قتلت القوات الخاصة الأفغانية أحد زعماء حركة «طالبان» وتسعة من مقاتليه في منطقة أندخوي بإقليم فارياب شمال أفغانستان، طبقاً لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس (الأربعاء).
وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن «فيلق شاهين 209» في القوات الحكومية الأفغانية قال في بيان، إن القوات الخاصة قتلت الملا رضا محمد، زعيم «طالبان» لمنطقة أندخوي.
ولفتت الوكالة إلى أن الوضع الأمني تدهور في بعض مناطق أقاليم فارياب وباروان وسار - أي - بول خلال السنوات الأخيرة. وينشط مسلحو «طالبان» في مناطق بالأقاليم الثلاثة، حيث غالباً ما ينفذون هجمات.
وكان مسؤولون أفغان قالوا أول من أمس (الثلاثاء)، إن مسلحي «طالبان» سيطروا على منطقة قوشتيبا بإقليم جوزجان بشمال أفغانستان. وأسفرت الاشتباكات التي استمرت ساعات عن مقتل ثمانية من أفراد قوات الأمن، وإصابة 12 آخرين. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن عبد الحي حيات، العضو بمجلس الإقليم، أن المسلحين احتجزوا نحو 108 من أفراد القوات رهائن.
وذكرت الوكالة الألمانية، أن هذه المنطقة كانت معقلاً لتنظيم «داعش» منذ أكثر من عام، قبل أن يطرد مسلحو «طالبان» مقاتلي «داعش» منها.
في غضون ذلك، أفادت وكالة «رويترز» بأن مسؤولين من حركة «طالبان» سيلتقون وفداً أفغانياً في العاصمة القطرية الدوحة مطلع الأسبوع، في حين تتواصل جهود دبلوماسية لسحب القوات الأجنبية من أفغانستان وإنهاء سنوات العنف.
والاجتماع الذي تتوسط فيه قطر وألمانيا سينعقد بعد سلسلة محادثات جرت هذا الأسبوع بين حركة «طالبان» المتشددة ودبلوماسيين أميركيين بهدف الاتفاق على جدول زمني للانسحاب وعلى ضمانات أمنية بعد انتهاء الصراع.
واستغرقت هذه المحادثات وقتاً أطول مما كان متوقعاً مع اختلاف الطرفين على الجدول الزمني والضمانات التي تطالب بها واشنطن لضمان عدم استخدام أفغانستان كقاعدة لنشاط جماعات متشددة مثل تنظيم «القاعدة» أو «داعش».
وبرزت الضغوط الرامية للتوصل إلى اتفاق يوم الاثنين عندما أعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن هجوم بشاحنة ملغومة في كابل أسفر عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، ومن بينهم الكثير من الأطفال، بحسب ما أوردت «رويترز».
وقال مسؤولان كبيران، إن سلسلتي المحادثات مرتبطتان بشكل كبير، لكنهما تجريان بشكل منفصل نظراً للعمل على وضع الأساس لمحادثات سلام كاملة في وقت لاحق.
وانهار اجتماع جرى التخطيط له سابقاً في قطر في أبريل (نيسان)، وفشل قبل أن يبدأ وسط خلاف حول حجم الوفد الأفغاني الذي كان مقترحاً أن يضم 250 فرداً، وكذلك حول وضعه كهيئة تمثيلية.
وسيتوجه هذه المرة نحو 40 شخصاً وناشطاً أفغانياً إلى الدوحة، لكن لن يكون لهم أي وضع رسمي، بحسب «رويترز». وهذا شرط ضروري لـ«طالبان» التي ترفض التعامل مباشرة مع الحكومة المدعومة من الغرب في كابل. ولن يتم الإعلان عن هوية المشاركين الذين تلقوا دعوات من الوسطاء الألمان والقطريين. وقال ماركوس بوتسيل، ممثل برلين الخاص لأفغانستان وباكستان، في بيان، إنهم يشاركون «بصفتهم الشخصية فقط وعلى قدم المساواة».
وذكرت «رويترز» أن وسطاء محترفين من مؤسسة «بيرغهوف»، وهي منظمة ألمانية مستقلة لا تهدف إلى الربح، سيقدمون المساعدة خلال المحادثات، لكن الاجتماع سيقتصر بخلاف ذلك على الأفغان.
وقال مصدر ثالث في كابول: «الهدف الرئيسي للمحادثات بين الأفغان هو بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة؛ لأنه لن يكون هناك مسؤول حكومي أجنبي في القاعة».
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرئيسي باسم «طالبان»، إن المحادثات مع الفريق الأميركي بقيادة مبعوث واشنطن الخاص زلماي خليل زاد المولود في أفغانستان تحرز تقدماً جيداً، لكن لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق.
وإلى جانب الجدول الزمني للانسحاب والضمانات الخاصة بالترتيبات الأمنية المستقبلية، يقول مسؤولون أميركيون إنه يلزم الاتفاق على وقف إطلاق النار وإجراء محادثات كاملة بين «طالبان» والحكومة الأفغانية قبل إبرام أي اتفاقية.
وألمانيا هي ثاني أكبر مانح لأفغانستان وعضو مؤثر في التحالف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي في أفغانستان ويضم 39 عضواً. وجاءت مشاركتها في أعقاب مخاوف تولدت لدى الكثير من حلفاء الولايات المتحدة من الاستبعاد من المحادثات المباشرة مع «طالبان».
قوات خاصة تقتل زعيماً لـ«طالبان» شمال أفغانستان
مسلحو الحركة يحتجزون 108 من أفراد الأمن رهائن في إقليم جوزجان
قوات خاصة تقتل زعيماً لـ«طالبان» شمال أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة