حوافز للمشترين تجذب اهتماماً دولياً بعقارات لشبونة البرتغالية

منزل فخم في قلب المدينة بسعر 2.2 مليون دولار

حوافز للمشترين تجذب اهتماماً دولياً بعقارات لشبونة البرتغالية
TT

حوافز للمشترين تجذب اهتماماً دولياً بعقارات لشبونة البرتغالية

حوافز للمشترين تجذب اهتماماً دولياً بعقارات لشبونة البرتغالية

يقع المنزل المكون من ثلاث غرف نوم في الطابق العلوي في حي «بنها دي فرانس» السكني بالعاصمة البرتغالية لشبونة بالقرب من المركز التاريخي للمدينة وساحل نهر تاجة. بني المنزل الذي على مساحة 5700 قدم مربعة عام 2017 حول مكان كان يستخدم في السابق مرآباً للسيارات، باستخدام آلاف قوالب الطوب المصنوع يدوياً، بحسب المالك والمصمم، لويس كاتارينو، وهو مهندس مدني تدريب على الهندسة المعمارية. أضاف كاترينو، أن الغرض من التصميمات الداخلية هو إثارة الإلهام بمزيج من المواد القديمة والحديثة، والمنزلية، والصناعية، والمشتركة وغير العادية.
أضاف المالك، أن المنزل يعتبر «مساحة مرنة، ومكاناً متعدد الوظائف، وسيكون مفيداً لأن غالبية الناس، كما أعتقد، ستعمل من المنزل في المستقبل. لقد أعددت المنزل ليكون مكاناً للكتابة وللنحت والرسم. والبيت مصمم بحيث يكون للموسيقى صدي رائع»، منوهاً بأن السعر يشمل جميع المفروشات، باستثناء كتب المكتبة وبعض اللوحات.
الدخول للمنزل من خلال ممر يشبه الكهف مع صورة علوية للملائكة، وهو موضوع متكرر استلهمه كاتارينو من فيلم للمخرج ويم ويندرز أنتج عام 1987 بعنوان «Wings of Desire»، حيث يفضي المدخل المقوس إلى منطقة معيشة كبيرة مفتوحة ذات أرضيات خشبية وجدران من الطوب وسقوف خشبية مقببة بطول 26 قدماً.
يوجد موقد معلق يربط منطقة الصالة التي تضم سلماً يفضي إلى مكتبة في طابق الميزانين، وفي سقف الغرفة تتدلى الثريا العتيقة فوق طاولة طعام تتسع لـ10 أشخاص.
يحتوي المطبخ المفتوح، المحاط بإطار كبير من الآجر ومُضاء بواسطة ثريا أخرى، على جزيرة بها موقد مسطح، وحوض مصمم على طراز المزرعة، ومخزن كبير، وطاولة لتناول الطعام. يفصل الجدار الزجاجي المطبخ عن حمام السباحة الداخلي، وفي مكان مغلق يوجد حوض استحمام ساخن، ونظام صوت، وغطاء كهربائي قابل للسحب.
فوق المطبخ وحمام السباحة هناك غرفة نوم رئيسية وحديقة على السطح. تزين غرفة النوم، التي تحتوي على مدفأة معلقة ومساحة خزانة كبيرة ومناور سقفية وحوض قدم، أبواب خشبية منحوتة ومزخرفة وخزائن - جمعها كاتارينو من مختلف البلدان على مر السنين. تحتوي الحديقة المجاورة على سقف قابل للطي وست أشجار وأرجوحة.
في الطرف المقابل لمنطقة المعيشة، يفضي جدار زجاجي إلى مساحة من الأرض تشبه المرآب يمكن أن تستخدم منطقة عمل، وتفضي السلالم الحديدية إلى منطقة استوديو مفتوحة تطل على الطابق الأرضي. يؤدي درج آخر إلى الطابق الثالث وتوجد غرفتا نوم إضافيتان وحمام.
وبحسب كاتارينو، فإن بناء المنزل جرى وفق معايير عالية الكفاءة في استخدام الطاقة، حيث توفر الألواح الشمسية نحو 40 في المائة من احتياجاتها من الطاقة.
لشبونة هي عاصمة البرتغال، وهي أكبر مدينة ويبلغ عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة. تبعد منطقة «بنها دي فرانس» نحو 1.6 كم عن الساحل الجنوبي الشرقي، ونهر تجرة الذي يتدفق إلى المحيط الأطلسي على بعد 10 أميال إلى الغرب. يضم الحي منازل متطورة ورفيعة المستوى، ويقع فوق أحد التلال السبعة شديدة الانحدار في المدينة.
يمكن الوصول إلى شارع لشبونة الرئيسي «أفيدا دي ليبرداد» بما يضمه من متاجر راقية ومطاعم عصرية وساحات تاريخية عبر شبكة المترو بالمدينة، وهناك أيضاً متنزه «مونسانتو فورست» الذي يعد أحد أكبر المتنزهات في أوروبا. وقال كاتارينو، إن أقرب محطة تقع على بعد نحو 15 دقيقة سيراً على الأقدام.
يبعد مطار لشبونة نحو 10 دقائق بالسيارة عن المنزل، وهناك مطار جديد بضعف السعة تقريباً قيد الإنشاء بمنطقة «مونتيجو» على بعد نحو 25 ميلاً من وسط المدينة؛ ومن المتوقع الانتهاء منه عام 2022.

نظرة عامة على السوق
يبلغ عدد سكان لشبونة نحو نصف مليون نسمة، وتمتد العاصمة من المنطقة الحضرية إلى المحيط الأطلسي على الساحل الغربي للبرتغال وإلى منطقة «بينانسولا دي سيبال»، أو شبه جزيرة سيتبال، عبر النهر جنوباً.
في السياق ذاته، قالت باتريشيا باراو، رئيسة القسم السكني بشركة «جي جي إل» للخدمات العقارية، إن المنطقة اجتذبت اهتماماً دولياً متزايداً في السنوات الأخيرة، ويعود السبب في ذلك إلى حد كبير إلى برنامجي حوافز للمشترين أنشأتهما الحكومة بينما كانت البلاد تكافح من أجل التعافي من أزمة الديون.
يسمح برنامج الإقامة غير المعتادة الذي أطلقته البلاد عام 2009 للمقيمين بدوام جزئي من دول أخرى بالحصول على إعفاء ضريبي على الدخل لمدة 10 سنوات، في حين يمنح برنامج التأشيرة الذهبية الذي جرى تقديمه عام 2012 تصاريح إقامة للأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يشترون عقارات بقيمة 500 ألف يورو أو أكثر. لا يحتاج المشترون إلى العيش هناك، لكن يجب أن يمتلكوا عقاراً لأكثر من خمس سنوات.
وأشارت باراو إلى مناخ لشبونة المريح والاستقرار السياسي وتكلفة المعيشة المعقولة كعوامل أخرى ساهمت في تزايد جاذبيتها. وقال رافائيل أسينسينو، مدير شركة «لبورتا دا فرينتي كريستي»، التي تعرض المنزل للبيع، إن أسعار المنازل في ارتفاع منذ عام 2014 في وقت شهدت فيه المدينة أعمال تجديد.
يقول أسينسينو: «بين عامي 2008 و2013، جرى تجميد السوق، ولم تكن هناك مشاريع جديدة. العرض الآن مطابق إلى حد ما للطلب»، مضيفاً أن الشقة الجديدة المكونة من غرفتي نوم يمكن أن تباع بسعر يتراوح بين 400 ألف يورو ومليوني يورو (من 450 ألف دولار إلى 2.25 مليون دولار)، بحسب الموقع.
كان متوسط سعر بيع المنازل العام الماضي نحو 480 دولاراً للقدم المربعة، وفق تحليل أجراه نايت فرانك. ترتفع أسعار المساكن في المناطق التاريخية والثقافية بالمدينة، بما في ذلك «شيادو» وضواحي «كاسكايس» و«إستوريل» الشاطئية، حيث توجد مراسٍ وملاعب الغولف غرب وسط المدينة. وقد تضاعفت الأسعار في هذه المناطق على مدار الأعوام الثمانية الماضية لتصل إلى 835 دولاراً للقدم المربعة، وفق أسينسو.
ومع ذلك، لا تزال أسعار المنازل في لشبونة أقل بكثير من نظيرتها في المدن الأوروبية الكبرى. فقد أظهرت بيانات نايت فرانك أنه اعتباراً من الربع الأخير من عام 2018 يمكن لمليون يورو (1.12 مليون دولار) شراء 1345 قدماً مربعة واحدة في لشبونة مقارنة بـ463 قدماً مربعة في لندن و560 في باريس و970 في برلين.
يقول أليكس كوخ دي جورييند، شريك في شركة «نايت فرانك»، إن المستثمرين الأجانب يشترون في كثير من الأحيان عقارات بغرض الإيجار، لكن الإيجارات قصيرة الأجل التي تستهدف السياح تواجه منافسة شديدة. وبحسب دي جروينيد، فإن «شركة (أير بي إن بي) تعتبر شركة ضخمة في لشبونة، وفي الوقت الحالي هناك قيود محدودة للغاية»، مضيفاً: «يتعين على المستثمرين التركيز على الرحلات الطويلة بدلاً من عطلة قصيرة الأجل».

من يشتري في لشبونة
وقال كوخ دي جرويند، إن برنامج الإقامة غير المعتادة اكتسب شعبية خاصة بين مواطني المملكة المتحدة بسبب حالة عدم اليقين المستمرة تجاه «الخروج من الاتحاد الأوروبي» «بريكست». منذ تقديم برنامج التأشيرة الذهبية في عام 2012، كانت الغالبية العظمى من المتقدمين من الصين، وفق بيانات مؤسسة «نايت فرانك».
وبحسب أسينيسو، فإن «معظم المشترين الأجانب من البرازيل وفرنسا والسويد وجنوب أفريقيا».

قواعد الشراء
لا توجد قيود على المشترين الأجانب في البرتغال. على الرغم من أنه ليس من المعتاد بالنسبة للمشترين تعيين محام، فإن الأجانب الذين يتقدمون للحصول على إحدى الحوافز عادة ما يستخدمون محامين لإرشادهم إلى المتطلبات المختلفة.
وقال، إن القوائم ليست حصرية، وغالباً ما يعطي البائعون منازلهم لأكثر من وكالة. تتراوح عمولات الوكلاء، التي يدفعها البائع ما بين 4 و6 في المائة.

اللغات والعملة
البرتغالية؛ يورو (1 يورو = 1.12 دولار)

الضرائب والرسوم
مجموع ضرائب نقل الملكية والطوابع 6.8 في المائة من سعر البيع.
قال كاتارينو إن هذا المنزل معفى من الضرائب العقارية طيلة السنوات التسع المقبلة بسبب تصنيفه وتصميمه الذي راعى كفاءة الطاقة.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».