نجل بوضياف يتهم «توفيق» ونزار بقتل والده بـ«أوامر من فرنسا»

قال إن الاغتيال جاء بإيعاز من ميتران

محمد بوضياف
محمد بوضياف
TT

نجل بوضياف يتهم «توفيق» ونزار بقتل والده بـ«أوامر من فرنسا»

محمد بوضياف
محمد بوضياف

طالب نجل الرئيس الجزائري محمد بوضياف، الذي اغتيل قبل 27 سنة، باستجواب وزير دفاع سابق ومدير سابق للمخابرات يوجد بالسجن حالياً، بخصوص الجريمة «التي يتحملان مسؤوليتها، وقد تم تنفيذها بإيعاز من فرنسوا ميتران»، الرئيس الفرنسي الأسبق، حسب تصريحه.
وبمناسبة ذكرى اغتيال والده (29 يونيو/ حزيران 1992)، أطلق ناصر بوضياف تصريحات للصحافة أمس، جاء فيها أن أبناءه يتهمون الجنرال محمد مدين المشهور بـ{توفيق} الذي كان رئيساً للاستخبارات العسكرية في تسعينات القرن الماضي، واللواء خالد نزار الذي كان وزيراً للدفاع وعضواً بـ«المجلس الأعلى للدولة»، برئاسة محمد بوضياف، بـ«تلقي تعليمات من الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران لتصفية والدي، لأنه كان يشكل تهديداً لمصالح فرنسا بالجزائر؛ ونزار ومدين كانا مكلفين بحماية هذه المصالح»، داعياً وزير العدل سليمان براهمي إلى استدعاء مدين ونزار لاستجوابهما حول القضية. ولأول مرة، يقحم ناصر بوضياف الرئاسة الفرنسية في الجريمة التي لا يزال الغموض يكتنفها. وسبق أن اتهم ناصر رجال السلطة الجزائريين بالوقوف وراء حادثة الاغتيال، غير أن السلطات لم تأخذ هذه الاتهامات بعين الاعتبار، كما أن بوضياف لم يقدم أي دليل على ما صرح به.
يشار إلى أن قيادة الجيش اتهمت مدين بـ«التآمر على سلطة الدولة، والمس بالجيش»، وسجنته في الرابع من مايو (أيار) الماضي، مع السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، ومدير الاستخبارات سابقاً بشير طرطاق، ومرشحة رئاسية 2014 لويزة حنون. أما نزار، فقد أخذ تقاعده منذ سنين طويلة، ويدير مع أبنائه شركات واستثمارات.
وقتل بوضياف بالرصاص عندما كان يلقي خطاباً في قاعة فسيحة بمدينة عنابة (600 كلم شرق العاصمة). وكان الملازم لمبارك بومعرافي، أحد الضباط المكلفين بحراسته، وراء الرئيس الراحل، وهو من أطلق النار عليه بسلاحه الرشاش. وقد أدانته محكمة الجنايات بالعاصمة بالإعدام، لكن الحكم لم ينفذ بسبب تخلي الجزائر عن تطبيق هذا النوع من الأحكام منذ 1993، فتحولت عقوبته إلى السجن مدى الحياة. ولم ينطق بومعرافي بكلمة واحدة خلال المحاكمة التي جرت عام 1994، ودامت 15 يوماً. وقد نجا من حادثة تمرد مساجين وقعت في 1995، وقتل فيها 90 سجيناً، أغلبهم إسلاميون مدانون بتهمة الإرهاب. والرواية الرسمية لاغتيال بوضياف لا يصدقها عامة الناس والأوساط السياسية والإعلامية في البلاد. وما هو شائع أن مسؤولين بارزين قتلوه، بحجة أنه أبدى عزماً على محاسبتهم لضلوعهم في فضائح فساد خطيرة. وقد صرح نجله في وقت سابق بأنه «يشعر بعدم جدوى البحث عن المجرمين الحقيقيين بسبب أوضاع البلاد المتردية سياسياً واقتصادياً».
يشار إلى أن اللواء نزار يتعامل بحساسية بالغة مع من يعتبره مسؤولاً عن «العشرية السوداء» (سنين الصراع مع الإرهاب)، وهو يواجه منذ 10 سنوات متاعب بمحاكم أوروبية بسبب بلاغات لجزائريين تتهمه بتعذيب وقتل أشخاص خلال فترة توليه مسؤوليات أمنية، وقد كان يوصف في فترة من الفترات بـ«الحاكم الفعلي للبلاد».
وقد تردد اسم الجنرال مدين أمس في قضية أخرى، ومن المفارقات أنها مرتبطة بباريس. فقد نقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية عن عائلات رجال دين فرنسيين قتلوا في الجزائر عام 1996 مطالبتها القضاء المحلي، الذي يجري تحقيقاً في القضية، باستدعاء مدين والرئيس السابق بوتفليقة.
وأكد باتريك بودوان، محامي عائلات الرهبان البالغ عددهم سبعة، أن التطورات السياسية الجارية في الجزائر «تشجعنا على أن نطلب من القضاة (الفرنسيين) إيفاد إنابة قضائية دولية جديدة (إلى الجزائر)، بهدف سماع الجنرال مدين والسيد بوتفليقة، إن سمحت حالته الصحية بذلك، حول ظروف الحادثة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.