انقلابيو اليمن يضعون محافظهم المستقيل في ذمار قيد الإقامة الجبرية

TT

انقلابيو اليمن يضعون محافظهم المستقيل في ذمار قيد الإقامة الجبرية

أفادت مصادر يمنية في محافظة ذمار (جنوب صنعاء) بأن الميليشيات الحوثية وضعت محافظها المستقيل محمد المقدشي تحت الإقامة الجبرية، غداة تقديمه استقالته لزعيم الجماعة واتهامه للقيادات الحوثية القادمة من صعدة بالفساد.
وذكرت المصادر أن مقربين من المقدشي فقدوا الاتصال به بعد أن اقتادته مجموعة حوثية من جهاز الأمن الوقائي الحوثي إلى مكان غير معلوم، مرجحة أنه وضع تحت الإقامة الإجبارية في صنعاء.
ووفق ما ذكرته المصادر، رشحت الجماعة الحوثية قيادياً في الجماعة من سلالة زعيمها ويدعى الوشلي لتولي منصب المحافظ المقدشي الذي ضاق ذرعاً بفساد القيادات القادمة من صعدة وقيام المشرف الحوثي فاضل المشرقي بسلب صلاحياته.
وتحدثت مصادر مطلعة في صنعاء عن توجه حوثي لتصفية كل القيادات القبلية الموالية للجماعة من المناصب، في سياق التمكين السلالي لأقارب الحوثي والقيادات القادمة من صعدة وعمران.
ورجحت المصادر إطاحة الميليشيات في الأيام المقبلة بمحافظي الجماعة في إب والبيضاء وتعز، خصوصاً في ظل وجود اتهامات لهم بأنهم تقاعسوا في عمليات تحشيد المجندين وجباية الأموال.
وكان القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعين أميناً عاماً للمجلس المحلي في صنعاء أمين جمعان قدم استقالته هو الآخر قبل أيام، بعد ما ضيق عليه المشرفون الحوثيون ومنعوه من ممارسة صلاحياته المحلية.
واستعرض القيادي المقدشي، في بيان استقالته، ما قال إنها إنجازاته في المحافظة منذ توليه المنصب، وقال إن جهوده اصطدمت «بظهور عوائق وعقبات لا مبرر لها، تصاعدت لتصل إلى حدود مبالغ فيها، لدرجة افتعال أزمات، وخلق إشكاليات الهدف منها إثارة الفتن والخلافات».
وتابع محافظ الجماعة المستقيل، في بيانه، بالقول: «ظلت الأمور تسير في جهة واحدة نحو المجهول، وظهرت معها عمليات فساد وتحول مفاجئ لأشخاص لهاوية الفساد، وجني مكاسب شخصية، واختلالات في العمل الإداري في المكاتب، وتدخلات غير منطقية في الاختصاصات، والأخطر من كل ذلك الانحراف الكبير لبعض المديرين والمسؤولين»، في إشارة إلى قادة الجماعة الحوثية القادمين من صعدة.
واتهم المقدشي، القيادات الحوثية، بأنهم يعملون لمصلحتهم الشخصية، ويتخلون عن خدمة السكان، وقال إنه أصبح عاجزاً عن القيام بمهامه، ووصلت الأمور معه إلى «حد لا يطاق»، بعد أن تصاعدت الاختلالات، وأصبحت «خارج المعقول»، على حد تعبيره.
وأوضح أن كثيراً من مهامه خرجت من صلاحياته، وتفاقم العبث والعشوائية، لدرجة أنه أصبح عاجزاً عن إقالة أو عزل الموظفين الفاسدين، مشيراً إلى تشكل قوى جديدة في المحافظة؛ في إشارة إلى المنتمين إلى سلالة الحوثي، وقال إن «هناك قوى استحدثت وتكونت داخل المحافظة لتكوين لوبي فساد للسيطرة والتحكم في موظفي ومسؤولي وقيادة المحافظة، والتحكم في سلطة المحافظة وتسييرها».
وفي حين زعم القيادي الحوثي أنه قدم استقالته بعد عجزه التام عن تقديم شيء، طالباً من زعيم الميليشيات قبول استقالته، وتعيين من يراه مناسباً للمنصب، أكد أنه سيحتمي بقبيلته، ولن يرضخ للقيادات الحوثية التي باتت تتحكم بكل شيء في المحافظة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.