واشنطن قد تفرض عقوبات إذا استمر استهداف المتظاهرين

وفد الكونغرس يرجئ زيارة للخرطوم لأسباب أمنية

TT

واشنطن قد تفرض عقوبات إذا استمر استهداف المتظاهرين

أعلنت النائبة في مجلس النواب الأميركي، كارين باس، أن الزيارة التي كان يستعدّ وفد من الكونغرس القيام بها الأسبوع المقبل إلى السودان، قد أُلغِيت لأسباب أمنية، بعد توصيات من السلطات الأمنية الأميركية.
وخلال جلسة استماع للمجلس حول السودان عقدت، مساء أول من أمس، حذرت باس من الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، قائلة إن وفد الكونغرس الذي كان يستعد للتوجه إلى الخرطوم أرجأ زيارته بعد تزايد المخاوف الأمنية مما يجري في السودان.
في هذا الوقت حذرت ماكيلا جيمس نائبة مساعد وزير الخارجية لشرق أفريقيا والسودان، خلال جلسة الاستماع نفسها، من أن واشنطن تدرس جميع الخيارات، بما في ذلك العقوبات المحتملة، إذا كان هناك المزيد من العنف بعد الهجمات الدامية التي تعرض لها المتظاهرون في الخرطوم، أوائل هذا الشهر. ويستعد السودانيون لتسيير مليونية في الثلاثين من يونيو (حزيران) حزيران الحالي.
وأضافت أن تلك العقوبات يمكن أن تشمل إصدار التأشيرات والعقوبات الاقتصادية، مؤكدة أن واشنطن «تريد استخدام الأداة الصحيحة، واستهداف الأشخاص المناسبين». وأبلغت جيمس لجنة الشؤون الخارجية لأفريقيا في مجلس النواب أن واشنطن تعتقد أن أفضل نتيجة ممكنة في السودان هي اتفاق بين السلطات العسكرية وهيئة الحرية والتغيير المعارضة.
وأشادت جيمس بجهود الوساطة التي قادتها إثيوبيا، وقالت إن واشنطن أوضحت «بعبارات شديدة القوة» أن حكومة عسكرية أحادية الجانب لن تكون مقبولة. وقالت جيمس إن دولاً إقليمية ومجاورة بينها السعودية والإمارات، أبلغت المسؤولين الأميركيين بأنهم يريدون حكومة انتقالية في السودان بقيادة مدنية «لأن أي شيء آخر قد يؤدي إلى عدم استقرار إقليمي أوسع».
وأضافت جيمس أن واشنطن وقوى دولية أخرى والأمم المتحدة أبلغت المجلس العسكري رسالة قوية تحذره من استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، وبأن استخدامه مجدداً ضد المتظاهرين كما جرى في الثالث من هذا الشهر ستكون له عواقب عدة.
وعينت وزارة الخارجية الأميركية دونالد بوث مبعوثاً خاصاً إلى السودان في العاشر من الشهر الحالي. ويخوض المجلس العسكري الحاكم في السودان صراعاً مفتوحاً مع ائتلاف المعارضة السودانية حول الشكل الذي يجب أن تتخذه الحكومة الانتقالية بعد إقالة الجيش واحتجازه الرئيس عمر البشير في 11 أبريل (نيسان).



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.