الداخلية المصرية تعلن مقتل 7 شرطيين و4 إرهابيين في سيناء

إعادة محاكمة هشام عشماوي في 5 قضايا

TT

الداخلية المصرية تعلن مقتل 7 شرطيين و4 إرهابيين في سيناء

بعد هدوء دام لنحو عامين بمدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء في مصر، نفذ مسلحون 3 هجمات شبه متزامنة على حواجز أمنية، ما أسفر عن سقوط 7 ضحايا من قوات الشرطة بينهم ضابط برتبة نقيب، ومقتل 4 من المهاجمين.
وقالت وزارة الداخلية المصرية، أمس، إن «مجموعة من العناصر الإرهابية هاجمت منطقة تمركزات قوات الشرطة جنوب غربي العريش». وأضافت، في بيان، أن قوات الأمن تصدت للمهاجمين، لكن «المواجهات أسفرت عن استشهاد ضابط و6 مجندين، ومقتل 4 من تلك العناصر انفجر في أحدهم حزام ناسف كان يرتديه». وأشارت إلى أنه «تم العثور بحوزتهم (المهاجمين) على أحزمة ناسفة، وأسلحة آلية، وقنابل يدوية»، موضحة أن قوات الأمن تقوم بحملة لتعقب «العناصر الإرهابية».
وهذا الهجوم هو الثاني من نوعه في محيط مدينة العريش الحيوية، خلال الشهر الحالي، إذ نفذ مسلحون ينتمون لتنظيم «داعش» الإرهابي، بالتزامن مع صبيحة أول أيام عيد الفطر، عملية استهدفت كميناً أمنياً غرب العريش، ما أسفر عن مقتل 8 من قوات الشرطة و5 من المهاجمين.
وجاء الهجومان اللذان وقعا الشهر الحالي، بعد عامين من عودة الحياة لطبيعتها في العريش. وكانت آخر عملية إرهابية في المدينة في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 عندما استهدف مسلحون مقراً لأحد البنوك واستولوا على أموال من خزانته، وقتلوا 3 من قوات الشرطة.
وتحدث مصدر مصري مطلع على التحقيقات الجارية بشأن الهجوم الجديد إلى «الشرق الأوسط»، أمس، مُشترطاً عدم ذكر اسمه، فقال إن «العناصر الإرهابية تسللت إلى داخل مدينة العريش قبل موعد فرض حالة حظر التجوال الذي يمتد من الواحدة بعد منتصف كل ليلة حتى الخامسة صباحاً، وحاولت في زمن موحد إطلاق النار عن بعد على 3 ارتكازات أمنية متقاربة في مناطق الموقف، والإسعاف، وجسر الوادي وسط المدينة، بينما حاول عنصران انتحاريان الوصول إلى أحد هذه الأكمنة».
وتابع المصدر أن «قوة التأمين تمكنت من إطلاق النار على عنصر انفجر به حزامه الناسف، وتحول إلى أشلاء بينما تم قتل آخر، وتبيّن أنه يحمل حزاماً ناسفاً، فيما قتل اثنان آخران وعثر بحوزتهما على قنابل يدوية».
ونفذت قوات الأمن في الأيام التالية لهجوم «عيد الفطر»، مطلع الشهر الحالي، عمليات مداهمة لمناطق عدة، وقالت إن 26 من المتورطين في الهجوم قتلوا خلال 3 مواجهات مع الأجهزة الأمنية.
وأفاد محمد سلام (30 عاماً) وهو موظف بقطاع التعليم في العريش، بأنه اعتاد مع كثير من أصدقائه السهر ليلاً على مقاهي منطقة جسر الوادي التي تنتشر على جانب مجرى وادي العريش الجاف المار بوسط المدينة. وقال لـ«الشرق الأوسط» أمس: «فوجئنا بسماع أصوات إطلاق نيران بكثافة، وصراخ الأهالي، وعلى الفور غادر الجميع أماكنهم وسادت حالة من الخوف، وشاهدنا سيارات إسعاف تهرع إلى المكان».
بدوره، أشار محمد حسني، وهو موظف أربعيني يعمل بمديرية أوقاف العريش، إلى أنه كان يوجد في منطقة الرفاعي التي تضم سوقاً ومجمعاً للمواقف بوسط المدينة، وكان في طريقه للذهاب إلى حي الضاحية بعد التسوق، فسمع صوت انفجار قوي وشاهد اشتعال النيران قرب ارتكاز أمني في الميدان بجوار نقطة الإسعاف. وتابع أن «قوات الأمن أغلقت المكان على الفور، فيما شاهدنا أشخاصاً يتحركون بسرعة وتطاردهم القوات، وظللنا لنحو 3 ساعات في شوارع جانبية قرب موقف السيارات».
وشهدت مدينة العريش صباح أمس انتشاراً طبيعياً للمارة في الشوارع وخصوصاً الحيوية، فيما فتحت المصالح الحكومية أبوابها للمتعاملين، وكذلك أدى طلبة المدارس الثانوية للشعبة العلمية الامتحان بمادة الكيمياء، وكذلك فتحت الأسواق والمحلات أبوابها بصورة طبيعية.
وأكد السيد علي (65 عاماً)، وهو صاحب محل بشارع 23 يوليو الحيوي في العريش، لـ«الشرق الأوسط»، أنه يمارس وغيره من التجار أصحاب المحلات عملهم «بشكل طبيعي» ونوه بأن «حركة البيع تجري بشكلها المعتاد».
وتقاتل قوات الأمن المصرية منذ سنوات مجموعات مسلحة في شمال سيناء تَدين في معظمها بالولاء لتنظيم «داعش». وفي فبراير (شباط) 2018 بدأت قوات الجيش بمشاركة الشرطة عملية واسعة النطاق ضد تلك المجموعات. وتراجعت وتيرة الهجمات الإرهابية ضد قوات الأمن خلال الفترة الماضية، فيما أقدمت السلطات، قبل شهور، على إجراءات لتخفيف القيود المتعلقة بالسفر ونقل البضائع وتوفير الوقود في سيناء، والتي كانت تخضع لترتيبات صارمة لمنع وصولها إلى العناصر «الإرهابية» أو لمنع تسلل آخرين إلى المنطقة.
في غضون ذلك، نقلت «بوابة الأهرام» الإخبارية الرسمية، عن مصادر وصفتها بـ«المُطلعة»، أن هشام عشماوي، المطلوب المُدان غيابياً في قضايا إرهاب والذي تسلمته مصر من ليبيا أواخر الشهر الماضي، قد بدأت إجراءات إعادة محاكمته في 5 قضايا سبق الحكم عليه فيها أمام القضاء العسكري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.