تعاطف مصري مع إعلامية أصيبت بمرض نادر

بكتيريا غريبة هاجمت وجه ريهام سعيد

ريهام سعيد
ريهام سعيد
TT

تعاطف مصري مع إعلامية أصيبت بمرض نادر

ريهام سعيد
ريهام سعيد

أثار إعلان مقدمة البرامج المصرية ريهام سعيد، عن إصابتها بمرض نادر في الوجه، تعاطف الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي معها في مصر أمس. وأعلنت سعيد إصابتها بميكروب في الوجه، وأن «الأطباء يتخوفون من وصول البكتريا للمخ، أو انتشارها في الجسم مع صعوبة السيطرة عليها».
وكتبت ريهام سعيد، على حسابها الرسمي على موقع «فيسبوك» مساء أول من أمس: «حين وفاتي لا تهجروني ولا تحرموني من الدعاء... سامحوني جميعاً فالدنيا أصبحت مخيفة والموت لا يستأذن أحداً»، وأتبعت هذا المنشور، بأدعية أخرى لرفع الابتلاء، دون أن توضح طبيعة المرض الذي أصابها، وهو ما دفع البعض للتكهن وإطلاق بعض الشائعات.
وبعد مرور 24 ساعة تقريباً على تداول معلومات غير مكتملة وغير صحيحة، نشرت قناة «الحياة» المصرية، التي تقدم بها ريهام سعيد برنامج «صبايا» بياناً كشفت خلاله، أنها أصيبت بميكروب في الوجه، وأن الأطباء يتخوفون أن تصل البكتريا للمخ، وتنتشر بعدها في الجسم ويصعب السيطرة عليها». ولفت البيان إلى أن «الخطر ما يزال قائماً، والأطباء يحاولون القضاء على الميكروب».
وأوضح البيان، أن «ريهام سعيد ستخضع لعلاج مكثف خلال الفترة المقبلة، وستظل تحت الملاحظة لمدة أسبوعين حتى تتخطى مرحلة الخطر، وستمنع عنها الزيارة خلال هذه الفترة».
ودفع الحديث عن إصابة ريهام سعيد بمرض خطير، رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتعاطف معها، وتمنوا الشفاء لها، حتى تصدر اسمها قائمة الأكثر تداولا (الترند) على موقع «تويتر»، كما تفاعل أيضا عدد من المشاهير مع حالتها الصحية، فكتب الإعلامي شريف مدكور زميلها في المحطة نفسها، الذي كان قد مر بمحنة مشابهة بعد إعلانه الإصابة بالسرطان قبل شهر رمضان الماضي وخضوعه لجراحة: «ريهام سعيد ساعدت كثيرا من الناس، ووفرت العلاج لعدد كبير من الأطفال، لذلك أقل شيء يمكن تقديمها لها هو الدعاء لها».
ونشرت رانيا عمرو، صديقة ريهام سعيد، معلومات عن تطورات مرض ريهام على موقع «فيسبوك»، أوضحت خلاله أن «سعيد أصيبت بميكروب شديد في الأنف من الداخل، وهناك تخوف أن يصل للعين والمخ، نافية أن تكون أصيبت بميكروب في الجلد يؤدي إلى تساقط الجلد، كما أشيع أخيراً، أو أن تكون أصيبت بفيروس مايكل جاكسون نفسه».
وتابعت أن «ريهام سعيد خضعت لجراحة دقيقة خلال الفترة الماضية، وحالياً تواصل العلاج بشكل مكثف، وإذا لم تتحسن الحالة ستضطر للسفر إلى الخارج للتأكد من العلاج الصحيح».
وفي 22 مارس (آذار) من العام الماضي، قضت محكمة جنايات مصرية ببراءة مقدمة البرامج ريهام سعيد، وعدد من فريق إعداد برنامجها من تهمة التحريض على اختطاف أطفال، فيما قضت المحكمة بمعاقبة عضوة واحدة بفريق الإعداد بالحبس لمدة عام مع إيقاف تنفيذ العقوبة.
وخلال السنوات الماضية أثارت الإعلامية المصرية الجدل أكثر من مرة، عبر حلقات برامجها، وتعرضت في الكثير من الأحيان لانتقادات حادة من جمهور السوشيال ميديا»، لكن بعد إعلان مرضها الأخير، أعلن عدد كبير من رواد مواقع التواصل التعاطف معها والدعاء لها في أزمتها الأخيرة.
كانت ريهام سعيد قد أدلت بتصريح صحافي لجريدة «اليوم السابع» المصرية، قالت خلاله، إنها «تستعد للسفر إلى إحدى الدول الأوروبية لتلقي العلاج، وتجري حالياً الكثير من الاتصالات للسؤال عن طبيب قادر على تشخيص حالتها والبدء في مرحلة العلاج»، مشيرة إلى أنها «تقيم حالياً في منزلها بناء على تعليمات الأطباء الذين نصحوها بضرورة الابتعاد عن المستشفى حتى لا تنتقل إليها أي عدوى أخرى».



عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

 

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

 

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

 

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

 

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

 

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

 

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».