برلمان تونس يسعى لحل «معضلة» المحكمة الدستورية

TT

برلمان تونس يسعى لحل «معضلة» المحكمة الدستورية

يسعى نواب البرلمان التونسي إلى تنحية خلافاتهم جانبا من أجل التوصل إلى انتخاب أعضاء المحكمة الدستورية المعطلة منذ سنوات، وذلك في أعقاب المتاعب الصحية التي تعرض لها الرئيس الباجي قايد السبسي.
وتفتقد تونس إلى محكمة دستورية تأخر وضعها منذ صدور دستور جديد للبلاد عام 2014، والذي ينص على تأسيسها في خلال عام من تنظيم الانتخابات التشريعية في نفس تلك السنة.
وتتكون المحكمة الدستورية من 12 عضوا، ينتخب البرلمان ثلثهم ويعين الرئيس الثلث. فيما ينتخب المجلس الأعلى للقضاء الثلث المتبقي من بين أعضائه. وقد توصل البرلمان إلى انتخاب عضو واحد فقط من بين الأربعة، فيما فشل باقي المرشحين في الحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة في أكثر من دورة انتخابية لغياب التوافق بشأنهم. وناقش اجتماع لرؤساء الكتل البرلمانية أمس الثلاثاء إمكانية التوصل إلى توافقات جديدة قبل تحديد جلسة عامة من أجل إعادة التصويت.
وقال رئيس البرلمان محمد الناصر في كلمة في الجلسة العامة: «أكدنا أن مهمتنا كمجلس في آخر مدتنا النيابية هو تركيز الهيئات الدستورية، ولدينا الآن هيئة مكافحة الفساد والمحكمة الدستورية».
وتابع الناصر موضحا «نسعى لتقريب وجهات النظر حتى نصل إلى توافق يمكننا من وضع المحكمة الدستورية قبل نهاية المدة النيابية».
بدوره، قال النائب البرلماني الجيلاني الهمامي لوكالة الأنباء الألمانية: «سيكون من الصعب تحصيل توافقات حول المرشحين قبل موعد الانتخابات، وقد تم التوصل في السابق إلى توافقات. لكن جرى التراجع عنها أثناء عمليات التصويت... والوضع الحالي يشير إلى أن تحصيل توافقات هو أمر ميؤوس منه».
وتفادت تونس حتى الآن أزمة دستورية لاحت في الأفق أثناء الأزمة الصحية الحادة، التي ألمت بالرئيس الباجي قايد السبسي (92 عاما) الخميس الماضي، ونقل على أثرها إلى المستشفى العسكري قبل أن يغادره أول من أمس.
وفجرت متاعب السبسي الصحية أسئلة بشأن إمكانية حصول شغور وقتي أو نهائي في منصب الرئاسة، بينما يفترض قانونا أن تتولى المحكمة الدستورية إقرار هذا الشغور إن وجد وطبيعته.
وأضاف رئيس البرلمان أن «الديمقراطية في تونس مستهدفة»، بعد أيام قليلة من تفجيرين إرهابيين وانتشار أنباء غير صحيحة عن وفاة الرئيس بسبب أزمة صحية. مشددا على أن «مسيرتنا وتجربتنا الديمقراطية مستهدفة لأنها ليست لائقة، وليست مقبولة بالنسبة للكثير من الدول الأخرى. تجربتنا اليوم محل تهديد، والشعب التونسي متفطن إلى هذا».
في غضون ذلك، أجرى أمس الرئيس قايد السبسي مع رئيس البرلمان محادثة هاتفية بعد يوم واحد من مغادرته المستشفى العسكري. وقال متحدث باسم البرلمان للصحافيين إن السبسي أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس البرلمان محمد الناصر أثناء اجتماعه برؤساء الكتل البرلمانية أمس، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.
ولم تتضح بصورة كاملة حتى اليوم أسباب الأزمة الصحية للرئيس، وما إذا كان السبسي يحتاج إلى فترة نقاهة أطول لممارسة كامل صلاحياته. علما بأن تونس تستعد لتنظيم انتخابات هذا العام، ويتعين على الرئيس إصدار الأمر الرئاسي لدعوة الناخبين قبل يوم السادس من الشهر الجاري.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.