كسوف كلي للشمس للمرة الـ12 بالألفية الجديدة

الكسوف الكلي يسبب الإظلام في وقت النهار (ناسا)
الكسوف الكلي يسبب الإظلام في وقت النهار (ناسا)
TT

كسوف كلي للشمس للمرة الـ12 بالألفية الجديدة

الكسوف الكلي يسبب الإظلام في وقت النهار (ناسا)
الكسوف الكلي يسبب الإظلام في وقت النهار (ناسا)

لم تخلف الشمس موعدها مع ظاهرة الكسوف الكلي التي كان العالم ينتظرها أمس وفق الحسابات الفلكية، والتي حددت بدقة حدوث 61 كسوفاً من هذا النوع في القرن الحادي والعشرين. وكان الكسوف الكلي للشمس الذي شهدته دولتا شيلي والأرجنتين لمدة أربع دقائق و32.8 ثانية، هو الثاني عشر في قائمة كسوفات هذا القرن، وسيكون الموعد التالي في ديسمبر (كانون الأول) من العام المقبل، في كلتا الدولتين، مضاف إليهما جمهورية كيريباتي وجزر بولنيزيا.
ويكتسب الكسوف الكلي، حيث يمر القمر بين الأرض والشمس، ليلقي بظلاله المعتمة على كوكبنا، أهمية كبيرة، حيث يكون فرصة لدراسة الهالة الشمسية؛ لأنه المناسبة الوحيدة التي تكون فيها تلك الهالة – وهي الجزيئات فائقة السرعة التي تحيط بالشمس - مرئية للمشاهدين.
ووفق الحسابات الفلكية، فإن الباحثين كان أمامهم بالأمس أربع دقائق و32.8 ثانية فقط لرصد تلك الهالة خلال مرحلة الكسوف الكلي التي بدأت في الساعة الثامنة ودقيقتين تقريباً من مساء أمس بتوقيت القاهرة.
وقبل أن يصل الكسوف إلى هذه المرحلة الكلية بدأ جزئياً عند الساعة السادسة والدقيقة 55 مساءً بتوقيت القاهرة، وشوهد في هذه المرحلة الجزئية بمعظم دول أميركا الجنوبية وشرق أوقيانوسيا والمحيط الباسيفكي، واستمر في مرحلتيه الجزئية والكلية نحو أربع ساعات وست وخمسين دقيقة.
ورغم أن المنطقة العربية لم تكن على موعد مع رؤية هذا الكسوف في أي من مراحله، فإنه كان مفيداً في اتجاه آخر، وهو التأكيد على دقة الحسابات الفلكية التي قالت قبل أعوام أن هذا الحدث سيتزامن مع نهاية شهر شوال، وميلاد هلال شهر ذي القعدة.
ويقول الدكتور أشرف تادرس، الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن دراسة الهالة الشمسية هي الفائدة الأكبر من ظاهرة الكسوف، إلا أنه في الحالات التي لا يكون متاحاً لنا رؤية الظاهرة في المنطقة العربية تكون الاستفادة من الظاهرة في التأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية». ويضيف: «هذه الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس، إذ يحدث الكسوف الكلي في وضع الاقتران أو الاجتماع، أي أن حدوثه يبشر بقرب ميلاد الهلال الجديد».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.