محمد بن سلمان يصل إلى أوساكا ويترأس وفد بلاده في قمة العشرين

يلتقي الرئيسين الأميركي والروسي ورئيسة وزراء بريطانيا على هامش القمة

الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى مطار كانساي الدولي في أوساكا (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى مطار كانساي الدولي في أوساكا (واس)
TT

محمد بن سلمان يصل إلى أوساكا ويترأس وفد بلاده في قمة العشرين

الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى مطار كانساي الدولي في أوساكا (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى مطار كانساي الدولي في أوساكا (واس)

يرأس الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، اليوم، وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين التي ستعقد على مدار يومي 28 و29 من يونيو (حزيران) الحالي في مدينة أوساكا اليابانية بحضور جميع رؤساء دول القمة.
وسيلتقي الأمير محمد بن سلمان، عدداً من زعماء وقادة دول العشرين على هامش انعقاد القمة. وينتظر أن تبحث اللقاءات سبل تعزيز التعاون وتطورات الأحداث في المنطقة، والجهود المبذولة لاستقرار الإمدادات النفطية والعلاقات الثنائية بين الرياض وعواصم الدول الأوروبية.
وذكرت وكالة «بلومبرغ»، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيلتقي ولي العهد السعودي غداً (السبت) على هامش القمة. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم البيت الأبيض هوغان غيدلي، أن الرئيس ترمب سيتناول الإفطار مع ولي العهد السعودي قبل اجتماع مرتقب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ. وأضافت أن هذين الاجتماعين من أبرز الاجتماعات المرتقبة خلال قمة مجموعة العشرين في أوساكا.
وكان الكرملين قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي، السبت، ولي العهد السعودي. وسيناقش بوتين مع الأمير محمد بن سلمان زيارته المقررة إلى السعودية في أكتوبر (تشرين الأول).
وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إن ماي ستجتمع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، السبت؛ لبحث التوتر المتصاعد بسبب نزاع بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي، والعمليات الإرهابية التي شهدتها الملاحة البحرية في الخليج.
ووصل ولي العهد السعودي يوم أمس على رأس وفد السعودية المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين إلى مدينة أوساكا اليابانية، في حين تقدم مستقبليه بمطار كانساي الدولي، وزيرة الدولة اليابانية توشيكو آبي، قبل توجه ولي العهد في موكب رسمي إلى المقر المعد لإقامته.
وكان ولي العهد السعودي غادر في وقت سابق أمس، جمهورية كوريا الجنوبية عقب زيارة شهدت تعزيزاً للعلاقات الاقتصادية والشراكة الاستراتيجية وتوقيع الجانبين على حزمة اتفاقيات ومذكرات تعاون مشترك، في حين كان في وداع الأمير محمد بن سلمان بمطار القاعدة الجوية في العاصمة سيول، وزير الدفاع بجمهورية كوريا جونغ كيونغ دو، وعدد من كبار المسؤولين.
وبعث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، إثر مغادرته سيول، ببرقية للرئيس مون جاي - إن أعرب خلالها عن بالغ امتنانه وتقديره لما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
وقال ولي العهد السعودي في برقيته «لقد أكدت المباحثات التي أجريناها متانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في تعزيز التعاون بجميع المجالات في إطار (الرؤية السعودية - الكورية 2030)، وبما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وفخامتكم».
من جهة أخرى، أكد نايف الفهادي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان، أن بلاده بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تعيش حراكاً إصلاحياً غير مسبوق قفز بمكانتها الدولية في مؤشرات التنافسية العالمية إلى مراتب عالمية متقدمة، مشيراً إلى أن الإصلاحات الشاملة التي شهدتها المملكة مؤخراً، وخصوصاً الاقتصادية، ساهمت بقوة في تعزيز صورة المملكة عالمياً ورفع مستوى تأثيرها في المحافل الدولية.
وأضاف أن الاهتمام العالمي الكبير بمشاركة المملكة في قمة مجموعة دول العشرين التي تستضيفها مدينة أوساكا اليابانية برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، تؤكد رغبة المجتمع الدولي في التعامل مع المملكة بصفتها شريكاً قوياً يملك الكثير من الفرص والمجالات الجاذبة، مؤكداً أن مشاركة المملكة في هذه القمة العالمية تعد فرصة لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات الاستراتيجية، واستعراض الإصلاحات الاقتصادية التي تعمل المملكة على إنجازها لتسهيل ممارسة الأعمال وتمكين الاستثمارات الأجنبية.
وأشار إلى أن ولي العهد عبر «رؤية المملكة 2030» قاد الكثير من الإصلاحات لخدمة بيئة الأعمال في المملكة، ورفع تنافسيتها بين دول العالم بما يحقق تحسين وتطوير البيئة التنافسية، والارتقاء بترتيب المملكة في المؤشرات العالمية، إضافة إلى مواجهة التحديات التي تواجه القطاع الخاص ودعم الحلول والمبادرات لمعالجتها.
ولفت السفير الفهادي إلى أن القمة العالمية تُعقد في وقت نجحت فيه المملكة بالتقدم في الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2019 IMD، وحصلت على المرتبة الـ26، متقدمة 13 مرتبة عن العام الماضي، لتحتل المرتبة السابعة من مجموعة دول العشرين؛ الأمر الذي يعكس التطور الاقتصادي الذي تشهده المملكة، حيث إن كتاب التنافسية العالمية يعتمد في تقييمه على قياس الكفاءة الحكومية، وكفاءة الأعمال، والتطوير في البنية التحتية.
ورحب الفهادي بانعقاد قمة مجموعة دول العشرين في دولة اليابان الصديقة؛ نظراً لكونها إحدى أهم الدول الشريكة في الاقتصاد السعودي؛ وتعد ثاني أكبر مصادر المملكة لرأس المال الأجنبي وثالث أكبر الشركاء التجاريين للمملكة، وقد شهدت مؤخراً نجاح أعمال منتدى «الرؤية السعودية - اليابانية 2030» بمشاركة أكثر من 300 اقتصادي من البلدين، بحثوا الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات الاستراتيجية في المملكة.
من جهته، أكد تسوكاسا إيمورا، سفير اليابان لدى المملكة العربية السعودية، تصميم بلاده على بناء علاقات أكثر مع المملكة، واصفاً في الوقت نفسه زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، لليابان بأنها مشجعة لزخم العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى أن «رؤية 2030» تعزز ظهور المملكة بوجه مشرق للعالم.
وأشار السفير الياباني في تصريحات إعلامية إلى أن علاقات الرياض وطوكيو تطورت في القرن الماضي بشكل أساسي في جانب تجارة النفط والمعاملات التجارية، مبيناً أن بلاده تستورد أكثر من مليون برميل من النفط من المملكة لتكون هي أكبر مورد للنفط لليابان إلى جانب عدد كبير من المشروعات المشتركة والمشروعات الاستثمارية الجارية.
ونوّه السفير اليابان بمساعي بلاده لتنويع علاقات الشراكة الاستراتيجية مع المملكة، مستشهداً بذلك على الحوارات السياسية الدورية والتعاون لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال من الأمثلة، وقال: «نحن مصممون على بناء علاقات أكثر مع السعودية كشركاء لا يستغني أحدهما عن الآخر».
وأشار السفير تسوكاسا إيمورا إلى أنه منذ زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز، لليابان في مارس (آذار) 2017، وزيارة الأمير محمد بن سلمان، الأخيرة في أغسطس (آب) 2016، وتوقيع البلدين «رؤية المملكة العربية السعودية اليابان 2030»، تم تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في الكثير من المجالات، واستمر كلا القطاعين العام والخاص في اليابان في مواصلة التعزيز الكامل لمشاريع «الرؤية» في ظل شراكة استراتيجية ثابتة مع المملكة العربية السعودية.
وحيال رئاسة السعودية قمة مجموعة العشرين بعد قمة أوساكا، أعرب سفير اليابان عن تأكيده بأن المملكة ستواصل تعزيز ما سيتم إنجازه في أوساكا، وستسهم المملكة كثيراً في قضايا التجارة والطاقة العالمية بوصفها دولة رائدة في التجارة الحرة ورائدة في انتقال الطاقة من الاعتماد على النفط إلى شكل جديد من مزيج الطاقة بما في ذلك الطاقة المتجددة.


مقالات ذات صلة

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الخليج الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

أكدت السعودية وبريطانيا ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي محمد السوداني (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان والسوداني يبحثان مستجدات المنطقة

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي، مستجدات الأحداث في المنطقة، وتطورات الأوضاع الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية أطفال يحتفلون بالإعلان التاريخي في كورنيش جدة (تصوير: علي خمج) play-circle 00:53

السعودية مونديالية في 2034... «أهلاً بالعالم»

بعد 6 أعوام من الترقب والانتظار، عاش المواطنون المحتشدون في الساحات والميادين العامة في السعودية، وكذلك من هم خلف الشاشات، تفاصيل اللحظة الفارقة والأهم.

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة سعودية القطاع الرياضي السعودي يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة (واس)

السعودية: هيئة عُليا لاستضافة كأس العالم 2034

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034 برئاسته.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس) play-circle 01:22

ولي العهد يهنئ خادم الحرمين بفوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

هنأ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بمناسبة فوز السعودية رسمياً باستضافة بطولة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية وعُمان تبحثان تعزيز الدور الإقليمي والدولي

جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
TT

السعودية وعُمان تبحثان تعزيز الدور الإقليمي والدولي

جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)

رأس الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، ونظيره العُماني بدر البوسعيدي، الخميس، الاجتماع الثاني لـ«مجلس التنسيق» المشترك، في محافظة العُلا، الذي ينعقد تأكيداً للروابط التاريخية الوثيقة بين البلدين، وتنفيذاً لتوجيهات قيادتيهما.

وقدَّر وزير الخارجية السعودي الجهود المبذولة في تعزيز علاقات البلدين، التي تسير تحت رعاية وحرص من قيادتيهما، بخطى ثابتة نحو ترسيخ التعاون وتعزيز الدور الإقليمي والدولي، بما يُسهم في إرساء أمن واستقرار المنطقة، وتحقيق تطلعات شعبيهما.

الأمير فيصل بن فرحان لدى ترؤسه الاجتماع في العلا (واس)

وأكد، خلال الاجتماع، أن توافق وجهات النظر في مجمل القضايا بين السعودية وعُمان يوضح أهمية مواصلة التنسيق المستمر بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان أن هذا الاجتماع يأتي امتداداً للأول الذي استضافته السلطنة في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وشهد إطلاق أولى مبادرات اللجان المنبثقة عن المجلس والبالغة 55 مبادرة، مشيداً بجهودها ومتابعتها أعمالها، وحالة سير تنفيذها.

الوزير بدر البوسعيدي يتحدث خلال الاجتماع (واس)

بدوره، عدّ وزير الخارجية العُماني المجلس «منصة استراتيجية تُجسّد إرادة القيادتين لتعزيز التعاون الثنائي، الذي لا يقتصر على خدمة مصالحهما المشتركة، بل يمتد ليُسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي، خاصة مع التحديات الراهنة التي تستدعي تكثيف التنسيق الدبلوماسي والاقتصادي».

وهنّأ البوسعيدي السعودية بفوزها باستضافة كأس العالم 2034 لكرة القدم، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس الرؤية الطَّموح لقيادتها، ويُعزِّز سجل المملكة الحافل بالإنجازات المشرّفة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وزير الخارجية السعودي ونظيره العُماني في جولة على معالم العلا (واس)

وعقب الاجتماع، شهد الوزيران إبرام مذكرة تفاهم في مجالي الدراسات الدبلوماسية والتدريب، وقّعها السفير الدكتور سعود الساطي وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون السياسية، ونظيره العماني الشيخ خليفة بن علي الحارثي.

حضر من الجانب السعودي، الدكتور هشام الفالح مساعد وزير الداخلية، والدكتور سعود الساطي، والدكتور إبراهيم بن بيشان السفير لدى عُمان، والبراء الإسكندراني وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط للشؤون الاقتصادية الدولية، ومحمد آل صاحب وكيل وزارة الاستثمار لتطوير الاستثمارات، والمهندس فهد الحارثي أمين عام المجلس، وبمشاركة ممثلي اللجان.

الأمير فيصل بن فرحان وبدر البوسعيدي شهدا توقيع اتفاقية بين وزارتي خارجية البلدين (واس)