كاميرون «لا يستبعد شيئا» بشأن الضربات ضد «داعش»

شهدت مواقف الحكومة البريطانية تجاه مواجهة تنظيم «داعش» تخبطا أمس، حيث لم تحسم الحكومة أمرها من المشاركة في عمل عسكري في العراق أو سوريا. وأعلن الناطق باسم رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الخميس أن الأخير «لا يستبعد شيئا» بشأن الضربات العسكرية ضد التنظيم، في حين أن وزير خارجيته فيليب هاموند كان استبعد قبل ساعات من برلين المشاركة البريطانية في ضربات محتملة على سوريا. وقال المتحدث باسم «داونينغ ستريت» إن «رئيس الحكومة لم يستبعد شيئا. إنه الموقف الرسمي. لم يتخذ بعد أي قرار» يتعلق بضربات جوية بريطانية محتملة ضد «داعش».
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس عن خطة للقضاء على تنظيم «داعش». ومن أجل شن حرب «بلا هوادة» على هذا التنظيم أكد أوباما «لن أتردد في التحرك ضد الدولة الإسلامية في سوريا كما في العراق»، بعد سيطرة الجماعة السنية المتطرفة على مناطق واسعة ينفذ فيها أعمال إعدام واغتصاب واضطهاد. كما أضاف أنه سيتم تنفيذ غارات جوية على مواقع للتنظيم في سوريا إضافة إلى الغارات التي تشنها قواته منذ 8 أغسطس (آب) في العراق. لكنه أكد استبعاد إرسال أي قوات برية.
وبينما تحصل الولايات المتحدة على دعم معلن من أوروبا في سعيها لبلورة تحالف دولي لمواجهة المتطرفين في العراق وسوريا، تواجه مشكلات في بلورة تحالف عسكري لهذا الغرض. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مؤتمر صحافي في برلين أمس إن بلاده لم يطلب منها المشاركة في ضربات جوية ولن تشارك. وأضاف: «بوضوح شديد.. لم يطلب منا ذلك ولن نفعل ذلك».
وبدورها، عدت موسكو أمس أن أي ضربات أميركية ضد تنظيم «داعش» في سوريا من دون موافقة الأمم المتحدة ستشكل «انتهاكا فاضحا» للقانون الدولي. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن «الرئيس الأميركي أعلن عن احتمال توجيه ضربات لمواقع الدولة الإسلامية في سوريا من دون موافقة الحكومة الشرعية (نظام الرئيس بشار الأسد)». وأضاف «إن مثل هذه المبادرة في غياب قرار من مجلس الأمن الدولي ستشكل عملا عدائيا وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي»، وذلك في لقاء صحافي أسبوعي لخارجية روسيا، الحليفة التقليدية للنظام السوري.
وعلقت الدبلوماسية الروسية بتهكم على استراتيجية الولايات المتحدة عادة أنها «لطالما غضت النظر» عن أعمال العنف التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وأدركت للتو «حجم الكارثة» في المنطقة برمتها. كما تساءل المتحدث باسم الخارجية الروسية عن إرادة الولايات المتحدة زيادة المساعدة للمعارضين السوريين الذين تعدهم معتدلين ويقاتلون نظام الرئيس السوري الأسد ومتطرفي الدولة الإسلامية في آن. وعدت موسكو أن هؤلاء المعارضين «لا يختلفون كثيرا عن متشددي الدولة الإسلامية».
وأما الصين فأبدت رغبتها في التعاون بصورة أكبر في مواجهة المجتمع الدولي للإرهاب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شتون ينج أمس إن الصين ستعمل مع ذلك على احترام القانون الدولي بالإضافة إلى سلامة أراضي الدول واستقلالها وسيادتها الوطنية.