خطر المتطرفين لا يزال يهدد الاتحاد الأوروبي

تفادي وقوع 16 عملية إرهابية العام الماضي

TT

خطر المتطرفين لا يزال يهدد الاتحاد الأوروبي

أظهرت الأرقام، التي جاءت في أحدث تقرير أمني، حول خطر الإرهاب والتطرف في الاتحاد الأوروبي، أكثر من حقيقة يجب التعامل معها من جانب أجهزة إنفاذ القانون الأوروبية والمؤسسات التي شكلت في السنوات الأخيرة لتحليل مخاطر الإرهاب، ومنها المكتب البلجيكي لتحليل المخاطر وإدارة الأزمات في بروكسل، وهناك مراكز مشابهة في دول أوروبية أخرى.
وأولى هذه الحقائق، هي تراجع عدد المعتقلين على خلفية الإرهاب والتطرف، ولكن هناك عدداً كبيراً من العمليات الإرهابية التي أحبطتها السلطات الأمنية الأوروبية، وبالتالي يظل الخطر مستمراً، وفق ما جاء في تقرير وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول)، الذي أظهر وجود اعتقالات بأعداد كبيرة في دول مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا.
بينما كانت الاعتقالات ضعيفة في دول أخرى مثل اليونان ولوكسمبورغ. ولكن تبقى أكثر الاعتقالات عدداً في الاتحاد الأوروبي مسجلة في عامي 2016 و2017 بأكثر من 700 شخص في كل عام، أي أن الاعتقالات في معظمها جرت خلال فترة الـ12 شهراً التي تلت تفجيرات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 وأسفرت عن مقتل 130 شخصاً، وتقجيرات بروكسل في مارس (آذار) 2016 التي خلفت 32 قتيلاً وإصابة 300 آخرين. ومن وجهة نظر بعض من المراقبين في بروكسل، فإن إحباط عدد كبير من الهجمات الإرهابية ربما يعود إلى الإجراءات التي اتخذتها المؤسسات والأجهزة الأوروبية بشكل مشترك، وفي مقدمتها تبادل المعلومات وتنسيق التحرك الأمني ومكافحة التطرف على الإنترنت، وإزالة محتوى الإرهاب على مواقع الشبكة العنكبوتية. ونجح الاتحاد الأوروبي في تفادي وقوع 16 عملية إرهابية خلال العام الماضي، منها 3 هجمات كان من المفترض أن يتم استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية فيها، بحسب ما جاء في التقرير السنوي، لوكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول)، التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقراً لها، وصدر التقرير تحت عنوان «وضعية الإرهاب في الاتحاد الأوروبي والاتجاهات في 2019».
وجاء في التقرير أن الإرهاب ظل يمثل تهديداً أمنياً كبيراً للدول الأعضاء في الاتحاد، وتشير الزيادة في عدد حالات التوقيف المرتبطة بالتطرف الديني، رغم أنها لا تزال منخفضة نسبياً، إلى أن المتطرفين ذوي التوجهات المتباينة يعتبرون العنف بشكل متزايد، وسيلة مواجهة مبررة، وبالمقارنة مع عام 2017 فقد انخفض عدد الهجمات والضحايا في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي، ومع ذلك زاد عدد المؤامرات الإرهابية التي وصفها التقرير بالمتعطلة، وبالتالي فإن مستوى التهديدات لم يتناقص. وقالت وكالة «يوروبول» على موقعها بالإنترنت إن التقرير جاء بناء على طلب من البرلمان الأوروبي ويقدم لمحة موجزة عن طبيعة التهديد الإرهابي الذي واجهه الاتحاد الأوروبي 2018.
وقالت مديرة «يوروبول» وهي البلجيكية كاترين ديبول: «الإرهابيون لا يهدفون إلى القتل فحسب، بل تقسيم مجتمعاتنا ونشر الكراهية، وهذا الشعور بعدم الأمان الذي يحاول الإرهابيون خلقه يجب أن يكون مصدر قلق كبيراً وفي صدارة اهتماماتنا».
وأضافت أن زيادة الاستقطاب وصعود وجهات النظر المتشددة، يشكلان مصدر قلق للدول الأعضاء في الاتحاد، «وأنا على ثقة بأن جهود جهات إنفاذ القانون والخدمات الأمنية والسلطات العامة والشركات الخاصة والمجتمع المدني، أسهمت بشكل كبير في انخفاض العنف الإرهابي في التكتل الأوروبي الموحد، ونحن لن نوقف جهودنا لمحاربة الإرهاب ومنع وقوع الضحايا».
وقال المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية ديمتري أفراموبولوس: «أصبحت الدول الأعضاء مع (يوروبول) أكثر فاعلية في منع الهجمات الإرهابية على الأراضي الأوروبية خلال السنوات الماضية، ولكن لا يزال التهديد الإرهابي قائماً، ويظهر التقرير أن تهديد التطرف العنيف يستمر في الزيادة عبر الإنترنت، ويحتاج الاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى إلى مواصلة تدابيره لمكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات والتعاون في إنفاذ القانون بدعم حاسم من (يوروبول)».
من جهته، قال جوليان كينغ المفوض الأوروبي للاتحاد الأمني: «التقرير يؤكد أن الإرهاب لا يزال يشكل خطراً حقيقياً على الاتحاد الأوروبي، كما أظهر أن العمل المشترك لمنع وقوع الإرهاب كان له تأثير إيجابي، إلا أن التهديد الدائم الذي تمثله جماعات مثل (داعش) إلى جانب تصاعد التطرف يظهر بوضوح أنه لا يزال هناك كثير مما يجب إنجازه، لا سيما في التصدي لآفة المحتوى الإرهابي على الإنترنت».
وتابع التقرير أن الزيادة في عمليات القبض على المتطرفين اليمينيين في الاتحاد الأوروبي، من 20 في 2017 إلى 44 العام الماضي، تشير إلى أن المتطرفين ذوي الميول المختلفة يفكرون بشكل متزايد في العنف على أنه وسيلة مبررة للمواجهة. وذكرت الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وقوع 129 هجوماً إرهابياً في 2018؛ فشل منها 24 هجوماً، وذلك مقابل 205 هجمات في 2017.
وقام الانفصاليون أو القوميون العرقيون وحدهم بتنفيذ أو الشروع في تنفيذ 83 هجوماً العام الماضي، ما يجعلهم أكبر جماعة إرهابية، بحسب التقرير.


مقالات ذات صلة

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا تصاعدت التهديدات الإرهابية على الحدود الجنوبية للجزائر (أرشيفية - متداولة)

إسبانيا تعلن اختطاف أحد مواطنيها شمال أفريقيا

قالت وزارة الخارجية الإسبانية، الجمعة، إن رجلاً إسبانياً اختُطف في شمال أفريقيا، دون تقديم تفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد )
آسيا مسلمون شيعة يرددون شعارات تنديداً بمقتل أفراد من طائفتهم على يد مسلحين في منطقة كورام (أ.ب)

باكستان: 10 قتلى بهجوم على موكب شاحنات في ظل أعمال عنف طائفية

قُتل ثمانية مدنيين وعنصران من قوى الأمن في هجوم، الخميس، استهدف موكب شاحنات تنقل مواد غذائية في شمال غربي باكستان الذي يشهد أعمال عنف طائفية.

«الشرق الأوسط» (بيشاور)
آسيا أقارب وسكان محليون يحضرون جنازة ضابط شرطة قُتل على يد مسلحين مشتبه بهم في ديرا إسماعيل خان بباكستان في 15 يناير 2025... وتشهد باكستان موجة من عنف المتمردين لا سيما في مقاطعات خيبر بختونخوا الغربية في الشمال (إ.ب.أ)

الجيش الباكستاني يعلن القضاء على 22 إرهابياً

أعلن الجيش الباكستاني القضاء على 22 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية تم تنفيذها في منطقة «وادي تيرا» شمال غربي باكستان

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أفريقيا قادة المناطق العسكرية الحدودية للدول الثلاث خلال اجتماع لنقاش مخاطر الإرهاب (الوكالة الموريتانية للأنباء)

الإرهاب العابر للحدود يثير قلق موريتانيا والسنغال

قرر كل من موريتانيا ومالي والسنغال تعزيز التعاون الأمني على الحدود المشتركة بين الدول الثلاث في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب والجريمة المنظمة.

الشيخ محمد (نواكشوط)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.