سوريا «حاضرة» في «قمة العشرين»... وخلاف أميركي ـ تركي حول الأكراد

TT

سوريا «حاضرة» في «قمة العشرين»... وخلاف أميركي ـ تركي حول الأكراد

أكدت مصادر دبلوماسية غربية، أمس، أن الملف السوري حضر بجوانبه المختلفة في اللقاءات الثنائية على هامش قمة «مجموعة العشرين» في أوساكا، خلال اليومين الماضيين، في وقت شكل أكراد سوريا نقطة خلاف أميركية - تركية على هامش القمة.
وتأرجح حضور «الملف السوري» بين بحث الجانبين الأميركي - الروسي في «تقليص النفوذ الإيراني» ودعوة دول أوروبية لموسكو وأنقرة لإنقاذ اتفاق خفض التصعيد في إدلب، وصولاً إلى التوتر الأميركي - التركي بسبب دعم واشنطن لأكراد سوريين، أو شراء أنقرة منظومة «إس 400» بموجب تفاهمات روسية - تركية في سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مدينة أوساكا اليابانية، أمس، إن بعض حلفاء تركيا يساندون الهجمات الإرهابية داخل سوريا، من دون تسمية أي دولة. وأضاف: «بعض حلفائنا يدعمون جماعات مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية التي ارتكبت عمليات تطهير عرقية وتجنيد القصر وإجبار الأشخاص على الهجرة». وتابع إردوغان أن هناك «مشكلات خطيرة وتناقضات خطيرة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب في سوريا.
من جهته، قال الرئيس ترمب إن تركيا «استعدت» للهجوم والقضاء على الحلفاء الأكراد لواشنطن في سوريا، إلى أن تدخل وطلب من الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وقف ذلك. وأضاف: «كان يسعى للقضاء على الأكراد. لقد قلت له لا يمكنك القيام بذلك ولم يفعل ذلك». وكان ترمب يشير إلى نهاية العام الماضي عندما حشدت تركيا قواتها وفصائل سورية معارضة للتوغل في مناطق تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية شرق نهر الفرات، إلى أن اتصل ترمب بإردوغان، وطلب منه وقف ذلك والبحث في إقامة منطقة أمنية تفصل بين تركيا والأكراد.
وأكد الرئيس ترمب لنظيره التركي أن عملية شراء أنقرة لمنظومة صواريخ «إس - 400» الدفاعية الروسية تعد «مشكلة».
وأعربت واشنطن مراراً عن معارضتها الصفقة وأمهلت تركيا حتى 31 الشهر المقبل للتخلي عنها إذ اعتبرت أن شراء أنقرة للمنظومة الروسية يتعارض مع مشاركتها في برنامج مقاتلات «إف - 35» الأميركي.
وقالت مصادر دبلوماسية إن صفقة «إس 400» تساهم في قيام روسيا، بغض النظر عن بطء تركيا، في تنفيذ تعهداتها بـ«محاربة الإرهاب» في إدلب، بموجب اتفاق سوتشي بين البلدين. كما يساهم ذلك بقيام موسكو بالضغط على دمشق لعدم القيام بعملية عسكرية واسعة في إدلب كي لا يتدفق نازحون إلى حدود تركيا.
وكان موضوع النازحين وإدلب ضمن قضايا بحثت بين إردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في أوساكا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، إن المحادثات تطرقت إلى تطورات الأوضاع في سوريا ودعم الاتحاد الأوروبي للاجئين السوريين في تركيا، والذين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين لاجئ.
إلى ذلك، قالت المصادر الدبلوماسية إن الرئيسين ترمب وبوتين بحثا خلال قمتهما أول من أمس، في أوساكا، نتائج الاجتماع الثلاثي لرؤساء مجالس الأمن القومي الأميركي - الروسي - الإسرائيلي في القدس الغربية الأسبوع الماضي.
وكانت واشنطن قدمت لموسكو خطة من ثماني نقاط لحل الأزمة السورية لتنفيذ القرار الدولي 2254 وتقليص نفوذ إيران ومسائل أخرى. وتناول الاجتماع الثلاثي ذلك و«أهمية خروج جميع القوات الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.