نائب يكشف عن خلافات كبيرة بين أهم وزراء حكومة روحاني

وزير النفط بيغن نامدار زنغنه
وزير النفط بيغن نامدار زنغنه
TT

نائب يكشف عن خلافات كبيرة بين أهم وزراء حكومة روحاني

وزير النفط بيغن نامدار زنغنه
وزير النفط بيغن نامدار زنغنه

أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لجهاز استخبارات «الحرس الثوري» نقلا عن نائب في البرلمان الإيراني بأن خلافات عميقة بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير النفط بيغن نامدار زنغنه تحولت إلى تحد كبير لصناعة النفط والبتروكيماويات بعد شهرين من بدء خطة تصفير صادرات النفط الإيرانية عقب تشديد العقوبات الأميركية.
كما أفادت الوكالة نقلا عن النائب أبو الفضل أبو ترابي بأن الخلافات بين ظريف وزنغنه من بين أسباب استقالة وزير الخارجية الإيراني التي تراجع عنها في نهاية فبراير (شباط) الماضي. ويعد كل من زنغنه وظريف أهم عضوين في تشكيلة روحاني الوزارية منذ توليه منصبه في 2013، كما أن الوزيرين يشكلان رأس ثنائي «الهجوم» في حملة إدارة روحاني للالتفاف على خطة الإدارة الأميركية لحرمان إيران من صادرات النفط.
ومن المرجح أن يتسبب تسريب الخلافات بين وزارة النفط والخارجية في ضغوط متزايدة على روحاني في الجهة الداخلية.
وقال النائب: «اطلعنا مؤخرا أن زنغنه إضافة إلى خلافاته مع الرئيس حسن روحاني لديه خلافات مع وزير الخارجية». وأوضح النائب أن الخلافات تعود إلى انتقادات موجهة من روحاني تتهم زنغنه ووزارة النفط بـ«عدم استثمار المسار الدبلوماسي الذي توصلت إليه الخارجية والجهاز الدبلوماسي بعد التوصل للاتفاق النووي».
وعلى مدى الشهرين الماضيين تعرض وزير النفط الإيراني إلى ضغوط متزايدة من نواب ينتقدون أداء وزارة النفط الإيرانية، كما تناقلت المواقع الإيرانية تقارير عن اعتقال: «جاسوس» في مقر الوزير.
وقال أبو ترابي في هذا الصدد: «واحدة من قضايا الخلاف بين وزير الخارجية ووزير النفط هو اعتقاد ظريف بأن زنغنه وفريقا في وزارة النفط لا يرغبون بحضور الشركات الآسيوية والشرقية في سوق البتروكيماويات والنفط الإيراني». وأوضح أبو ترابي أن مستوى الخلافات بين أبرز وزيرين من وزراء حكومة روحاني (زنغنه وظريف) حول «مكاسب» الاتفاق النووي وحضور الشركات الشرقية والآسيوية، تحول إلى «تحديات كبيرة» لسوق النفط والغاز الإيراني.
وقال أبو ترابي إن «وزير الخارجية يعتبر تراخي وزارة النفط أحد الأسباب التي أدت لوصول الاتفاق النووي إلى مأزق»، مضيفا أن «ظريف قال إن أحد أسباب استقالته هو عدم تمكن زنغنه أو عدم رغبته في استثمار الاتفاق النووي لتشجيع استثمار الدول الآسيوية، وميوله إلى الشركات الغربية والأوروبية».
وأشار أبو ترابي إلى احتدام الخلافات بين وزراء إدارة روحاني، مشددا على ضرورة «حفظ تماسك هيكل الحكومة في ظل الظروف الحالية» و«القيام بتغييرات للوصول إلى أقل الخلافات».
وكانت استقالة ظريف عقب ساعات من كشف زيارة سرية قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران ولم يعلم بها ظريف أثارت جدلا واسعا في إيران. وقال في نص الاستقالة: «آمل بأن تشكّل استقالتي تنبيهاً لعودة وزارة الخارجية إلى مكانتها القانونية في العلاقات الخارجية». ورفض الرئيس الإيراني استقالة ظريف بعد يومين قائلا إنها تتنافى مع مصالح إيران.



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.