ديك تشيني: إدارة أوباما مسؤولة عن فقدان مصداقيتنا لدى العرب

نائب الرئيس الأميركي السابق يؤكد في حوار مع {الشرق الأوسط} أن «الإخوان جزء من المشكلة وعلى الإدارة الحالية تغيير نظرتها إليهم»

ديك تشيني لدى حواره مع {الشرق الأوسط}
ديك تشيني لدى حواره مع {الشرق الأوسط}
TT

ديك تشيني: إدارة أوباما مسؤولة عن فقدان مصداقيتنا لدى العرب

ديك تشيني لدى حواره مع {الشرق الأوسط}
ديك تشيني لدى حواره مع {الشرق الأوسط}

أبدى نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني قلقا بالغا، ومخاوف حقيقية من تهديدات تنظيم «داعش»، وألقى باللوم على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في تراجع وفقدان الولايات المتحدة مصداقيتها لدى شعوب المنطقة العربية وقادتها وقادتها.
وتشكك نائب الرئيس الأميركي السابق في فترة جورج بوش الابن في إدراك إدارة أوباما طبيعة مخاطر تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، الممتدة من سوريا والعراق إلى ليبيا واليمن إلى نيجيريا ومالي. وحذر من تبعات سيئة إذا عجزت أو فشلت استراتيجية الرئيس أوباما في تدمير تنظيم «داعش».
وفي الذكرى الثالثة عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، أوضح تشيني في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» ضرورة التعاون مع دول المنطقة في مكافحة التهديدات الإرهابية، وأن السبيل الوحيد لحماية دول المنطقة وأوروبا والولايات المتحدة من تلك التهديدات هو القضاء بشكل جاد على تنظيم «داعش» واقتلاع جذوره. ورد تشيني على الاتهامات بمسؤولية الولايات المتحدة عن ظهور التنظيمات الإرهابية في المنطقة، ودعوة الولايات المتحدة لتطبيق الديمقراطية في العالم الإسلامي كأساس لمكافحة الإرهاب.
والي نص الحوار:
* الحلفاء التقليديون للولايات المتحدة بالمنطقة، مثل المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والإمارات، يشعرون بالإحباط والغضب من السياسات الأميركية ويشعرون بغياب القيادة والالتزام من جانب واشنطن. في ظل هذا التشكك العربي في مصداقية والتزام واشنطن، في رأيك، كيف سينجح الرئيس أوباما في تشكيل تحالف من دول المنطقة لمحاربة تنظيم «داعش»؟
- عندما أتحدث إلى أصدقائي في المنطقة أعرف أنهم غير راضين ولديهم خيبة أمل من الإدارة الحالية، وقد كانت الإدارة الأميركية على مدى 5 سنوات ونصف السنة ترسل رسائل تراجع وانسحاب أفقدتنا المصداقية وثقة الحلفاء والأصدقاء الذين نحتاج إليهم للانتصار في الحرب ضد «داعش». وأحاول تذكير أصدقائي في المنطقة بالعلاقات التاريخية التي تربط بيننا، وأنها تعود لسنوات طويلة، ويجب ألا ننسي ذلك، وأقول لهم إن المصاعب من الإدارة الحالية ستنتهي بمجرد رحيل الإدارة وستتحسن العلاقات مرة أخرى.
ولا أدرى ما إذا كانت إدارة الرئيس أوباما ستفعل ما يلزم لتشكيل هذا التحالف. وأعتقد أنه من الأهمية أن نثبت لأصدقائنا في المنطقة اهتمامنا، فهم على خط المواجهة في التعامل مع الإرهاب، بينما نحن على بعد آلاف الأميال (باستثناء ما تعرضنا له من تهديد مباشر في هجمات 11 سبتمبر)، وعلينا العمل بكل جهد نستطيع القيام به، لاستعادة علاقة الثقة مع الأصدقاء في منطقة الشرق الأوسط وأن نعمل وفقا للمصالح المشتركة وبمنطق أننا معا في هذه المعركة.
* في رأيك، ما الذي يجب القيام به لمواجهة تهديدات «داعش» ومنظمات إرهابية أخرى في المنطقة؟
- من وجهة نظري، جماعة الإخوان المسلمين جزء من المشكلة، ولمست شكوكا لدى أصدقائي في المنطقة حول مدى إدراك الرئيس أوباما وأركان إدارته خطورة جماعة الإخوان المسلمين. ويتوقف الأمر على أن يغير أوباما موقفه ويكون أكثر تفهما لخطورة «الإخوان»، وأكثر انتقادا لهم، وأن يفهم ما حدث في مصر، وأود أن أكون متفائلا لكني لم أر من الإدارة أدلة تثبت ذلك.
* هل تعتقد أن إدارة الرئيس أوباما تغامر بفقدان علاقاتها مع مصر بإصرارها على مساندة جماعة الإخوان المسلمين وبالمراوغة والتأخير في تسليم طائرات الأباتشي التي تحتاجها مصر في حربها ضد الإرهابيين في سيناء؟ وكيف تفسر هذا التناقض بين الدعوة لتشكيل تحالف لمكافحة الإرهاب من جانب، والتضييق على الحكومة المصرية في مكافحتها الإرهابيين من جانب آخر؟
- أعتقد أنه على الإدارة الأميركية احترام إرادة المصريين الذين طالبوا برحيل حكومة مرسي، واختاروا عبد الفتاح السيسي ليكون رئيسا للبلاد، وعلينا تأكيد العلاقات التاريخية التقليدية التي تربط مصر والولايات المتحدة، وضمان استمرارها، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات العسكرية بين الجانبين، والأنشطة الاقتصادية، وكلها أمور يجب تطويرها.
وأعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يلعب دورا رئيسا، وكان له دور فعال - على سبيل المثال - في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ووقف الصراع في غزة، وهذا الدور يقدره الأميركيون، ولا أستطيع التحدث بلسان الإدارة الحالية، لكني آمل أن تساند الإدارة مصر.
* هل تعتقد أن إدارة الرئيس أوباما يمكنها تنفيذ استراتيجية لتدمير «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية أم أنها تسعى لاحتواء التهديدات فقط؟
- لا أعتقد أن فكرة احتواء التهديدات استراتيجية قابلة للتنفيذ، ولا أعتقد أنه يمكن احتواء تهديدات «داعش»؛ فهي تهديدات خطيرة. وتبدو لي «داعش» منظمة إرهابية، تقوم في مبادئها وأهدافها على قتل كل من لا يؤمن بها، وأعتقد أن الطريق الوحيد للتعامل معها هي اجتثاثها من المنطقة، فنحن في حالة حرب مع «داعش»، والنتيجة الوحيدة المقبولة في هذه الحرب هي الانتصار وتدمير العدو، والعدو في هذه الحالة هو «داعش».
* أعلن الرئيس الأميركي استراتيجيته لمحاربة «داعش» في العراق وسوريا، وهناك الكثير من المنظمات الإرهابية الأخرى في المنطقة بليبيا ومالي ونيجيريا، في رأيك: هل يمكن تطبيق استراتيجية واحدة لمكافحة تلك التنظيمات الإرهابية كافة أم من الأفضل وضع استراتيجيات متعددة وفقا لكل حالة؟
- أعتقد أن علينا أن ندرك أن كل دولة تختلف عن الأخرى، والظروف أيضا تختلف، وما اهتم به هو أن يجري إدراك أن التهديدات الإرهابية واسعة ولا تنطلق فقط من منطقة واحدة. في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ذهبنا إلى أفغانستان لمحاربة تنظيم القاعدة الذي كان يتخذ أفغانستان مقرا له، ويجري على أراضيها تدريباته ومعسكراته، لم يعد الأمر متعلقا بمكان كما كان في السابق، والتقارير تشير إلى زيادة كبيرة في عدد المنظمات الإرهابية المرتبطة بعلاقات مع تنظيم القاعدة، ووفقا لتقرير منظمة راند تزايدت أعداد المنظمات الإرهابية من عام 2010 إلى عام 2013 بنسبة 58 في المائة، وهي تنظيمات تنتشر جغرافيا بشكل واسع. ولصياغة استراتيجية فعالة للولايات المتحدة وللأصدقاء بالمنطقة لا بد في البداية أن يجري إدراك طبيعة التهديدات من تلك التنظيمات، وإدراك تزايد أعدادها وخطورة الهجمات القادرة على شنها على غرار هجمات تنظيم القاعدة، وهي الخطوة الأولى في وضع الاستراتيجية. وفي رأيي، فإن استراتيجية محاربة «داعش» هي اختبار مهم للرئيس أوباما لمعرفة ما إذا كان يسير في الطريق الصحيح أم أنه يحاول التعامل مع موقف واحد منعزل ولا يدرك طبيعة التهديدات التي تواجهنا.
* في رأيك، ما الإطار الزمني الذي يمكن من خلاله للولايات المتحدة إلحاق الهزيمة بـ«داعش»، وهل يكون خلال الفترة المتبقية لولاية الرئيس أوباما أم سيتعداها إلى الرئيس الأميركي المقبل؟
- أعتقد أن علينا مواجهة تلك المشكلة لسنوات كثيرة.
* حذر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الأسبوع الماضي من أنه إذا لم تقم الولايات المتحدة وأوروبا بملاحقة الإرهاب، فإنه سيلاحق الولايات المتحدة وأوروبا، فما رأيك؟
- أعتقد أن علينا ملاحقة الإرهابيين بسرعة، وأننا لا نستطيع الانتظار؛ لأن الانتظار سيزيد من التهديدات ويزيد من أعداد الأوروبيين، وربما الأميركيين، الذين ينضمون إلى تلك التنظيمات. وكل يوم وأسبوع يمر دون تحرك ودون القيام بتصرف حاسم، سيزيد من التهديدات وسيرفع من قدرات تلك التنظيمات الإرهابية على القيام بهجمات وإلحاق الضرر، ليس فقط بدول المنطقة، ولكن أيضا في أماكن مثل أوروبا والولايات المتحدة. نحن جميعا نواجه هذه الأخطار معا. ولا ينبغي الانتظار ليحدث شيء ثم نتحرك، بل لا بد من وضع استراتيجية جادة وملاحقة تلك التنظيمات بقوة أينما وجدوا واقتلاعها من جذورها.
* إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قررت أن الطريقة الوحيدة لجعل الولايات المتحدة آمنة من هجمات المتطرفين والإرهابيين هي نشر الديمقراطية والحرية في العالم الإسلامي. وقد اندلعت المظاهرات والثورات مطالبة بالحرية والديمقراطية، لكن تلك الثورات سرقت من قبل الإسلاميين في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن واستغلوا الدعوة للديمقراطية لتحقيق مصالحهم، هل ما زلت تؤمن بأن نشر الديمقراطية هو السبيل لمكافحة الإرهاب؟
- نحن كدولة نؤمن بالديمقراطية، وهي الأساس الذي تقوم عليه الولايات المتحدة والطريقة التي نعمل بها، وخلال سنوات عملي تعلمت أن هناك اختلافات أساسية بين كل دولة في منطقة الشرق الأوسط، وكل دولة لها تقاليدها وعاداتها وتاريخها ومؤسساتها وطريقتها في إدارة الحكم. وأعتقد أن أفضل طريقة لمكافحة الإرهاب هي العمل معا ضد العدو المشترك، وهو الإسلام الراديكالي والأفكار المتشددة، بغض النظر عن نظام الحكم في تلك الدول سواء كانت ملكية أو برلمانية أو جمهورية، وبغض النظر عن طريقة وأسلوب الحكم الذي يمارسونه، فهذا شأنهم. وكانت هناك مواقف؛ مثل فوز حماس في الانتخابات بغزة، ولا يمكن توقع أن تجرى انتخابات أخرى طالما استمرت حركة حماس في السلطة، وفي رأيي يجب ألا نصر على طريقة معينة لكي يحكم الناس أنفسهم.
وفي الماضي، شجعنا أصدقاءنا في المنطقة على أن يكونوا أكثر استجابة للمطالب السياسية المحلية وأن يكون حذرين. ونحن نؤمن بالديمقراطية بصفتها أفضل سبيل للحكم. ومن وجهة نظري، لا يمكن فرض أسلوب حكم معين ولا تقرير كيف يكون الحكم في كل دولة، وعلينا أن نفهم اختلافات الآخرين وأن نتعامل بتسامح واحترام لقيمهم، ونحترم التقاليد والتاريخ والثقافة الخاصة بهم. ونطالب أيضا بتسامح واحترام لقيمنا عندما نتحدث عن الدين والسياسة والاقتصاد. والمهم هو أن نتفق على مبادئ مشتركة وأننا نواجه تهديدا مشتركا وهو الإسلام الراديكالي.
* البعض يتهم الولايات المتحدة بأنها المسؤولة عن ظهور التنظيمات الإرهابية، ويربطون بين مساندة الولايات المتحدة للمجاهدين في أفغانستان وظهور تنظيم القاعدة، ويربطون بين الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 وظهور الجماعات الإرهابية في المنطقة، ويقولون إنه لو لم تذهب الولايات المتحدة للحرب في العراق ما كان لتلك التنظيمات الإرهابية أن تظهر وتزدهر، فما ردك على تلك الاتهامات؟
- لا أعتقد ذلك، فتنظيم القاعدة كان موجودا منذ فترة طويلة قبل أن نقوم بغزو العراق. وبعد تعرض مركز التجارة العالمي في نيويورك لهجمات إرهابية في عام 1993 وهجمات 11 سبتمبر 2001، كان علينا الرد بالطريقة التي قمنا بها في كل من أفغانستان والعراق، لأنه كان لدينا 3 آلاف قتيل، وانهيار برجي التجارة، واستهدفت الهجمات مبني البنتاغون وألحقت به ضررا كبيرا، لذلك كان من حقنا وواجبنا ملاحقة من ألحق بنا هذه الأضرار. وكان هذا هو السبب الأساسي في ملاحقة تنظيم القاعدة في أفغانستان، وذهبنا إلى الحرب في العراق للأسباب نفسها. فبعد هجمات 11 سبتمبر، كان لدينا قلق من أن الولايات المتحدة ستتعرض لهجمات أخرى مميتة، ويستخدم في هذه الهجمات أسلحة أكثر فتكا وبأسلوب أكثر تعقيدا من مجرد اختطاف طائرات كما قام تنظيم القاعدة من خلال 19 إرهابيا في هجمات 11 سبتمبر.
والعراق له تاريخ طويل في إنتاج واستخدام أسلحة دمار شامل وتاريخ طويل في مساندة التنظيمات الإرهابية. وكان صدام حسين يعطي مكافآت لأهالي مرتكبي العمليات الانتحارية، واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه وضد الإيرانيين، وإذا بحثنا عن مكان في العالم له صلة بأسلحة الدمار الشامل من جانب، وصلة بالتنظيمات الإرهابية من جانب آخر، فإن العراق كان أكثر صلة بالجانبين، وكنا قلقين من ذلك.
وما مررنا به من خبرة في حرب الخليج الأولى، وما رأيناه من قدرات لدى صدام حسين في ذلك الوقت، وقيامه بانتهاك 17 قرارا لمجلس الأمن الدولي، جعلنا ننظر إلى العراق بصفته تهديدا، وكان علينا القضاء عليه وقمنا بذلك بالفعل.
وكان ذلك هو الشيء الصحيح لنفعله في ذلك الوقت، وكانت المبررات هي الدفاع عن الولايات المتحدة مما يمثله صدام حسين.
وقد نتج عن ذلك أمران مهمان، الأول: أن القذافي في ليبيا شاهد ما فعلناه مع صدام حسين، وبعد 5 أيام من القبض على صدام حسين أعلن القذافي تسليم كل المواد النووية لديه، وكان ذلك شيئا جيدا.
والأمر الثاني: أننا استطعنا تحطيم شبكة العالم الباكستاني عبد القدير خان الذي بعدما بنى مفاعلات باكستان النووية، اتجه للعمل لحسابه لبيع التكنولوجيا النووية لدول في المنطقة، من أبرزها ليبيا، وساعد إيران في بناء مفاعل في سوريا ومفاعل في العراق وهو المفاعل الذي دمره الإسرائيليون.
ولنتخيل حجم الخطر الذي كنا سنعيشه اليوم لو تمكنت «داعش» من الاستيلاء على هذا المفاعل النووي في شرق سوريا. ودعيني أؤكد أن المبررات كانت قوية لما قمنا به في العراق، وأن المنظمات الإرهابية كانت موجودة بالفعل قبل ذهابنا إلى العراق، وقد قمنا بمهمة جيدة ضد تنظيم القاعدة، وفي الوقت الذي تركنا فيه العراق وتركنا السلطة في بداية عام 2009 كان العراق في وضع مستقر، وكانت هناك حكومة مستقرة نسبيا، وجيش مدرب تدريبا جيدا واستطعنا هزيمة «القاعدة».
وفي رأيي أنه كان يجب على إدارة أوباما التفاوض حول إبقاء قوات أميركية في العراق، وأعتقد أن سحب القوات الأميركية من العراق كان خطأ جسيما، وهو ما خلق فرصة لتنظيمات مرتبطة بـ«القاعدة» لكي تعاود الظهور في العراق وسوريا، ومنها «داعش»، وهو السبب وراء ما نواجهه اليوم من تهديدات، وعلينا أن نبحث عن كيفية مواجهة تلك التحديات.
* هناك إدراك للتهديد الذي يمثله تنظيم «داعش»، لكن هل خطورة التنظيم تتعدى خطورة تهديدات إيران والحرس الثوري الإيراني؟ وقد كانت إيران لسنوات طويلة دولة راعية للإرهاب وتقوم بزعزعة الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى سعيها لامتلاك سلاح نووي، كيف ترى التهديدات الإيرانية وما الذي يجب أن تقوم به الإدارة الأميركية في تعاملها مع إيران؟
- إيران همها الأساسي هو الملف النووي وتطوير أسلحة نووية، وهذا الأمر يجب أن يكون على قمة أولوياتنا هنا، وأعتقد أنه أيضا على قمة أولويات قادة دول المنطقة. وعلينا أن نجد طريقة دبلوماسية لإنهاء هذا الملف، لكني لست متفائلا ولدي قلق، فإذا نجحت إيران في تطوير أسلحة نووية فإن دولا أخرى في المنطقة ستشعر بأنها لها الحق أيضا في امتلاك سلاح نووي، وأنها في خطر ما لم تمتلك أسلحة نووية. وهناك مشكلة حقيقية إذا لم يجر التعامل بجدية مع إيران، وسنرى سباقا للتسلح النووي في هذا الجزء من العالم، وأنا لست في مركز القرار، لكن إذا كان علي أن أقوم بقرار هنا، فسيكون قرار استخدام القوة العسكرية خيارا قائما.
* ماذا سيحدث لو عجزت استراتيجية الرئيس أوباما في إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» والمنظمات الإرهابية الأخرى في المنطقة؟
- أنا قلق، وأعتقد أن «داعش» سيكون في وضع يكتسب فيه قوة وقدرات إضافية أكبر، وسيتمكن هذا التنظيم من السيطرة على مناطق أخرى ويزيد من أعداد المقاتلين الذين يجتذبهم من أوروبا وربما من الولايات المتحدة، وسيكون قادرا على امتلاك ملاذات آمنة وقادرا على التخطيط والقيام بتنفيذ هجمات ضد دول صديقة في المنطقة، وضد الولايات المتحدة، وضد دول أوروبية أخرى، وأعتقد أن تلك التهديدات حقيقية ولا يوجد أي حلول مقبولة سوى التخلص من «داعش» وتدميره.
* في رأيك، ما الذي يتعرض لخطر أكبر: إرث وصورة الرئيس أوباما، أم إرث وصورة الولايات المتحدة؟
- أعتقد أن الاثنين في خطر، لكني أريد تأكيد أن الولايات المتحدة ستتعافى مما نعانيه من حالة الضعف الحالي الذي تتسببت فيه هذه الإدارة.
والرئيس أوباما سيكون خارج السلطة بعد سنتين، ومكافحة وتدمير «داعش» سيكونان موضوعا محوريا في تشكيل صورته وإرثه، وآمل أن يتغير الوضع وينجح أوباما في مكافحة «داعش».



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.


اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».


بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.


موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
TT

موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)

حمّلت موسكو، أمس الخميس، كلاً من واشنطن ولندن مسؤولية الهجوم الذي قالت إنه استهدف الكرملين بطائرات مسيّرة، فيما فند المتحدث باسم البيت الأبيض هذه المزاعم، واتهم الكرملين بالكذب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن كل ما يفعله نظام كييف يقف وراءه الأميركيون والدول الغربية، وخصوصاً بريطانيا. وأضافت أن «واشنطن ولندن في المقام الأول تتحملان مسؤولية كل ما يفعله نظام كييف».
كما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الولايات المتّحدة تصدر أوامرها لأوكرانيا بكل ما تقوم به.
ورد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قائلاً لقناة تلفزيونية: «لا علاقة لنا بهذه القضية»، متهماً بيسكوف بأنه «يكذب بكل وضوح وبساطة».
وأعلنت موسكو، الأربعاء، تعرّض الكرملين لهجوم بطائرتين مسيّرتين أحبطته الدفاعات الجوية الروسية، معتبرة أنه كان يهدف لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين. ونفت كييف أي ضلوع لها في العملية، متهمة موسكو بأنها تعمدت إبرازها إعلامياً لتبرير أي تصعيد محتمل.
وفيما بدا رداً على «هجوم الطائرتين المسيّرتين»، كثفت روسيا هجمات بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية أمس. وسمع ليل أمس دوي انفجارات في كييف، بعد ساعات من إعلان السلطات إسقاط نحو ثلاثين طائرة مسيّرة متفجرة أرسلتها روسيا.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لاهاي قادة العالم لتشكيل محكمة خاصة لروسيا للنظر في الجرائم المرتكبة بعد غزو أوكرانيا وتكون منفصلة عن الجنائية الدولية. وأضاف الرئيس الأوكراني خلال زيارة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي: «على المعتدي أن يشعر بكامل قوة العدالة».


بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»
TT

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

أكدت السلطات البريطانية جهوزية ترتيبات تتويج الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، غداً السبت.
وحاولت السلطات الطمأنة حيال الأمن بعد اعتقال رجل يشتبه بأنه مسلح، قرب قصر باكنغهام، مساء الثلاثاء، مؤكدة أنها ستنشر أكثر من 10 آلاف شرطي خلال الحفل.
وقال وزير الدولة لشؤون الأمن، توم توغندهات، إنّ الحفل الذي يتوّج 3 أيام من الاحتفالات، سيكون «من أهم العمليات الأمنية» التي شهدتها بريطانيا، مضيفاً أنّ «أجهزة استخباراتنا وقواتنا الأمنية الأخرى على علم تماماً بالتحدّيات التي نواجهها، ومستعدة لمواجهتها، كما فعلت الشرطة ببراعة» مساء الثلاثاء.
وينتظر أن يصطف عشرات الآلاف من بريطانيين وسياح على طول الطريق التي سيسلكها موكب تشارلز وكاميلا بين قصر باكنغهام وكنيسة وستمنستر، ودُعي نحو 2300 شخص لهذا الحفل، بينهم مائة رئيس دولة.
وعلى مدى أسبوع سيُنشر 29 ألف رجل أمن، في حين ستستخدم الشرطة في وسط لندن تقنية التعرّف على الوجوه، وتلجأ لنشر القناصة على الأسطح. وبالإضافة إلى خطر الإرهاب، تراقب الشرطة عن كثب نشطاء المناخ الذين حضر كثير منهم في الأيام الأخيرة إلى لندن، كما تراقب أي مظاهرات سياسية مناهضة للمناسبة.
وعند عودتهما إلى باكنغهام، سيوجه تشارلز وكاميلا تحية للجمهور من على الشرفة. وإذا كان الأمير هاري، الذي غادر البلاد وسط بلبلة في 2020، سيحضر الحفل في وستمنستر، فهو لن يظهر مع العائلة على الشرفة.


رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
TT

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.
عُرف شويري بحبِّه للوطن، عمل مع الرحابنة، فترة من الزمن، حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني، وتعاون معه أهم الفنانين الكبار؛ بدءاً بفيروز، وسميرة توفيق، والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي.
غنَّى المطرب المخضرم جوزيف عازار لشويري، أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»، التي لقيت شهرة كبيرة، وعنها أخبر «الشرق الأوسط» بأنها وُلدت في عام 1974، وأكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة الموسيقار ومشواره الفني معه، بكلمات قليلة.
وتابع أن لبنان «خسر برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر، بالنسبة لي».
ومع الفنان غسان صليبا، أبدع شويري، مجدداً، على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية، التي لا تزال تُردَّد حتى الساعة.
ويروي صليبا، لـ«الشرق الأوسط»: «كان يُعِدّ هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل، فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير».
كُرّم شويري رسمياً في عام 2017، حين قلَّده رئيس الجمهورية، يومها، ميشال عون، وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة، أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي «كرمى» لهذا الوطن.


أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)

أعلنت موسكو إحباطَ محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين بطائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين أمس، واتَّهمت أوكرانيا بالوقوف وراء ذلك، الأمر الذي وضع كييف في حالة ترقّب إزاء ردّ محتمل، رغم نفي مسؤوليتها، وتشكيك واشنطن فيما يصدر عن الكرملين.
وطالب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف «بالتخلص من» الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و«أعوانه» في كييف.
ودعا ميدفيديف، وهو حالياً المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي، إلى «تصفية» زيلينسكي رداً على الهجوم المفترض.
وكتب ميدفيديف قائلاً «بعد الاعتداء الإرهابي اليوم، لم يبقَ خيار سوى تصفية زيلينسكي جسديا مع زمرته».
بدوره، صرح زيلينسكي للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول شمال أوروبا في هلسنكي «لم نهاجم بوتين. نترك ذلك للمحكمة. نقاتل على أراضينا وندافع عن قرانا ومدننا».

وأضاف زيلينسكي «لا نهاجم بوتين أو موسكو. لا نملك ما يكفي من الأسلحة للقيام بذلك». وسئل زيلينسكي عن سبب اتهام موسكو لكييف فأجاب أنَّ «روسيا لم تحقق انتصارات».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنَّه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأنَّ أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس الروسي في هجوم بطائرتين مسيّرتين، لكنَّه قال إنَّه سينظر «بعين الريبة» لأي شيء يصدر عن الكرملين.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قرَّرت بمفردها ضرب روسيا رداً على هجمات موسكو، قال بلينكن إنَّ هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إنَّه لا يمكنها تأكيد المعلومات حول هجمات أوكرانيا على الكرملين، داعية موسكو وكييف إلى التخلي عن الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد.
روسيا تعلن إحباط محاولة لاغتيال بوتين في الكرملين بمسيّرتين


أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
TT

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».
وبيَّن أنَّه «في حال التوافق على العودة، تتم الدعوة في أي لحظة لاجتماع استثنائي على مستوى وزراء الخارجية العرب».
وأشار أبو الغيط، في حوار تلفزيوني، نقلته «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، أمس، إلى أنَّه «تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بشأن الاجتماع الوزاري الذي عقد في عمّان مؤخراً، وأطلعه على (أهدافه ونتائجه)»، موضحاً أنَّه «يحق لمجموعة دول عربية أن تجتمع لمناقشة أمر ما يشغلها». وأعرب عن اعتقاده أنَّ «شغل المقعد السوري في الجامعة العربية سيأخذ وقتاً طويلاً، وخطوات متدرجة».
وأوضح أبو الغيط أنَّ «آلية عودة سوريا للجامعة العربية، لها سياق قانوني محدَّد في ميثاق الجامعة العربية»، وقال إنَّه «يحق لدولة أو مجموعة دول، المطالبة بمناقشة موضوع عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، خصوصاً أنَّه لم يتم طردها منها، لكن تم تجميد عضويتها، أو تعليق العضوية».
وتوقع أبو الغيط أن تكون للقمة العربية المقررة في جدة بالمملكة السعودية يوم 19 مايو (أيار) الحالي «بصمة على الوضع العربي بصفة عامة»، وأن تشهد «أكبر حضور للقادة العرب ووزراء الخارجية»، وقال إنَّ «الأمل كبير في أن تكون لها بصمات محددة، ولها تأثيرها على الوضع العربي».
وبشأن الوضع في لبنان، قال أبو الغيط إنَّه «من الوارد أن يكون هناك رئيس للبنان خلال الفترة المقبلة»، مطالباً الجميع «بتحمل المسؤولية تجاه بلدهم وأن تسمو مصلحة الوطن فوق المصالح الخاصة».
أبو الغيط يتوقع «بصمة» للقمة العربية في السعودية


إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
TT

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019.
وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان.
وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ».
وجاءت الواقعة بعد ساعات من انفجار ناقلة نفط في أرخبيل رياو قبالة إندونيسيا، بينما كانت تستعد لاستقبال شحنة نفط إيرانية، وكانت على متن ناقلة أخرى، حسبما ذكر موقع «تانكر تراكرز» المتخصص في تتبع حركة السفن على «تويتر».
وتظهر تسجيلات الفيديو، تصاعد ألسنة الدخان وتطاير أجزاء الناقلة.
ولم يصدر تعليق من السلطات الإيرانية على التقارير التي ربطت بين احتجاز الناقلة والالتفاف على العقوبات.
وقبل الحادث بستة أيام، احتجزت قوات «الحرس الثوري» ناقلة النفط «أدفانتج سويت» التي ترفع علم جزر مارشال في خليج عُمان، وترسو حالياً في ميناء بندر عباس. وقالت شركة «أمبري» للأمن البحري إنَّ احتجاز الناقلة جاء رداً على مصادرة الولايات المتحدة شحنة إيرانية.
وقالت «البحرية الأميركية» في بيان، الأسبوع الماضي، إنَّ إيران أقدمت، خلال العامين الماضيين، على «مضايقة أو مهاجمة 15 سفينة تجارية ترفع أعلاماً دولية»، فيما عدّتها تصرفات «تتنافى مع القانون الدولي وتخل بالأمن والاستقرار الإقليميين».
«الحرس الثوري» يحتجز ناقلة نفط ثانية في مضيق هرمز خلال أسبوع


سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد.

وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم». وتحدَّث عن دور إيران في مساعدة العراق وسوريا في محاربة «الجماعات التكفيرية»، بحسب وصفه، مضيفاً: «نحن خلال فترة الحرب وقفنا إلى جانبكم، وأيضاً سنقف إلى جانبكم خلال هذه الفترة، وهي فترة إعادة الإعمار».

أمَّا الأسد فقال خلال المحادثات إنَّ «العلاقة بين بلدينا بنيت على الوفاء»، مشيراً إلى وقوف سوريا إلى جانب إيران في حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي، ووقوف طهران إلى جانب نظامه ضد فصائل المعارضة التي حاولت إطاحته منذ عام 2011.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أنَّ الأسد ورئيسي وقعا «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد». ولفتت إلى توقيع مذكرات تفاهم في المجالات الزراعية والبحرية والسكك الحديد والطيران المدني والمناطق الحرة والنفط.
بدورها، رأت وزارة الخارجية الأميركية أن توثيق العلاقات بين إيران ونظام الأسد «ينبغي أن يكون مبعث قلق للعالم».
الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»