كوشنر: ترمب «معجب جداً» بعباس ومستعد للتواصل معه

كوشنر خلال مشاركته في ورشة المنامة (أرشيفية - أ.ف.ب)
كوشنر خلال مشاركته في ورشة المنامة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

كوشنر: ترمب «معجب جداً» بعباس ومستعد للتواصل معه

كوشنر خلال مشاركته في ورشة المنامة (أرشيفية - أ.ف.ب)
كوشنر خلال مشاركته في ورشة المنامة (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، اليوم (الأربعاء)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «معجب جداً» بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومستعد للتواصل معه في الوقت المناسب بخصوص الاقتراح الأميركي للسلام.
ولمح كوشنر، في تصريحات للصحافيين خلال مؤتمر عبر الهاتف، إلى أن خطة السلام الأميركية قد تدعو إلى توطين دائم للاجئين الفلسطينيين في الأماكن التي يقيمون فيها بدلاً من عودتهم إلى أراضٍ أصبحت الآن في إسرائيل.
وقال كوشنر: «بابنا مفتوح دائماً أمام القيادة الفلسطينية»، وأضاف أنه يعتقد أن عباس يرغب في السلام لكنّ «أشخاصاً بعينهم حوله منزعجون بشدة من الطريقة التي طرحنا بها هذا، ورد فعلهم الطبيعي هو الهجوم وقول أشياء جنونية ليست بناءة».
وذكر صهر ومستشار ترمب أنه سيعلن عن الخطوات التالية في خطة السلام «خلال الأسبوع المقبل على الأرجح». وأضاف أن إدارة ترمب تعمدت افتتاح الخطة بحوافز اقتصادية، وستكشف لاحقاً عن تفاصيل حول المسائل السياسية الجوهرية.
ورداً على سؤال حول لبنان الذي يرفض منح الفلسطينيين الجنسية ويعيش عدد كبير منهم في مخيمات فقيرة، قال كوشنر إنه يعتقد أن لبنان الذي يعاني من حساسيات طائفية، يريد حلاً «عادلاً». وأضاف: «أعتقد كذلك أن اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان والمحرومين من الكثير من حقوقهم ولا يعيشون في أفضل الظروف الآن، يودّون كذلك وضعاً يوفّر لهم سبيلاً يمكّنهم من الحصول على المزيد من الحقوق وأن يعيشوا حياة أفضل».
وأشار كوشنر إلى أن عدداً مماثلاً من اليهود فرّوا أو طُردوا من الدول العربية، وقال: «ما حدث للاجئين اليهود هو أنه تم استيعابهم في أماكن مختلفة، بينما لم يستوعب العالم العربي الكثير من هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين على مر الزمن». وأضاف: «هذا الوضع قائم لأنه قائم، وعندما نطرح حلاً سياسياً سنحاول أن نطرح أفضل الحلول المقترحة التي نعتقد أنها براغماتية وقابلة للتحقيق والتطبيق في هذا اليوم والعصر»، حسب قوله.
وكان كوشنر قد كشف في مؤتمر في البحرين، الأسبوع الماضي، عن خطة اقتصادية حجمها 50 مليار دولار للأراضي الفلسطينية والأردن ومصر ولبنان.
ومن المنتظر أن يعلن في وقت لاحق من العام الحالي عن خطة تتراوح بين 50 و60 صفحة تعرض مقترحات بشأن حل القضايا السياسية الشائكة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وانتقد الفلسطينيون الخطة الاقتصادية بشدة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.