الذين يمكنه مساعدة المصابين بالكبد الدهني ومقاومته وعكس أعراضه:

القهوة

تشير الدراسات إلى أن شاربي القهوة المصابين بمرض الكبد الدهني يميلون إلى الإصابة بأضرار أقل في الكبد من أولئك الذين لا يشربون هذا المشروب الذي يحتوي على الكافيين.

وفي إحدى الدراسات، تبين أن تناول كوبين من القهوة في اليوم يقلل من خطر الإصابة بتليف الكبد بنسبة 44 % وأربعة أكواب في اليوم بنسبة 65 %. فإذا كنت تستمتع بالقهوة، فهذا سبب وجيه للاستمرار في احتسائها، لكن فقط راقب نسبة السكر.

الخضروات

الخضروات الورقية مثل السبانخ واللفت والكرنب مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن. وهي ليست مفيدة للصحة العامة فحسب، بل إنها تساعد الكبد بشكل فعال عن طريق تقليل الالتهاب ومنع تراكم الدهون.

وإذا لم تكن الخضروات هي المفضلة لديك، فحاول إضافتها إلى العصائر أو العجة لجعلها أكثر قبولا.

الأسماك

تحتوي الأسماك مثل السلمون على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تعتبر ممتازة لصحة القلب وقد ثبت أنها تقلل مستويات الدهون في الكبد وتقلل الالتهاب.

المكسرات

لتحسين صحة الكبد تحتوي المكسرات، وخاصة الجوز، على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية ومضادات الأكسدة. حيث يرتبط تناول المكسرات بانتظام بتحسن مستويات إنزيمات الكبد لدى الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني. إنها خيار رائع للوجبات الخفيفة. لكن تذكر أنها تحتوي أيضًا على نسبة عالية من السعرات الحرارية، لذا فإن الاعتدال هو المفتاح.

زيت الزيتون

زيت الزيتون غني بالدهون الأحادية غير المشبعة، المعروفة بقدرتها على خفض إنزيمات الكبد والتحكم بالوزن.

إن استخدام زيت الزيتون في الطهي أو في السلطات يمكن أن يفيد بشكل كبير المصابين بمرض الكبد الدهني. إنه بديل صحي للزبدة أو الزيت النباتي، ويضيف نكهة لطيفة للأطباق.

الثوم

ثبت أن الثوم يساعد في تقليل وزن الجسم والدهون لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الكبد الدهني.

يمكن أن يضاف الثوم لأي طبق، وهو مفيد لصحة الكبد، لذلك لا تتردد في إضافته إلى وجباتك بكثرة.

الحبوب الكاملة

تحتوي الحبوب الكاملة مثل دقيق الشوفان والأرز البني وخبز القمح الكامل على كميات عالية من الألياف التي يمكن أن تساعد في تحسين وظائف الكبد عن طريق الحفاظ على وزن صحي. والمفتاح هنا هو الحبوب الكاملة وليس المكررة؛ التي تحافظ على عمل الكبد في أفضل حالاته.

بروتين الصويا

يمكن أن يكون استبدال اللحوم الحمراء بمصادر البروتين النباتية، مثل الصويا، بمثابة مقايضة مفيدة.

فقد ثبت أن بروتين الصويا، الموجود في التوفو والإدامامي، يقلل من تراكم الدهون في الكبد.

بالإضافة إلى ذلك، فهي طريقة رائعة لإبقاء وجباتك ممتعة ومتنوعة.

الكركم

الكركم، المعروف بخصائصه القوية المضادة للالتهابات، هو نوع آخر من التوابل الممتازة التي يمكنك إضافتها إلى ترسانتك. فالكركمين، المكون النشط في الكركم، يمكن أن يساعد في تحسين وظائف الكبد عن طريق تقليل الالتهاب ومكافحة تراكم الدهون؛ استخدمه في الكاري أو العصائر أو حتى الشاي.

الشاي الأخضر

الشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة التي تسمى «الكاتيكين»، والتي ثبت أنها تعمل على تحسين وظائف الكبد والتخلص من الدهون.

يمكن أن يساعد شرب الشاي الأخضر في التحكم بمستويات الدهون في الكبد، خاصة إذا كنت تستهلكه بانتظام.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج سحري لمرض الكبد الدهني، فإن دمج هذه الأطعمة في نظامك الغذائي يمكن أن يوفر فوائد.

وإلى جانب هذه التغييرات الغذائية، يعد النشاط البدني المنتظم والحفاظ على وزن صحي أمرًا بالغ الأهمية في إدارة مرض الكبد الدهني وربما عكسه.

لا تنس ان تستشير دائمًا أخصائي الرعاية الصحية أو اختصاصي التغذية قبل إجراء تغييرات كبيرة على نظامك الغذائي، خاصة إذا كنت تعاني من حالات صحية أساسية. ومع اتباع النهج الصحيح، يتمتع كبدك بفرصة قتالية للتعافي والازدهار.


دراسة: قوة قبضة اليد دليل على انخفاض خطر الإصابة بالأمراض !

دراسة: قوة قبضة اليد دليل على انخفاض خطر الإصابة بالأمراض !
TT

دراسة: قوة قبضة اليد دليل على انخفاض خطر الإصابة بالأمراض !

دراسة: قوة قبضة اليد دليل على انخفاض خطر الإصابة بالأمراض !

وفقًا لدراسة هي الأكبر من نوعها أجريت على أكثر من 340 ألف شخص في فنلندا. بالإضافة إلى وجود أساس متين لبناء العضلات، وجد أن الأفراد الذين لديهم استعداد أعلى لقوة قبضة اليد لديهم خطر أقل بنسبة 23 % للإصابة بالأمراض الشائعة، ومتوسط عمر متوقع أطول.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن التفاصيل الجينية الشخصية حول قوة العضلات وضعفها يمكن أن تساعد الأطباء في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بحالات صحية معينة.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال المؤلف الأول للدراسة بايفي هيرانين عالم الرياضة بجامعة يوفاسكولا الفنلندية «على حد علمنا، هذه هي الدراسة الأولى التي تبحث في العلاقة بين الاستعداد الوراثي لقوة العضلات والأمراض المختلفة على هذا النطاق. إذ يعتقد فريق الدراسة أن العوامل الوراثية التي تؤثر على قوة العضلات قد تلعب دورًا في الشيخوخة الصحية. فيما تؤثر قوة العضلات، وخاصة قوة قبضة اليد، على قدرتنا على إدارة الأمراض والإصابات المرتبطة بالعمر. وتشير الأدلة إلى أن قوة قبضة اليد لها مكون وراثي قوي». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن «The Journals of Gerontology: Series A».

وفي حين أن هذا البحث يقدم رؤى قيمة، يؤكد هيرانين وزملاؤه من جامعة يوفاسكولا وجامعة هلسنكي أنهم بحاجة إلى استكشاف المزيد حول كيفية تفاعل عوامل نمط الحياة مثل النشاط البدني مع الاستعدادات الوراثية للتأثير على النتائج الصحية.

من أجل ذلك، قاموا بدراسة 342.443 شخصًا من مجموعة بيانات FinnGen؛ وهو تعاون دولي بين البنوك الحيوية الفنلندية التي تحتوي على معلومات صحية وجينية.

وتراوحت أعمار المشاركين بين 40 و108 أعوام بينما شكّلت النساء 53 في المئة.

وقد استخدم هيرانين وفريقه مقياس الجينات المتعددة (PGS) الذي تم تطويره أخيرًا؛ وهو مقياس واحد يلخص التأثيرات المقدرة لمئات الآلاف من المتغيرات الجينية. فقاموا بمقارنة الأشخاص الذين تهيئهم جيناتهم لقوة قبضة يد أقوى أو أضعف (HGS) ودرسوا كيف يؤثر ذلك على مخاطر 27 نتيجة صحية، بما في ذلك الوفيات وبعض الأمراض والحالات غير المعدية الأكثر انتشارًا في فنلندا.

وشملت الأمراض القلب والرئة، واضطرابات العضلات والعظام والنسيج الضام، والسرطان، والسقوط والكسور، والاضطرابات العقلية والمعرفية. فوجدوا أن النتيجة الجينية الأعلى لقوة قبضة اليد (PGS HGS) ارتبطت بانخفاض خطر الوفاة بسبب القلب والأوعية الدموية وانخفاض خطر الوفاة لأي سبب، على الرغم من أن التأثيرات كانت صغيرة.

وكان الأشخاص الذين لديهم PGS HGS أعلى أيضًا أقل عرضة للإصابة بالعديد من الحالات المقاسة؛ على سبيل المثال، ارتبط ارتفاع PGS HGS بانخفاض خطر الاكتئاب لدى كلا الجنسين، وانخفاض مؤشر كتلة الجسم لدى النساء ولكن ليس الرجال. كما لوحظ التأثير الأكثر أهمية في داء المفاصل المتعدد (مرض تنكس المفاصل) والخرف الوعائي (الخرف الناجم عن تقييد تدفق الدم إلى الدماغ، وغالبًا ما يكون بسبب السكتات الدماغية).

وبالمقارنة مع أولئك الذين ينتمون إلى الخُمس الأدنى في اختبار PGS HGS، فإن أولئك الذين ينتمون إلى الخُمس الأعلى لديهم خطر أقل بنسبة 23 % للإصابة بالتهاب المفاصل المتعدد وانخفاض خطر الإصابة بالخرف الوعائي بنسبة 21 %.

وقد كتب المؤلفون في ورقتهم البحثية «استنادًا إلى نتائجنا، قد يتم تنظيم قوة العضلات ووظائف الإدراك والاضطرابات الاكتئابية جزئيًا من خلال نفس الخلفية الجينية». وأضافوا «نتائجنا تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على قوة العضلات الكافية طول العمر». وقالوا «لا يبدو أن اختبار PGS HGS يؤثر على مدى تعافينا من الأحداث الصحية الضارة الخطيرة مثل أمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية وكسر عظم الفخذ، والتي تم تضمينها في تحليلهم مع زيادة احتمال الوفاة في العام التالي للحدث».

وفي هذا الاطار، يوضح هيرانين «يبدو أن الاستعداد الوراثي لقوة عضلية أعلى يعكس قدرة الفرد الجوهرية على المقاومة وحماية نفسه ضد التغيرات المرضية التي تحدث أثناء الشيخوخة أكثر من القدرة على التعافي أو الارتداد الكامل بعد الأحداث الشديدة».

ويقترح الفريق أن استخدام اختبار PGS HGS وحده ليس مفيدًا على الأرجح في الإعدادات السريرية. ومع ذلك، قد يكون من المفيد للأبحاث المستقبلية اكتشاف ما إذا كانت العلاقة بين قوة العضلات والقضايا الصحية ترجع إلى أسباب مباشرة أو عوامل وراثية وبيئية مشتركة.

وخلص الباحثون إلى القول «يمكن استخدام هذا المقياس لدراسة كيفية تعديل نمط الحياة، مثل النشاط البدني، للقدرة البشرية الجوهرية على مقاومة الأمراض وما إذا كان تأثيرها على الصحة يختلف بسبب الاستعداد الوراثي لقوة العضلات». وأكدوا «هناك حاجة أيضًا إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان الاستعداد الوراثي للفرد لقوة العضلات يؤثر على استجابات التمارين الرياضية والقدرة على التدريب».


الوجبات السريعة قد تتلف ذاكرة المراهقين بشكل دائم

الوجبات السريعة قد تتسبب في تلف طويل الأمد في أدمغة المراهقين (رويترز)
الوجبات السريعة قد تتسبب في تلف طويل الأمد في أدمغة المراهقين (رويترز)
TT

الوجبات السريعة قد تتلف ذاكرة المراهقين بشكل دائم

الوجبات السريعة قد تتسبب في تلف طويل الأمد في أدمغة المراهقين (رويترز)
الوجبات السريعة قد تتسبب في تلف طويل الأمد في أدمغة المراهقين (رويترز)

يمكن أن يعاني المراهقون الذين يتناولون وجبات سريعة غنية بالدهون والسكر تلفاً طويل الأمد في الدماغ، قد يتسبب تحديداً في ضعف ذاكرتهم، وفقاً لما توصلت إليه دراسة حديثة.

وبحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد أجريت الدراسة بواسطة باحثين من جامعة جنوب كاليفورنيا، وشملت مجموعة من الفئران تم تقسيمها مجموعتين، الأولى تم إطعامها نظاماً غذائياً غنياً بالدهون والسكريات، والأخرى تناولت نظاماً غذائياً صحياً.

وخضعت جميع الفئران لسلسلة من اختبارات الذاكرة. كما قام الباحثون بقياس مستويات ناقل عصبي في الدماغ يسمى الأسيتيل كولين، والذي يلعب دوراً مهماً في حركة العضلات اللاإرادية والتعلم والذاكرة والانتباه.

ولدى الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر مستويات أقل من هذا الناقل العصبي.

ووجد فريق الدراسة أن تناول الفئران نظاماً غذائياً غنياً بالدهون، مثل ذلك الخاص بالوجبات السريعة، تسبب في معاناتهم من ضعف مستمر في الذاكرة «لا يختفي» بمرور الوقت.

والأمر المؤسف أيضاً هو أن التحول لنظام غذائي صحي، بعد الاعتياد على تناول الوجبات السريعة، لم يمحُ التأثيرات الضارة للدهون والسكريات التي تسببت فيها هذه الوجبات على المخ والذاكرة.

وقال الدكتور سكوت كانوسكي، أستاذ العلوم البيولوجية في كلية دورنسيف للآداب والفنون والعلوم بجامعة جنوب كاليفورنيا، والذي شارك في هذه الدراسة: «هذه النتائج تثبت أن تأثير تناول الوجبات السريعة قد يستمر إلى الأبد، وأن المراهقين قد يعانون بسببها ضعفاً دائماً في الذاكرة».

ولفت إلى أن نتائج الدراسة مهمة بشكل خاص نظراً لكون فترة المراهقة هي الوقت الذي يتطور فيه الدماغ.

وفي وقت سابق هذا العام، كشفت دراسة واسعة أن الأغذية فائقة المعالجة، مثل والوجبات السريعة والوجبات الجاهزة وحبوب الإفطار وألواح البروتين والمشروبات الغازية، ترتبط ارتباطاً مباشراً بـ32 تأثيراً ضاراً بالصحة، بينها تدهور الصحة العقلية وتفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري من النوع الثاني والوفاة المبكرة.

جدير بالذكر، أن الأطعمة فائقة المعالجة تخضع لعمليات صناعية متعددة، وغالباً ما تحوي ألواناً ومستحلبات ونكهات وإضافات أخرى. وتميل هذه المنتجات كذلك إلى أن تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف والدهون أو الملح، بينما تتسم بانخفاض مستويات الفيتامينات والألياف.


6 أنواع لاضطرابات الشخصية... تعرّف على الأعراض وطرق العلاج

6 أنواع لاضطرابات الشخصية... تعرّف على الأعراض وطرق العلاج
TT

6 أنواع لاضطرابات الشخصية... تعرّف على الأعراض وطرق العلاج

6 أنواع لاضطرابات الشخصية... تعرّف على الأعراض وطرق العلاج

اضطرابات الشخصية هي حالات صحية عقلية معقدة تؤثر على طريقة تفكير الأفراد وشعورهم وتصرفاتهم. إذ يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العلاقات والعمل ونوعية الحياة بشكل عام.

وبمجرد أن نسمع كلمة اضطراب مع حالة عقلية مرتبطة بها، تصبح غريبة ومتطرفة بالنسبة لنا؛ على الرغم من أن اضطرابات الشخصية أكثر شيوعًا مما نعتقد.

وفي دراسة نشرت بالمجلة البريطانية للطب النفسي؛ قامت مجلة العلوم العقلية بتقييم إجمالي 46 دراسة من 21 دولة مختلفة عبر القارات. وقد قدرت أن معدل انتشار اضطرابات الشخصية في جميع أنحاء العالم يبلغ 7.8 %. قد يبدو رقمًا صغيرًا، ولكن مع احتساب عدد سكان العالم اعتبارًا من عام 2020 (وهذا هو الوقت الذي أجريت فيه الدراسة)، فإنه يصل إلى ما يقرب من 6.1 مليون شخص على مستوى العالم. ولهذا السبب من الضروري أن تكون على دراية باضطرابات الشخصية.

وفيما يلي دليل لاضطرابات الشخصية الأكثر شيوعًا وأعراضها وخيارات العلاج. وذلك وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

الشخصية الحدّية (BPD)

عرّف المعهد الوطني للصحة العقلية اضطراب الشخصية الحدية بأنه حالة تتميز بما يلي:

تقلبات مزاجية حادة

صورة ذاتية غير مستقرة

سلوكيات اندفاعية

علاقات مضطربة

قد يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية بالخوف من الهجر وينخرطون في سلوكيات إيذاء أنفسهم.

اضطراب الشخصية النرجسية (NPD)

أولئك الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية، وفقا لكلية الطب بجامعة هارفارد، لديهم:

تضخم الشعور بأهمية الذات

الحاجة الدائمة إلى الإعجاب

قلة التعاطف

في كثير من الأحيان يستغلون الآخرين لتحقيق مكاسبهم.

قد تكون لديهم تخيلات عن النجاح أو القوة أو الجمال غير المحدود.

اضطراب الشخصية التجنبية (AVPD)

قالت خدمة الصحة الوطنية أن AVPD يشمل:

الخجل الشديد

مشاعر عدم الكفاءة

فرط الحساسية للرفض أو النقد

تجنب التفاعلات الاجتماعية

قد يرغب الأفراد الذين يعانون من AVPD في إقامة علاقات وثيقة ولكنهم يخشون الرفض.

اضطراب الشخصية الاعتمادية (DPD)

عرّف مقال منشور بمجلة «Cureus» اضطراب الشخصية الاعتمادية بأنه يتميز بما يلي:

الاعتماد المفرط على الآخرين للحصول على الدعم العاطفي ودعم اتخاذ القرار

الخوف من البقاء وحيدا

صعوبة التعبير عن الخلاف

انخفاض الثقة بالنفس

قد يواجه الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية صعوبة في اتخاذ خيارات مستقلة.

الوسواس (OCPD)

على عكس اضطراب الوسواس القهري (OCD)، الذي يتضمن طقوسًا أو هواجس محددة، قال باحثون من الكلية الملكية للأطباء النفسيين إن اضطراب الوسواس يتميز بما يلي:

الكمالية

الانشغال بالقواعد والنظام

الإفراط في التفاني بالعمل

صعوبة المرونة أو الانفتاح على الأفكار الجديدة

اضطراب الشخصية المذعورة (PPD)

وفقًا لتقارير علم الأعصاب السلوكي الحالية، يتضمن PPD ما يلي:

عدم الثقة

الشك في دوافع الآخرين

الإيمان بالتهديدات الخفية أو المؤامرات

فرط الحساسية للنقد أو الإهانات المتصورة

عدم الرغبة في الثقة بالآخرين

قد يفسر الأفراد المصابون باكتئاب ما بعد الولادة الأفعال المحايدة على أنها عدائية.

هل أعاني من أي اضطراب في الشخصية؟

مثل جميع حالات الصحة العقلية، تقع اضطرابات الشخصية في نطاق واسع. لكن ليس كل من يعاني من اضطراب الشخصية سوف تظهر عليه الأعراض بشكل شديد. فإذا كنت تشك في أنك أو شخص تعرفه قد يكون مصابًا باضطراب في الشخصية، فمن الضروري أن تطلب التقييم والعلاج المهني.

يمكن أن يكون العلاج والأدوية ومجموعات الدعم مفيدة في إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

تذكر أن طلب المساعدة هو علامة على القوة، ومع الدعم المناسب، يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية أن يعيشوا حياة مُرضية.


8 نقاط لفهم أنواع أدوية علاج مرض السكري

8 نقاط لفهم أنواع أدوية علاج مرض السكري
TT

8 نقاط لفهم أنواع أدوية علاج مرض السكري

8 نقاط لفهم أنواع أدوية علاج مرض السكري

تذكر الجمعية الأميركية لمرض السكري (ADA): «لعلاج مرضى النوع 2 من السكري Type 2 Diabetes، هناك أنواع أو فئات مختلفة من الأدوية التي تعمل بطرق مختلفة، لخفض مستويات الغلوكوز في الدم (المعروف أيضاً باسم سكر الدم). ويتم أخذ بعض تلك الخيارات الدوائية عن طريق الفم، بينما يتم حقن البعض الآخر».

علاجات متنوعة

وحول كيفية اختيار الطبيب لأدوية السكري في معالجة المرضى، يقول أطباء مايو كلينك: «لا يوجد علاج للسكري يناسب الجميع. فما يناسب شخصاً ما، قد لا يناسب الآخر. ويمكن أن يشرح لك طبيبك مدى ملاءمة دواء أو عدة أدوية لخطة علاجك من السكري. ويمكن أن يؤدي الجمع بين الأدوية أحياناً إلى زيادة فاعلية كل دواء في خفض مستوى السكر في الدم. تحدث مع طبيبك عن إيجابيات أدوية السكري وسلبياتها في حالتك».

وبالرغم من التعقيد الواضح للمريض في مسمياتها العلمية، والأشد تعقيداً في تشعب أنواعها بالمسميات التجارية المختلفة لكل فئة منها، فإنه يظل من الممكن «تفهّم» المريض لنقاط أساسية من المعلومات حول تلك الأدوية، بما يفيد معرفة المريض جوانب اختلاف هذه الأدوية عن بعضها بعضاً، وكذلك في تعاونه مع الطبيب لمتابعة ضمان تناولها، والأهم لنجاح معالجة مرض السكري لديه.

وهذا ما يؤكده أطباء مايو كلينك في حديثهم المباشر لمرضى السكري بقولهم: «قائمة الأدوية التي تعالج داء السكري من النوع 2 طويلة، وقد تكون محيرة. ويساعد التأني في التعرف على هذه الأدوية، ومعرفة كيفية تناولها وطبيعة مفعولها والآثار الجانبية التي قد تسببها. ويمكن أن يساعدك هذا في الاستعداد للحديث مع طبيبك عن خيارات علاج السكري المناسبة لك».

آليات خفض سكر الدم

وإليك هذه النقاط الـ8 التالية:

1- بخلاف الأنسولين، يوجد الكثير من أصناف أدوية علاج السكري من النوع 2. ويعمل كل صنف من هذه الأدوية بطريقة مختلفة من أجل خفض مستوى السكر في الدم. ولذا قد يعمل بعضها من خلال ما يلي من الآليات:

-تحفيز البنكرياس لإنتاج مقدار أكبر من الأنسولين وإفرازه.

-الحد من قدرة الكبد على إنتاج السكر وإفرازه.

-تثبيط عمل الإنزيمات في الأمعاء التي تعمل على تكسير الكربوهيدرات، وهذا يؤدي إلى إبطاء سرعة امتصاص الخلايا للكربوهيدرات.

-تحسين حساسية استجابة خلايا الجسم للأنسولين.

-الحد من قدرة الكلى على امتصاص السكر، وهذا يؤدي إلى زيادة كمية السكر التي تخرج من الجسم في البول.

-إبطاء سرعة عملية تحريك الطعام عبر المعدة.

ويحتوي كل صنف من أصناف الأدوية على نوع دواء واحد أو أكثر. وتُؤخذ بعض هذه الأدوية عن طريق الفم، وبعضها الآخر عن طريق الحقن.

أدوية السكري الشائعة

2- دون الحديث عن الأنسولين، ودون أنواع أدوية السكري الأخرى الأقل استخداماً، أفادت الجمعية الأميركية لمرض السكري بأن الأدوية الشائعة الاستخدام لعلاج السكري تتضمن 6 فئات، وهي ما يلي:

- ميتفورمين Metformin.

- مثبطات ديبيبتيديل ببتيداز-4 DPP-4.

- الببتيد الشبيه بالغلوكاجون-1 GLP-1، ومنبهات مستقبلات الببتيد المثبطة للمعدة المزدوجة GIP.

- مثبطات ناقل الصوديوم الغلوكوز 2 SGLT2.

- السلفونيل يوريا.

- ثيازوليدين ديون TZDs.

3- يعد الميتفورمين Metformin عموماً الدواء الأولي المفضل لعلاج مرض السكري من النوع 2 لأنه فعّال للغاية، ما لم يكن هناك سبب محدد لعدم استخدامه. وهو من فئة أدوية البايغوانيد التي يتم تناولها عبر الفم. والميتفورمين فعال وآمن ومنخفض التكلفة. وعلى المديين البعيد والمتوسط، قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وللميتفورمين أيضاً تأثيرات مفيدة عندما يتعلق الأمر بتقليل معدل السكر المتراكم في الهيموغلوبين HbA1C، وقد يساعد أيضاً في ضبط وزن الجسم. وبالأساس، فإنه عقار يعمل عبر تقليل إنتاج الكبد لسكر الغلوكوز، وتحسين حساسية واستجابة الخلايا للأنسولين الطبيعي في الجسم (ولو كانت نسبته أقل من الطبيعي). والآثار الجانبية المحتملة تشمل الغثيان وألم المعدة والإسهال.

4- فئة السلفونيل يوريا التي يتم تناولها عبر الفم، هي من الأدوية الشائعة الاستخدام جداً في علاج مرض السكري النوع 2. وتشمل عدداً من الأنواع بمختلف الأسماء التجارية. وتعمل بالأساس عبر تحفيز إفراز الأنسولين من البنكرياس. ومن أهم المزايا انخفاض تكلفتها المادية وفاعليتها العالية في خفض نسبة سكر الغلوكوز في الدم. ولكن الآثار الجانبية المحتملة تشمل انخفاض مستويات السكر في الدم انخفاضاً شديداً، قد يعاني منه المريض، وذلك بخلاف أدوية الميتفورمين. وأيضاً احتمال تسببها بزيادة الوزن، والطفح الجلدي، والغثيان أو القيء عند شرب الكحوليات.

5- هناك الكثير من الأدوية المتاحة في فئة مثبطات ديبيبتيديل ببتيداز-4 DPP-4 بأسماء تجارية مختلفة. وجميعها أدوية يتم تناولها عبر الفم، وسهلة الاستخدام، وجيدة التحمل، ويتم تناولها مرة واحدة يومياً، ولا تسبب زيادة الوزن، ولا تسبب انخفاض مستويات السكر في الدم انخفاضاً شديداً عند استخدامها وحدها أو مع الميتفورمين. وبشكل أساسي، فإنها تقلل مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام. وللتوضيح، فهي تؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين عند ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام، كما تعمل على الحد من قدرة الكبد على إفراز الغلوكوز.

6- فئة أدوية ثيازوليدين ديون، مثل أفانديا وأكتوز، تعمل على تحسين حساسية الخلايا للأنسولين، والحد من قدرة الكبد على إنتاج السكر وإفرازه. ومن مزاياها أنها قد تتسبب بزيادة طفيفة في كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة (الكوليسترول الثقيل الحميد). ولكن الآثار الجانبية المحتملة تشمل كلا من زيادة الوزن، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة احتمال الإصابة بكسور العظم، وزيادة احتمال الإصابة بمشكلات القلب. ولذا يجب أن يتجنب المصابون بمشكلات في الكبد أو سبقت إصابتهم بفشل القلب، تناول هذا النوع من أدوية السكري.

أحدث الأدوية

7- تتوفر عدة أنواع من فئة أدوية مثبطات ناقل الصوديوم الغلوكوز 2. وهي من جملة أحدث فئات أدوية مرض السكري. ويتمثل مفعولها في الحد من قدرة الكلى على امتصاص السكر، وبالتالي زيادة كمية السكر التي تخرج من الجسم في البول، وبالتالي انخفاض مستويات السكر في الدم. ومن مزاياها إمكانية أن تؤدي إلى نقصان الوزن.

وهناك أدلة متزايدة على أن هذه الفئة توفر فوائد للقلب والأوعية الدموية وخفض ضغط الدم. كما تشير الأدلة المتزايدة أيضاً إلى فوائد للكلى، مثل إبطاء تطور مرض الكلى المزمن (CKD)، وذلك بصرف النظر عن فوائد تحسين إدارة الغلوكوز في الدم. ولكن الآثار الجانبية المحتملة تشمل عدوى الجهاز البولي وعدوى الفطريات، وهو ما لا يُعرف سببه.

8- لا تشتهر فئة أدوية منبهات مستقبلات الببتيد-1 الشبيهة بالغلوكاجون GLP-1 بسبب دورها في خفض سكر الدم ومعالجة مرض السكري، بل دورها المتعاظم في علاج السمنة، وذلك لأنها تقلل الشعور بالجوع، ما يمكن أن يؤدي إلى نقصان الوزن. وهناك عدة أنواع متاحة من هذه الفئة، ولكن يظل أشهرها كل من فيكتوزا وساكسيندا. وهي التي يتم إعطاء بعضها عن طريق الحقن اليومي، والبعض الآخر عن طريق الحقن الأسبوعي. كما أن هناك أيضاً شكلا فمويا من سيماغلوتيد (Rybelsus) يمكن تناوله مرة واحدة يومياً. وهذا النوع من الأدوية فعال، وقد يكون مفيداً للقلب ويساعد في إنقاص الوزن. ولكنه قد يسبب أيضاً آثاراً جانبية، مثل الغثيان والإسهال وألم البطن وزيادة احتمال التهاب البنكرياس. وتعمل هذه الأدوية عبر دورها في زيادة إفراز الأنسولين عند ارتفاع مستويات السكر في الدم.

عوامل يأخذها الطبيب في الاعتبار عند علاج مرض السكري

مرض السكري من النوع 2 حالة مرضية مزمنة ومعقدة. وإدارة معالجته بشكل فعال، تعني استخدام استراتيجيات متعددة للتحكم في نسبة السكر في الدم، والأهم لمنع حصول المضاعفات البعيدة المدى (الكلى، والقلب، وشبكية العين، والأعصاب). ولتحديد خطة العلاج الأنسب والأفضل لمريض ما، سيأخذ الطبيب في الاعتبار العوامل التالية:

- وجود أو عدم وجود أمراض القلب، والتي تتضمن تاريخاً للإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو قصور ضعف القلب.

- وجود أو عدم وجود مرض الكلى المزمن.

- تأثير خطر انخفاض نسبة السكر في الدم مع أي خيار علاجي معين على المريض.

- الآثار الجانبية المحتملة للعلاج.

- مقدار وزن الجسم وإمكانية تأثير العلاج عليه.

- تكلفة الدواء والتغطية التأمينية.

- تفضيلات المريض الفردية ومدى إمكانية الالتزام بخطة العلاج.

- مستويات نتائج السكر المتراكم في الهيموغلوبين HbA1C، الذي يعكس معدل تلك المستويات خلال الثلاثة أشهر السابقة.

وعادة ما يكون الميتفورمين هو الدواء الأول الموصى به لمرض السكري من النوع 2، ما لم تكن هناك أسباب محددة لعدم استخدامه. وقد يصف الطبيب أدوية أخرى في الوقت نفسه مع الميتفورمين، إذا كان ثمة حاجة إليها. ووفق نتائج المتابعة، يصل الطبيب إلى البرنامج العلاجي ومتابعة نتائجه بشكل دوري.

لا يوجد علاج للسكري مناسب للجميع فما يناسب شخصاً ما قد لا يناسب الآخر

متى يلجأ الطبيب إلى الأنسولين في حالات السكري؟

يقول أطباء مايو كلينك: «غالباً يكون الأنسولين جزءاً مهمّاً من علاج داء السكري من النوع الثاني. فهو يساعد في السيطرة على سكر الدم والوقاية من مضاعفات السكري. ويعمل عمل هرمون الأنسولين الذي يفرزه الجسم بصورة طبيعية. وإذا كنتَ مُصاباً بمرض السكري فإن مستويات السكر تستمر في الارتفاع بعد تناول الطعام، نظراً إلى عدم وجود ما يكفي من الأنسولين لنقل الغلوكوز إلى خلايا الجسم.

ويتوقف البنكرياس عن إفراز الأنسولين في حال الإصابة بمرض السكري من النوع 1. أما في حالة الإصابة بمرض السكري من النوع 2، فلا يفرز البنكرياس كمية كافية من الأنسولين، كما قد لا يعمل الأنسولين بكفاءة لدى بعض مرضى السكري.

وتفيد الجمعية الأميركية لطب الأسرة بأنه في المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2، يمكن استخدام الأنسولين لأمرين:

- إما لتعزيز العلاج بالأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، أي كأنه داعم إضافي.

- وإما استخدام الأنسولين علاجاً مباشراً وبديلاً للأنسولين، الذي كان على الجسم إفرازه بالأصل.

وتقترح الجمعية الأميركية لمرض السكري استخدام أنواع الأنسولين طويل المفعول لتعزيز العلاج بواحد أو اثنين من الأدوية التي تُؤخذ عن طريق الفم عندما لا تفلح تلك الأدوية في ضبط ارتفاع سكر الدم. أي عندما يُلاحظ الطبيب استمرار مستوى السكر المتراكم في الهيموغلوبين HbA1C ما فوق 9 في المائة، أو أن المريض بدأ بالمعاناة من ارتفاعات نسبة السكر في الدم بشكل متواصل.

وعندما يتم وصف الأنسولين علاجاً، يتم تعليم المريض عدة جوانب عنه وآلية عمله وحفظه وكيفية تلقي الحقنة. وكذلك في البداية يجب تعديل مقدار جرعات الأنسولين كل ثلاثة أو أربعة أيام، حتى يتم الوصول إلى مستويات الغلوكوز في الدم (الخاضعة للمراقبة الذاتية) إلى المستويات المطلوبة علاجياً. وتحديداً، يوصى بأن يكون مستوى السكر في الدم أثناء الصيام وقبل الأكل من 80 إلى 130 ملغم لكل ديسيلتر، وهدف ما بعد الأكل بمدة ساعتين هو أن يكون أقل من 180 ملغم لكل ديسيلتر. وتجدر ملاحظة أنه للتحويل من ملغم لكل ديسيلتر إلى ملّي مول، تتم القسمة على رقم 18.

ويقول أطباء مايو كلينك: «في بعض الأحيان قد يمثل العلاج بالأنسولين صعوبة، إلا أنه وسيلة فعالة لخفض مستوى سكر الدم. استشر الفريق الطبي إذا كانت لديك مشكلة مع نظام أخذ الأنسولين. اطلب المساعدة على الفور إذا كشفت اختبارات الغلوكوز المنزلية عن ارتفاع أو انخفاض شديد في مستوى سكر الدم. فقد يلزم تعديل جرعات الأنسولين أو أدوية السكري الأخرى. وبمرور الوقت ستثبت على نظام الأنسولين الذي يلائم احتياجاتك ونمط حياتك. وسيساعدك ذلك على أن تحيا حياة نشيطة وصحية».

* استشارية في الباطنية


كيف يرصد الأطفال طريقة تقديم الذات لنيل إعجاب الآخرين؟

كيف يرصد الأطفال طريقة تقديم الذات لنيل إعجاب الآخرين؟
TT

كيف يرصد الأطفال طريقة تقديم الذات لنيل إعجاب الآخرين؟

كيف يرصد الأطفال طريقة تقديم الذات لنيل إعجاب الآخرين؟

من الطبيعي أن يرغب الجميع في كسب إعجاب الآخرين، خصوصاً في مرحلة الطفولة، لأن حب الآخرين وتقديرهم يعززان الثقة بالنفس ويُحسنان من الحال النفسية.

لذلك يقوم الشخص بتقديم نفسه بالطريقة التي يتصور أنها الأمثل لكسب حب واحترام الآخرين تبعاً لشخصيته، بمعنى أن بعض الأشخاص يعرضون أنفسهم كما لو كانوا غير جديرين بمكانة معينة حتى يظهروا متواضعين ومن ثم ينالون الإعجاب. والعكس صحيح أيضاً، حيث يظهر البعض كما لو كانوا جديرين تماماً بالمكانة نفسها حتى يظهروا قادرين. ولهذا حاول العلماء معرفةَ لأي مدى تؤثر طريقة تقديم الذات في التقييم الحقيقي للشخص.

المظهر والإنجاز الحقيقي

أظهرت أحدث دراسة نفسية نُشرت في نهاية شهر مارس (آذار) من العام الحالي في «مجلة علم النفس التجريبي للأطفال» (Journal of Experimental Child Psychology) أن تقييم الآخرين لا يتأثر بالتواضع أو التباهي، لكن بالإنجاز الحقيقي. وكلما تقدم الأطفال بالعمر كلما كان حكمهم على إنجاز الآخرين أهم من حكمهم على صفاتهم الشخصية، وذلك حسب الأبحاث التي شارك فيها باحثون من «جامعة كوبي» (Kobe University) باليابان و«جامعة ساسكس» (University of Sussex) بالمملكة المتحدة.

أجرى الباحثون الدراسة في المدارس الابتدائية اليابانية. وتراوحت أعمار الأطفال بين 7 و 8 سنوات في الصف الثاني، وأيضاً 10 و11 عاماً في الصف الخامس الدراسي. وشارك البالغون أيضاً في الدراسة لمعرفة تأثير العمر على التقييم.

ووضع الباحثون في الاعتبار أن تكون التجارب التي تُجرى على الأطفال بسيطة قدر الإمكان حتى يستطيعوا المشاركة فيها والإجابة على الأسئلة بسهولة، حيث تم عرض سيناريوهات لأشخاص بدون تاريخ مسبق حتى يكون الحكم على سلوكهم وأدائهم محايداً، لأن التفاعل اليومي مع الآخرين ومعرفة أدائهم السابق تجعل الحكم على إنجازهم في الأغلب غير صحيح.

تم عرض سيناريو تمثيلي يظهر فيه شخصية رئيسية وشخص آخر وقيل للمشاركين إن هذا الشخص الآخر يعرف الأداء المعتاد للشخصية الرئيسية في مهمة معينة (سواء كان هذا الأداء جيداً أو ضعيفاً في المعتاد)، ثم يقوم الشخص الرئيسي بأداء هذه المهمة بشكل جيد، وبالتالي يتلقى الثناء من الشخص الآخر. ويستجيب البطل الأساسي إما بطريقة تقلل من نفسه، وتظهر التواضع، أو بطريقة تظهر التفاخر والتباهي بالإنجاز.

ثم قام الباحثون بسؤال المشاركين في الدراسة بعض أسئلة متعلقة بالسيناريو للتأكد من فهمهم للأحداث، وطلبوا منهم تقييم تقدير الشخص الآخر لقدرة البطل الأساسي وشخصيته.

لاحظ الباحثون أن البالغين الذين يفترض أن لديهم نظرةً ذهنيةً متطورةً بالكامل (القدرة على أن ينسبوا إلى الآخرين أفكاراً ومشاعر مختلفة عن أفكارهم ومشاعرهم) قاموا بتقييم التصريحات التي تقلل من الذات من قبل البطل الرئيسي بشكل أكثر سلبيةً على الرغم من إظهاره للتواضع ونفس التقييم السلبي أيضاً تمت ملاحظته من طلاب الصف الخامس، لكنه كان أقل وضوحاً في طلاب الصف الثاني الأصغر عمراً.

تصرفات صادقة

أوضحت الدراسة أن الأشخاص في الأغلب يأخذون في الاعتبار تصرف البطل الرئيسي والإنجاز الذي تمكن أو لم يتمكن من تحقيقه. وعلى هذا الأساس يتم تقييم رد فعله على تلقي الثناء، لأن الطريقة التي تظهر التواضع وتقليل الذات حينما يكون الأداء سيئاً يُنظر إليها على أنها رد فعل صادق ولطيف. ولكن الطريقة نفسها التي تقلل من الذات حينما يكون الأداء جيداً قد يُنظر إليها على أنها نوع من التواضع الزائف، ومن ثم لا تنال إعجاب الآخرين بل سخطهم.

أيضاً لاحظ الباحثون أن الأمر نفسه ينطبق على الطريقة التي تظهر التفاخر بالنفس، لأنه في حالة أن يكون الأداء سيئاً يُنظر لها على أنها نوع من الكذب الصارخ، بالتالي تعرض صاحبها للحرج والاستهجان، وفي حالة أن يكون الأداء جيداً بالفعل يُنظر لها على أنها نوعٌ من الغرور والتباهي، وتنال السخط أيضاً، لذلك يكون التقييم الحقيقي على جودة العمل من عدمه بعيداً عن تقديم الذات، سواء بصورة إيجابية أو سلبية، خصوصاً مع تقدم الطفل في العمر والإدراك.

في التجربة كان أداء المهمة المطلوبة هو الفيصل في التقييم، بعيداً عن شخصية وتاريخ البطل الرئيسي (بمعنى أن البطل صاحب الأداء السيئ في المعتاد ولكن حسب العرض التمثيلي كان جيداً نال التقدير الإيجابي الذي يستحقه) بغض النظر عن معرفة تاريخه السابق من عدمه. وهو ما يعني أن نمو الإدراك الفكري تبعاً للعمر يُكسب الطفل نوعاً من الحيادية في الحكم على الأمور.

قال الباحثون إن الدراسة تُعد مهمةً جداً للمتعاملين مع الأطفال، سواء الآباء والمدرسين أو المدربين في النوادي وحتى مقدمي الخدمة الطبية، حيث أظهرت النتائج كيف تختلف تقييمات طريقة عرض الذات من تواضع وتفاخر مع تقدم العمر اعتماداً على الأداء، مما يضع مسؤولية كبيرة على أي شخص يؤدي خدمة للطفل، ويظن أن طريقة تقديمه لنفسه يمكن أن تكون كافيةً لإرضاء الأطفال بعيداً عن جودة الخدمة المقدمة.

أكدت الدراسة أن الأداء المعتاد للناس يُعد عاملاً رئيسياً في التأثير على التقييمات والأحكام الاجتماعية التي يصدرها الآخرون عنهم، لذلك يجب على الآباء ملاحظة الطريقة التي يقوم بها أبناؤهم بتقديم أنفسهم للآخرين، وكيف يمكن أن تكون هذه الطريقة جيدة أو منفرة ومثيرة للسخط، سواء كانت بالغة التواضع أو بالغة التفاخر خلافاً لظنهم أنها يمكن أن تثير الإعجاب، ويجب نصحهم بالتركيز على إنجاز ما يُطلب منهم، ومحاولة أن يكونوا صادقين في تقديمهم لذواتهم.

* استشاري طب الأطفال