دوافع النوم وأسباب الأرق وأنواعه

فهم إيقاع «الساعة البيولوجية» وقوة «مُحرّك السبات»

دوافع النوم وأسباب الأرق وأنواعه
TT

دوافع النوم وأسباب الأرق وأنواعه

دوافع النوم وأسباب الأرق وأنواعه

لدى الإنسان البالغ أو الصغير، يتم ضبط عمليتي النوم واليقظة بشكل عام عن طريق تفاعل الدماغ مع عدد من المدخلات القادمة من حواسنا على مدار الساعة اليومية، التي على رأسها الضوء الطبيعي القادم من الشمس، وهو الذي تراه أعيننا في ساعات النهار وترسل الإحساس به إلى الدماغ بشكل متواصل.
ونتيجة لهذا الضبط الدقيق؛ يدفعنا الدماغ للاستيقاظ، والبقاء مستيقظين، في أوقات النهار من اليوم، ويدفعنا أيضاً إلى النوم في أوقات الظلمة بالليل ومواصلة الاستغراق فيه حتى بعد زوال تأثير الإرهاق والتعب البدني.
وبالمقابل، هناك حالات يضطرب فيها النوم لدى الشخص، بما قد يُعيق إما حصول سهولة دخوله إلى النوم الليلي، أو يحرمه من استغراقه براحة فيه، أو يحول دون مواصلته النوم لعدد الساعات التي يحتاج إليها الجسم وفق عمره، أو لا يُقدم له في الصباح الاستيقاظ من النوم بشعور مفعم بالحيوية والنشاط.
ولقد ساعدتنا الأبحاث والدراسات العلمية، وأيضاً الدراسات الإكلينيكية لحالات اضطرابات النوم، في فهم كيفية تكوين الجسم نظاماً داخلياً فيه يضبط عمليتي الاستيقاظ والنوم، وفي فهم آليات تعامل الجسم مع أي متغيرات في المدخلات القادمة من الخارج والتي توصلها الحواس إلى الدماغ.

دوافع النوم
وهناك دافعان رئيسيان لدى المرء يُساعدانه في النوم. الدافع الأول هو ما يُعرف بـ«مُحرّك النوم» Sleep Drive، وهو الذي تختلف قوته باختلاف مقدار «طول مدة الاستيقاظ» التي قضاها المرء قبل النوم. والأساس في عمل هذا الدافع أنه: كلما طالت مدة الاستيقاظ، زادت قوة «مُحرّك النوم» في تشغيل البدء بعملية النوم. ويُمكن لدى الإنسان البالغ والطبيعي، أن تستمر مدة اليقظة المتواصلة نحو 15 ساعة، والطبيعي أن تكون تلك الفترة في ساعات النهار، ثم بعد ذلك عليه أن ينام.
والدافع الآخر للنوم هو «الساعة البيولوجية» Circadian Clock التي تعتمد قوة عملها على مدى تعرّض الجسم لضوء الشمس ونوعية تعامل الدماغ والجسم معه. وكلمة Circadian بالإنجليزية تشير إلى دورات بيولوجية إيقاعية تتكرر كل 24 ساعة تقريباً؛ ولذا تسمى هذه الدورات «إيقاعات الساعة البيولوجية»Circadian Rhythms. وفي شأن النوم واليقظة، من أهم ما تتأثر به الساعة اليومية وتتفاعل معه، هو «شدة الضوء» الذي يتعرّض له الجسم خلال النهار وزوال «شدة الضوء» تلك من بعد غروب الشمس.
وفي موعد النوم الليلي الطبيعي، يبدأ هذان العاملان في دفع الإنسان نحو النوم. والعامل الأول، أي «محرّك النوم»، ينشط بقوة مع زيادة معاناة الجسم من الإرهاق والإعياء الناجم عن قضاء المرء ساعات طويلة من الاستيقاظ. والعامل الآخر، أي «الساعة البيولوجية»، يُساند «محرّك النوم» في تنشيط الشعور بالنعاس للبدء بالنوم، ويعمل أيضاً في إتمام مواصلة الاستغراق في النوم إلى حين الصباح.
وللتوضيح، فإن «محرّك النوم» مع «الساعة البيولوجية» يدفعان الجسم سوياً نحو الذهاب إلى النوم والبدء فيه. وبعد قضاء بعض الوقت في النوم، يخف تأثير «محرّك النوم» نتيجة نيل الجسم قسطاً من الراحة، ويستمر تأثير «الساعة البيولوجية» في مواصلة المرء بالنوم لفترة أطول تكفي حاجة الجسم الطبيعية إلى حين شروق الشمس. ولذا؛ حينما يضطرب عمل «الساعة البيولوجية» يتمكن المرء من النوم تحت تأثير «محرّك النوم» لفترة غير طويلة، أي لا يستمر النوم إلى حين الصباح. ولذا أيضاً، يتمكن المرء من الخلود إلى النوم بفعل «الساعة البيولوجية» حتى عندما يكون تأثير «محرّك النوم» ضعيفاً في أيام الإجازات.
ونتيجة للجهود العلمية، تم التعرف على مكان هذه الساعة، التي تتحكم في اليقظة والنوم، في منطقة من الدماغ تسمى «ما تحت المهاد» Hypothalamus.

صعوبة النوم
وصعوبة الخلود إلى النوم هو أحد أنواع اضطرابات النوم. والأرق Insomnia إحدى حالات اضطرابات صعوبة الخلود إلى النوم.
وفي هذه الحالة يصعب على المرء إما في الدخول إلى النوم، أو الاستمرار فيه، أو كلاهما. ويُعاني من الأرق نحو 25 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من بقية الناس في الأعمار الأقل.
ووفق ما تشير إليه نشرات المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة NIH، هناك نوعان من الأرق، هما:
> «الأرق الابتدائي» Primary Insomnia، يُواجه فيه الشخص صعوبات في النوم، غير ناتجة بشكل مباشر من أي حالات مرضية لدى المرء، أو أي مشاكل صحية عنده.
> «الأرق الثانوي» Secondary insomnia، يُواجه فيه الشخص صعوبات في النوم ولديه اضطرابات مرضية، كالربو، أو أمراض القلب، أو أمراض الرئة، أو الاكتئاب، أو التهابات المفاصل، أو مشاكل المعدة، أو أورام سرطانية، أو الشعور بالألم، أو نتيجة لتناول أدوية طبية معينة، أو الإكثار من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين في المساء، أو الإفراط في استهلاك مواد ضارة كالتدخين بشراهة، أو تناول الكحول وغيره، ما يُعيق بالتالي سهولة خلوده إلى النوم.
كما يُقسّم الأطباء الأرق بحسب طول مدة المعاناة منه، وذلك على ثلاثة أنواع، وهي:
> «الأرق العابر» Transient Insomnia ويستمر لبضعة أيام أو أسابيع، لكن ليس كل ليلة، لدى أشخاص لا يُعانون من أي اضطرابات في النوم بالأصل. وغالباً ما يكون نتيجة للمعاناة من اضطرابات مرضية عابرة، أو تغير في ظروف النوم المعتادة من الضجيج وشدة الضوء أو طول السهر، أو كتفاعل مع توترات وإجهاد ظروف غير معتادة في أحداث الحياة اليومية.
> «الأرق الحاد» Acute Insomnia وهو حالة تتواصل المعاناة فيها من صعوبة الدخول إلى النوم أو الاستمرار فيه أو عدم الحصول على نوم مُنعش، لمدة تصل إلى شهر. وغالباً ما يكون نتيجة للإصابة بأحد الأمراض أو بسبب التعرض لمؤثرات على جانب الراحة النفسية.
> «الأرق المُزمن»Chronic Insomnia. ويتميز بصعوبات في النوم، خلال أكثر من 3 أيام في كل أسبوع، لمدة تتجاوز شهر أو أكثر.

عوامل متعددة للأرق الحاد والمزمن
> قد يُعاني المرء من الأرق الحاد نتيجة لعدد من العوامل الحياتية، مثل:
ـــ التعرض لضغوط الحياة اليومية.
ـــ الإصابة بأحد الأمراض الحادة، كنزلات البرد.
ـــ المعاناة من عدم الراحة العاطفية أو الجسدية.
ـــ عيش ظروف بيئية غير مُلائمة للنوم الطبيعي، كالسهر بشكل ليلي أو التعرض للضجيج الليلي أو لتوهج الأضواء الليلية أو ارتفاع الحرارة.
ـــ تناول أدوية تُؤثر على النوم. مثل أدوية معالجة نزلات البرد أو الحساسية أو الاكتئاب أو ارتفاع ضغط الدم أو الربو أو غيرها من الحالات المرضية الشائعة.
ـــ اضطراب مواعيد النوم، كالرحلات الجوية الطويلة، أو تغير ورديات العمل الوظيفي.
وبالمقابل، قد يُعاني المرء من الأرق المزمن نتيجة للأسباب التالية:
ـــ الاكتئاب أو القلق والتوتر المزمن.
ـــ الإجهاد المزمن في العمل أو العلاقات العاطفية مع أفراد الأسرة.
ـــ استمرار المعاناة من ألم جسدي مزمن.
وللتغلب على الأرق، دون اللجوء إلى تناول الأدوية المنومة، من المفيد جداً اتباع عدد من العادات الصحية في النوم، التي من أهمها:
ـــ الحرص على الذهاب للنوم في الوقت نفسه كل ليلة، والاستيقاظ في الوقت نفسه كل صباح. حتى في أيام نهاية الأسبوع أو إجازات الأعياد أو الإجازة السنوية.
ـــ تحاشي أو تقليل تناول المشروبات أو المأكولات المُحتوية على مادة الكافيين، والامتناع عن التدخين. لأن كل من الكافيين والنيكوتين هما من المواد المُنبهة، التي تعيق سهولة الخلود إلى النوم.
ـــ ممارسة الرياضة البدنية بانتظام في كل يوم، على ألا يكون وقت ممارستها قريباً من موعد الذهاب إلى السرير للنوم.
ـــ تحاشي تناول وجبات طعام دسمة خلال ساعات آخر النهار أو في الليل، ولتكن وجبة المساء من النوعية الخفيفة المحتوى من الطاقة والدهون.
ـــ الحرص على جعل ما في غرفة النوم عوامل مريحة ومُسهلة للنوم، كالسرير المريح والبرودة المعتدلة والإضاءة الخافتة. وجعلها أيضاً خالية من «مشتتات النوم» كالتلفزيون أو الراديو أو المسجل أو المجلات أو الجرائد أو غيرها. وعدم ممارسة أنشطة مثل الأكل أو الرد على الهاتف أو إنجاز أي من الأعمال المكتبية والوظيفية، في غرفة النوم.

إيقاعات الساعة البيولوجية وهرمون الميلاتونين
> تم علمياً إثبات أن الإيقاعات البيولوجية للجسم تحركها ساعة بيولوجية داخلية تقوم بتوقّع دورات النهار والليل لتحسين وضبط عمل الوظائف الحيوية للأعضاء بالجسم بطريقة ذات «نمط إيقاعي»؛ وذلك من أجل تحسين وضبط سلوك الكائنات الحية خلال عيشها اليومي وعيشها خلال تغيرات فصول السنة. وتضبط إيقاعات الساعة البيولوجية حصول مجموعة من التغيرات اليومية في كل من الدماغ والجسم، ويتكرر حصولها على مدار اليوم بنمط «إيقاعي»، وبالتالي تتحكم في حصول مختلف النواتج الفسيولوجية، مثل أنماط النوم، ودرجة حرارة الجسم، وإطلاق الهرمونات، ومقدار تقلبات ضغط الدم، والتمثيل الغذائي في العمليات الكيميائية الحيوية، ونوعية السلوك والمزاج، والقدرات الذهنية للتنسيق وحركة العضلات، وهي مجموعة العناصر التي يحصل فيها اختلافات وفق اختلاف الوقت ضمن بحر الأربع والعشرين ساعة.
وآلية عمل الساعة البيولوجية كالتالي: بعد شروق الشمس، يسقط الضوء على الخلايا العصبية في شبكية العين، وترسل بدورها إشارات إلى الكثير من مناطق الدماغ، بما في ذلك منطقة «ما تحت المهاد» في أسفل الدماغ، مفادها أن ثمة ضوءاً يتعرض له الجسم. وتنتقل المعلومة العصبية تلك من المهاد إلى مناطق مختلفة من الدماغ، بما في ذلك الغدة الصنوبريةPineal Gland. واستجابة لمعلومة أن الجسم يتعرض للضوء، تتوقف الغدة الصنوبرية عن إنتاج هرمون الميلاتونينMelatonin. وهرمون الميلاتونين هو مركب كيميائي يسبب الشعور بالنعاس الطبيعي ويدفع الجسم نحو النوم عندما ترتفع نسبته في الدم، ويزول عن المرء الشعور بالنعاس ويشعر بالاستيقاظ عندما تنخفض نسبة هذا الهرمون في الدم. ومن ثم يظل المرء مستيقظاً طوال النهار بفعل التعرض لضوء الشمس.
أما بعد مغيب الشمس، واختفاء ضوئها وحلول الظلام، ومع عدم ورود رسائل عصبية من العينين حول تعرض الجسم لضوء الشمس، تبدأ الغدة الصنوبرية بشكل تدريجي في إنتاج هرمون الميلاتونين. وتبلغ الذروة في إنتاجه بعد نحو 3 ساعات من مغيب الشمس. ومع ارتفاع نسبة هذا الهرمون بالجسم، يبدأ الشعور بالنعاس لدى الإنسان، ويسهل عليه بالتالي الخلود إلى النوم خلال ساعات قليلة من بعد غروب الشمس.
والخلود إلى النوم هذا بالليل، الذي يحصل تحت تأثير إفراز هرمون الميلاتونين، يقلب عمل الساعة البيولوجية ويجعلها تقوم بعدد من التغيرات في الجسم التي تحصل عادة في الليل، مثل انخفاض حرارة الجسم وانخفاض ضغط الدم وانخفاض معدل نبض القلب. لكن يختل هذا الإنتاج الطبيعي لهرمون الميلاتونين عند زيادة تعرض المرء لأضواء شديدة من المصابيح الليلية أو شاشات الكومبيوتر والهاتف الجوال. ولذا؛ عند استمرار تعرض الجسم للضوء المتوهج بعد مغيب الشمس، فإن إفراز الغدة الصنوبرية لهذا الهرمون لا يكون فعّالاً في تواجد نسبة عالية من هذا الهرمون في الدم، وبالتالي قد يصعب على المرء الخلود إلى النوم.
استشارية في الباطنية



5 قفزات في الذكاء الاصطناعي الطبي عام 2025

قلب مطبوع من خلايا المريض تحت إشراف الذكاء الاصطناعي
قلب مطبوع من خلايا المريض تحت إشراف الذكاء الاصطناعي
TT

5 قفزات في الذكاء الاصطناعي الطبي عام 2025

قلب مطبوع من خلايا المريض تحت إشراف الذكاء الاصطناعي
قلب مطبوع من خلايا المريض تحت إشراف الذكاء الاصطناعي

في الشهر الأخير من عام 2025، لم يعد الذكاء الاصطناعي الطبي فكرة تُناقَش في المؤتمرات، ولا وعداً تُسوّقه الشركات الناشئة، فقد أصبح شريكاً صامتاً في العيادة، يجلس إلى جانب الطبيب، يقرأ ما لا تراه العين، ويتنبأ بما لم يبدأ بعد.

من «الاختبار البحثي» إلى «القرار السريري»

هذا العام تحديداً، شهد انتقال الذكاء الاصطناعي من مرحلة «الاختبار البحثي» إلى «القرار السريري»؛ حيث بدأت الخوارزميات لا تشرح المرض فقط، بل تسبق ظهوره، وتُعيد تعريف معنى التشخيص المبكر والعلاج الدقيق.

خوارزمية تكتشف السرطان من صورة الرنين خلال ثوانٍ

قفزات الذكاء الاصطناعي

وفيما يلي خمس قفزات موثّقة نُشرت نتائجها في 2025، تُظهر كيف تحوّل السيليكون إلى أداة إنقاذ حقيقية.

1.حين يكتشف الذكاء الاصطناعي السرطان قبل أن ينهض المريض

في الولايات المتحدة، قدّم باحثون نموذجاً جديداً يُعرف باسم بي - كانسر (P - Cancer)، قادراً على تحليل صور الرنين المغناطيسي للبروستاتا خلال 12 ثانية فقط. ولا يكتفي النظام برصد وجود الورم، بل يميّز بين السرطان البطيء، وذلك الذي يُعدّ خطراً سريرياً، بدقة بلغت 94 في المائة، متفوّقاً على اختصاصي الأشعة بفارق 75 في المائة.

والأهم أن تقرير الخوارزمية يصل إلى الطبيب، قبل أن يغادر المريض سرير الفحص، مختصراً أسابيع الانتظار إلى دقائق، ومغيّراً إيقاع التشخيص من الترقّب إلى القرار.

ذكاء اصطناعي يتنبأ بالنوبة القلبية قبل ظهور الأعراض

القلب والطب الوقائي

2.قلبٌ يبوح بمستقبله... قبل أول ألم

في كليفلاند كلينك، تجاوز الذكاء الاصطناعي قراءة صور القلب إلى استشراف مستقبله الصحي.

ويدمج هذا النموذج المتقدّم بين تصوير الرنين المغناطيسي للقلب والبيانات الوراثية، ونجح في التنبؤ بحدوث أحداث قلبية كبرى خلال السنوات الخمس المقبلة بدقة قاربت 90 في المائة. ولا تعني هذه القفزة تشخيص المرض فحسب، بل اعتراضه قبل أن يتجسّد، فاتحة الباب أمام طب وقائي يُكتب فيه الدواء قبل ظهور العرض.

3.قلب مطبوع... وخوارزمية تراقب نبضه

أواخر عام 2025، أعلن أحد المعاهد البحثية العالمية عن إنجاز بدا أقرب إلى الخيال العلمي: قلب بشري مطبوع ثلاثي الأبعاد بالكامل من خلايا المريض نفسه.

لكن القلب لم يُترك للصدفة. خوارزميات تعلّم عميق راقبت عملية الطباعة لحظة بلحظة، وضبطت تدفّق الدم الرقمي داخل النموذج؛ ما أسهم في خفض خطر التجلّط بنسبة 38 في المائة. هنا لم يعد الذكاء الاصطناعي أداة تحليل أو دعم قرار، بل أصبح جزءاً من فيزيولوجيا العضو نفسه.

دمج صورة العين والسجل الطبي لتخصيص علاج السكري

علاج السكري.. وتشخيص الخرف

4.حين تلتقي صورة العين بسطرٍ في الملف الطبي

في الولايات المتحدة، برز هذا العام نموذج ديب - دايبيت (Deep - Diabetes) كأحد أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي نضجاً في علاج السكري من النوع الثاني.

ويدمج النظام بين صورة شبكية العين والمعلومات النصية في ملف المريض، ليقترح خطة علاج وتغذية مصممة بدقة لكل فرد.

وأظهرت تجربة سريرية شملت أكثر من 50 ألف مريض، تحسّناً إضافياً في مستوى الهيموغلوبين السكري (HbA1c) (أو ما يسمى بمعدل السكر التراكمي) بمقدار 0.9 في المائة مقارنة بالرعاية التقليدية، وهو رقم قد يبدو متواضعاً، لكنه كبير الأثر في ميزان المضاعفات.

تشخيص الخرف من شبكية العين في دقيقة واحدة

5.الخرف يُرى في العين... لا في الذاكرة

في كندا، طُوّر جهاز محمول يُعرف باسم لومي - نيرو (Lumi - Neuro)، قادر على تصوير ترسّبات بروتين الأميلويد في شبكية العين، دون حقن أو أي تدخل جراحي.

وخلال دقيقة واحدة فقط، يقدّر الجهاز خطر الخرف المبكر بدقة بلغت 88 في المائة، وبتكلفة تقل عن 20 دولاراً للفحص.

وبروتين الأميلويد هو بروتين يتكوّن طبيعياً في الجسم، لكن عند اختلال آلية التخلص منه يبدأ بالتراكم على شكل ترسّبات لزجة بين خلايا الدماغ. ويعطّل هذا التراكم التواصل العصبي ويُعدّ من العلامات البيولوجية المبكرة المرتبطة بمرض ألزهايمر وأنواع من الخرف، وغالباً ما يبدأ قبل ظهور الأعراض بسنوات طويلة.

بهذه البساطة، انتقل تشخيص الخرف من العيادات المتخصصة إلى العيادات المتنقلة، ومن الانتظار الطويل إلى الكشف المبكر.

السعودية... الذكاء الاصطناعي من البحث إلى القرار الصحي

في المملكة العربية السعودية، شهد عام 2025، تسارعاً لافتاً في توظيف الذكاء الاصطناعي داخل المنظومة الصحية، من التشخيص المبكر إلى دعم القرار السريري؛ فقد أُطلقت منصات وطنية لتحليل الصور الطبية والسجلات الصحية الضخمة، وأسهمت خوارزميات محلية في تحسين دقة الكشف عن أمراض القلب والسكري والأورام، ضمن إطار تنظيمي تقوده الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا SDAIA).

بهذا الانتقال، لم تعد المملكة مستهلكة للتقنية، بل شريك في صياغة نموذج عربي للطب الذكي، يوازن بين الابتكار، الحوكمة، وخصوصية المريض.

ما بعد 2025: حين تسبق الأخلاقياتُ الخوارزميةَ

ورغم هذه القفزات، لم يكن عام 2025 خالياً من الأسئلة. فقد كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «نيتشر ميديسن» (Nature Medicine) عن تحيّزات مرتبطة بالعرق وبالاختلافات بين الرجال والنساء في بعض نماذج تشخيص السرطان، ما أعاد إلى الواجهة مفهوم عدالة الخوارزمية، والحاجة إلى حوكمة صارمة للبيانات الطبية، وشفافية واضحة في اتخاذ القرار السريري.

فالذكاء الاصطناعي، مهما بلغ من الدقة، لا يتجاوز كونه مرآة لمن صممه... ودقته الأخلاقية لا تقل أهمية عن دقته الحسابية.

الخلاصة: فرصة لا تُكرر

ما كشفه عام 2025 أن الذكاء الاصطناعي الطبي لم يعد وعداً مؤجّلاً، بل لحظة حاضرة في قلب الممارسة اليومية.

هو طبّ يعيد ترتيب الزمن: يسبق المرض إلى جذوره، ويمنح الطبيب ما كان ينقصه دائماً... وقتاً للفهم، ومساحة للرحمة.

أما العالم العربي؛ فهو يقف اليوم عند عتبة تاريخية نادرة، فإمّا أن يكتفي بقراءة هذه التحوّلات من بعيد، أو أن يشارك في كتابتها، مساهماً في صياغة طبٍّ ذكي لا يُقصي الإنسان، بل يعيده إلى مركز المعادلة.

فالفرص الكبرى لا تتكرر... بل تُدرك حين يحسن أصحابها الإصغاء لنداء الزمن

وكما أدرك ابن سينا منذ قرون، فإن جوهر الطب ليس في الأدوات، بل في فهم الإنسان قبل علّته... وكل تقنية لا تخدم هذا الفهم، تبقى ناقصة، مهما بلغت دقّتها.


أطعمة غنية بفيتامين «هـ» لتقوية المناعة

اللوز يُعزز عملية الأيض ويساعد على فقدان الوزن (بيكسلز)
اللوز يُعزز عملية الأيض ويساعد على فقدان الوزن (بيكسلز)
TT

أطعمة غنية بفيتامين «هـ» لتقوية المناعة

اللوز يُعزز عملية الأيض ويساعد على فقدان الوزن (بيكسلز)
اللوز يُعزز عملية الأيض ويساعد على فقدان الوزن (بيكسلز)

قال موقع «فيري ويل هيلث» إن فيتامين «هـ» يدعم صحة البشرة، ووظائف الجهاز المناعي، والنظر، وغير ذلك الكثير، وذلك بفضل دوره كمضاد للأكسدة ولحسن الحظ، ليس من الصعب زيادة استهلاكك منه بتناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين.

وذكر أطعمة غنية بفيتامين «هـ»...

1. اللوز

اللوز من المكسرات الشجرية الغنية بفيتامين «هـ».

وبفضل هذا المضاد للأكسدة، يدعم اللوز الجهاز المناعي ويحمي الجسم (والبشرة) من الجذور الحرة الضارة (جزيئات شديدة التفاعل في الخلايا)، التي قد تؤدي إلى شيخوخة الجلد المبكرة وظهور الأمراض.

2. بذور دوار الشمس

إلى جانب فيتامين «هـ»، تُوفّر بذور دوار الشمس نحو 33 في المائة من القيمة اليومية الموصى بها من معدن السيلينيوم الأساسي لكل أونصة من البذور، وهو مضاد أكسدة قوي ويُعزّز جهاز المناعة، كما ستحصل على جرعة من الدهون الصحية والبروتين مع هذا الخيار الغني بفيتامين «هـ»، ما يُساهم في دعم صحة البشرة.

3. الكيوي

يُعدّ فيتامين «هـ» الموجود في الكيوي، إلى جانب العناصر الغذائية الأخرى الفعّالة، مفيداً بشكل خاص لصحة العين والبشرة والجهاز المناعي، وذلك لغناه بفيتامين «ج» المضاد للأكسدة. كما أنه يوفّر الكاروتينات المضادة للأكسدة، مثل اللوتين والزياكسانثين، للحفاظ على صحة البصر.

4. الأفوكادو

الأفوكادو (أ.ب)

لا يقتصر دور الأفوكادو على توفير كميات كبيرة من فيتامين «هـ» فحسب، بل إن مضادات الأكسدة الأخرى الموجودة فيه تدعم الجهاز المناعي وتقلل الالتهابات. كما أنه غني بالدهون الصحية. يمكنكِ استخدام زيت الأفوكادو في الطهي للاستفادة من بعض فوائده للبشرة والجهاز المناعي.

5. البطاطا الحلوة

تُعدّ البطاطا الحلوة مصدراً غنياً بفيتامين «هـ» وفيتامين «ج»، وهما من مضادات الأكسدة الأساسية التي تدعم صحة الجلد وجهاز المناعة، وتساعد على حماية الجسم من الشيخوخة والتلف والأمراض. علاوة على ذلك، يُعدّ البيتا كاروتين الموجود في البطاطا الحلوة مضاداً قوياً للأكسدة، وهو مفيد لصحة العين.

6. السبانخ

السبانخ غني بالعناصر الغذائية الأساسية، كما أنه يوفر مضادات الأكسدة البيتا كاروتين واللوتين المعروفة بدعمها لصحة العين، بالإضافة إلى كميات وفيرة من فيتاميني «ج» و«أ»، وهما ضروريان لصحة البشرة.

7. الفول السوداني

الفول السوداني غني بالبروتين والدهون الصحية وغيرها من العناصر الغذائية. كما توفر زبدة الفول السوداني 19 في المائة من القيمة اليومية الموصى بها من فيتامين «هـ» في ملعقتين كبيرتين.

الفول السوداني غني بمضادات أكسدة طبيعية تسهم في حماية الأوعية الدموية من الالتهاب والتلف (جامعة نورث كارولينا)

8. سمك السلمون

يُعرف سمك السلمون بغناه بأحماض «أوميغا 3» الدهنية المفيدة لصحة القلب، كما أنه غني بفيتامين «هـ»، ومضادات الأكسدة الأخرى، مثل فيتامين «ج» والسيلينيوم، التي تُعزز صحة الجلد والجهاز المناعي.


ماذا يحدث لجسمك عند إضافة ملح الهيمالايا إلى نظامك الغذائي؟

الإفراط في تناول أي نوع من الملح يساهم في ارتفاع ضغط الدم (بيكسباي)
الإفراط في تناول أي نوع من الملح يساهم في ارتفاع ضغط الدم (بيكسباي)
TT

ماذا يحدث لجسمك عند إضافة ملح الهيمالايا إلى نظامك الغذائي؟

الإفراط في تناول أي نوع من الملح يساهم في ارتفاع ضغط الدم (بيكسباي)
الإفراط في تناول أي نوع من الملح يساهم في ارتفاع ضغط الدم (بيكسباي)

ملح الهيمالايا، وهو نوع ذو لون وردي غني بالمعادن النادرة، يُعدّ مكوناً شائعاً في الطبخ، ويُستخدم أحياناً لأغراض علاجية. كيف يؤثر تناول هذا البديل لملح الطعام على جسمك؟ وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث»:

1. قد يُساعد في الحفاظ على مستويات الترطيب

يُنظّم جسمك بدقة الماء والصوديوم والمعادن الأخرى المشحونة (الكهارل) للحفاظ على توازن السوائل. يفقد الجسم الصوديوم عن طريق التعرق، لذا عند إعادة ترطيب الجسم بعد التعرق، ستحتاج إلى تعويض كل من الصوديوم والماء.

ومثل جميع أنواع الملح الأخرى، يحتوي ملح الهيمالايا على معدن الصوديوم الأساسي (على شكل كلوريد الصوديوم)، ويمكن أن يدعم عملية إعادة الترطيب. كما يوفر ملح الهيمالايا كميات ضئيلة من الإلكتروليتات الأخرى، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، وهي عناصر أساسية لتوازن مستويات السوائل في الجسم.

البطاطس المهروسة أم البطاطس العادية: أيهما أكثر فائدة غذائية؟

2. لا يُنصح بالإفراط في تناول أي نوع من الملح

تذكر أن الإفراط في تناول أي نوع من الملح يساهم في ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. من الأفضل تناول ملح الهيمالايا فقط بالكميات المناسبة لك، واحتسابه ضمن كمية الصوديوم التي تتناولها يومياً.

يجب أن يستهدف معظم البالغين حوالي 1500 ملغ من الصوديوم يومياً، وأن يحاولوا عدم تجاوز 2300 ملغ.

3. قد يزداد تناولك للمعادن بشكل طفيف

على الرغم من أن ملح الهيمالايا يتكون في معظمه من كلوريد الصوديوم، فإنه يحتوي أيضاً على نسب من الكالسيوم، والمغنيسيوم، والحديد، والبوتاسيوم، والمنغنيز، وهي نسب أعلى من تلك الموجودة في أنواع الملح الأخرى، مثل ملح الطعام.

مع ذلك، ستحتاج على الأرجح إلى تناول كمية كبيرة من ملح الهيمالايا لإحداث تأثير ملحوظ على مستويات هذه المعادن، مما قد يزيد بشكل مفرط من تناولك اليومي للصوديوم.

مفيدة للأمعاء وتساعد على الترطيب... ما أهمية تناول المخللات؟

4. خيار ملح أقل معالجة

يخضع ملح الطعام العادي لعملية تكرير قبل طرحه في السوق لإزالة المعادن الأخرى غير كلوريد الصوديوم وأي شوائب.

يُستخرج ملح الهيمالايا بطريقة طبيعية من الصخور الملحية، بدلاً من استخراجه من البحيرات أو الآبار أو الينابيع المالحة أو مياه البحر كما هو الحال مع ملح الطعام العادي. وهذا ما يسمح لملح الهيمالايا بالاحتفاظ بالعديد من المعادن الطبيعية.

من عيوب الملح الأقل معالجة أنه غالباً لا يحتوي على اليود. يُضاف اليود إلى ملح الطعام عادةً للوقاية من تضخم الغدة الدرقية، وهو حالة تصيب الغدة الدرقية نتيجة نقص اليود. إذا كنت تستخدم ملحاً غير مُيود فقط، فاحرص على الحصول على كمية كافية من اليود من خلال مصادر غذائية أخرى.

نصائح لاستخدام ملح الهيمالايا

  • احفظ ملح الهيمالايا في وعاء بارد وجاف لتجنب تكتل بلوراته والحفاظ على نضارته.
  • استخدمه مكوناً في الطبخ بإضافة ملح الهيمالايا إلى اللحوم والخضراوات والشوربات واليخنات باعتدال لإضفاء نكهة مميزة.
  • احذر من الإفراط في استخدامه، وابدأ بكميات قليلة، لأن الإفراط في تناول الصوديوم قد يكون له آثار ضارة على الصحة.
  • من الأفضل استشارة طبيبك قبل إجراء أي تغييرات في نظامك الغذائي، مثل إضافة ملح الهيمالايا إلى روتينك اليومي، للتأكد من ملاءمته لاحتياجاتك الفردية من الصوديوم ونظامك الغذائي العام.