مشروع سعودي ينزع 1800 لغم زرعها انقلابيو اليمن

تعزيزات جديدة للميليشيات جنوب الحديدة... وأسر 8 حوثيين بينهم قيادي ميداني في الضالع

جانب من عمليات نزع الألغام التي تنفذها السعودية في اليمن (مسام)
جانب من عمليات نزع الألغام التي تنفذها السعودية في اليمن (مسام)
TT

مشروع سعودي ينزع 1800 لغم زرعها انقلابيو اليمن

جانب من عمليات نزع الألغام التي تنفذها السعودية في اليمن (مسام)
جانب من عمليات نزع الألغام التي تنفذها السعودية في اليمن (مسام)

نزع برنامج «مسام» السعودي ما يربو على 1800 لغم في اليمن الشهر الماضي، مجنبا المدنيين كوارث الألغام التي تزرعها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وعلى وقع التصعيد العسكري لميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، في محافظة الحديدة الساحلية، المطلعة على البحر الأحمر، وبشكل أعنف على مديرياتها الجنوبية حيس والتحيتا والدريهمي، دفعت ميلشيات الانقلاب بتعزيزات عسكرية جديدة صوب منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، جنوبا، بالتزامن مع الاستهداف المستمر، بمختلف الأسلحة، على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني والتجمعات السكانية بذات المنطقة وكذا مديرية حيس.
وأكدت قوات ألوية العمالقة، في جبهة الساحل الغربي، أن «ميليشيات الحوثي الانقلابية عاودت حشد قوات عسكرية كبيرة مدججة بالأسلحة الثقيلة والآليات العسكرية صوب منطقة الجبلية».
وذكرت عبر مركزها الإعلامي، أنها «رصدت تعزيزات عسكرية كبيرة للميليشيات قادمة من مناطق محاذية صوب الجبلية بعد أيام من قيام الميليشيات بشن أعنف الهجمات على المنطقة منذ بدء الهدنة الأممية في الحديدة»، وأن «حشد الميليشيات لمقاتليها تزامن مع عمليات قصف واستهداف شنته بمدافع الهاون الثقيل من عيار 120 وعيار 82 على مواقع العمالقة حيث سقطت عدة مقذوفات بالقرب من المواقع يتمركز فيها جنود العمالقة».
في المقابل، انتزعت الفرق الاختصاصية العاملة ضمن مشروع نزع الألغام «مسام» الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، 1839 لغما وذخيرة غير منفجرة، كانت قد زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية خلال شهر يونيو (حزيران).
وقال مدير عام مشروع «مسام»، أسامة القصيبي، بأن «فرق المشروع نزعت خلال الأسبوع الرابع من شهر يونيو (حزيران) 604 لغما، ليصل بذلك مجموع ما تم نزعه منذ بداية هذا الشهر ولغاية السابع والعشرين منه 1839 لغما وذخيرة غير منفجرة».
وأضاف، وفقا لموقع «مسام»، أن «الفرق الميدانية نزعت 268 لغما مضادا للدبابات و4 ألغام مضادة للأفراد، ونزعت أيضا خلال الأسبوع الماضي 330 ذخيرة غير منفجرة وعبوتان ناسفتان».
وذكر أن «مجموع ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع قبل عام ولغاية يوم 27 يونيو (حزيران) 2019 نحو 74115 تنوعت بين ألغام، عبوات ناسفة، وذخائر غير منفجرة».
إلى ذلك، دمرت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، ومدفعية الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الخامسة في حجة، شمال غربي صنعاء، الأحد، تحركات وتعزيزات لميليشيات الحوثي الانقلابية في عدة مديريات شمال المحافظة، في الوقت الذي تمكن الجيش من أسر قيادي حوثي و7 من مرافقيه في الضالع، بجنوب البلاد، وقتل عناصر انقلابية أخرى حاولت التسلل إلى مواقع الجيش في قعطبة، شمال الضالع.
ففي حجة، أكد مصدر عسكري أن «مدفعية الجيش الوطني شنت قصفاً مدفعياً على تحركات لميليشيا الحوثي الانقلابية في قرية بني هلال ووادي الشعاب وبني علي جنوب مديرية حرض»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «سبأ» للأنباء الرسمية.
وقال بأن «مدفعية الجيش شنت قصفاً مماثلاً على تحركات للحوثيين في قرية برمان ومزارع الجر بمديرية عبس وشعب الدَّوش وجبل الحصن بمديرية مستبأ، ما أسفر عن تدمير معدات وآليات عسكرية حوثية وسقوط قتلى وجرحى حوثيين». ودمرت مقاتلات تحالف دعم الشرعية بغارة جوية طقماً عسكرياً جنوب مزارع الجر الواقعة جنوب غربي مديرية عبس بذات المحافظة.
وكانت مقاتلات التحالف قد دمرت، السبت، بثلاث غارات جوية تجمعات وتعزيزات لميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة الحمام ومواقع غرب منطقة حمالة بجبهة كرش شمال محافظة لحج، جنوبا، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات الحوثية.
وفي الضالع، سقط عدد من عناصر ميليشيات الانقلاب، الأحد، بين قتيل وجريح بنيران الجيش الوطني، خلال معاركهم مع الجيش الوطني الذي تصدى وافشل محاولة عناصر من الانقلابيين التقدم باتجاه منطقة الزبيريات في جبهة شخب غرب مديرية قعطبة، شمالا، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من سقوط قتلى وجرحى بذات الجبهة عقب تصدي الجيش محاولة تسلل مماثلة.
وأعلن الجيش الوطني عبر موقعه الرسمي «سبتمبر.نت» «أسر قيادي حوثي بارز يدعى علي عبد الله العنزي الملقب بأبو بكيل مع سبعة من مرافقيه، في جبهة شخب، في مواجهات مع الجيش الوطني عقب إفشاله محاولة تسلل حوثيين إلى منطقة الزبيريات في شخب، إضافة إلى مصرع وجرح عدد من عناصر ميليشيات الحوثي المنفذة لعملية التسلل الفاشلة».
واستعادت قوات الجيش، مساء السبت، كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة المتنوعة في جبهة حجر، غربا، أثناء ما كانت في طريقها على متن عربة إلى مواقع الميليشيات في منطقة الريبي بجبهة حجر.
وبالانتقال إلى معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة صعدة، شمال غرب، نفذت ميليشيات الحوثي، السبت، حملة اختطافات واسعة طالت عشرات المدنيين في مديرية منبه، وذلك بعد يوم من اندلاع مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقبائل بني خولي استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة في مناطق معروفة بالوعورة وصعوبة التضاريس. وفقا لما أوردته «العربية» التي ذكرت عن مصادر تأكيدها أن «الحوثيين داهموا عشرات المنازل في منطقة شعبان، وقبضوا على أشخاص بالقوة واقتادوهم إلى جهة غير معلومة»، وأن «المسلحين الحوثيين أخذوا من كل بيت شخصا بالقوة كرهائن».
وتقع منطقة شعبان جوار منطقة الأزهور التي يتمركز فيها الجيش الوطني منذ فتح جبهة رازح قبل نحو عامين. وهاجمت ميليشيات الحوثي، بحسب المصادر، قبائل بني خولي بصورة مباغتة وحشدت قوات وآليات وعتادا كبيرا. ووفقا للمعلومات المتواردة، فإن قبائل بني خولي المعروفة بمناوأة الحوثيين منذ فترات الحروب الست، دحرت الهجوم الحوثي.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».