السفارة الأميركية لدى تونس تغلق أبوابها تحسباً لهجمات

TT

السفارة الأميركية لدى تونس تغلق أبوابها تحسباً لهجمات

أعلنت السفارة الأميركية لدى تونس عن غلق أبوابها أمس أمام العموم، باستثناء الخدمات العاجلة. وفسرت هذا القرار بدواعٍ ومخاوف أمنية، وهي تستدعي في ذلك سيناريو الهجوم الإرهابي الخطير الذي تعرضت له يوم 14 سبتمبر (أيلول) 2012.
وتقع السفارة الأميركية على بعد نحو خمسة كيلومترات من وسط العاصمة التونسية. ومن المرجح أنها اتخذت قرار غلق أبوابها، إثر حصولها على تقارير أمنية ومخابراتية وثيقة، حول تحركات العناصر الإرهابية؛ خصوصاً إثر الهجومين الإرهابيين اللذين ضربا العاصمة التونسية يوم الخميس الماضي، وتواصل التهديدات بارتكاب أعمال إرهابية.
ورغم أن السفارة الأميركية لم توضح شيئاً عن الأسباب الفعلية لقرار غلق أبوابها وطبيعة المخاوف الأمنية، فإن مختصين تونسيين في الجماعات المتطرفة، على غرار علية العلاني وفيصل الشريف وبدرة قعلول، يرون أن الحذر والحيطة هما سيدا الموقف في مثل هذه الحالة.
فالسفارة الأميركية اتخذت قراراً احتياطياً، وقد أخذت في الحسبان أنها لم تحصن نفسها بشكل جيد خلال الهجوم الإرهابي سنة 2012، ولم تتخذ بنفسها إجراءات وقائية لمنع وصول العناصر المتطرفة إلى المبنى، واتهمت في المقابل المؤسسة الأمنية التونسية بالتساهل مع المسيرات الاحتجاجية الغاضبة التي توجهت لمسافة طويلة من وسط العاصمة التونسية وبقية الأحياء القريبة من العاصمة، في اتجاه السفارة الأميركية، وبقية المباني الملحقة بها، ومن بينها المدرسة الأميركية، دون أن تلقى مقاومة كافية لتفريقها ومنع وصولها إلى مبنى البعثة الدبلوماسية الأميركية، من قبل الوحدات الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب وكافة أشكال الشغب.
وكان المئات من المتظاهرين، ومعظمهم من المنتمين إلى تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور الذي يتزعمه الإرهابي التونسي سيف الله بن حسين، المعروف باسم «أبو عياض» قد توجهوا يوم الجمعة 14 سبتمبر 2012 إلى السفارة الأميركية في تونس، احتجاجاً على فيلم «برسيبيلوس» المسيء للإسلام، والذي أخرج في الولايات المتحدة.
ورشق المحتجون مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية بالحجارة والزجاجات الحارقة، قبل أن يقتحموه ويحرقوا جزءاً من المبنى.
كما تم إضرام النار في المدرسة الأميركية المجاورة لمقر السفارة، وتعرضت في الوقت ذاته للتخريب ولنهب محتوياتها، وهو ما جعل البعثة الأميركية بتونس تطالب بتعويضات مالية ضخمة، خلفت جدلاً قوياً داخل البرلمان التونسي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.