الحكومة المغربية تتجه لاعتماد إصلاح شامل للنظام الجبائي

TT

الحكومة المغربية تتجه لاعتماد إصلاح شامل للنظام الجبائي

تتجه الحكومة المغربية إلى إصلاح شامل للنظام الجبائي ابتداء من العام المقبل، وإعداد مشروع قانون يضع برنامجاً لهذا الإصلاح على مدى خمس سنوات، يستهدف مختلف أنواع الجبايات، سواء على مستوى الدولة أو الجماعات الترابية (البلديات) أو الرسوم شبه الضريبية.
وعرض محمد بنشعبون وزير الاقتصاد والمالية المغربي، أمس، خلال اجتماع الحكومة خلاصات ونتائج المناظرة الوطنية الثالثة حول الجبايات التي نُظّمت تحت شعار «العدالة الجبائية»، والتي سيتم أخذها بعين الاعتبار في صياغة مشروع قانون الإطار المتعلق ببرمجة مختلف مراحل إصلاح النظام الجبائي، الذي سيشكل مرجعاً لقوانين المالية للسنوات الخمس المقبلة.
وذكر وزير الاقتصاد المغربي خلال اجتماع الحكومة، أمس، أن الإصلاح الضريبي تفرضه «الحاجة إلى تحفيزات لإنتاج استثمارات منتجة للشغل والثروة، وتجاوز الوضعية الصعبة للمقاولة الصغرى والمتوسطة، والتفاعل مع المطالب الاجتماعية، ومواجهة ظاهرة الغش والتملص الضريبي وإعادة الثقة بين الملزمين والإدارة الضريبية».
وأوضح بنشعبون أن الإجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها عند تنفيذ الإصلاح الضريبي ستتجه إلى تخفيف العبء الضريبي، وتكريس الحياد الضريبي، والملاءمة مع المعايير الدولية في الحكامة، وتشجيع القطاعات الاستراتيجية ذات الاستثمار المنتج، وإصلاح منظومة التحفيزات الجبائية، وتعزيز ضمانات وحقوق الملزمين (الذين يؤدون الضرائب)، فضلاً عن إصلاح نظام الجبايات المحلية والرسوم شبه الضريبية، وتعزيز الحكامة الجيدة.
ومن أبرز التوصيات التي صدرت عن مناظرة إصلاح الجبايات، التأكيد على التزام الدولة بالحرص على احترام القانون من طرف الجميع، والعمل على احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الأساسية للملزمين، والحرص على ملاءمة قواعد القانون الجبائي للقواعد العامة للقانون، وترسيخ مبدأ المساواة أمام الضريبة، والحفاظ على التوازنات الاقتصادية.
كما أوصت بالإنصاف الضريبي من خلال «تكريس مبدأ الدخل العام، وتوسيع نطاق الضريبة على القيمة المضافة لتشمل جميع الأنشطة الاقتصادية من خلال تحويل تلك الموجودة خارج نطاق التضريب إلى إعفاءات أو إخضاعها لسعر «صفر»، إن اقتضت الضرورة ذلك، وتوحيد قواعد الوعاء، وتوحيد وملاءمة المعالجة الجبائية لزائد القيمة العقارية»، وتكريس واجب الشفافية والحق في المعلومة، والأمن القانوني للملزم، وتوازن الحقوق بين الملزم والإدارة. وأوصت المناظرة أيضاً بدعم التماسك الاجتماعي، عبر تخصيص حصة من مداخيل الضريبة على القيمة المضافة لتعميم التغطية الاجتماعية، ومراجعة شاملة للجبايات المحلية، ومراجعة الأسعار والطرق الجزافية لتحديد الضريبة.
وعلى مستوى الحكامة الجيدة، ركزت التوصيات على مقاربات جديدة من أجل انخراط أفضل في الضريبة، ومواصلة مجهودات العصرنة والرقمنة، والاشتغال التوافقي بين الأنظمة المعلوماتية للإدارات، ومحاربة الرشوة، وإحداث مجلس وطني للاقتطاعات الضريبية.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.