مصر: الحكومة تتعهد بتيسير إجراءات زيادة الاستثمارات في البلاد

انطلاق اجتماعات اللجنة العليا المصرية - الأردنية اليوم

TT

مصر: الحكومة تتعهد بتيسير إجراءات زيادة الاستثمارات في البلاد

أكد رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، أمس، «استعداد الحكومة لدعم الاستثمارات في مختلف القطاعات، وتقديم التيسيرات المطلوبة للمستثمرين، سواء لتوسيع استثماراتهم القائمة أو لضخ استثمارات جديدة».
وأشار مدبولي خلال لقاء، أمس، مع الدكتور حازم درويش زقزوق، رئيس مجلس إدارة مجموعة «أندلسية للخدمات الطبية» عضو مجلس الأعمال المصري - السعودي، إلى أن «الدولة بدأت (أول من أمس) في التشغيل التجريبي لمنظومة التأمين الصحي الشامل؛ بهدف تقديم خدمة صحية متميزة للمواطنين، وتشارك في تقديم الخدمة مستشفيات حكومية وخاصة».
وقال مدبولي إن وجود «مؤسسة كبيرة تمتلك عدداً من المستشفيات باستثمارات جديدة في القطاع الصحي يُعد أمراً مهماً»، مضيفاً: «نحن نحتاج إلى زيادة المستشفيات التي تقدم خدمات صحية متميزة للمواطنين».
بدوره عبّر زقزوق عن «اعتزاز المجموعة باستثماراتها بمصر، حيث تمتلك عدداً من المستشفيات، فيما تخطط لتوسيع استثماراتها في مصر من خلال مشروعات عدة»، وأفاد بأن «العمل جارٍ لشراء قطعتي أرض من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لإقامة مستشفيين، الأول في مدينة 6 أكتوبر، والثاني في مدينة القاهرة الجديدة، وتبلغ التكلفة الاستثمارية لبناء المستشفيين نحو مليار جنيه».
من جهة أخرى تنطلق في القاهرة، اليوم (الأربعاء)، اجتماعات اللجنة العليا المصرية - الأردنية المشتركة، في دورتها الثامنة والعشرين، وترأس رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز، وفد بلاده المشارك في اجتماعات اللجنة.
وحسب بيان أردني رسمي، فإن المستويات المختلفة للجنة ستناقش «العلاقات الاقتصادية، والتجارية، والاستثمارية، بالإضافة إلى ملفات التعاون بين مصر والأردن في العديد من المجالات، وسبل النهوض بمستوياتها، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين وممثلي القطاع الخاص المعنيين».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».